معارك في الخرطوم والفاشر والجنائية الدولية تجمع معلومات عن جرائم دارفور
تاريخ النشر: 13th, June 2024 GMT
السودان – شهدت مناطق العاصمة السودانية مساء الثلاثاء اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، كما دارت معارك عنيفة بين الطرفين في 3 محاور بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي البلاد.
في غضون ذلك أطلق المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان أمس حملة تدعو لتقديم أي معلومات تؤكد التقارير الواردة عن ارتكاب جرائم في إقليم دارفور ومدينة الفاشر.
وأفاد مراسل الجزيرة بأن الجيش السوداني قصف بالمدفعية الثقيلة مواقع الدعم السريع في مدينة الخرطوم بحري.
كما ذكرت مصادر محلية للجزيرة أن اشتباكات بالأسلحة الثقيلة دارت في محيط معسكر سلاح المدرعات، التابع للجيش السوداني، جنوبي العاصمة الخرطوم.
وأضافت المصادر أن الجيش قصف بالطائرات المسيرة مواقع للدعم السريع في أحياء عدة جنوب وشرق مدينة الخرطوم، ومواقع أخرى وسط البلاد.
في غضون ذلك، قالت مصادر محلية للجزيرة إن معارك اندلعت بين الجيش والفصائل المسلحة الداعمة له من جهة، وقوات الدعم السريع من جهة أخرى، فى 3 محاور شمال شرق وجنوب مدينة الفاشر. وذكر مراسل الجزيرة أن أسلحة ثقيلة استخدمت في الاشتباكات.
كما أشار الجيش -في تصريح بصفحته على فيسبوك- أنه وبدعم من القوات المشتركة المتحالفة تمكن من مطاردة قوات الدعم السريع خارج حدود الفاشر وتكبيدها خسائر في المعدات والأرواح.
والفاشر مركز إقليم دارفور مكون من 5 ولايات، وأكبر مدنه وهي الوحيدة بين عواصم ولايات الإقليم الأخرى التي لم تسيطر عليها قوات الدعم السريع.
وذكرت منظمة تدعى “ضحايا دارفور” -وهي أهلية معنية برصد حقوق الإنسان في هذا الإقليم- أن الفَاشِر شهدت أمس هجوما من 3 محاور، يعتبر الاعنف من نوعه، منذ بداية القتال بالمدينة، قبل أكثر من شهر.
وتحدثت المنظمة -في بيان- عن سقوط قذيفة في حي تُمباسي جنوبي المدينة، أدت إلى مقتل 8 من الشباب من المتطوعين في مطبخ خيري يعد الطعام للمحتاجين.
كما أشارت “ضحايا دارفور” أن معارك الثلاثاء أدت إلى فرار عشرات المدنيين إلى خارج المدينة.
وتذكر منظمات محلية أن أكثر من 34 ألف مدني فر من القتال بالفَاشِر منذ بدء القتال بها، مشيرة إلى أن أغلب الفارين توجهوا صوب بلدات وقرى ومدن غربي الفَاشِر، وحول السفوح الشرقية لجبل مَرة وسط دارفور.
ولم تتوفر حتى الآن إحصائيات رسمية حكومية، أو حتى من الأمم المتحدة، حول عدد الفارين من القتال بالفاشر، منذ اندلاعه وحتى اللحظة، حيث يعيش قرابة 800 ألف شخص من السكان تحت حصار شديد تفرضه قوات الدعم السريع.
أفادت منظمة الهجرة الدولية -على حسابها على منصة إكس أمس- أن أكثر من 10 ملايين نازح فروا من منازلهم داخل السودان، من بينهم أكثر من 7 ملايين نزحوا بعد اندلاع المعارك بين الجيش والدعم السريع منتصف أبريل/نيسان العام الماضي.
وكانت هذه المنظمة حذرت الأسبوع الماضي من أن عدد النازحين بسبب الحرب في السودان قد يصل إلى 10 ملايين خلال الأيام المقبلة، واصفة الوضع بأنه استمرار لـ”أسوأ أزمة نزوح داخلي في العالم”.
من جانبها، استنكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أمس مقتل 6 أطفال على الأقل وإصابة آخرين في الفاشر منذ السابع من يونيو/حزيران الجاري.
وأشارت اليونيسيف في بيان إلى أن الآلاف من الأطفال -ومنهم من يعيشون بمخيمات نزوح كبيرة- أصبحوا محاصرين وسط قتال متزايد، وغير قادرين على الوصول إلى بر الأمان.
وحثت هذه المنظمة الأممية جميع أطراف الصراع على تهدئة الوضع على الفور، والسماح بالحركة الآمنة والطوعية للمدنيين، وضمان حمايتهم، بمن فيهم الأطفال والنساء والأعيان المدنية.
ورغم تحذيرات دولية من المعارك في الفاشر التي تعد مركز العمليات الإنسانية لكل ولايات دارفور، تشهد هذه المدينة منذ 10 مايو/أيار الماضي قتالا بين الجيش تسانده حركات مسلحة موقعة على اتفاق سلام عام 2020، وقوات الدعم السريع.
كريم خان: الدلائل حتى الآن تظهر تكرار ارتكاب جرائم بحق المدنيين في دارفوروفي هذه الأثناء، أطلق المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان حملة تدعو لتقديم أي معلومات تؤكد التقارير الواردة عن ارتكاب جرائم في إقليم دارفور ومدينة الفاشر غرب السودان.
وقال كريم خان في كلمة مصوّرة نشرتها المحكمة على منصة إكس أمس “اليوم أطلق دعوة طارئة لتقديم المعلومات والتعاون من قبل الشركاء أينما كانوا لمعالجة الأزمة المتفاقمة في دارفور بالسودان”.
وفي إطار متابعة الإجراء الأممي، دعا كريم خان كل المعنيين إلى تزويد المحكمة بأي مادة مصورة فيديو أو صور، أو تسجيل صوتي تمكن المدنيون من قلب الحدث من الحصول عليه، فضلا عن تزويدها بوسيلة تواصل مع شهود عيان لدعم التحقيقات الدولية.
وكشف كريم خان أن الدلائل التي جمعتها محكمته حتى الآن تظهر تكرار ارتكاب فظائع وجرائم بحق المدنيين، وخاصة هجمات تستهدف مخيمات النازحين، بما فيها انتهاكات جنسية.
وأعرب مدعي عام الجنائية الدولية عن قلق شديد -بشكل خاص- فيما يتعلق بالتطهير العرقي الحاصل في المنطقة بحق أعداد كبيرة من أفراد المجتمع.
وحذّر من أن هذه الفظائع تتجه نحو التصعيد والتوسع وسط تزايد معاناة الضحايا، وشدد على أنه لا يمكن القول إنه لم يكن هناك تحذير، مذكرا ببيانات سابقة وجهها للأمم المتحدة يحذر فيها من خطورة الوضع وخطر توسع الأزمة في حال لم تتخذ الخطوات اللازمة لوضع حد لهذه الجرائم.
وطالب كريم خان المنظمات المدنية الناشطة بتزويد “الجنائية” بأي دلائل تم الحصول عليها والمتعلقة بالتحقيقات الدولية حول جرائم إبادة في المنطقة.
وشدد على أنه “من المثير للغضب أن ندع التاريخ يعيد نفسه في دارفور، لا يمكننا ولن نسمح بأن تصبح دارفور فظيعة العالم المنسية من جديد”.
وأضاف المدعي العام الدولي أن المحكمة تسعى للعمل مع الجميع في جمع الأدلة التي ستدعم طلبات إصدار مذكرات توقيف بحق المسؤولين عن الانتهاكات المرتكبة.
ويوم الاثنين، أعرب مارتن غريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة بحالات الطوارئ عن الاستياء من هجوم نفذته قوات الدعم السريع على المستشفى الجنوبي بمدينة الفاشر تسبب في إخراجه من الخدمة.
وإزاء تطورات السودان، قال المبعوث الأميركي الخاص توم بيرييلو إن أجزاء من السودان تعاني من المجاعة لكن مدى الجوع الشديد لا يزال غير واضح. وأضاف أن العقبة الرئيسية أمام إعلان المجاعة رسميا هي نقص البيانات بسبب تأثير الصراع.
وأوضح بيرييلو -خلال زيارته لكينيا- إنه استمع لرؤية الرئيس وليام روتو بشأن الضرورة الملحة لفعل إقليمي لإنهاء الأزمة في السودان.
وأشار إلى أنه يتفق مع روتو على أنه ليس في وسع أي من طرفي النزاع بالسودان تحقيق نصر عسكري، وأن عليهما الاستجابة للجهود الدبلوماسية لحل الأزمة.
من جهته قال الرئيس الكيني إنه لا يعتقد أن الحلول العسكرية مجدية، وإن على طرفي الصراع الدخول في مفاوضات من أجل الاستقرار والسلام.
وتدور معارك السودان منذ منتصف أبريل/نيسان 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) خلّفت نحو 15 ألف قتيل وملايين النازحين وفق الأمم المتحدة.
وقد تزايدت دعوات أممية ودولية إلى تجنيب السودان كارثة إنسانية قد تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 12 ولاية من أصل 18 في البلاد.
المصدر : الجزيرة + وكالاتالمصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: وقوات الدعم السریع قوات الدعم السریع الجنائیة الدولیة بین الجیش کریم خان أکثر من
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يحاصر الدعم السريع بالخرطوم والسلطات تكتشف مقبرة جماعية
أعلن الجيش السوداني، الأحد، سيطرته على مواقع استراتيجية وسط الخرطوم، ليضيق الحصار على قوات الدعم السريع في القصر الرئاسي والمؤسسات الحكومية وسط العاصمة، في حين كشفت السلطات بالخرطوم عما قالت إنها مقبرة جماعية بحي الفيحاء.
وقال الجيش السوداني في بيان، إن قوات سلاح المدرعات دحرت الدعم السريع في محور نادي الأسرة (في حي الخرطوم 3)، وجسر المسلمية وأبراج النيلين وموقف شروني (محطة مواصلات) وسط الخرطوم.
ونشر الجيش مقاطع مصورة عبر صفحته على فيسبوك، لقواته وهي تنصب كمينا لعناصر من قوات الدعم السريع.
وقال إن العناصر كانت تحاول الهروب من حصار وسط الخرطوم، وتمكنت قوات الجيش من تحييد كل العناصر الهاربة حيث لم ينج منهم أحد.
محور ولاية الخرطوموبتقدم الجيش وسط الخرطوم، يضيق الخناق ويفرض على قوات الدعم السريع التي تسيطر على القصر الرئاسي والمؤسسات الحكومية بوسط الخرطوم حصارا من جميع الاتجاهات.
وبسيطرة الجيش على محطة شروني وأبراج النيلين وجسر المسلمية، تكون قواته قد أغلقت الطرق المؤدية إلى وسط الخرطوم جنوبا، واقتربت من القصر الرئاسي بمسافة لا تتجاوز 1.4 كيلو متر، وفق وكالة الأناضول.
وكانت قوات الجيش سيطرت في الأيام الماضية على محطة جاكسون وجسر الحرية عند المدخل الجنوبي الغربي لوسط الخرطوم.
إعلانكما اقتربت قوات الجيش من الوصول إلى قيادة الجيش من الناحية الغربية لوسط الخرطوم، حيث باتت تبعد عنها مسافة كيلو متر.
مقبرة جماعيةوكشفت السلطات بولاية الخرطوم عما قالت إنها مقبرة جماعية بحي الفيحاء بمنطقة شرق النيل، التي استعادها الجيش السوداني مؤخرا من قوات الدعم السريع.
وأوضحت السلطات أن بئرا عميقة حوّلتها قوات الدعم السريع الى مقبرة جماعية، وألقت فيها جثث مدنيين بعد أن قضوا -وفق ذويهم- تحت التعذيب أو بالإعدام رميا بالرصاص.
وورصد مراسل الجزيرة انتشال الجثامين من موقع المقبرة الجماعية.
وقال مدير هيئة الطب العدلي بولاية الخرطوم هشام زين العابدين إن الجثامين الموجودة تعود لمواطنين من منطقة شرق النيل وبعض النازحين، بينهم رجال ونساء، ومعظمهم قُتلوا بإطلاق نار في الرأس كنوع من الإعدام، ثم تم إلقاؤهم في البئر التي يبلغ عمقها 18 مترا.
وتقول الحكومة السودانية إن هذا البئر ليس سوى واحد من عشرات الآبار التي استخدمتها قوات الدعم السريعِ للتخلص من ضحاياها، في مشهد يجسد حجم الثمن الإنساني الفادح لهذه الحرب.
محور ولاية سنار
وأعلن الجيش السوداني، الأحد سيطرته على منطقة أبو عريف المهمة بولاية سنار (جنوب شرق) بعد معارك مع قوات الدعم السريع.
وأفاد الجيش السوداني في بيان، بأن قواته استعادت السيطرة على منطقة أبو عريف بولاية سنار، ودحرت قوات الدعم السريع، وكبدتها خسائر كبيرة، وتطارد الفلول الهاربة.
واستطاع الجيش استعادة سيطرته على معظم ولاية سنار وعاصمتها سنجه في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
ومنذ أسابيع وبوتيرة متسارعة، بدأت تتناقص مساحات سيطرة الدعم السريع لصالح الجيش في ولايات الخرطوم والجزيرة، والنيل الأبيض وشمال كردفان وسنار والنيل الأزرق.
وفي ولاية الخرطوم المكونة من 3 مدن، بات الجيش يسيطر بالكامل على مدينة بحري شمالا، ومعظم أنحاء مدينة أم درمان غربا، و75% من عمق مدينة الخرطوم التي تتوسط الولاية وتحوي القصر الرئاسي والمطار الدولي، بينما لا تزال قوات الدعم السريع في أحياء شرق المدينة وجنوبها.
إعلان تحركات الدعم السريعفي المقابل، قالت قوات الدعم السريع إنها حققت انتصارات في منطقة النيل الأزرق.
وفي وقت سابق السبت، أكد قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) في تسجيل مصور، أن قواته لن تخرج من العاصمة الخرطوم أو من القصر الرئاسي الذي تسيطر عليه منذ اندلاع الحرب.
وقال وزير الخارجية السوداني علي يوسف إن تحركات قوات الدعم السريع، والجهات الدعمة لها، لإنشاء حكومة موازية بالبلاد تهدف إلى عرقلة الانتصارات الساحقة عليها، والتأييد الإقليمي والدولي المستمر لمواقف الحكومة.
وأضاف الوزير السوداني أن تلك الحكومة مرفوضة، ولن يكون لها دور وسط الشعب لأنها ولدت ميتة.