تمتد الجهود الدبلوماسية والمبادرات العربية والدولية لوقف الحرب في السودان ، تشمل هذه المبادرات مفاوضات جدة، إلا أنه لم يتم الالتزام بتنفيذ بنودها مما ادي إلي استمرار الحرب،  وتعقد الأزمة أكثر مما تحتاج إلى مفاوضات مستمرة ، و توحيد الجهود الإقليمية والدولية لإنهاء الأزمة. وفي هذا السياق، تُظهر أهمية دور جامعة الدول العربية في تحقيق هذه الأهداف.

جنوب السودان|7 قتلى و10 جرحى في أعمال العنف في شرق دوك تويك الأمم المتحدة تحذر من تفاقم الوضع الإنساني في السودان

وفي هذا السياق أعلن اليوم أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية  عن هدنة لحقن دماء السودانيين بمناسبة عيد الأضحى المبارك واتخاذ اجراءات للتهدئة الفورية، و الترحيب بالجهود المصرية لعقد مؤتمر للقوى السياسية المدنية السودانية نهاية الشهر الجاري لإطلاق حوار وطني سوداني باعتباره مساهمة هامة في تعزيز التوافق بين القوى السياسية المختلفة، ويسمح بتهدئة الأزمة، وتقريب وجهات النظر.

 

١١ طرف يتفقون على ١١ بند

 

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد عقب الاجتماع التشاوري  لتنسيق مبادرات وجهود السلام في السودان بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية القاهرة،  والذي ضم ١١ طرف  وهم : الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي، والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيجاد)، والأمم المتحدة، إلى جانب الدول التالية: مملكة البحرين رئاسة القمة العربية)، جمهورية جيبوتي (رئاسة الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية جمهورية موريتانيا الإسلامية رئاسة الاتحاد الأفريقي)؛ جمهورية مصر العربية الراعية لمبادرة دول جوار السودان، المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية (راعيتا محادثات جدة)

 من جانبه، قال رمطان العمامرة المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للسودان إنه تم الاتفاق على توجيه نداء الى الأطراف المتحاربة في السودان بضرورة وقف إطلاق النار خلال أيام عيد الأضحى المبارك.

 وأضاف العمامرة أن الاجتماع يعد الأول من نوعه الذي يعقد بمبادرة من الأمين العام للجامعة العربية الذي حرص على جمع كافة القوى والمنظمات الإقليمية الفاعلة لحل الأزمة في السودان داخل أروقة الجامعة العربية، داعيًا إلى الاحتكام إلى العقل وتفادي كل ما من شأنه أن يؤدي في السودان إلى أن انزلاقات خطيرة، حقنًا لدماء الأبرياء وحفاظًا على مستقبل الوئام الذي يجب أن ينتشر في ربوع السودان، بحيث لا يكون أمام أي سوداني وطن بديل إلا السودان.

 وشدد على ضرورة الحفاظ على أمن وسلامة ووحدة الأراضي السودانية وسيادته الوطنية، مؤكدًا التزام الأمم المتحدة والجامعة العربية والأطراف كافة المشاركة في اجتماع اليوم بوحدة واستقرار وسلامة السودان، معربًا عن سعادته باستعادة جامعة الدول العربية لدورها وأخذ زمام المبادرة لتوجيه نداء بوقف الحرب في السودان.

 

واصدر  المشاركون في هذا الاجتماع التشاوري بيان مشترك ، اتفقوا فيه على ١١ بند  ، حيث  أعرب المشاركون عن بالغ القلق من أن تواصل القتال منذ 14 شهراً في السودان يستمر في التسبب في خسائر بشرية فادحة وآلاف القتلى والجرحى، وتشريد أكثر من 11 مليون سوداني بعيداً عن منازلهم وقراهم ونهب واحتلال المنازل والمرافق المدنية الرئيسية في الخرطوم ومدن أخرى، والتدمير المنهجي للبنى التحتية ومباني الدولة بما في ذلك المدارس والمستشفيات والمراكز الصحية بما أدى إلى ندرة الأدوية المنقذة للحياة، وتفكك النظام الصحي الوطني بالإضافة إلى وضع إنساني كارثي بما في ذلك تزايد تهديدات المجاعة وانعدام الأمن الغذائي.

 

الجامعة العربية ودورها التنسيقي

 

جامعة الدول العربية، من خلال مجلسها، تُظهر دورًا هامًا في تشجيع التنسيق والتعاون بين المنظمات المختلفة لوقف إطلاق النار وتحقيق السلام، وتُظهر أيضًا في إنشاء فريق يشرف على الجوانب الإنسانية.

ودعا الاجتماع الي  دعم الجهود الهادفة لاستئناف محادثات جدة ومخرجاتها ، و التنفيذ الكامل لـ "إعلان جدة للالتزام بحماية المدنيين في السودان (11) مايو (2023" بما في ذلك توفير ممر آمن للمدنيين المعرضين لخطر جسيم وإيصال المساعدة الإنسانية الحيوية إلى جميع الأشخاص المحتاجين ، و إعلان هدنة لحقن دماء السودانيين بمناسبة عيد الأضحى المبارك واتخاذ اجراءات للتهدئة الفورية.

واكد البيان  على التنسيق فيما بينهم لتحقيق سلام مستدام في السودان، على أساس التوصل إلى وقف كامل وشامل لإطلاق النار، وإطلاق حوار سياسي وطني بقيادة سودانية والعمل على الاستفادة من آليات الوساطة السودانية المحلية والوجهاء السودانيين في عملية نزع فتيل النزاع ووضع تدابير لبناء الثقة، و تشكيل فريق عمل فنى من المنظمات الإقليمية والدولية المشاركة في هذا الاجتماع التشاوري مع إمكانية دعوة شخصيات أخرى ذات معرفة وخبرة إذا ما لزم الأمر.

ورحب الاجتماع بدعوة جيبوتي لاستضافة  فريق العمل الفني تنظمها المنظمات الخمس المتعددة الأطراف الاتحاد الأفريقى، والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية، والاتحاد الأوروبي، وجامعة الدول العربية، والأمم المتحدة بهدف صياغة خارطة طريق موجهة نحو العمل.

 

تقديم المساعدات والدعم

 

واكد الاجتماع التشاوري على تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للفئات الأكثر تضرراً وضعفاً (خاصة الأطفال والنساء ، و تصميم برامج تدريبية لصالح النازحين والفئات الضعيفة لتعزيز مهاراتهم للانخراط في بيئات العمل المواتية، تقييم الاحتياجات الإنسانية الطارئة في السودان بما في ذلك الخدمات الصحية. توعية النازحين بسبل النفاذ إلى الخدمات المتاحة، ودعم المؤسسات الوطنية السودانية كي تتمكن من استئناف الخدمات الطبية والتعليمية ومعالجة قطاع الزراعة، وتزويد الدول الأعضاء بتقارير دورية عن النتائج التي تتوصل إليها. تقديم دعم منسق لدول جوار السودان لمواجهة الأعباء المختلفة للأزمة.

واعرب المشاركون  في الاجتماع  الذي عقد في مقر الأمانة العامة بالقاهرة قبل ايام من عيد الأضحى،  عن قلقهم  إزاء انتشار انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي والعنف العرقي الذي قد يصل إلى مستوى جرائم التطهير العرقي في بعض مناطق دارفور وتزايد احتمال انتشار الصراع عبر الحدود مما يشكل تهديدات خطيرة للسلام والاستقرار في المنطقة، وادان المشاركون  كافة أنواع الجرائم المرتكبة ضد المدنيين خلال الصراع الدائر، آخرها المجزرة البشعة بتاريخ 5 يونيو 2024، في قرية ود النورة بولاية "الجزيرة" والتي تسببت بمقتل أكثر من 158 شخصاً بينهم 35 طفلاً، والهجوم على مستشفى الجنوب بالفاشر، وهي المنشأة الطبية الرئيسية في عاصمة ولاية شمال دارفور بالسودان، مما أدى إلى إغلاقها.

 

مبادرات لأزمة وتحديات منتظرة

 

ثمن المشاركون في  المبادرات والجهود المختلفة المبذولة على مستوى الحكومات والمنظمات الدولية والإقليمية لصالح السودان ومنها : مبادرة دول جوار السودان برعاية جمهورية مصر العربية، ومسار جدة برعاية المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية لتحقيق وقف إطلاق النار الشامل بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع ، مبادرة الاتحاد الأفريقي لإيجاد  الحل السياسي الشامل .

اشادت أطراف الاجتماع التشاوري  بمبادرات جامعة الدول العربية بقيادة الأمين العام أحمد أبو الغيط، ونتائج هذا الاجتماع الأول، والتأكيد على أهمية عقد اجتماعات تشاورية منتظمة لتبادل وجهات النظر حول نتائج جهودهم المشتركة وضمان انسجام مبادراتهم للسودان حتى تكون نتائجها متبادلة التعزيز، وعقد اجتماعهم التشاوري الثاني في يوليو، بالتزامن مع الخلوة، من أجل استدامة انخراطهم الجماعي لصالح السلام في السودان.

يأتي هذا الاجتماع إدراكا لأهمية تكثيف وسائل التنسيق والتعاون بين المنظمات الإقليمية والدولية، إلى جانب رعاة المبادرات الرئيسية الرامية إلى تحقيق وقف شامل لإطلاق النار، وتعزيز حوار سياسي سوداني شامل واستعادة السلام والاستقرار في السودان وتأكيداً لالتزامهم القوي بحماية سيادة جمهورية السودان ووحدتها واستقلالها وسلامة أراضيها.

تعتبر هذه المبادرات مهمة للحصول على حلول دائمة للأزمة، وتحتوي على محادثات لحل الأزمة وتشكيل فريق يشرف على الجوانب الإنساني ، ومع ذلك، يُظهر التحديات كبيرة في تحقيق هذه الأهداف.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الجامعة العربية عيد الأضحي المبادرات العربية جامعة الدول العربیة الاجتماع التشاوری هذا الاجتماع إطلاق النار فی السودان عید الأضحى بما فی ذلک فی هذا

إقرأ أيضاً:

الدول العربية الأكثر ضرراً من الرسوم الجمركية الأميركية

صرحت دراسات عن تأثيرات وتداعيات الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، محدودة لا سيما على دول مجلس التعاون الخليجي.

وأضافت أن صادرات المنطقة لن تتأثر بصورة كبيرة، لكن التأثير سيكون بسبب أسعار النفط وارتفاع معدلات التضخم.

وبحسب الدراسات، فإن التبعات الأكبر لهذه التعريفات ستكون على الأسواق الناشئة المثقلة بالديون في المنطقة وهي دول مصر والأردن ولبنان، حيث ستتأثر تلك الدول بصورة كبيرة نتيجة لزيادة تكلفة الديون عليها نتيجة قوة الدولار عالمياً.

وستكون التأثيرات على مصر غير مباشرة أي ليست على الصادرات والتجارة الخارجية، بل ستكون بسبب المديونية الكبيرة وارتفاع قيمة الدولار عالميا وبالتالي سيؤدي إلى ضغط هبوطي على الجنيه المصري ما سيعيق انخفاض الأسعار وتراجع معدلات التضخم وأيضاً سيعيق دورة التيسير النقدي المترقبة في السوق المصرية في ظل معدلات فائدة مرتفعة.

كما سيؤثر بالطبع على النمو الاقتصادي في مصر، وأيضاً سيؤثر تباطؤ خفض أسعار الفائدة الأميركية على استثمارات الأجانب في أدوات الدين في الأسواق الناشئة ومنها مصر وقد تؤدي إلى تخارج وتصفية بعض محافظ الأجانب فيها.

اذ خلال هذا الشهر، ضاعف الرئيس ترامب الرسوم الجمركية على السلع الصينية إلى 20%، كما فرض رسومًا بنسبة 25% على جميع الواردات من كندا والمكسيك، والتي ستدخل حيز التنفيذ بالكامل بحلول 2 أبريل/نيسان.

ودخلت الرسوم الجمركية المرتفعة على جميع واردات الصلب والألمنيوم إلى الولايات المتحدة حيز التنفيذ يوم الأربعاء، مما دفع كلاً من كندا والاتحاد الأوروبي إلى فرض رسوم انتقامية، الأمر الذي سيؤدي على الأرجح إلى ارتفاع الأسعار التي يدفعها المستهلكون، حتى لو امتص المستوردون جزءًا من هذه التكاليف، وفقًا للمحللين.

كلمات دالة:الرسوم الجمركيةحرب تجاريةقيمة الدولارالمكسيككندامصردونالد ترامبالحرب التجاريةدول العربية

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

زين حجازي شابة صحفية انضمت مؤخراً لعائلة " موقع البوابة"..بكل إخلاص وحماس.. سأنقل لكم كل ما هو مهم وحصري, وبكل حب وشغف.، سأقدم لكم في رحلتي القادمة محتوى مبهر ..أتمنى أن ينال إعجابكم. الأحدثترند كاراجر: صلاح لم يكن سيئًا..ليفربول بحاجة لمهاجمين جدد لدعمه إيران تعلق على الأزمة السورية اللبنانية تفاصيل الفيلم السعودي العالمي Seven Dogs للنجمين كريم عبدالعزيز وأحمد عز برونو فيرنانديز يدخل قائمة العظماء في مانشستر يونايتد بعد إقالة رئيس الشاباك... إخفاقات سياسية تستهدف إدارة نتنياهو للحرب Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

مقالات مشابهة

  • الدول العربية الأكثر ضرراً من الرسوم الجمركية الأميركية
  • البعث السوداني يرفض ويعارض حكومه الأمر الواقع والحكومه الموازيه
  • نبوءة ميرشايمر.. هل اقتربت الحرب المدمرة بين أميركا والصين؟
  • وفد إسرائيلي يلتقي مسؤولين مصريين لإجراء محادثات لوقف إطلاق النار
  • الجامعة العربية تعلن عن إطلاق المؤتمر الدولي لمكافحة كراهية الإسلام
  • ???? عبد الرحمن عمسيب ، الرائدُ الذي لا يكذبُ أهلَه
  • المملكة المتحدة تعقد اجتماع "تحالف الراغبين" لمناقشة الوضع في أوكرانيا
  • الخارجية: مصر تتابع باهتمام المشاورات الدولية لوقف الحرب الروسية الأوكرانية
  • ما شروط بوتين لوقف إطلاق النار في أوكرانيا؟
  • وزراء خارجية مجموعة السبع يشيدون بالاجتماع الذي عُقد بين الولايات المتحدة وأوكرانيا في المملكة