مختبر يبتكر هياكل هجينة لإنقاذ الشعاب المرجانية.. كيف تعمل؟
تاريخ النشر: 13th, June 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تشتهر مدينة ميامي بيتش بولاية فلوريدا الأمريكية بالهياكل المصنوعة على طراز "آرت ديكو"، ومياهها فيروزية اللون. ولكن قبالة سواحل هذه المدينة الملونة،تتدهور حالة البيئة تحت الماء.
تمتد الشعاب المرجانية في فلوريدا لمسافة 563 كيلومترًا تقريبًا، كما أنّها تحتضن نحو 40 نوعًا من الشعاب المرجانية التي لا توفر الغذاء والمأوى للحياة المائية فحسب، بل تساهم أيضًا في حماية المجتمعات الساحلية من أضرار العواصف.
مثل الشعاب المرجانية الأخرى، عانى النظام البيئي النابض بالحياة من آثار تغير المناخ على مدى العقود القليلة الماضية، وأبلغت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) مؤخرا عن حدوث ابيضاض جماعي عالمي رابع، وهو الثاني الذي حصل في العِقد الماضي.
يحدث التبييض عندما تتعرض الشعاب المرجانية للضغط بسبب التغيرات في بيئتها، وتطرد الطحالب الملونة التي تعيش فيها، ومن ثم يتحول المرجان إلى اللون الأبيض، ويبدأ في فقدان قوته.
وقال الأستاذ المشارك في علم الأحياء البحرية والبيئة في جامعة "ميامي"، دييغو ليرمان: "إذا استمر التبييض لفترةٍ طويلة، تموت الشعاب المرجانية".
ويدير ليرمان مختبر "Rescue a Reef" الذي يهدف إلى المساعدة في الحفاظ على هذا الموئل القيّم، والضعيف، واستعادته.
وأكّد ليرمان: "تحمي النظم البيئية الساحلية الشواطئ من تأثيرات العواصف والأمواج. إنّها مطبات السرعة الخاصة بالمحيط".
وقبالة ساحل شمال ميامي بيتش، يقود ليرمان تجربة تحت الماء تجمع بين الشعاب المرجانية الطبيعية والهياكل الاصطناعية، ما يؤدي إلى إنشاء شعاب مرجانية هجينة يأمل أن تحاكي تأثيرات الشعاب المرجانية الحقيقية.
"مطبات السرعة الخاصة بالمحيط"أصبحت الشعاب المرجانية الاصطناعية تُستخدَم في جميع أنحاء العالم على نطاقٍ واسع للمساعدة في استعادة النظم البيئية البحرية، من البلاط المطبوع ثلاثي الأبعاد إلى السفن الغارقة.
وأشارت الدراسات إلى أنّ الهياكل التي صنعها الإنسان قد تكون فعالة، ولكن يمكن أن تؤثر عوامل مثل الموقع، والتصميم، والموضع على النتيجة.
في عام 2009، أصدرت المنظمة البحرية الدولية (IMO) التابعة للأمم المتحدة مبادئ توجيهية حول وضع الشعاب المرجانية الاصطناعية، مشيرةً إلى أنّ هذه الشعاب قد تتسبب بتأثيرٍ سلبي "خاصةً عند استخدام النفايات، أو المواد المُعاد تدويرها، أو غير المناسبة".
ويتكون مشروع "ECoREEF" الهجين الخاص بليرمان من أساس خرساني مغطى بالشعاب المرجانية المزروعة من مشاتله.
ووُلدت التجربة في المختبر، حيث خضعت إصدارات النماذج إلى العديد من الاختبارات، بما في ذلك عمليات محاكاة واسعة النطاق في مولد موجات قوي قادر على إعادة إنشاء ظروف الأعاصير من الفئة الخامسة.
وأفاد ليرمان أنّ القاعدة وحدها يمكن أن تقلل من حركة الأمواج بنسبة تتراوح بين 60% و70%، مع قيام الشعاب المرجانية بمواصلة تخفيضها بنسبة تتراوح بين 15% و20%.
وقال ليرمان لـCNN: "معًا، يمكن لهذين النهجين أن يقللا من طاقة وارتفاع الأمواج بما بتراوح بين 80% و90%، وهو ما نريده لحماية الشواطئ".
وبالشراكة مع مدينة ميامي بيتش، نُشِرَت اثنين من الشعاب المرجانية الهجينة في مارس/آذار من عام 2023.
وخلال العام الماضي، قالت الباحثة المشاركة في مختبر ليرمان، إيميلي إسبلانديو، إنّهم شهدوا أنواعًا مختلفة من الأسماك التي استعمرت الشعاب المرجانية، إلى جانب السلاحف، وأسماك القرش، والشفنينيات.
بستنة مرجانيةقام فريق ليرمان بزراعة واختبار المستعمرات المرجانية في الجامعة منذ أكثر من 15 عامًا.
وذكر ليرمان: "نحن نحاول أن نفهم سبب بقاء بعض الشعاب المرجانية على قيد الحياة بينما تموت أخرى في البيئة ذاتها. ومن ثم نستخدم هذه المعلومات لإنشاء شعاب مرجانية مقاوِمة للمناخ".
ويقوم المختبر أيضًا بتجربة "التصلب الناجم عن الإجهاد"، وخلال هذه العملية، يُعرِّض الباحثون الشعاب المرجانية لدرجات حرارة شبه مميتة لتحفيز استجابتها الفسيولوجية، ما يجعلها أقل تأثرًا لتقلبات درجات حرارة المحيط.
ويتم بعد ذلك زرع المرجان في الشعاب المرجانية الطبيعية أو في الهياكل الهجينة.
وفي كل عام، يزرع فريق ليرمان ما بين 10 آلاف و15 ألف من المرجان في الشعاب المرجانية بميامي ديد.
وعلى مدى الأعوام القليلة المقبلة، يخطط ليرمان وفريقه لتوسيع نطاق مشروع "ECoREEF" بشكلٍ كبير، ونشر هياكل أكبر حول منطقة ميامي، وذلك بفضل تمويل وزارة الدفاع الأمريكية.
مشكلة عالميةأشار ليرمان إلى أنّ النظم البيئية للمحيطات تتدهور وتعاني في جميع أنحاء العالم.
ويُعتبر تغير المناخ التهديد الأول الذي يواجه الشعاب المرجانية على مستوى العالم، إذ يزيد من درجة حرارة البحر، ويؤدي إلى تغيرات في أنماط العواصف، وكيمياء المحيطات.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الاحتباس الحراري التغيرات المناخية فلوريدا الشعاب المرجانیة
إقرأ أيضاً:
بعد رواجها على تيك توك .. هل تعمل قشور الموز وظيفة بوتوكس طبيعي؟
شهدت منصات التواصل الاجتماعي، لا سيما "تيك توك"، مؤخرًا رواجًا كبيرًا لاستخدام قشور الموز كأحد أحدث صيحات العناية بالبشرة، واصفين إياها بأنها "بوتوكس طبيعي" يساعد في شد البشرة ومنحها إشراقة صحية.
فوائد قشور الموز للبشرةوانتشر هذا الاتجاه بقوة بعد أن كشف مؤثر اللياقة البدنية الأمريكي أشتون هال، الملقب بـ"مدرب الحياة"، عن روتينه الصباحي الغريب الذي يتضمن الاستيقاظ في الرابعة فجرًا، وتغطية فمه بشريط لاصق، وتغطيس وجهه في الماء المثلج، إلى جانب تدليك بشرته بقشرة موز ناضجة.
هذه الصيحة لم تتوقف عند هال، إذ تبناها عدد كبير من المؤثرين الذين بدأوا في الترويج لفوائد قشور الموز كمستحضر تجميلي طبيعي فعال، مدعين قدرتها على شد البشرة وتقليل التجاعيد.
ويرى بعض الخبراء أن هذه الحيلة قد تحمل بالفعل بعض الفوائد، إذ تحتوي القشرة الداخلية للموز على مجموعة غنية من مضادات الأكسدة والفيتامينات، مثل B وC وE.
وتحتوي قشور الموز أيضا إلى اللوتين، وهي عناصر معروفة بقدرتها على ترطيب البشرة وتقليل الالتهابات، فضلاً عن خواصها المقشرة التي تساهم في إزالة الخلايا الميتة ومنح البشرة نضارة طبيعية.
ويشير أخصائي التغذية بنيامين بانتنغ إلى أن هذه الطريقة تجذب الناس بفضل بساطتها وتكلفتها المنخفضة، حيث يمكن لأي شخص استخدامها دون الحاجة لمنتجات باهظة.
ويوصي بفرك الجزء الداخلي من قشرة الموز على الوجه بحركات دائرية لمدة 15 دقيقة، ثم غسل البشرة بالماء البارد.
رغم الحماس المنتشر، يحذر أطباء الجلد من الإفراط في اتباع مثل هذه الصيحات، مؤكدين أن الأدلة العلمية التي تدعم فعالية قشور الموز للعناية بالبشرة ما زالت محدودة.
وتشير الطبيبة كيت جيمسون، أخصائية التجميل، إلى أن استخدام قشر الموز قد يكون مهدئًا في بعض الحالات، لكن هناك احتمال لحدوث تهيج جلدي أو تلوث بكتيري، لا سيما لأصحاب البشرة الحساسة أو المتشققة.
وتضيف جيمسون: "نتائج التجارب المنزلية التي نراها على الإنترنت قد لا تنطبق على الجميع، فاختلاف أنواع البشرة يتطلب حذرًا عند تجربة أي وصفات طبيعية، وينبغي دائمًا استشارة متخصصين قبل استخدام علاجات غير موثوقة المصدر".