السودان – شهدت مناطق العاصمة السودانية مساء الثلاثاء اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، كما دارت معارك عنيفة بين الطرفين في 3 محاور بمدينة الفاشر عاصمة ولاية  شمال دارفور غربي البلاد.

في غضون ذلك أطلق المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان أمس حملة تدعو لتقديم أي معلومات تؤكد التقارير الواردة عن ارتكاب جرائم في إقليم دارفور ومدينة الفاشر.

وأفاد مراسل الجزيرة بأن الجيش السوداني قصف بالمدفعية الثقيلة مواقع الدعم السريع في مدينة الخرطوم بحري.

كما ذكرت مصادر محلية للجزيرة أن اشتباكات بالأسلحة الثقيلة دارت في محيط معسكر سلاح المدرعات، التابع للجيش السوداني، جنوبي العاصمة الخرطوم.

وأضافت المصادر أن الجيش قصف بالطائرات المسيرة مواقع للدعم السريع في أحياء عدة جنوب وشرق مدينة الخرطوم، ومواقع أخرى وسط البلاد.

في غضون ذلك، قالت مصادر محلية للجزيرة إن معارك اندلعت بين الجيش والفصائل المسلحة الداعمة له من جهة، وقوات الدعم السريع من جهة أخرى، فى 3 محاور شمال شرق وجنوب مدينة الفاشر. وذكر مراسل الجزيرة أن أسلحة ثقيلة استخدمت في الاشتباكات.

كما أشار الجيش -في تصريح بصفحته على فيسبوك- أنه وبدعم من القوات المشتركة المتحالفة تمكن من مطاردة قوات الدعم السريع خارج حدود الفاشر وتكبيدها خسائر في المعدات والأرواح.

والفاشر مركز إقليم دارفور مكون من 5 ولايات، وأكبر مدنه وهي الوحيدة بين عواصم ولايات الإقليم الأخرى التي لم تسيطر عليها قوات الدعم السريع.

وذكرت منظمة تدعى “ضحايا دارفور” -وهي أهلية معنية برصد حقوق الإنسان في هذا الإقليم- أن الفَاشِر شهدت أمس هجوما من 3 محاور، يعتبر الاعنف من نوعه، منذ بداية القتال بالمدينة، قبل أكثر من شهر.

وتحدثت المنظمة -في بيان- عن سقوط قذيفة في حي تُمباسي جنوبي المدينة، أدت إلى مقتل 8 من الشباب من المتطوعين في مطبخ خيري يعد الطعام للمحتاجين.

كما أشارت “ضحايا دارفور” أن معارك الثلاثاء أدت إلى فرار عشرات المدنيين إلى خارج المدينة.

وتذكر منظمات محلية أن أكثر من 34 ألف مدني فر من القتال بالفَاشِر منذ بدء القتال بها، مشيرة إلى أن أغلب الفارين توجهوا صوب بلدات وقرى ومدن غربي الفَاشِر، وحول السفوح الشرقية لجبل مَرة وسط دارفور.

ولم تتوفر حتى الآن إحصائيات رسمية حكومية، أو حتى من الأمم المتحدة، حول عدد الفارين من القتال بالفاشر، منذ اندلاعه وحتى اللحظة، حيث يعيش قرابة 800 ألف شخص من السكان تحت حصار شديد تفرضه قوات الدعم السريع.

أفادت منظمة الهجرة الدولية -على حسابها على منصة إكس أمس- أن أكثر من 10 ملايين نازح فروا من منازلهم داخل السودان، من بينهم أكثر من 7 ملايين نزحوا بعد اندلاع المعارك بين الجيش والدعم السريع منتصف أبريل/نيسان العام الماضي.

وكانت هذه المنظمة حذرت الأسبوع الماضي من أن عدد النازحين بسبب الحرب في السودان قد يصل إلى 10 ملايين خلال الأيام المقبلة، واصفة الوضع بأنه استمرار لـ”أسوأ أزمة نزوح داخلي في العالم”.

من جانبها، استنكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أمس مقتل 6 أطفال على الأقل وإصابة آخرين في الفاشر منذ السابع من يونيو/حزيران الجاري.

وأشارت اليونيسيف في بيان إلى أن الآلاف من الأطفال -ومنهم من يعيشون بمخيمات نزوح كبيرة- أصبحوا محاصرين وسط قتال متزايد، وغير قادرين على الوصول إلى بر الأمان.

وحثت هذه المنظمة الأممية جميع أطراف الصراع على تهدئة الوضع على الفور، والسماح بالحركة الآمنة والطوعية للمدنيين، وضمان حمايتهم، بمن فيهم الأطفال والنساء والأعيان المدنية.

ورغم تحذيرات دولية من المعارك في الفاشر التي تعد مركز العمليات الإنسانية لكل ولايات دارفور، تشهد هذه المدينة منذ 10 مايو/أيار الماضي قتالا بين الجيش تسانده حركات مسلحة موقعة على اتفاق سلام عام 2020، وقوات الدعم السريع.

كريم خان: الدلائل حتى الآن تظهر تكرار ارتكاب جرائم بحق المدنيين في دارفور

وفي هذه الأثناء، أطلق المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان حملة تدعو لتقديم أي معلومات تؤكد التقارير الواردة عن ارتكاب جرائم في إقليم دارفور ومدينة الفاشر غرب السودان.

وقال كريم خان في كلمة مصوّرة نشرتها المحكمة على منصة إكس أمس “اليوم أطلق دعوة طارئة لتقديم المعلومات والتعاون من قبل الشركاء أينما كانوا لمعالجة الأزمة المتفاقمة في دارفور بالسودان”.

وفي إطار متابعة الإجراء الأممي، دعا كريم خان كل المعنيين إلى تزويد المحكمة بأي مادة مصورة فيديو أو صور، أو تسجيل صوتي تمكن المدنيون من قلب الحدث من الحصول عليه، فضلا عن تزويدها بوسيلة تواصل مع شهود عيان لدعم التحقيقات الدولية.

وكشف كريم خان أن الدلائل التي جمعتها محكمته حتى الآن تظهر تكرار ارتكاب فظائع وجرائم بحق المدنيين، وخاصة هجمات تستهدف مخيمات النازحين، بما فيها انتهاكات جنسية.

وأعرب مدعي عام الجنائية الدولية عن قلق شديد -بشكل خاص- فيما يتعلق بالتطهير العرقي الحاصل في المنطقة بحق أعداد كبيرة من أفراد المجتمع.

وحذّر من أن هذه الفظائع تتجه نحو التصعيد والتوسع وسط تزايد معاناة الضحايا، وشدد على أنه لا يمكن القول إنه لم يكن هناك تحذير، مذكرا ببيانات سابقة وجهها للأمم المتحدة يحذر فيها من خطورة الوضع وخطر توسع الأزمة في حال لم تتخذ الخطوات اللازمة لوضع حد لهذه الجرائم.

وطالب كريم خان المنظمات المدنية الناشطة بتزويد “الجنائية” بأي دلائل تم الحصول عليها والمتعلقة بالتحقيقات الدولية حول جرائم إبادة في المنطقة.

وشدد على أنه “من المثير للغضب أن ندع التاريخ يعيد نفسه في دارفور، لا يمكننا ولن نسمح بأن تصبح دارفور فظيعة العالم المنسية من جديد”.

وأضاف المدعي العام الدولي أن المحكمة تسعى للعمل مع الجميع في جمع الأدلة التي ستدعم طلبات إصدار مذكرات توقيف بحق المسؤولين عن الانتهاكات المرتكبة.

ويوم الاثنين، أعرب مارتن غريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة بحالات الطوارئ عن الاستياء من هجوم نفذته قوات الدعم السريع على المستشفى الجنوبي بمدينة الفاشر تسبب في إخراجه من الخدمة.

وإزاء تطورات السودان، قال المبعوث الأميركي الخاص توم بيرييلو إن أجزاء من السودان تعاني من المجاعة لكن مدى الجوع الشديد لا يزال غير واضح. وأضاف أن العقبة الرئيسية أمام إعلان المجاعة رسميا هي نقص البيانات بسبب تأثير الصراع.

وأوضح بيرييلو -خلال زيارته لكينيا- إنه استمع لرؤية الرئيس وليام روتو بشأن الضرورة الملحة لفعل إقليمي لإنهاء الأزمة في السودان.

وأشار إلى أنه يتفق مع روتو على أنه ليس في وسع أي من طرفي النزاع بالسودان تحقيق نصر عسكري، وأن عليهما الاستجابة للجهود الدبلوماسية لحل الأزمة.

من جهته قال الرئيس الكيني إنه لا يعتقد أن الحلول العسكرية مجدية، وإن على طرفي الصراع الدخول في مفاوضات من أجل الاستقرار والسلام.

وتدور معارك السودان منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) خلّفت نحو 15 ألف قتيل وملايين النازحين وفق الأمم المتحدة.

وقد تزايدت دعوات أممية ودولية إلى تجنيب السودان كارثة إنسانية قد تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 12 ولاية من أصل 18 في البلاد.

المصدر : الجزيرة + وكالات

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: وقوات الدعم السریع قوات الدعم السریع الجنائیة الدولیة بین الجیش کریم خان أکثر من

إقرأ أيضاً:

النوبة بكشفون سبب تحالف الحلو الدعم السريع

متابعات ـ تاق برسا  عتبر مك عموم النوبه بولاية الخرطوم حسن موسى فضل، صمودهم وتوحدهم لمجابهة ،اتفاق زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان عبدالعزيز الحلو مع الدعم السريع بانه تنفيذ لأجندة خارجية وخلق حرب وفوضى وسط الجبال بغرض نهب ثرواتها.

وجدد توحدهم لتجاوز كل المؤامرات  التي تحيكها ما وصفها بـ “دول البغي والمتربصين” بالسودان وشعبه ،وقال بأنهم ماضون كمجتمع مترابط ومتماسك في الدفاع عن وحدة وبقاء الدولة السودانية.

 

ونوه فى خطاب له امام حشد نظمه اليوم أبناء النوبة بولاية الخرطوم، إلى صمود الإداره الأهلية وقيامها أدوارها ومواقفها الرامية إلى تعزيز الانتماء الوطني.

 

من جانبه عدد ممثل قائد منطقة وادي سيدنا العسكرية بأم درمان اللواء ركن أمير سليمان ،مواقف أبناء النوبه وثباتهم في الدفاع عن الوطن وتضحياتهم واستطفافهم في خندق واحد مع القوات المسلحة لدحر العدو إضافة للاستنفار والتنادي لمعسكرات التدريب ومشاركتهم في كل المتحركات كبقية التكوينات المجتمعية في معركة الكرامة.

 

واثنى والي الخرطوم أحمد عثمان حمزه، على دور اتحاد أبناء جبال النوبه ،وقال انه يجسد معاني الترابط والوحدة إضافة للادوار التي قدمتها الرموز الوطنية من أبناء النوبة والتي اسهمت اسهاما بارزا وعلى امتداد البلاد في تفانيهم في بناء الوطن والدفاع عنه

وقال الوالى، ان المرحلة القادمة تحتاج الجميع في تعمير مادمرته الحرب وتهيئة بيئة العوده للديار بتوفير كل معينات الحياة الكريمة.

واعتبر حمزة، الحرب المفروضه على السودان بأنها حرب وجوديه وتتطلب من الجميع ان يعي حجم التآمر الذي قصد به محو دولة السودان من الوجود ونهب ثرواته وشكر اتحاد أبناء جبال النوبه والالتفاف حول القيم والموروثات الوطنيه التي تحتاج منا جميعا الحفاظ عليها.

الحلوالدعم السريعالنوبة

مقالات مشابهة

  • «47 مركبة و100 طائرة مسيرة».. الجيش السوداني يلحق خسائر فادحة لميليشيا الدعم السريع
  • الجيش السوداني يبتدر عملية عسكرية كبيرة لاستعادة آخر جسر في الخرطوم من الدعم السريع
  • الجيش يعزز مواقعه بوسط الخرطوم والدعم تقصف الأبيّض
  • قوات الدعم السريع تقصف الفاشر والمالحة وأنباء عن قتلى ومصابين
  • النوبة بكشفون سبب تحالف الحلو الدعم السريع
  • الجيش السوداني يكثف هجماته على معاقل الدعم السريع وعينه على القصر الرئاسي ومركز العاصمة الخرطوم.. آخر المستجدات
  • الجيش يهاجم الدعم السريع بعدة جبهات ويسعى للسيطرة على مركز الخرطوم
  • تحركات عاجلة من مجلس السيادة لإنقاذ معسكر تستهدفه الدعم السريع
  • الجيش السوداني يكشف عن هروب سيارات قتالية لـ”الدعم السريع” من الفاشر
  • انسحاب كبير لـ “الدعم السريع” من الفاشر.. الجيش يكشف التفاصيل