المحكمة العالمية لفلسطين في جنيف تعلن برنامج عملها لملاحقة مجرمي الاحتلال
تاريخ النشر: 13th, June 2024 GMT
بالموازاة مع استمرار الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من تشرين أول/ أكتوبر الماضي، وبالنظر إلى حجم المجازر المرتكبة والانتهاكات التي اقترفها الاحتلال بحق الفلسطينيين في غزة، فقد تحركت هيئات حقوقية وقضائية عالمية فضلا عن السياسية ليس من أجل وضع حد للحرب فقط، وإنما أيضا من أجل ملاحقة مجرميها.
المحكمة العالمية من أجل فلسطين، التي تم الإعلان عن تأسيسها في جنيف نهاية الأسبوع الماضي، جهد قضائي وحقوقي تسعى لتحقيق العدالة لفلسطين، وهي عبار عن مبادرة من خمس منظمات حقوقية غير حكومية مقرها جنيف هي: المعهد الإسكندنافي لحقوق الإنسان، الاتحاد الدولي للحقوقيين ـ جنيف، مركز جنيف للديمقراطية وحقوق الإنسان، العدالة الواحدة، والمعهد الدولي للسلام والعدالة وحقوق الإنسان، بدعم وإسناد من التحالف القانوني العالمي من أجل فلسطين وعشرات المنظمات الحقوقية الدولية.
"عربي21"، التي واكبت تأسيس هذه المحكمة وغطت جلساتها، تحاور اليوم أحد القائمين عليها عن اليوم التالي لإعلان التأسيس عن هذه المحكمة، وهذه هي التفاصيل:
س ـ شكل قيام المحكمة العالمية لفلسطين حدثا استثنائيا لنخبة متميزة ومعروفة تاريخيا بالتزامها بالحقوق الفلسطينية منذ عقود، كيف تمكنتم في اللجنة التحضيرية من جمع أشخاص، رغم تقاطعاتهم الدائمة في كل قضية هامة أو حدث كبير يتعلق بالقضية الفلسطينية، لاحظت بأن بعضهم يجتمع لأول مرة ببعضهم الآخر، ويعملون بكل قوة من أجل التواجد الفاعل في هذا المشروع الواعد؟
ـ لعلك أخي العزيز أكثر من تابع التقاطعات والمشاركات المختلفة في عملية التراكم البناءة التي حدثت. فقد كنت معنا في مواجهة ما أسميناه "صفعة القرن"، وكنت معنا في ندوات مسارات ومآلات القضية الفلسطينية، وفي مواجهة ما أسميناه "اغتيال السلام باسم السلام" في الرد على جاريد كوشنر / رونالد ترامب وعملية التطبيع التي فرضت من فوق على بلدان عربية إلخ. في كل مرة كان هناك من يناضل في مجلس حقوق الإنسان، وآخر أمام المحكمة الجنائية الدولية، وثالث في بناء شبكة حقوقية قانونية وآخر في صفوف المنظمات الحقوقية والمجتمع المدني... وكون المنظمات المبادرة لبناء المحكمة كانت في مجموع هذه المحافل والتظاهرات، فقد كان السؤال الأول الذي طرحناه على أنفسنا: ما هي المنهجية المطلوبة للاستفادة من كل الوسائل المجربة من أجل فاعلية أكبر في الفعل والتأثير.
معظمنا يشارك في أعمال مجلس حقوق الإنسان منذ أكثر من ثلاثين عاما (منذ كان اسمه لجنة حقوق الإنسان)، ولاحظنا أن التوثيق الوحيد الذي يترك بصمات وتأثير يكمن فيما يسمى written interventions، هذه المداخلات المكتوبة في موضوع وقضية محددة تصبح وثيقة تحت تصرف من يهمه الأمر في موضوعها.
لذا كان من أولى القرارات العملية إدماج هذه الآلية في التحضير للمحكمة، بحيث يكون لدى القضاة ملفات وتقارير ودراسات معدة من أخصائيين ومنظمات حقوقية فيها المادة الخام الضرورية لامتلاك المشاركين والمشاركات تصورا واضحا عن الموضوعات الثلاثة التي تعنينا في المقام الأول: النكبة، كجريمة مستمرة ضد الإنسانية، الإبادة الجماعية كسياسة ممنهجة للاحتلال والاستيطان تشكل غزة حلقتها الأكثر بروزا ووضوحا للرأي العام العالمي، وكيف ترافق ذلك ببناء نظام أبارتايد في القانون والممارسة في ظل حماية ودعم وغطاء النظام الدولي system-world السائد.
نحن لم نخترع العجلة، وإنما وجهنا البوصلة نحو كل الطاقات الفكرية والقانونية والحقوقية التي قامت بعمل جبار في مهمات التحقيق وحلقات البحث وكل مكان استطاعت فيه التعبير عن نفسها، من أجل أن تجلس معا، كل منها يدلي بدلوه ويعمل بتفكير جماعي ونضال مشترك، لجمع كل السواقي النوعية والغنية، في نهر عذب المياه خصب العطاء.
صحيح ثمة بعض الخلافات في التحليل والتصور، ولكن أمام القضايا المصيرية الكبيرة، من الضروري وضع كل الخلافات الصغيرة في سلة المهملات. سأنقل لك بعض الجمل من اجتماعاتنا التحضيرية وهي تعبر عن هذه الروح التي سعت منذ اليوم الأول لبناء تجربة نوعية جديدة: "نحن في نهاية حقبة تتهاوى فيها السردية الصهيونية أمام أعين العالم، مهمتنا أن لا يتمكن أعداء الحقوق الفلسطينية من تشويه الأجنة الناشئة اليوم أو محاصرتها"، "مركزية وعالمية وراهنية الحقوق الفلسطينية تتحول من شعار إلى واقع واجبنا أن نلبس فيه الجسد لحما ودما وفكرا خلاقا"، "من واجبنا وضع كل المحاكم التي تدعي تبنيها لميثاق روما للمحكمة الجنائية الدولية أمام مسؤولياتها باعتبار الملف الفلسطيني هو الفيصل بين احترام هذا الميثاق أو إبقاء الجرائم الإسرائيلية فوق العقاب والمحاسبة"، أي نزع المصداقية عن هذه المحاكم باسم قانون القوة وليس قوة القانون"، "هذه المحكمة منبر لكل المنظمات غير الحكومية التي نحتاج لأن تشبك وتنسق وتعمل معا أكثر من أي وقت مضى"...
س ـ ألا ترى كيف حولت القوى الكبرى "حقوق الإنسان" إلى مجرد وسيلة للضغط تجري باسمها حماية المجرمين أكثر من حماية الضحايا؟ كيف ترى السبيل لمواجهة هذا التوظيف لموضوع الديمقراطية وحقوق الإنسان في لجم صوت المقاومين والأحرار في هذا العالم؟
ـ منذ نهاية الحرب العالمية الثانية جرى توظيف وتحجيم فكرة الحقوق الإنسانية من قبل من ادعى الدفاع عنها من القوى المنتصرة في الحرب. أذكرك صديقي بأن الولايات المتحدة لم تصدق حتى اليوم على كل ما يتعلق بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بل وقفت بصفاقة ضد كل قرار أو ميثاق يتعلق بالتمييز العنصري ونزع الاستعمار وحق التنمية أو حقوق المهاجرين. وهي مع الحكومة الإسرائيلية، أول كيانين موقعين على اتفاقية مناهضة التعذيب صدر فيهما قرارات تسمح بممارسة التعذيب.
لم ترفض الولايات المتحدة فقط ميثاق روما للمحكمة الجنائية الدولية بل وقعت أكثر من 63 اتفاقية ثنائية مع دول عضو في المحكمة الجنائية تمنع فيها هذه الدول من القيام بأي ملاحقة قضائية لمن يحمل الجنسية الأمريكية. وقد جمدت وأوقفت منذ إعلانها "الحرب على الإرهاب" أي تقدم يهدف لإصلاح الأمم المتحدة. واعتبرت العقوبات الأحادية الجانب سلاح حرب مع أية دولة تختلف مع سياساتها. في حين كانت المصدر الأول للسلاح والمال لدول معتدية، اليوم، الجميع يعرف ويرى أنه دون الدعم العسكري والمالي والدبلوماسي المباشر للأبارتايد الإسرائيلي، لم يكن بوسع الصهاينة الاستمرار في إبادتهم الجماعية.
س ـ كيف يمكن مع هذه الصورة القاتمة، إنشاء محكمة مدنية عالمية لمواجهة الطغيان السائد؟
ـ نحن نعيش مخاضات لا سابق لها منذ 1968، نشهد كما قال ريتشارد فولك: "صحوة المجتمع المدني العالمي" بفضل صمود الشعب الفلسطيني في وجه التوحش. لقد أصدرتُ في 2005 مجلدا جماعيا بعنوان "مستقبل حقوق الإنسان: القانون الدولي وغياب المحاسبة شارك فيه 17 عشر أكاديميا وباحثا حقوقيا دوليا وكتبت في مقدمته: "إن كان القرن العشرين قد أرخ لرسم المعالم الأولية وتقديم الوسائل الأساسية للوصف والتحليل والتقييم والشجب والبحث عن سبل الحماية في مجال حقوق الإنسان، فإن الطموح في القرن الواحد والعشرين يتجه نحو جعله قرن المحاسبة".
ففي التجربة العيانية وإثر بعثات تحقيق ميدانية في مناطق الصراع، كنت أجلس مع أعضاء البعثة في صالة يحضرها صحفي أو اثنين وينشر خبرا من ثلاثة أسطر بأحسن الأحوال، عن مجازر شهدناها ومخاطر عشناها. اليوم، في أصغر بيت في قرية نائية يتحدث الناس عن جرائم العدوان الإسرائيلي وتواطؤ الأمريكي وبريطانيا وغيرهما معه. ولكن أيضا الشبيبة والطلبة في كل المدن الأمريكية والأوربية. ألا ترى كيف تقزمت الولايات المتحدة الأمريكية إلى بلد يخّير فيه الأمريكي بين بايدن وترامب؟ بين الكوليرا والطاعون؟ ألا نبصر جميعا كيف أصبح "الكونغرس" مجلس حرب وعدوان على كل القضايا العادلة في العالم؟ لقد أصيبت المؤسسات الأمريكية الحاكمة بالعطب، وصارت الآية القرآنية الكريمة تنطبق عليها بكل المعاني: "والذي خبث لا يخرج إلا نكدا".
س ـ لنعد إلى المحكمة العالمية لفلسطين، ما هي المحطة القادمة؟
ـ لقد شكلت المحكمة لجنة دائمة لمتابعة القيام بنشاطات بحثية وعلمية متعددة الميادين لإنضاج وتعميق الصورة الحقيقية التي تعيشها فلسطين والشعب الفلسطيني منذ النكبة وتفكيك الأساطير التي بنتها الحركة الصهيونية. بناء فريق عمل طبي قانوني لمتابعة موضوع المعالجات والتدخلات الطارئة وتشكيل بعثات تحقيق ميدانية وأيضا، متابعة ملفات التعويضات والمساعدات وجبر الضرر وإعادة التأهيل.
توسيع فريق العمل القضائي والحقوقي لمراقبة المحاكم عبر موقعها والفريق الإعلامي الذي يتم تشكيله، والتنسيق بين مختلف شبكات المحامين والحقوقيين لرفع القضايا أمام المحاكم الوطنية والإقليمية والدولية، وقد تقدمت هيئة شؤون الأسرى وعائلات ضحايا التعذيب والقتل والخطف بدعوى للمحكمة ضد بنيامين نتانياهو وايتامار بن غفير Itamar Ben_Gvir ووزير المالية الحالي بتسلائيل سموتريش Bezalel Smotrich سيتابعها عدد من المحامين في عدة بلدان، مع العلم أن المحامين المشاركين في المحكمة طرف في دعاوى قضائية مقدمة للمحكمة الجنائية الدولية بحق مسؤولين إسرائيليين، كذلك بحق أورسولا فاندر لاين المفوضة الأوربية. إضافة لملفات أخرى سيعلن عنها في وقتها.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مقابلات الحرب غزة الفلسطينيين المحكمة فلسطين غزة سويسرا محكمة حرب المزيد في سياسة مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المحکمة العالمیة الجنائیة الدولیة حقوق الإنسان أکثر من من أجل
إقرأ أيضاً:
المغرب يطرح مقترحات لإصلاح مجلس حقوق الإنسان الأممي
زنقة20ا الرباط
قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، إن “الخلوة السنوية بطابعها غير الرسمي التي يعقدها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في المغرب، هي خير فرصة لطرح نقاش منفتح ومسؤول حول إشكاليات جوهرية تهم حاضر ومستقبل منظومة حقوق الإنسان في سياق نلحظه وَقْعه على المنظومة”.
وأوضح بوريطة مخاطبا المشاركين في الجلسة الإفتتاحية (المنظمة بمقر وزارة الخارجية بالرباط) للخلوة السنوية لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، المنعقدة على مدة يومين بالمغرب، إننا “نشهد اليوم التسييس المفرط لحقوق الإنسان وكلنا نرى اليوم تصدع التوافقات الدولية حول قضايا حقوق الإنسان، ونلاحظ تراجع قدرة المنتظم الدولي عل إنتاج قواعد معايير جديدة متوافق بشأنها في مجال حقوق الإنسان.. وكلنا نفق اليوم على الثمن الذي تدفعه منظومة حقوق الإنسان جراء التقاطبات التي توتر العلاقات الدولية”.
وقال برويطة إن “هذا الأمر يسائلنا جميعا هل المراجعة المؤسساتية الجارية لحقوق الإنسان كافية لوحدها للتوصل إلى إيجابات كفيلة بالحفاظ على مصداقية المجلس وفعاليته؟ وهل ستكون لدول الجنوب نصيب في تشكيل قيم ومنظومة حقوق الإنسان في المستقبل؟ أم ستبقى هذه الدول في دور المستهلك والمحتج في آن واحد داخل المجلس؟”.
وفي هذا الصدد، يضيف وزير الخارجية ناصر بوريطة “أود أن أشاطركم جملة من الإقتراحات والأفكار كمساهمة في المناقشات المقبلة، وتهم هذه الأفكار ثلاثة أبعاد؛ ويتمثل البعد الأول في ما هو مؤسساتي حيث أنه يجب التوفيق في نظرنا بين التشبث بالعلاقة العضوية بين مجلس حقوق الإنسان والجمعية العامة للأمم المتحدة من جهة مع إعطاء المجلس هامش كاف من الإستقلالية في الموارد ومجال أرحب للتمويل الذاتي وتطوير الخبرات”.
وشدد بوريطة على أن “الإستقرار المؤسساتي الحالي يكفل فعليا الإبقاء على قضايا حقوق الإنسان ضمن أهم ركائز منظومة الأمم المتحدة، غير أن ذلك يقتضي أيضا صياغة توافق شجاع يرتقي بأداء المجلس عبر تزويده بالموارد المالية والبشرية الكافية الذاتية والمتطورة للقيام بمهامه بالشكل المطلوب”.
أما البعد الثاني، يؤكد المتحدث ذاته “يهم أدوات عمل المجلس.. فلقد حقق المجلس مجموعة المكتسبات يجب تطويرها وتحسين أدائها وإلا ستفضي إلى نتائج عكسية؛ وفي هذا الصدد يقول بوريطة “لابد من الإشارة إلى نموذجين الأول يهم الإستعراض الدولي الشامل ..فإذا كان إحداث هذا الإستعراض أداة أساسية للتفاعل بين مجلس حقوق الإنسان والدول، وشكل إنجازا مهيكل لمنظومة حقوق الإنسان، مشدد على أن”هذه الآلية لا يجب تسقط في فخ الرتابة والروتين البيوقراطي.. لذا فإن طرق اشتغالها ضرورة ملحة لضمان نجاح مسارات التتبع ومواكبة جهود الدول الرامية لتنفيذ التوصيات التي تلقتها طبقا لأولوياتها الوطنية”.
أما النموذج الثاني، حسب بوريطة “فيتعلق بالمجتمع المدني إذ يشكل التفاعل المنفتح على المجتمع المدني جزء لا يتجزء من منظومة حقوق الإنسان وبالأخص مجلس حقوق الإنسان وبقدر أن الإقصاء الكلي لفعاليات المجتمع المدني منطق مرفوض وغير جدي.. فإن نزعات الإستعاضة بمجتمع مدني عن الدور المحوري للدول والحكومات يمس بسلامة ومصداقية المنومة الحقوقية بشكل عام”، مشيرا إلى أن “للمجتمع المدني دور أساسي وتكميلي لمسؤولية الدول الأعضاء وهيئات حقوق الإنسان”.
وفي هذا السياق، يبرز بوريطة أن “المغرب يعتبر أن هناك فضاء رحب للتعاون بل وحتى إمكانية لوضع ميثاق للشراكة بين الدول والمجتمع المدني في مجال حقوق الإنسان”.
أما البعد الثالث، يقول وزير الخارجية المغربي “يهم تملّك الجميع لمرجعيات حقوق الإنسان، حيث أن شمولية وعالمية حقوق الإنسان تقتضي مساهمة كل الدول في صياغتها وتطويرها بما يستوجب تدارك القصور التاريخي في مشاركة دول الجنوب وبالخصوص الدول الإفريقية حين صياغة المرجعيات الدولية لحقوق الإنسان”، مبرزا أنه “يأتي التأكيد على دور الدول الإفريقية في سياق الأولوية الكبيرة التي تعطيها المملكة المغربية وجلالة الملك محمد السادس لقارة إنتمائنا”.
“فإذا أخذنا المعايير والمرجعيات الدولية لحقوق الإنسان فإن الدول الإفريقية التي كانت شبه مغيبة خلال صياغة واعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان سنة 1948 كانت هناك فقط 4 دول إفرقية مستقلة من أصل 54 دولة، وفي العهدين الدولييين لسنة 1966 كانت 30 دلة فقط أي أقل من نصف الدول الإفيرقية المستقلة أنذاك”، على حد تعبير بوريطة.
وشدد بوريطة على أن “إفريقيا تطمح اليوم لأن تلعب دورا لا يقل أهمية عن نظيرتها من الدول في باقي القارات بما يخص صياغة قواعد جيل جديد من حقوق الإنسان، كتلك المتعلقة بالتكنولوجيات الجديدة والبيئة والموروث الموحد للإنسانية”.
وذكر أن “إفريقيا تتطلع كذلك أن تكون كذلك من منتجي قواعد حقوق الإنسان لا مستهلك ومتلقي لها فقط”.
وقال “وإذا أخذنا أجندة مجلس حقوق الإنسان فلقد أصبح بالأهمية مما كان أن تعكس مداولات المجلس الأولويات الإفريقية، وذلك بإعطاء حيز أكبر للتداول حول الحقوق الإقتصادية والإجتماعية والثقافية بالتوازي مع باقي الحقوق. كما أنه من الضروري أن تتفاعل أشغال المجلس بشكل أكبر مع المعيقات التي تفق امام تحقيق التقدم في التنمية وتوفير البيئة السليمة في الولوج للتكنولوجية الحديثة”.
وأبرز بوريطة أن “إفريقيا اليوم وغدا تأبى أن تبقى حصريا موضوعا للمداولات والتقييمات الخارجية وتتطلع أن تكون فاعلا أساسيا على قدم المساواة مع الأطراف الدولية الأخرى”، داعيا إلى “الإعتراف بكفاءة ونجاعة التجارب والحلول المحلية الإفريقية في هذا السياق”.
وأشاد المتحدث ذاته بـ”الأنشطة التي طورتها الشبكة الإفريقية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان في مجال التكوين والتثقيف والترافع في مجال حقوق الإنسان، وكذا الشبكة الإفريقية للوقاية من التعذيب المحدثة في سنة 2023″.