غولدمان ساكس: المركزي المصري لا يتدخل في سعر صرف الجنيه
تاريخ النشر: 13th, June 2024 GMT
قال بنك غولدمان ساكس إن أطرافا في القطاع الخاص المصري وصندوق النقد الدولي أكدوا أن البنك المركزي والبنوك الحكومية لم تتدخل على ما يبدو في سوق الصرف الأجنبي، وأن النظام الحالي لسعر الصرف معوم بشكل حقيقي.
وأضاف البنك الأميركي في تقرير أنه خلص بعد تنظيم زيارة مستثمر إلى مصر أنه على الرغم من ذلك فهناك تساؤلات مثارة حول الاستقرار الاستثنائي للجنيه في أسواق الصرف، حسب ما نقلته وكالة أنباء العالم العربي (AWP).
وسمح البنك المركزي للجنيه المصري بالانخفاض في السادس من مارس إلى مستوى لامس 50 جنيها للدولار، ومنذ ذلك الحين تتحرك العملة المحلية في نطاق ضيق قرب مستويات بين 46 و47 جنيها للدولار.
وقال البنك الأميركي إن أحد التفسيرات لذلك التساؤل هو أن العرض والطلب استقرا عند مستوى التوازن.
وأضاف البنك باعتقاده أن تحسن التدفقات إلى سوق الصرف من عوائد صفقة رأس الحكمة الاستثمارية وتحويلات العاملين في الخارج وتحويل الدولار إلى العملة المحلية، خفف قيود العرض في السوق إلى حد كبير، وأنه لم يعد هناك حاجة إلى التدخل على جانب العرض لدعم الجنيه في ظل تلك الظروف، ضاربا المثال بأنه ما من حاجة لبيع النقد الأجنبي.
وقال غولدمان ساكس في التقرير الذي كتبه المحلل لدى البنك فاروق سوسة إنه في الحالات التي قد تمارس فيها جهات فاعلة ذات صلة بالحكومة بعض السيطرة على جانب الطلب، فإنها تقوم بمعايرة مشتريات العملات الأجنبية، لسداد المستحقات المتأخرة على سبيل المثال، بطريقة تضمن أن تظل السوق في حالة توازن بشكل عام.
وأضاف البنك أن وجهة نظرة تتمثل في أن هذه الديناميكية تعتمد على وجود فائض من النقد الأجنبي في النظام، مشيرا إلى أنه في حال تحول هذا الفائض إلى عجز، فإن مدى إحجام البنك المركزي أو البنوك الحكومية عن التدخل في سوق الصرف سيصبح أكثر وضوحا.
من ناحية أخرى، قال البنك إن إجراءات التقشف في مصر تكتسب زخما، وإن السلطات ملتزمة فيما يبدو بخفض الدعم المباشر في الميزانية بقوة على مدى السنة المالية القادمة التي تبدأ في أول يوليو، وتستهدف دعم الخبر ودعم الوقود ورسوم الكهرباء وأسعار الأدوية.
وعلى صعيد الاقتراض الحكومي، قال البنك إن وزارة المالية تفترض أن متطلبات الاقتراض المحلي سترتفع بشكل كبير في الربع الحالي، إذ أن الربع الأول من السنة المالية عادة ما يشهد اتجاها يتسم بحد أدنى من عائدات الضرائب وارتفاع أقساط الديون.
وأضاف أن هذا من شأنه أن يجبر الوزارة على رفع العائد في عطاءات أذون الخزانة من أجل جذب المزيد من التدفقات.
وقال إن الوزارة تهدف للحد من تلك المخاطرة عبر التمويل المسبق في هذا الربع، مشيرا إلى أن الاحتياجات التمويلية للحكومة انخفضت بشدة بفضل عوائد صفقة رأس الحكمة، والسداد المسبق لديون قصيرة الأجل.
وقال غولدمان ساكس إنه لا يتوقع في الوقت الحالي أن تصدر مصر ديونا خارجية في الربع الثالث على الرغم من أن ذلك يظل خيارا وفقا للوزارة ويخضع لسياسات الاقتراض التي سيعتمدها وزير المالية القادم عقب الانتهاء من التعديل الوزاري الجاري.
التضخم
قال بنك الاستثمار الأميركي إنه على الرغم من التعديلات المالية الأخيرة والمخططة، يتوقع البنك المركزي المصري أن يظل التضخم في المدن يتبع مسارا نزوليا في الأمد القصير، مشيرا إلى أن تقديراته تشير إلى أن زيادة سعر الخبز المدعم 300 بالمئة في بداية الشهر الجاري ستضيف 0.5 نقطة مئوية فقط إلى تضخم هذا الشهر.
ويمثل الخبز المدعم 0.3 بالمئة من سلة أسعار المستهلكين وفقا للبنك المركزي.
وأضاف غولدمان أنه مع الوضع في الاعتبار الزيادات المخططة في أسعار الوقود والكهرباء والأدوية، فإن التصور الأساسي للبنك المركزي هو أن ينخفض مؤشر أسعار المستهلكين في المدن إلى 24 بالمئة على أساس سنوي بنهاية الربع القادم، وعشرة بالمئة بنهاية العام القادم.
وأشار غولدمان ساكس إلى أن تصورات البنك المركزي تتماشى مع توقعاته للتضخم.
على الرغم من ذلك، يشدد المركزي المصري على أنه ما زالت هناك مخاطر صعودية للتضخم على مسار الأمد القريب بسبب تعديلات مالية أكثر حدة عن المتوقع حاليا. وأضاف أن تحليله للتصور الخاص بالبنك يظهر أن التضخم سيرتفع إلى 30 بالمئة في الربع الثالث من 2024 في أسوأ تصور، لكنه ما زال سينخفض إلى 13 بالمئة بنهاية 2025.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: غولدمان ساكس صندوق النقد الدولي البنك المركزي الدولار البنک المرکزی غولدمان ساکس على الرغم من إلى أن
إقرأ أيضاً:
معدل البطالة في مصر يرتفع مجددا.. ما الآثار المترتبة على ذلك؟
أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر ، الخميس، ارتفاع معدل البطالة في البلاد إلى 6.7 بالمئة في الربع الثالث من عام 2024 مقارنة بـ 6.5 بالمئة في الربع السابق.
ويمر الاقتصاد المصري منذ سنوات بتحديات معقدة ناتجة عن تقلبات عالمية وضغوط داخلية، مثل التضخم المتسارع الذي أثر بشكل كبير على القدرة الشرائية للمواطنين وأسعار السلع الأساسية.
ورغم أن زيادة معدل البطالة بنسبة 0.2 بالمئة خلال الربع الأخير تبدو طفيفة، إلا أنها قد تعكس اتجاها أعمق ومشاكل هيكلية في سوق العمل.
ويؤثر ارتفاع معدلات البطالة على معدلات الاستهلاك والنمو الاقتصادي بشكل عام، حيث يعاني العاطلون عن العمل من صعوبات في تلبية احتياجاتهم الأساسية، ما يساهم في تقليل الطلب على السلع والخدمات.
ويعد آخر إحصاء رسمي لمعدل البطالة في مصر قبل الإعلان الأخير كان في الربع الثاني من عام 2024، حيث بلغ معدل البطالة 6.5 بالمئة. هذه النسبة أظهرت استقرارا نسبيا مقارنة بالربع الأول من العام نفسه، لكنها كانت تشير إلى استمرار التحديات التي تواجه سوق العمل المصري.
منذ بداية 2024، اتسمت تحركات معدل البطالة بنوع من الثبات النسبي، إلا أن الارتفاع الأخير إلى 6.7 بالمئة في الربع الثالث يعكس تأثيرات مستجدة على الاقتصاد المحلي، قد تكون مرتبطة بالضغوط التضخمية العالمية، تأثيرات السياسات النقدية، وزيادة تكلفة المعيشة التي أثرت بدورها على قدرة الشركات على التوسع وتوفير فرص عمل جديدة.
كان معدل البطالة في مصر يتذبذب بين مستويات تتراوح بين 7 بالمئة و9 بالمئة خلال السنوات الأخيرة، لا سيما في فترات الأزمات مثل جائحة كورونا وما تلاها من اضطرابات اقتصادية عالمية.
يعود جزء من هذا الارتفاع إلى مجموعة من العوامل، منها الضغوط التضخمية، التي أدت إلى تراجع الاستثمارات وانخفاض فرص العمل الجديدة، وكذلك السياسات الاقتصادي، التي تضمنت تخفيض الدعم على بعض السلع والخدمات، ما أثر على قطاعات مثل الصناعة والزراعة.
ارتفاع معدلات البطالة لا يؤثر فقط على الجانب الاقتصادي، بل يمتد إلى النواحي الاجتماعية، قد يؤدي نقص فرص العمل إلى زيادة معدلات الفقر والضغوط الاجتماعية، مما يزيد من تحديات الاستقرار الاجتماعي في البلاد.