قالت مجلة "+972" الإسرائيلية إن هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي أدى إلى انهيار "سياسة الفصل" التي تنتهجها إسرائيل منذ عقود تجاه غزة، وهو ما أدركه عضو مجلس الوزراء الحربي بيني غانتس ووزير الدفاع يوآف غالانت، لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو واليمين المتطرف لا يزالان يرفضان الاعتراف به.

وأوضحت المجلة -في تقرير بقلم ميرون رابوبورت- أن الخلاف داخل الحكومة الإسرائيلية بشأن "اليوم التالي" في غزة من الصعب فهمه، وأن غانتس برر انسحابه بمنع نتنياهو "النصر الحقيقي" من خلال الفشل في تقديم خطة قابلة للتطبيق لحكم القطاع بعد الحرب.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2بلومبيرغ: الحرارة الشديدة في مصر هذا الصيف نذير شؤم للاقتصادات العالميةبلومبيرغ: الحرارة الشديدة في مصر هذا ...list 2 of 2مجزرة النصيرات بلسان شاهدة عيان: لن نغفر ولن ننسىمجزرة النصيرات بلسان شاهدة عيان: لن نغفر ...end of list

وقد دأب غانتس، الذي انضم إلى الحكومة ومجلس الوزراء الحربي بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وزيرا من دون حقيبة، على حث نتنياهو على وضع خطته "لليوم التالي"، لكن رئيس الوزراء، الذي لديه مصلحة شخصية وسياسية في إطالة أمد الحرب، يرفض حتى الآن تقديم مثل هذا الاقتراح، رافضا استمرار دولة "حماسستان" واستبدالها "بفتحستان" تديرها السلطة الفلسطينية.

الخلافات أعمق

غير أن غانتس نفسه لا يملك خطة قابلة للتطبيق هو الآخر لأن اقتراحه استبدال حركة المقاومة الإسلامية (حماس) "بآلية حكم مدنية دولية" تضم بعض العناصر الفلسطينية مع الحفاظ على السيطرة الأمنية الإسرائيلية الشاملة، يلتقي في النهاية بما يريده نتنياهو وحلفاؤه من اليمين المتطرف من مواصلة الحرب إلى أجل غير مسمى، حسب الكاتب.

وحتى مطالبة غانتس وغالانت لنتنياهو بإعطاء الأولوية للتوصل إلى اتفاق مع حماس لإعادة المحتجزين، لا تصمد تحت الاختبار -حسب الكاتب- لأن أي اتفاق يستلزم انسحابا إسرائيليا، وسيؤدي إلى عودة حكم حماس أو السلطة الفلسطينية، وكلاهما غير مقبول، لا بالنسبة لغانتس وغالانت، ولا بالنسبة لنتنياهو وحلفائه اليمينيين المتطرفين.

الخلافات بين غانتس ونتنياهو أعمق بكثير من مسألة "اليوم التالي" في غزة، فالمشكلة هي أن قادة إسرائيل الآن في مأزق نتيجة انهيار "سياسة الفصل" التي تنتهجها إسرائيل منذ عقود، ولم يعد قادة إسرائيل قادرين على الحفاظ على وهمٍ مفاده أن قطاع غزة قد تم فصله عن الضفة الغربية.

وأوضح ميرون رابوبورت أن الخلافات أعمق بكثير من مسألة "اليوم التالي" في غزة، وهي أن قادة إسرائيل الآن في مأزق بسبب أن "سياسة الفصل" التي تنتهجها إسرائيل منذ عقود قد انهارت، ولم يعد قادة إسرائيل قادرين على الحفاظ على وهمٍ مفاده أن قطاع غزة قد تم فصله عن الضفة الغربية.

ويمكن إرجاع سياسة الفصل الإسرائيلية إلى أوائل التسعينيات عندما بدأت الحكومة، على خلفية الانتفاضة الأولى وحرب الخليج، بفرض نظام تصاريح على الفلسطينيين يحد من السفر بين الضفة والقطاع، وقد تكثفت هذه القيود خلال الانتفاضة الثانية وبلغت ذروتها في أعقاب "فك الارتباط" الإسرائيلي مع غزة في عام 2005 وصعود حماس لاحقا إلى السلطة.

وقد عمل نتنياهو على ترسيخ سياسة الفصل، ووسّع الصدع بين غزة والضفة من خلال توجيه الأموال إلى حكومة حماس في القطاع، معتقدا أن تقسيم الفلسطينيين جغرافيا وسياسيا من شأنه أن يحد من إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة.

يبدو أن الجيش سئم من هذا الفراغ بحيث لا أفق سوى القتال بلا نهاية وبلا هدف قابل للتحقيق، والإرهاق بين الجنود وجنود الاحتياط، ومواجهة متصاعدة مع الأميركيين الذين تربطهم بالمؤسسة الدفاعية الإسرائيلية علاقة وثيقة فريدة من نوعها

غير أن حماس أعلنت أن أحد أسباب هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 هو تحطيم الوهم بأن غزة كيان منفصل، وإعادة القطاع والقضية الفلسطينية برمتها إلى التاريخ، وقد نجحت في ذلك بلا شك، وفقما يقول الكاتب.

ومع ذلك ترفض إسرائيل باستمرار صياغة خطة متماسكة "لليوم التالي" لأن القيام بذلك يتطلب بالضرورة معالجة وضع القطاع ضمن السياق الإسرائيلي الفلسطيني الأوسع، وأي نقاش من هذا القبيل يقوّض بشكل أساسي سياسة الفصل التي تنتهجها إسرائيل بعناية.

فراغ إستراتيجي

وما دام فراغ السلطة في غزة قائما، فإن اليمين قادر على تحقيق ما يريد من استمرار الحرب وبقاء نتنياهو في منصبه، وتأجيل مفاوضات السلام، واحتمال "تهجير الفلسطينيين" من قطاع غزة، وهي الرغبة النهائية لوزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، أو "الإبادة الكاملة" للمراكز السكانية في غزة، وهو هدف وزير المالية بتسلئيل سموتريتش.

لكن يبدو أن الجيش سئم من هذا الفراغ بحيث لا أفق سوى القتال بلا نهاية وبلا هدف قابل للتحقيق، والإرهاق بين الجنود وجنود الاحتياط، ومواجهة متصاعدة مع الأميركيين الذين تربطهم بالمؤسسة الدفاعية الإسرائيلية علاقة وثيقة فريدة من نوعها.

مقترحات غالانت وغانتس بشأن الحكم الفلسطيني ليست جادة ولن تقبلها أي هيئة فلسطينية أو عربية أو دولية محترمة، لكنها كافية لتحدي خيارات نتنياهو وسموتريتش وبن غفير بشأن النسيان الأبدي لغزة، وإثارة غضبهم غير المقدس، وتقويض استقرار الحكومة.

وقد أدى استيلاء إسرائيل على معبر رفح إلى تقويض فكرة أنها لا تتحمل أي مسؤولية عما يحدث في قطاع غزة، وبالفعل أدرك غالانت أن السيطرة على المعبر وممر فيلادلفيا جعلت إسرائيل أقرب إلى إقامة حكومة عسكرية في القطاع دون قصد، ودون الاعتراف بذلك.

وخلص الكاتب إلى أن مقترحات غالانت وغانتس بشأن الحكم الفلسطيني ليست جادة ولن تقبلها أي هيئة فلسطينية أو عربية أو دولية محترمة، لكنها كافية لتحدي خيارات نتنياهو وسموتريتش وبن غفير بشأن النسيان الأبدي لغزة، وإثارة غضبهم غير المقدس، وتقويض استقرار الحكومة.

وتعبر تصريحات غانتس وغالانت أيضا عن اعتراف غير واعٍ بأن إسرائيل تواجه حاليا احتمالين لا ثالث لهما، إما تسوية تعترف بغزة كجزء لا يتجزأ من أي كيان سياسي فلسطيني وتشكيل حكومة فلسطينية موحدة، وإما حرب استنزاف، يأمل اليمين المسيحاني أن تنتهي بطرد أو إبادة الفلسطينيين، ولكنها ستنتهي على الأرجح كما انتهت حرب لبنان الأولى بانسحاب إسرائيلي تحت ضغط عسكري متواصل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات قادة إسرائیل سیاسة الفصل قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

شهداء ومصابون بقصف الاحتلال خيام النازحين بغزة

عرضت قناة القاهرة الإخبارية خبرا عاجلا يفيد بأن إعلام فلسطيني، قال إن هناك شهداء ومصابون بقصف الاحتلال خيام النازحين في خان يونس جنوب قطاع غزة.

تفاصيل مسودة اتفاق هدنة دائمة في غزة بين حماس وإسرائيلمصرع قائد دبابة إسرائيلي وإصابة ثلاثة آخرين بهجوم للمقاومة في غزةهشام الحلبي: الحرب على غزة تؤثر على اقتصاد الولايات المتحدةالجهامة: زيارة ماكرون لمستشفى العريش تعبير عن تقدير عالمي لجهود مصر تجاه غزة

أفاد موقع "واللا" الإسرائيلي، أمس الخميس، بأن مدير جهاز "الموساد"، ديفيد برنياع، سيجري زيارة إلى العاصمة القطرية الدوحة، لعقد لقاء مع رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في إطار سعي تل أبيب للتوصل إلى اتفاق جديد بشأن صفقة تبادل رهائن مع حركة "حماس"، وسط تعثر مستمر في مسار المفاوضات خلال الأشهر الماضية.

وبالتوازي مع ذلك، كشفت مجلة "المجلة" تفاصيل مسودة جديدة يُجرى التفاوض بشأنها حاليًا، وتهدف إلى إبرام اتفاق لوقف دائم لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس.

وتتضمن المسودة خطة مفصلة تمتد لعدة أسابيع، وتضع خارطة طريق تشمل الإفراج المرحلي عن رهائن إسرائيليين مقابل أسرى فلسطينيين، إلى جانب انسحاب تدريجي للجيش الإسرائيلي، وإدخال مساعدات إنسانية عاجلة إلى قطاع غزة.

بحسب ما نقلته المجلة، فإن المسودة تتضمن أنه في اليوم الأول من تنفيذ الاتفاق، يتم الإفراج عن الرهينة الأمريكي "إيدن ألكسندر"، بالتزامن مع إعلان إطار هدنة مؤقتة تمتد لـ 45 يومًا، يُفترض أن يتم خلالها التفاوض على تسوية نهائية.

في اليوم الثاني، تفرج حماس عن 5 رهائن إسرائيليين من "قائمة 59" التي سبق أن سلمتها لإسرائيل، بينما تطلق الأخيرة سراح 66 سجينًا محكومًا بالسجن المؤبد و611 أسيرًا آخر من قطاع غزة، مع التشديد على عدم إقامة احتفالات إعلامية خلال الإفراج. كما تبدأ المساعدات الإنسانية بالتدفق من جديد. في اليوم ذاته، يبدأ الجيش الإسرائيلي إعادة الانتشار في منطقتي رفح وشمال القطاع.


 

طباعة شارك غزة قطاع غزة القاهرة الإخبارية إعلام فلسطيني فلسطين

مقالات مشابهة

  • غارة جوية إسرائيلية تهز جنوب بيروت وتعليق من نتنياهو وكاتس
  • مظاهرات إسرائيلية للمطالبة بإعادة الأسرى.. ولافتات ضد نتنياهو
  • الجيش الإسرائيلي يهدد بتوسيع الهجوم على غزة
  • إصابتان في هجوم للمستوطنين على بلدة كوبر شمال رام الله
  • شاهد: القسام تنشر فيديو لعملية إنقاذ أسرى إسرائيليين من قصف نفق في غزة
  • حماس: استخدام نتنياهو سلاح التجويع بغزة يستدعي خطوات دولية للمحاسبة
  • وصفت بـالنوعية.. تصاعد التحذيرات الإسرائيلية من كمائن المقاومة بغزة
  • ترامب: طلبت من نتنياهو الترفق بغزة
  • 78 شهيداً بغارات إسرائيلية.. والطعام ينفذ من مخزونات «الأعذية العالمية» بغزة
  • شهداء ومصابون بقصف الاحتلال خيام النازحين بغزة