مسؤول إسرائيلي: حماس لن تتوقف عن قتالنا مهما فقدت من مقاتلين
تاريخ النشر: 13th, June 2024 GMT
دأب جيش الاحتلال وأجهزة الأمن في الشهور الأخيرة على إبلاغ الجمهور الإسرائيلي من وقت لآخر عن عدد المقاومين الذين قتلهم في قطاع غزة ولبنان، في بعض الأحيان تم إحصاء "بضع عشرات"، وأحيانا "مائة"، وحتى ما يصل إلى "مئتين"، ورغم وجود صعوبة كبيرة في التحقق من الفرق بين المقاتلين الذين سقطوا في القتال، وأولئك الذين لم يشاركوا في القتال، فإن "إحصاء الجثث" الذي يقدمه الجيش الإسرائيلي باعتباره إنجازات عسكرية، وتقدماً سياسياً على طريق "النصر الكامل"، هي في الأساس سياسة مخادعة، لن تصمد طويلا.
يهوشاع تايخر المسؤول الأمني الذي خدم 40 عاما في جهاز الاستخبارات العسكرية- أمان، وفي وحدة الحرب النفسية في جيش الاحتلال، أكد أن "هذه السياسة المسماة إحصاء الجثث ليس اختراعا إسرائيليا، فقد سبقها وزير الدفاع الأميركي خلال حرب فيتنام، روبرت ماكنمارا، ومعه الرئيس السابق جيرالد فورد، حيث التزمت الولايات المتحدة حينها بصرامة بالبيانات الإحصائية كطريقة للإدارة المركزية للحرب، ورأت أن المعايير الكمية مثل تعزيز القوة النارية، مع التركيز بشكل خاص على نسبة القتل بين الجنود المقاتلين لدى الأعداء بزعم أنه دليل على أننا نتقدم، وننتصر، رغم أنها كانت مقدمة لحرب استنزاف، وتعاظم النار، واقتراب النهاية".
وأضاف في مقال نشره موقع "زمن إسرائيل" العبري، وترجمته "عربي21"، أن "جيش الاحتلال، والدولة من خلفه، باتا يعتقدان أن "إحصاء الجثث" لدى مقاتلي حماس هو المقياس الوحيد للنجاح السياسي في مستقبل هذه الحرب الدائرة في غزة، حيث يُنظر إلى البيانات الإحصائية بشكل عام على أنها موثوقة، وتزود دوائر صنع القرار بإحساس مخادع بأنها تسير بشكل عقلاني علمي في إدارة الحرب، لكنها تمثل في الواقع يقينًا زائفًا في ظل حالة من الفوضى العسكرية، لأن هذه الإحصائيات كلنا يعلم أن صحتها مشكوك فيها، لكننا مع ذلك اخترنا أن نثق في البيانات التي تشير إلى التقدم" رغم عدم قناعتنا بها".
وأوضح ان "جهات الأبحاث الأمريكية خلصت إلى أن هذا المقياس هو في نهاية المطاف تكتيك، وليس استراتيجية، وبالتالي فإن التكتيك الناجح لا يمكن إثباته بعدد كبير من قتلى العدو، بدليل أن هذا العدد لم يكن له أي تأثير رادع عليه، لأن قادة فيتنام الشمالية كانوا على استعداد للقتال حتى عام 2000، ولذلك سرعان ما رفضت الجهات الأمريكية مثل المخابرات المركزية ومكتب شؤون الأمن القومي، هذا التكتيك، وقدروا أن الجيش الأمريكي فقد الضغط الهجومي لأنه لم يحقق أبدًا الزخم اللازم لتحقيق نصر عسكري".
وأشار إلى أنه "كما خلصت السلطات الأمريكية في حينه إلى أن هانوي، عاصمة فيتنام الشمالية في ذلك الوقت، ستكون قادرة على الصمود في وجه ضغط حرب استنزاف للعدو، بغض النظر عن أي زيادة كبيرة في عدد قتلاها، فإن ذلك هو ما سيحصل معنا في حرب غزة وجنوب لبنان، رغم أن أنهما لا تشبهان إطلاقا ظروف الحرب في فيتنام، من حيث الخلفية الإقليمية والدولية، واختلاف القوة النارية ووسائل القتال، ومعنويات المقاتلين، والعوامل الخارجية التي دعمت فيتنام عسكريا".
وأكد أنه "بعيدا عن هذه الاختلافات الكبيرة بين غزة وفيتنام من حيث الكم والنوع، فإن ظروف وشكل القتال الذي يتعامل معه جيش الاحتلال في غزة متشابهة جدا مع فيتنام، من حيث عشرات الأنفاق المتفرعة في جبهة الجنوب، وحفر مقراتها وتمويهها بشكل جيد، وما لديهم من مستودعات إمدادات، بحيث بات مطلوبًا من الجيش الإسرائيلي الذهاب هناك لتدميرها، لكن التقارير الواردة تتحدث عن إرهاق جنوده حتى العظم في الكمائن التي يعدّها المقاتلون الفلسطينيون لهم، مما استدعى الزجّ بقوة بشرية ضخمة لدخول الأنفاق دون خسائر".
تكشف هذه الاعترافات أن القاسم المشترك بين حروب العصابات في فيتنام وغزة أن انتصار الجيوش النظامية لم يتحقق، رغم ما تبذله من جهود لقطع طرق الإمداد إليها، والعبث في الجبهة الداخلية المؤيدة للمقاتلين، وهو ما شهدت به حروب عديدة منذ الخمسينيات، والنتيجة أن تلك الجيوش النظامية لم تخلق أي ردع أمام أولئك المقاتلين، لاسيما الذين لا يقاتلون في المناطق الحضرية والمفتوحة، بل يخوضون معارك سرية، مثلت لتلك الجيوش حروب استنزاف لم
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال غزة حماس الفلسطينيون فلسطين حماس غزة الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جیش الاحتلال
إقرأ أيضاً:
الحية: جاهزون لإبرام صفقة شاملة وسلاح المقاومة مرتبط بوجود الاحتلال
أكد رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة خليل الحية استعداد الحركة للبدء الفوري في مفاوضات الرزمة الشاملة، وتتضمن إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.
وقال الحية -في كلمة بثتها الجزيرة- إن على الاحتلال مقابل ذلك "وقف الحرب على الشعب الفلسطيني والانسحاب الكامل من القطاع".
وأكد أن المقاومة وسلاحها مرتبطان بوجود الاحتلال و"هي حق طبيعي لشعبنا"، في رد منه على المقترح الذي نقلته مصر مؤخرا، ويتضمن نصا صريحا بشأن نزع سلاح المقاومة.
وكشف الحية عن عودة الوسطاء للتواصل مع حماس لإيجاد مخرج من الأزمة التي افتعلها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وجدد تأكيده على أن نتنياهو وحكومته انقلبوا على اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى قبل انتهاء المرحلة الأولى منه.
وأشار إلى أن حماس وافقت على مقترح الوسطاء رغم قناعتها بأن نتنياهو يصر على استمرار الحرب لحماية مستقبله السياسي، لافتا إلى أن نتنياهو رد على مقترح الوسطاء بـ"شروط تعجيزية لا تؤدي لوقف الحرب أو الانسحاب".
وشدد الحية على أن حماس "لن تكون جزءا من تمرير سياسة نتنياهو القائمة على الاتفاقات الجزئية"، واعتبرها "غطاء لأجندته القائمة على استمرار الإبادة حتى لو كان الثمن التضحية بأسراه".
إعلانوكشف أن حماس خاضت منذ أكثر من عام ونصف العام مفاوضات مضنية للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدا أنها أوفت بالتزاماتها كافة.
ورحب القيادي البارز في حماس بموقف المبعوث الأميركي آدم بولر بإنهاء ملف الأسرى والحرب معا، مؤكدا أن هذا الموقف يتقاطع مع موقف حماس.
وأمس الأربعاء، قال المبعوث الأميركي لشؤون "الرهائن" آدم بولر إن الحرب على قطاع غزة ستتوقف إذا أُطلق سراح الأسرى، مؤكدا أنه يضمن ذلك.
وكشف بولر في حديثه للجزيرة أنه من الممكن التواصل مرة أخرى مع حركة حماس "إذا كانت ستقدم شيئا يتطابق مع محدداتنا".
ومطلع مارس/آذار الماضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة التي استمرت 42 يوما.
وتنصلت إسرائيل من الدخول في المرحلة الثانية من الاتفاق، واستأنفت الحرب التي راح ضحيتها أكثر من 50 ألف شهيد منذ بداية العدوان في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ونصت المرحلة الأولى من الاتفاق على إطلاق سراح 33 أسيرا إسرائيليا (أحياء وأموات)، وهو ما أوفت به الفصائل الفلسطينية، إذ أفرجت عن 25 أسيرا حيا و8 جثامين عبر 8 دفعات مقابل خروج قرابة ألفي أسير فلسطيني، بينهم مئات من أصحاب المؤبدات والأحكام العالية.
ولا يزال هناك 59 أسيرا إسرائيليا محتجزا بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة -وفق تقديرات إسرائيلية- في حين يقبع في سجون الاحتلال أكثر من 9500 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة عديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.