تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أقامت دار الكتب والوثائق القومية، برئاسة الدكتور أسامة طلعت، احتفالية بهذه المناسبة في دار الوثائق بالفسطاط، بحضور الدكتور محمد أبو زيد، ممثل فضيلة الدكتور أحمد الطيب- شيخ الأزهر، القس حليم بولس، ممثل قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والدكتور أحمد العوضي ممثل فضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية.

تأتى الاحتفالية في إطار احتفال وزارة الثقافة بمسار رحلة العائلة المقدسة في مصر، وتحت رعاية الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة.

ووجه القس بولس حليم، ممثل قداسة البابا، الشكر لوزارة الثقافة ولدار الكتب والوثائق القومية، ونقل تحيات قداسة البابا تواضروس الثاني للحضور، وأكد أن الاحتفال بمسار العائلة المقدسة يتماشى مع دور وزارة الثقافة في الحفاظ على الهوية الوطنية، مشيرا إلى أن  قداسة البابا تواضروس الثاني يقول عن رحلة العائلة المقدسة "أنها نعمة كبيرة أعطاها الله لمصر أن تختارها العائلة المقدسة كملجأ من هيرودس الظالم".

وأوضح أن الدولة المصرية تُولي اهتمامًا كبيرًا بالمسار على مدار ثلاثة آلاف ونصف كيلو متر، وقسمت الرحلة لخمس محطات رئيسية وكل موقع حلت به العائلة المقدسة به آثار تدل على مرورها، وهو ما يعزز مكانة مصر كأرض تحتضن كل الديانات، وأضاف أن احتفال اليوم رسالة سلام وأمن من مصر للعالم، ونثمن جهود الدولة المصرية في إدراج مسار العائلة المقدسة على قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي. 

وفي كلمته تحدث الدكتور أسامة طلعت عن "جهود الدولة في إحياء مسار العائلة المقدسة"، وجه الشكر إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي وجه بإحياء مسار العائلة المقدسة، منذ ٢٠١٥ ويشمل ذلك التطوير الحضري مستعرضا نماذج من ذلك التطوير، وتم ضم المسار إلى خريطة السياحة الدينية في مصر، ونجحت مصر في تسجيل مسار العائلة المقدسة بقائمة التراث اللامادي باليونسكو، التى تحتفظ دار الوثائق القومية بالوثيقة الخاصة بها.

واستعرض الدكتور أسامة طلعت في حديثه الجانب المادي في المسار، ويتمثل في تطوير النقاط الـ 25 وما تشمله من آثار في منطقة مجمع الأديان في مصر القديمة مثل كنيسة أبو سرجة التي انتهى ترميمها في ٢٠١٧، وكنيسة السيدة العذراء في سمنود، وكنيسة السيدة العذراء في سخا بمحافظة كفر الشيخ والتي افتتحت في ٢٠٢١ بعد الترميم، وموقع تل بسطة بالشرقية، وأديرة وادي النطرون التي افتتحت في ٢٠٢٢، وكنيسة العذراء في حارة زويلة، ودير المحرق في أسيوط، ودير العذراء بجبل الطير بمحافظة المنيا، وشجرة مريم بالمطرية.

وجه الشكر إلى الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، لجهودها المتواصلة في دعم الهوية المصرية وتحقيق العدالة الثقافية. 

وتحدث الدكتور إسحق عجبان عن "تسجيل الاحتفالات المرتبطة برحلة العائلة المقدسة على قائمة اليونسكو للتراث غير المادي باليونسكو"، مؤكدا أن مصر كانت وستظل أرض الأمان لكل الهاربين من الاضطهاد والمعاناة، مشيرًا إلى أن رحلة العائلة المقدسة تراث إنساني ملك للبشر جميعا، ولها تأثيرها في كافة الثقافات، وهو ما أكده تسجيلها باليونسكو حيث نص قرار التسجيل - أن احتفالات المسار تمثل الترابط الاجتماعي والثقافي بين كل المصريين مسلمين ومسيحيين-وأوضح أن تسجيل الرحلة يساهم في نشر الوعى بالتراث اللامادي والتطوير العمراني والاجتماعي لنقاط المسار.

واستعرض إسحاق، مراحل إعداد الملف استعدادًا للتسجيل، والتى بدأت عام ٢٠١٨ من خلال لجنة تضم جميع الوزارات المعنية، وشمل إعداد الملف استيفاء المعايير المطلوبة من اتفاقية اليونسكو لصون التراث اللامادي، وجمع المواد الفيلمية التي توثق الاحتفالات، ودراسة المخاطر التي يتعرض لها هذا التراث، وعرض الملف على اليونسكو في الدورة التي عقدت في الرباط بالمغرب، وتم الموافقة بأغلبية تقترب من الإجماع.

واستعرض الدكتور أحمد إبراهيم الشريف "كتاب رحلة الخير عن مسار العائلة المقدسة"، والمترجم إلى الإنجليزية بالمركز القومي للترجمة، مشيرا إلى أن الكتاب صدر باللغتين العربية والإنجليزية مع تسجيلات صوتية مصاحبة، وذلك ضمن مشروع الترجمة العكسية من اللغة العربية إلى اللغات الأخرى، وكان هذا ثالث إصدارات السلسلة باعتبار موضوعه في صلب التاريخ المشترك للمصريين.

 وأوضح الشريف، أنه استخدم لغة سهلة يفهمها القارئ البسيط، من خلال شرح تفصيلي لكل ما حدث في رحلة العائلة المقدسة، وتم تحويل الرحلة إلى رواية قصيرة تسرد سيرة ذاتية لأفراد العائلة المقدسة بشكل درامي. 

تضمنت الفعاليات، افتتاح معرض وثائقي ضم وثيقة تسجيل احتفالات مسار العائلة المقدسة باليونسكو، إضافة إلى عرض ميداليات تذكارية لنقاط المسار، بالتعاون مع مصلحة سك العملة، إلى جانب عرض فيلم تسجيلي عن مسار العائلة المقدسة على أرض مصر، إعداد دير مارجرجس للراهبات بمصر القديمة، واختتمت الفعاليات بفقرة غنائية لشباب كورال مركز تنمية المواهب بدار الأوبرا.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: دار الكتب والوثائق شيخ الأزهر قداسة البابا تواضروس الثاني مفتي الديار المصرية الدولة المصرية وزارة الثقافة رحلة العائلة المقدسة مسار العائلة المقدسة قداسة البابا

إقرأ أيضاً:

فيلم اللّذة القاتلة.. إجازة عائلية تكشف عن أزمة الذات والتصدع الاجتماعي

ما بين دراما العائلات واستكشاف الأماكن يمكن النظر إلى العديد من الأفلام التي تستعرض تلك اليوميات الخاصة بأفراد العائلة في إطار من الروتين اليومي أو الفعاليات اليومية.

وهنا سوف تتفاوت دراميا الأهداف من وراء تلك الدراما التي سوف تتطور تدريجيا إلى نوع من الرضا والتسامح والتعاطي مع الأمر الواقع، مع أن الواقع يتكشف عن مشكلات وتعقيدات ما تلبث أن تتفجر وتنعكس على الشخصية الدرامية.

هذه المقدمة تنطبق على العديد من الأفلام التي تنتمي إلى هذا النوع، نذكر منها، فيلم "الطريق الذي سلكناه- 2009" وفيلم "السمكة الكبيرة 2003"، وفيلم "دان في حياته الحقيقية -2007"، وفيلم "صخرة العائلة – 2005"، وفيلم "هانا وأخواتها -1986"، وفيلم "بيت من أجل العطلة – 1996"، وفيلم "قابل الوالدين -2000"، وفيلم "راتشيل تتزوج – 2008"، وفيلم "حياة لا نهائية -2005" وغيرها من الأفلام...

واقعيا نحن أمام فيلم "اللذة القاتلة" للمخرجة نيل ستوفين وهو من إنتاج ألماني - فرنسي، وقد افتتح عرضه العالمي الأول في مهرجان برلين السينمائي الدولي الذي اختتم قبل أقل من شهر من الآن، وهو يحاكي إلى حد ما ذلك النوع من أفلام العائلات، كما انه من جهة أخرى يمزج ما بين الفانطازيا والرعب والجريمة في شكل سينمائي، يبني من جانب آخر على ما يمكن أن نسميه اختلاف الثقافات.

وإذا توقفنا عند هذه النقطة الأخيرة قبل أن نغوص عميقا في أحداث الفيلم، فإن سلسلة من الإحالات يمكن التوقف عندها، فالعائلة الألمانية ميسورة الحال قادمة لقضاء إجازتها في منطقة بجنوب فرنسا، وما أن تصل إلى ذلك البلد حتى تجد نفسها وسط موجات من التظاهرات في ذلك الوقت وكلها بالطبع تتعلق بتحسين الأحوال المعيشية.

هذا التمهيد وفيما العائلة محاصرة في داخل السيارة والمصادمات بين المتظاهرين ورجال الشرطة الفرنسية والضرب واستخدام الغازات تجري من حولهم، كلها صور ومشاهد تبدو وكأنها المرة الأولى التي تشاهدها العائلة وهو ما سوف تؤكده مرة أخرى في علاقتها مع طبقة صغار الموظفين التي تنظر إليها من الأعلى حتى تتسلط على العائلة فتاة تدعى تيودورا - الممثلة الإسبانية كارلا دياز التي سوف تتمكن من فرض الأمر الواقع على العائلة وتعيش في وسطهم بصفة مدبرة منزل ومن ثم تبدأ التسلل إلى حياة تلك الأسرة وصولا إلى تداعيات خطيرة لم تكن في الحسبان.

واقعيا نحن أمام قصة درامية تتكشف من خلالها شخصيات نستطيع أن نقول إنها تائهة وشبه منقطعة عن الواقع، فضلا عن تصدعات كانت متوارية وسرعان ما تتكشف تباعا، سواء في طبيعة العلاقة بين الزوجين والتي تتجلى من خلال العديد من المشاهد التي تجمع الزوجين القادمين من تلك الطبقة الموسرة، وهما اللذان يشعران كأن العائلة أصبحت مثل سمكة خارج الماء عندما وجدت نفسها على تماس مع طبقة الخدم ومشاهدة المتظاهرين ولاحقا انضمام تيدورا إلى العائلة من خلال الحادث المدبر الذي لفقته بحجة أنها صدمت بسيارة جون وفقدت وظيفتها بعد ذلك ومن ثم أصبح تسللها إلى العائلة في حكم الأمر الواقع.

يقول الناقد نيل بيثرو الناقد السينمائي في موقع سكرين رانت:" لا شك أن رسالة الفيلم تأتي هنا على شكل رمزية بصرية متميزة وحوارات متقنة، ولكن القصة والشخصيات تصبح تدريجيًا أقل تأثيرا للتعبير عن الفكرة الرئيسية للفيلم، رغم أن رسالته تبقى قوية ومؤثرة طوال الوقت.

القصة تأتي ثانوية مقارنةً برمزية الفيلم المتعددة الطبقات، والتي تُكرّر النقاط الواردة في المشهد الافتتاحي بطرق لافتة للنظر ويُعدّ هذا سلاحًا ذا حدين للفيلم. فبينما تُعدّ العناصر البصرية للفيلم مُكمّلًا مثاليًا للتعبير عن سردية الفيلم، إلا أن هذا المستوى نفسه من التفاعل لا يُترجم بشكل واحد من طرف الشخصيات".

أما الناقدة السينمائية كارينا بلوم في موقع ميت كريتيك فتقول: "على الرغم من أن الفيلم يُقدم على أنه دراما إثارة منزلية تقليدية، مدعومة بالمؤامرات، إلا أنه يصمد دراميا رغم بعض الحوارات غير المتقنة في مقابل المهارات الإخراجية التي تفوق النص المكتوب، ويمكن القول إن المخرجة قد نجحت في انتزاع أداء قوي من الممثلين، وإضفاء جو كثيف ومتوتر على القصة التقليدية، على خلفية براعة تصوير فرانك كريب".

لاشك أن تسلل تيدورا كان عبارة عن ثقب اسود كبير بدأت العائلة تدخله بالتدريج عندما استدرجت الزوجة تعبيرا عن سخطها من إخفاق زوجها وانضمامها إلى ثلة تيدورا من الشباب المنطلقين على دراجاتهم النارية ليلهم كنهارهم وخلال ذلك تفصح تيدورا بوضوح أنها تنتمي إلى جيل سوف يعجزون عن السيطرة عليه أو إدراك نواياه، وهو ما تشير من خلاله إلى الدوامة التي سوف يدخل فيها الجميع ولن يخرجوا منها بسلام.

إخراجيا عمدت المخرجة إلى بناء حلول جمالية وتعبيرية من خلال خطوط السرد المتعددة، إذ أتاحت لكل شخصية أن تعبر عن أزماتها الخاصة وحيث الصمت المطبق يخيم على الطفلين لكن شهادة الطفلة لوحدها التي لا تستمع إليها الأم كانت كفيلة بكشف نوايا تيدورا في التسلل إلى حياة العائلة سواء بسرقة هاتف الزوجة أو التفتيش في دولابها.

وهنا يمكننا التوقف عند التداعي المستمر للشخصيات ضمن نطاق السرد الفيلمي القائم على فكرتي الممكن والمتوقع والمبني على رغبات أكثرها يتميز بالأنانية وعدم الانفتاح على الآخر وهي ثغرات مهمة كانت كافية للكشف عن الشخصيات وهي في أشد أزماتها صعوبة حتى إذا انتقلنا إلى الحل الإخراجي وما رسمه السيناريو بأن تيدورا وأصحابها بالإضافة إلى التنسيق فيما بينهم للإيقاع بالضحايا إن هم إلا مجموعة من مصاصي الدماء وهو ما سوف يظهر في المشاهد الأخيرة، وفي الحقيقة إنه تفصيل لم يكن ذا قيمة مهمة على صعيد الدراما الفيلمية.

ومن جهة أخرى وجدنا أن جون وزوجته بما أوتيا من خبرات وتجارب وتاريخ مهني وطبقة أرستقراطية، إلا أنهما بديا شبه مغفلين وبالإمكان خداعهما والتلاعب بهما وخاصة من طرف تيدورا وأصدقائها وهو تضارب ملفت للنظر في بناء الشخصيتين، وربما كانت الطفلة أكثر يقظة من والديها اللذين سوف ينحدران تباعا في اللعبة التي يصنعها أصدقاء تيدورا وهي مفارقة درامية ملفتة للنظر واستثنائية.

لاشك أن الفيلم على بساطة الفكرة التي عالجها على صعيد هذا النوع من الدراما العائلية، إلا أنه امتزج بمعطيات كثيرة وتماهى مع فكرة فيلم الرعب والكوميديا السوداء وأفلام مصاصي الدماء في مزيج درامي جعل مسألة الاهتمام والمتابعة للأحداث مؤكدة ومثيرة للاهتمام لدى المشاهد.

...

سيناريو وإخراج/ نيل ستوفين

تمثيل/ فاليري باشنر في دور إستر، فخري يارديم في دور جون، كارلا دياز في دور تيودورا

مدير التصوير/ فرانك كريب

موسيقى/ فولكر برتيلمان

العرض الأول/ مهرجان برلين السينمائي الدولي - 2025

• اسم الفيلم تم تعديله من طرف نيتفليكس من اللذة إلى اللذة القاتلة.

• الفيلم ليس للمشاهدة العائلية.

مقالات مشابهة

  • مسار العائلة المقدسة في رحلتها لمصر مشروع طالب بفنون الجامعة الألمانية بالقاهرة
  • هذا موعد إنطلاق أول رحلة للحجاح الجزائريين نحو البقاع المقدسة
  • احرصوا على سجل الذكريات
  • صندوق التنمية الحضرية يكشف تفاصيل تطوير حديقة الفسطاط على مساحة 500 فدان
  • عائلة أم محمد تعيش واقعا لا يعرف الرحمة في جباليا
  • ندوة ثقافية بـ«دار الكتب بطنطا حول ترشيد الاستهلاك في رمضان
  • أمانة العاصمة المقدسة تطلق مبادرة بسطة خير السعودية لتحقيق الاستدامة الاقتصادية
  • كيم كارداشيان تلمّح لزواج رابع وتكشف أسرارًا عن مجوهراتها الفاخرة
  • فيلم اللّذة القاتلة.. إجازة عائلية تكشف عن أزمة الذات والتصدع الاجتماعي
  • تعزيز البيئة الاستثمارية في مكة