استقبل الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، الكابتن محمد جمعة الشامسي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ أبو ظبي والوفد المرافق له بالمجموعة، لبحث سبل التعاون المشترك والتعرف عن قرب على قناة السويس ومستجدات مشروعاتها التنموية، وذلك بمبنى الإرشاد بمحافظة الإسماعيلية.، وتأتي هذه الزيارة في إطار ترسيخ العلاقات الاستراتيجية وتوطيد أواصر التعاون المثمر والممتد على مدار عقود بين الدولتين الشقيقتين.

في مستهل اللقاء، رحب الفريق أسامة ربيع بالعضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ أبوظبي، معرباً عن اعتزازه بهذه الزيارة التي تعكس جوهر العلاقات الوثيقة بين قناة السويس وموانئ ابوظبي، والتي تصب في خدمة مجتمع الملاحة الدولي.

وأكد الفريق ربيع أن قناة السويس تواصل العمل على تنفيذ استراتيجية التطوير الطموحة التي شرعت فيها منذ عدة سنوات، سعياً للارتقاء بكفاءة منظومة خدماتها الملاحية والبحرية وتحسين تجربة عبور السفن وتعزيز مستويات الأمان، وهي مساعي التطوير التي تأتي ضمن الجهود الناجحة للدولة المصرية في تحقيق طفرة تنموية غير مسبوقة على صعيد مشروعات البنية التحتية المرتبطة بتطوير المجرى الملاحي لقناة السويس والمنطقة اللوجستية والصناعية المحيطة بالقناة لتقديم نموذج واعد للخدمات الملاحية والبحرية المتكاملة.

وشدد رئيس هيئة قناة السويس على أن التحديات الراهنة في منطقة البحر الأحمر وباب المندب أكدت الأهمية الاستراتيجية التي تتمتع بها قناة السويس في المجتمع الملاحي، وما تمثله من ركن رئيسي لاستقرار واستدامة سلاسل الإمداد العالمية التي تشهد اضطرابات واضحة منذ اندلاع الأزمة.

وأكد الفريق ربيع حرص الهيئة على اتخاذ كافة التدابير والإجراءات التي تكفل انتظام حركة الملاحة والحفاظ على المزايا الملاحية التي توفرها انطلاقاً من موقعها الفريد الذي يجعلها تتفرد بكونها أقصر وأسرع الطرق الملاحية التي تربط بين الشرق والغرب وأكثرها أماناً، وهي المزايا التي تفتقر لها الطرق المنافسة ومنها رأس الرجاء الصالح، فضلاً عن أن الهيئة في الوقت ذاته لا تدخر جهداً في فتح قنوات تواصل فعالة مع عملائها وتقديم الدعم الكامل لتلبية متطلبات واحتياجات السفن العابرة في تلك الفترة الصعبة.

كما ألقى رئيس هيئة قناة السويس الضوء على النجاحات التي حققتها الهيئة في مجال سياحة اليخوت بنطاق القناة كأحد محاور الاستراتيجية القومية التي أطلقتها الدولة المصرية لتعظيم الاستفادة من سياحة اليخوت وما تزخر به من فرص واعدة تسهم في تحقيق مصدر دخل جديد للنقد الأجنبي، مشيراً في هذا الصدد إلى أن قناة السويس تخطط لتنفيذ تطوير شامل لمراين اليخوت التابعة لها في بورسعيد والإسماعيلية وبورتوفيق وتصميم منظومة خدمات بمعايير دولية، وهو ما أثمر عن نجاح الهيئة بالفعل في تطوير مارينا يخوت الإسماعيلية بسعة 100 يخت لاقت ترحيب العملاء المستفيدين من خدماتها من مختلف أنحاء العالم.

ومن جانبه، أكد الكابتن محمد جمعة الشامسي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ أبوظبي، أن الأحداث الراهنة أثبتت بما لا يدع للشك أن قناة السويس شريان الحياة للتجارة العالمية وتلعب دوراً استراتيجياً في استدامة سلاسل الإمداد وتحقيق وفورات اقتصادية ضخمة يستفيد منها مختلف الكيانات الاقتصادية والشعوب حول العالم، وأنه من الصعب الاستعاضة عنها بأي طرق بديلة، مشيداً بالخدمات البحرية المتطورة التي تقدمها قناة السويس، والمشروعات التنموية التي تنفذها ومنها مراين اليخوت التي تحظى خدماتها بمستوى عالٍ يضاهي أفضل المراين العالمية.

في ختام الزيارة، دعا الفريق أسامة ربيع رئيس الهيئة، الكابتن محمد جمعة الشامسي والوفد المرافق له لزيارة مارينا يخوت الإسماعيلية والاستماع لشرح تفصيلي عن الخدمات المقدمة، ثم اتبعها جولة بحرية في قناة السويس الجديدة، و تبادل الفريق أسامة ربيع والكابتن محمد جمعة الشامسي الهدايا التذكارية.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس موانئ أبوظبي هيئة قناة السويس الفریق أسامة ربیع هیئة قناة السویس

إقرأ أيضاً:

مجمع الكرادلة الهيئة التي تنتخب بابا الفاتيكان

الهيئة الاستشارية العليا للكنيسة الكاثوليكية الرومانية، تتكون من مجموعة من الكرادلة يشكلون مساعدي البابا ومستشاريه المقربين، الذين يشغلون المناصب في الإدارة المركزية لشؤون الكنيسة بالفاتيكان، ويديرون أكبر أبرشيات العالم.

والكرادلة هم أصحاب الرتبة الكنسية الأعلى بعد رتبة البابا، ويتم تعيينهم بموجب مرسوم بابوي، ويعتبرون أمراء الكنيسة، ويحملون لقب صاحب السيادة، ولا يخضعون لأي ولاية قضائية باستثناء سلطة البابا، ويتمتع المقيمون منهم في مدينة روما أو وخارجها بحقوق وامتيازات المواطنة نفسها.

ويُعد انتخاب البابا الجديد المهمة الأبرز لمجمع الكرادلة، والذي يتم في اجتماع سري مغلق، قد يستغرق أياما، يُطلق عليه "المجمع المغلق"، ولا يسمح لأي من الكرادلة مغادرته حتى انتخاب البابا، وإعلان ذلك للحشود المنتظرة خارج كنيسة سيستينا، مقر الاقتراع، عبر دخان أبيض يتصاعد منها.

النشأة

نشأت رتبة كاردينال، في عهد البابا سلفستر الأول، حوالي العام 315 ميلادي، وهي الرتبة الأعلى في الكنيسة الكاثوليكية بعد رتبة البابا، وكان يحملها الأساقفة الذين يشكلون مجموعة مستشاري البابا الأقربين ومعاونيه.

توسع استخدام لقب كاردينال، فأصبح يُطلق على قساوسة الأبرشيات السبع في روما، والكهنة والشمامسة الذين يديرون الكنائس داخل أسوار المدينة، ويؤدون الخدمات الأسبوعية في الكنائس البطريركية الأربع: كنيسة القديس بطرس وكنيسة القديس بولس وكنيسة القديسة ماريا وكنيسة القديس لورانس.

إعلان

وكانت وظائف الكرادلة في العقود الأولى تقتصر على الطقوس الكنسية، وكان على كرادلة الأبرشيات السبع في روما أداء الخدمات الأسبوعية في كاتدرائية اللاتراني بروما، لذلك أُطلق عليهم أحيانا "الأساقفة اللاترانيون".

وبمرور الزمن، شكلت مجموعة الكرادلة الذين ساعدوا البابا بشكل منتظم في كافة المهام الرعوية، والتي شملت العمل الإداري والقانوني والعقائدي والطقوس، "كوريا" خاصة بالبابا، على غرار الكوريا اللاتينية، أي مجلس مدينة روما في عصور ما قبل المسيحية، والذي كان يساعد في حكم المجتمع المدني في مدينة روما ومحيطها.

البابا فرنشيسكو بعد انتخابه في منتصف مارس/آذر 2013 (رويترز)

وبحلول منتصف القرن الحادي عشر، أخذ التنظيم الكنسي شكلا أكثر مركزية، وخضعت الكنيسة الأوروبية لسيطرة بابوية قوية ومباشرة، وهو الأمر الذي أدى إلى توسع مؤسسات الإدارة الكنسية، وتزايد الحاجة إلى موظفين قادرين على الإشراف على الأعمال البابوية، وحينها تولى الكرادلة مهام مؤسسية جديدة محل وظائفهم المتعلقة بالطقوس الكنسية.

ومنذ عام 1059 أصبح الكرادلة هم القائمين رسميا على مهمة انتخاب البابا، ومع ذلك، لم يتم إنشاء "مجمع الكرادلة" بشكله المعروف حتى عام 1150م، فترأسه وقتها أسقف أوستيا، وكانت مهمته إدارة الكرسي الرسولي عند وفاة البابا إلى حين انتخاب البابا الجديد.

وفي القرن الثاني عشر أصبح الكرادلة يُعينون في الكنائس الرئيسية خارج روما، وكان يُطلَب منهم عادة التنازل عن مناصبهم والإقامة في روما، ثم أصبح من الشائع أن يبقوا في مناصبهم، وتدار أبرشياتهم من قبل آخرين، ولكن منذ القرن السادس عشر، أصبح من الممكن لهم الإقامة في أبرشياتهم خارج روما، رغم حصولهم على لقب كاردينال.

وقد أخذ مجمع الكرادلة صفة العالمية بشكل واضح منذ النصف الأول من القرن العشرين، في عهد البابا بيوس الثاني عشر، فقد أصبح ثلث الكرادلة المعينين في عهده من خارج أوروبا، وكان هو أول من عين كرادلة في أفريقيا والهند والصين، ثم سار البابا بولس السادس على نهجه، فوسع عام 1965 نطاق مجمع الكرادلة ليشمل البطاركة الشرقيين.

إعلان

أعضاء مجمع الكرادلة

يتألف المجمع من مجموعة من الكرادلة، يشغلون المناصب في الإدارة المركزية لشؤون الكنيسة الكاثوليكية، أو ما يسمى "الكوريا الرومانية"، ويساعدون البابا في ممارسة سلطته ومهامه المختلفة، كما يضم المجمع أساقفة الأبرشيات المهمة في روما وحول العالم.

ويشترط لاختيار الكاردينال أن يكون قد نال رتبة كاهن على الأقل، إضافة إلى تمييزه في العقيدة والتقوى والفضيلة والحكمة في أداء واجباته، ويتم تعيينه بموجب مرسوم من الحبر الأعظم (البابا)، ويصبح الكاردينال ملزما بواجباته ويتمتع بالحقوق المحددة له في القانون الكنسي، بمجرد إعلان ذلك المرسوم في مجمع الكرادلة.

ويترأس المجمع رئيس يطلق عليه لقب عميد، ويساعده نائب، كلاهما يتم اختياره من الكرادلة الأساقفة، الذين يديرون كنائس الضواحي، وهي الأبرشيات الأقرب إلى روما، وتشمل: ألبانو، وفراسكاتي (توسكولوم) وأوستيا وباليسترينا وبورتو سانتا روفينا وفيليتري سيجني، ثم يصدق البابا على الانتخاب.

مشهد لمقر الفاتيكان في روما (شترستوك)

ولم يكن عدد كرادلة المجمع ثابتا دائما، فقد ظل يتغير بحسب العصور، وحتى القرن الخامس عشر الميلادي كان عددهم نحو 24 كاردينالا،  وفي منتصف القرن السادس عشر، رفع البابا بولس الرابع العدد إلى 70، ثم إلى 76 في عهد البابا بيوس الرابع بين عامي 1559 و1565، وتم إعادة عدد كرادلة المجمع إلى 70 مرة أخرى في العام 1586، في عهد البابا سكستوس الخامس، وهو العدد نفسه الذي أكده قانون الكنيسة عام 1917.

وزاد البابا بولس السادس عام 1973 الحد الأقصى لعدد الكرادلة الذين يحق لهم انتخاب البابا إلى 120، واتبع البابا يوحنا بولس الثاني التوجه عينه في الدستور الرسولي الصادر عام 1996، ويعود ذلك إلى الرغبة البابوية في أن يضم المجمع أساقفة من جميع أنحاء العالم.

إعلان

وفي العام 2001، أصبح عدد أعضاء المجمع 178 كاردينالا، يمثلون جميع القارات، وينتمون إلى 63 دولة، منهم 92 من أوروبا، و18 من أميركا الشمالية، و32 من أميركا اللاتينية، و15 من أفريقيا، و17 من آسيا، و4 من أوقيانوسيا.

وفي مطلع عام 2025، بلغ عدد أعضاء المجمع 252 كاردينالا، يمثلون أكثر من 90 دولة حول العالم، منهم 138 كاردينالا يحق لهم التصويت لانتخاب البابا الجديد.

المهام والوظائف

تتمثل المهمة الرئيسية لمجمع الكرادلة في تقديم المشورة للبابا ومساعدته، وأعضاؤه هم المسؤولون الرئيسيون عن شؤون الكنيسة، ويعملون في قسم أو أكثر من أقسام الكوريا الرومانية في الفاتيكان.

وتُسمى الأقسام الرئيسية في الكوريا الرومانية مجامع؛ لأنها تتكون من عدد من الكرادلة الذين يملكون حق التصويت، بقيادة أحد الكرادلة.

ويمارس أعضاء المجمع بمهامهم على صورتين:

العمل بشكل جماعي:

إذ يتم استدعاء الأعضاء جميعا للتشاور في القضايا ذات الأهمية، ويتعين على الكرادلة الذين يتولون مسؤولية أبرشية خارج روما أن يحضروا إلى روما كلما استدعاهم الحبر الأعظم.

ويتخذ المجمع القرارات بشكل جماعي، ثم يصدق عليها البابا، إلا في حالة انتخاب البابا، أو القرارات التي لا يمكن تأخيرها في المرحلة الانتقالية بعد وفاته.

ولمجمع الكرادلة دور رئيسي في الإدارة المركزية لشؤون الكنيسة في فترة شغور الكرسي الرسولي، إما لوفاة البابا أو (في حالات نادرة) استقالته، وذلك وفقا لمعاهدة لاتيران عام 1929، ويقرر المجمع في الشؤون العادية للكرسي الرسولي، وكذلك المسائل المتعلقة بجنازة البابا ودفنه وانتخابه.

العمل بشكل فردي:

إذ يؤدي الكرادلة واجباتهم ومهامهم المتعلقة بالوظائف والمناصب التي يشغلونها في الكوريا الرومانية، وتتطلب طبيعة العمل ممن يشغل أي منصب في الكوريا الإقامة في روما، وإن لم يكن أسقفا لإحدى كنائس روما.

إعلان

وليس كل من حمل لقب كاردينال مكلف بمسؤولية فعلية في المجمع، فبعض الكرادلة يحملون لقبا أو منصبا فخريا، دون سلطة فعلية، وينقسم الكرادلة في المجمع إلى ثلاث رتب:

الكرادلة الأساقفة: وهم الأعلى رتبة والأقل عددا، وهم على نوعين: الأول: الذين يشغلون المناصب المهمة في الكوريا الرومانية، والذين يعملون في الكنائس الرئيسية في روما (كنائس الضواحي). الثاني: بطاركة الكنائس الشرقية الكاثوليكية، الذين هم أعضاء في مجمع الكرادلة. الكهنة الكرادلة: ويمثلون الرتبة المتوسطة، وهم الأكثر عددا في مجمع الكرادلة، وتضم هذه الرتبة مسؤولين في الكوريا الرومانية، وأساقفة الأبرشيات الكبرى في العالم. الشمامسة الكرادلة: وهي الرتبة الأقل، وتشمل مسؤولين في الكوريا الرومانية، واللاهوتيين (رجال الدين) الذين كرمهم البابا لمساهمتهم في الكنيسة.

ويُطلب من الكرادلة الذين يرأسون الدوائر والأقسام الدائمة في الكوريا الرومانية ومدينة الفاتيكان، إذا بلغوا الـ75 من العمر أن يقدموا استقالتهم من مناصبهم إلى البابا، الذي ينظر في جميع الظروف، ويقيِّم الحالة، ويتخذ التدابير المناسبة.

ويصبح لقب الكرادلة الذين يبلغون الـ80 من العمر فخريا، وفقا للقرار الذي أصدره البابا بولس السادس عام 1970، إذ يترتب على ذلك إيقاف عضويتهم في دوائر الكوريا الرومانية وجميع الهيئات الدائمة للكرسي الرسولي ودولة الفاتيكان، ويُمنع مشاركتهم في انتخاب البابا أو الدخول إلى مجمع الكرادلة.

وفي العام 2001، كان عدد أعضاء المجمع 178، من بينهم 50 كاردينالا تجاوزت أعمارهم الثمانين، لا يمكنهم دخول المجمع ولا يحق لهم الانتخاب، وإن كان ذلك لا يمنع من انتخاب أحدهم لمنصب البابا.

أنواع المجامع

تنعقد داخل مجمع الكرادلة ثلاثة أنواع من المجامع:

المجامع العامة

وتضم جميع أعضاء المجمع من الكرادلة، الذين لم يمنعهم عذر من الحضور، كالمرض وغيره من الأسباب القانونية، وتكون بدعوة من البابا ورئاسته، وفيها يتم اتخاذ القرارات الأكثر أهمية في الشؤون الكنسية.

إعلان

وغالبا ما تقتصر المجامع العامة على الكرادلة، وقد يُسمح لممثلي الدول المدنية وغيرهم بالحضور في بعض الحالات، مثل الاحتفالات والمناسبات.

وفي فترة خلو الكرسي البابوي، يدعو رئيس المجمع الكرادلة للاجتماع ويرأسه، ويتخذ القرارات بشكل جماعي، بشأن جنازة البابا وأعمال الكرسي الرسولي التي لا يمكن تأخيرها.

وتخضع القرارات بالكامل للدستور الرسولي، ولا يُسمح بتغييرات جوهرية في عمل الكرسي الرسولي في غياب البابا، ويمكن للمجمع العام تعيين النقاط المتنازع عليها في تفسير القانون.

الفاتيكان أصغر دولة في العالم وتقع داخل مدينة روما (شترستوك) المجمع الخاص

يتألف من الكاميرلينغو أو الحاجب، وهو منصب كنسي يساعده ثلاثة كرادلة، يُطلق عليهم اسم المساعدين، يتم اختيارهم بالقرعة من رتب الكرادلة الثلاث.

ويتولى المجمع الخاص الأعمال العادية للكنيسة الرومانية، ويدير الكاميرلينغو الكرسي الرسولي والشؤون المالية والدنيوية فيه، أثناء فترة شغوره، ويحيل المسائل المهمة إلى المجامع العامة.

المجمع المغلق (انتخاب البابا)

عند موت البابا، يصادق الكاميرلينغو على وفاته، ويدمر خاتمه المخصص لختم الوثائق الرسمية، ثم يجهز لدفنه، وينظم اجتماعا عاما، يستمر في الأيام التي تسبق انعقاد المجمع المغلق، يُسمح فيه لجميع الكرادلة بالمشاركة، ولا يقتصر على من يملكون حق التصويت.

ويناقش الاجتماع العام احتياجات الكنيسة وعلاقاتها بالعالم، ووضع الكوريا وكل ما يتعلق بعملها.

وتبدأ مراسم اختيار البابا الجديد غالبا في 15 إلى 20 يوما من تاريخ فراغ الكرسي الرسولي، ويجوز أن يكون قبل ذلك، إذ يدعو عميد المجمع الكرادلة لما يُعرف بـ"المجمع المغلق" أو "المجمع السري".

ويترأس العميد المجمع للبدء بعملية اقتراع، تتم بشكل سري، وهو نهج بدأه البابا غريغوري الخامس عشر، حوالي العام 1621م.

وفي اليوم الأول للمجمع يتوجه الكرادلة الناخبون إلى كنيسة بولين بالفاتيكان، للاستماع لموعظة صباحية قصيرة والدعاء وطلب المساعدة في عملية الانتخاب، ثم يتوجهون إلى كنيسة سيستينا، حيث يؤدون يمين الحفاظ على السرية التامة، وعدم السماح بتدخل السلطات المدنية في كل ما يتعلق بانتخاب البابا.

إعلان

ويُمنع كل من أدى اليمين من الخروج من المجمع، أو الاتصال بالعالم الخارجي بأي شكل من الأشكال، فيتم إغلاق جميع الهواتف وأجهزة الراديو والتلفزيون واتصالات الإنترنت، ولا يسمح بإدخال الرسائل أو الصحف، إلى حين نجاح المجمع في انتخاب البابا الجديد.

ويتم الانتخاب تحت إدارة لجنة، يتم تعيينها باختيار 9 كرادلة عشوائيا، منهم 3 لجمع الأصوات، و3 للمراجعة، و3 للإشراف على التصويت، ويكون الانتخاب عبر عدد من جولات التصويت، تحدد بـ 4 جولات في كل يوم، باستثناء اليوم الأول، بسبب الانشغال باختيار المرشحين.

ويتفاوت عدد الجولات في كل عملية انتخابية للبابا الجديد، فقد يتم اختياره عبر عدد قليل من الجولات، إذا وُجد مرشح قوي قادر على الفوز بسرعة، ولكن إذا تعذر ذلك، ووصل عدد الجولات إلى 34، فلا يُصوَّت حينها إلا للمرشحَين اللذين حصلا على أعلى الأصوات، وفي هذه الحالة لا يحق للمرشحَين التصويت، ولا يتحقق فوز أحدهما إلا بحصوله على ثلثي الأصوات.

وتُعتمد نتيجة الاقتراع عموما بحصول أحد المرشحِين على الأغلبية بثلثي المجمع، وعندها يستدعي رئيس المجمع المرشح الفائز إلى مقدمة الكنيسة، ويتأكد من قبوله المنصب، ثم يطلب منه اختيار اسمه البابوي.

وقد تستمر عملية الاقتراع أياما، وتتخلل الجولات خطب وصلوات ومناقشات مكثفة، وبعد كل جولة يتم حرق أوراق الاقتراع، ويشير الدخان الأسود الناتج عن الحرق، والمتصاعد خارج الكنيسة، بأن نتيجة التصويت فشلت في اختيار البابا الجديد.

وإذا فاز أحد المرشحين، تُحرق أوراق الاقتراع بإضافة مادة إلى النار تُحول الدخان إلى اللون الأبيض، وهذه العلامة هي عبارة عن إعلان للحشود المنتظرة في الخارج عن نجاح المجمع في اختيار البابا الجديد.

ويذكر التاريخ الكنسي أن أطول مجمع بابوي كان في أواخر القرن الثالث عشر، وقد استمر نحو ثلاث سنوات (34 شهرا) بسبب الصراع السياسي الداخلي الهائل، وقد توفي ثلاثة من الكرادلة المصوتين أثناء العملية، وانتهى بانتخاب البابا غريغوري العاشر، بينما لم يستغرق انتخاب البابا يوليوس الثاني عام 1503 سوى بضع ساعات.

إعلان

مقالات مشابهة

  • ياسمين رئيس لـ«الاتحاد»: «شهرزاد» حققت أحلامي على «قناة أبوظبي»
  • جامعة حلوان تبحث آفاق التعاون المشترك مع وفد الصداقة الروسية
  • جامعة حلوان تبحث آفاق التعاون المشترك مع وفد جامعة الصداقة الروسية
  • جامعة قناة السويس تنظم لقاء تعريفيا عن خدمات "الإرشاد النفسي" بكلية الزراعة
  • جامعة قناة السويس تعلن جدول الدورات التدريبية لأعضاء هيئة التدريس الشهر الحالي
  • جامعة قناة السويس تحتفي بذوي الهمم وتكرم الطلاب الحاصلين على شهادات الإعفاء من التجنيد
  • إقامة مباراة سيراميكا كليوباترا والجونة في كأس مصر باستاد هيئة قناة السويس
  • إقامة مباراة سيراميكا كليوباترا والجونة في كأس مصر بستاد هيئة قناة السويس
  • مؤسسة موانئ خليج عدن تنفي وجود نزاعات قضائية مع مجموعة هائل سعيد أنعم
  • مجمع الكرادلة الهيئة التي تنتخب بابا الفاتيكان