صحيفة المرصد الليبية:
2025-03-16@23:46:16 GMT

النيران الحارقة ودرس موسكو القاسي!

تاريخ النشر: 13th, June 2024 GMT

النيران الحارقة ودرس موسكو القاسي!

فرنسا – بدأ نابليون بونابرت بـ”جيش عظيم” غزو روسيا القيصرية في مثل هذا الوقت عام 1812 وكان واثقا من قدرته على “وضع حد لنفوذ روسيا”، إلا أن حربه تحولت وبالا عليه.

قاد بونابرت في ذلك الغزو جيشا جرارا يتكون من أكثر من 630 ألف جندي، نصفه تقريبا من الفرنسيين، علاوة على أكثر من 140 ألفا من الولايات الألمانية، وحوالي 100 ألف من بولندا، و40 ألفا من النمسا، إضافة إلى 34 ألف إيطالي، و12 ألف سويسري وما يقرب من 5 آلاف إسباني وألفين من البرتغاليين ومثلهم من الكروات.

أراد نابليون بونابرت، إمبراطور فرنسا، المعروف بشدة غروره وقصر قامته، بعد أن تمكن من هزيمة معظم القوى المنافسة في أوروبا، القضاء على القوات الروسية الرئيسة والاستيلاء على موسكو، ومنها إملاء شروط سلام مواتية لفرنسا، على القيصر ألكساندر الأول.

نابليون بونابرت

علاوة على ذلك، أراد بونابرت الذي أصبح إمبراطورا لفرنسا وهو لم يتجاوز الثلاثين من عمره، إحياء بولندا التي كانت مفككة في ذلك الوقت وضم أراضي موجودة حاليا ضم ليتوانيا وبيلاروس وأوكرانيا إليها، علاوة على تشديد الحصار القاري على بريطانيا وحرمان روسيا من اتباع سياسة مستقلة في القارة الأوروبية. كان لدى بونابرت هدفا بعيد المدى آخر يتمثل في إبرام تحالف عسكري مع روسيا للقيام بحملة مشتركة ضد بريطانيا في الهند.

القيصر الروسي ألكسندر الأول

من دون إعلان الحرب، عبرت جحافل بونابرت في 12 يونيو عام 1812 نهر نيمان بالقرب من مدينة كونفو التابعة حاليا لأوكرانيا، وأعلن الإمبراطور مخاطبا جيشه أن ما وصفها بـ”الحرب البولندية الثانية” ستتمكن من “إنهاء تأثير روسيا على الشؤون الأوروبية”.

توغلت قوات بونابرت في أراضي الإمبراطورية القيصرية الروسية ولم تجد امامها إلا أرضا محروقة وتكتيكات كر وفر اتبعتها القوات الروسية المدافعة الأقل عددا، استنزفتها علاوة على هجمات موجعة بأساليب حرب العصابات، واكتملت الكارثة التي لحقت بجيش بونابرت الغازي، بالطقس البارد والجوع ونقص العلف، والمدد المتواصل للجيش الروسي على أرضه الشاسعة.

تراجعت القوات القيصرية الروسية لإنهاك القوات الغازية وتم إخلاء العاصمة موسكو وإشعال النار فيها لحرمان نابليون من استغلال مقدراتها في مجهوده الحربي.

بنهاية المطاف وبعد أن وصل إلى موسكو وقد تحولت إلى أرض محروقة، بدأ نابليون في التراجع وغادر روسيا خائبا بصعوبة بالغة في ديسمبر من نفس العام بعد أن فقد 95 بالمئة من جيشه.

بونابرت يتحدث عن نار موسكو وصقيع روسيا:

طبيب نابليون وهو إيرلندي يدعى باري إدوارد أوميرا، كان قضى معه ثلاثة سنوات في منفاه في سانت هيلانة، سجل محادثات معه بما في ذلك عن غزوه الفاشل لروسيا، نشرها ضمن كتاب بعد وفاة بونابرت بعنوان “صوت سانت هيلانة”.

بونابرت يتخدث عن “البرد والصقيع المبكر ونار موسكو”.

قال نابليون مبررا هزيمته العسكرية في روسيا والتي كانت بداية النهاية لطموحاته ومغامراته: “كنت مخطئا لبضعة أيام؛ لقد دققت في الطقس لمدة 50 عاما ولم يبدأ الصقيع الشديد أبدا قبل 20 ديسمبر، أي بعد 20 يوما من بدء ذلك الوقت. أثناء إقامتي في موسكو، كان الجو باردا بثلاث درجات، وتحمله الفرنسيون بسرور؛ لكن أثناء رحلة التراجع، انخفضت درجة الحرارة إلى 18 درجة، وماتت جميع الخيول تقريبا. بسبب نقص الخيول، لم نتمكن من القيام بأي استطلاع، ولا إرسال طليعة سلاح الفرسان لمعرفة الطريق. كان الجنود محبطين ومرتبكين. بدلا من الالتصاق ببعضهم، هاموا على وجوههم بحثا عن النار. أولئك الذين تم تعيينهم للاستطلاع تركوا مواقعهم وذهبوا إلى مساكنهم بحثا عن الدفء. تناثروا في كل الاتجاهات وسقطوا بسهولة في أيدي الأعداء. استلقى آخرون على الأرض، وناموا وماتوا وهم غارقون بالنعاس. مات الآلاف من الجنود بهذا الشكل”.

الإمبراطور المهزوم اشتكى لطبيبه مما وجده في موسكو قائلا: “من أجل اجتذاب الآخرين، كنت في الخطر، وشعري وحاجباي محترقان وملابسي محترقة. بقيت بنفسي في الكرملين بينما أحاطت بي النيران. ثم ذهبت إلى قصر الإسكندر الريفي على مسافة أربعة فيرست من موسكو (أكثر قليلا من 4 كيلو مترات). يمكنك أن تتخيل قوة النار إذا أخبرتك أنه كان من الصعب أن تضع يدك على الجدران أو النوافذ من موسكو، لأن هذا الجزء تم حرقه بالنار. لقد دمر هذا الحريق الرهيب كل شيء. كنت مستعدا لأي شيء سوى ذلك. من كان يظن أن الناس يمكن أن تحرق عاصمتها؟ لولا ذلك الحريق المميت، لكنت حصلت على كل ما أحتاجه للجيش؛ في العام التالي كان (القيصر) الإسكندر سيصنع السلام، أو كنت سأكون في سان بطرسبرغ”.

بونابرت توفى ولم يتجاوز من العمر 51 عاما. يمكن القول إن تكتيكات الجيش الروسي القيصري غير العادية علاوة على نيرن موسكو وصقيعها القارس، قد أطاحت بنابليون بونابرت من قمه مجده، وإنها أيضا قصرت من عمره.

المصدر: RT

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: نابلیون بونابرت علاوة على

إقرأ أيضاً:

موسكو توافق على اقتراح «وقف القتال» في أوكرانيا.. أمريكا: متفائلون بحذر

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن “موسكو توافق على المقترحات بشأن إنهاء الأعمال القتالية، لكنها تنطلق من مبدأ أن ذلك ينبغي أن يؤدي إلى سلام طويل الأمد، ويزيل أسباب الأزمة”.

وأشار بوتين إلى أن “روسيا تؤيد وقف إطلاق النار لمدة 30 يوما مع أوكرانيا، لكن السؤال هو كيف سيتم استغلال هذه الفترة”.

وأوضح أنه من “المهم معالجة الأسباب الجذرية للأزمة”، مشيرا إلى “وجود تفاصيل دقيقة في مسألة الاتفاقية المؤقتة لوقف إطلاق النار، كما طرح سؤالا حول كيفية مراقبة تصرفات أوكرانيا خلال فترة الهدنة”.

وأكد بوتين أن “أوكرانيا يجب أن تطلب بإلحاح من الأمريكيين وقف إطلاق النار بناء على الوضع على الأرض”، مشيرا إلى أنه “من غير الواضح من سيصدر أوامر بوقف الأعمال القتالية في أوكرانيا وما سيكون ثمنها”، وأكد بوتين أن “القوات الروسية تتقدم على جميع جبهات القتال تقريبا”.

كما لفت الرئيس الروسي إلى أن “أوكرانيا قد تستخدم وقف إطلاق النار المؤقت للتعبئة القسرية وإمدادات الأسلحة وعلى وجه الخصوص في مقاطعة كورسك، ومن الضروري تحديد كيفية السيطرة على هذا الأمر”.

من جانبه، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي، مايك والتز، “إن واشنطن “متفائلة بحذر” بإمكانية تحقيق التسوية في أوكرانيا”.

وأضاف والتز لشبكة “فوكس نيوز”: “لن أعلن عن أي شيء أو أجري أي محادثات على شاشة التلفزيون، وبالتأكيد لن أسبق الرئيس، لكننا متفائلون بحذر”.

وردا على سؤال حول منطقة دونباس والمناطق ذات الأغلبية الروسية في أوكرانيا إذا كانت ستؤول إلى روسيا في أي تسوية تفاوضية، قال: “نناقش جميع هذه القضايا مع الجانبين، مع نظرائنا الروس والأوكرانيين ونسعى جاهدين لدفع الجانبين إلى الأمام، الرئيس ترامب هو صانع صفقات رئيسي ويسعى لحقن الدماء ووقف الحرب وإحلال السلام”.

ولفت والتز إلى “أنه لا يريد استباق تقييم الرئيس ترامب” والإعلان عن أي شيء في الوقت الحالي”.

من جانبه، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن “موقف الرئيس الروسي واعد بشأن مقترح وقف إطلاق النار”، مضيفا أنه “تلقى إشارات جيدة من موسكو”.

كما أشار إلى أن “الوفد الأمريكي بحث مع الأوكرانيين في جدة الأراضي التي سوف يخسرونها بموجب التسوية”.

وعقدت في السعودية مؤخرا اجتماعات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا أعلن في ختامها عن “استعداد كييف لوقف إطلاق النار لمدة 30 يوما وتوقيعها اتفاق الثروات الطبيعية مع الولايات المتحدة، مقابل استئناف الأخيرة المساعدات العسكرية وتقديم المعلومات الاستخباراتية لنظام كييف”.

أوكرانيا ترفض التخلي عن فكرة الانضمام للناتو

بدورها، رفضت أوكرانيا خلال المفاوضات مع ممثلي الولايات المتحدة في السعودية طلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن تتخلى كييف عن فكرة الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وذكرت صحيفة “يوروبين برافدا” نقلا عن مصادر أن “هناك خطوطاً حمراء بالنسبة لأوكرانيا”.

وأضافت: “لا يمكن أن تكون هناك قيود على حجم الجيش ولا يمكن أن يكون هناك حظر على مشاركة أوكرانيا في المنظمات الدولية، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي”.

وفي وقت سابق، قال دونالد ترامب إنه يجب على أوكرانيا “أن تنسى” انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي كجزء من اتفاق مستقبلي لحل الصراع في أوكرانيا.

فرنسا.. مقترح وقف إطلاق النار في أوكرانيا يشكل بداية لحل الصراع

بدورها، رحّبت فرنسا بمقترح وقف إطلاق النار في أوكرانيا يشكل بداية لحل الصراع.

وقال وزير الدفاع الفرنسي، سيباستيان ليكورنو، على هواء قناة “فرانس 2” التلفزيونية: “أي شيء يُفضي إلى وقف إطلاق النار هو موضع ترحيب”.

وأضاف: “نرى أن مفاوضات حقيقية قد بدأت، أمامنا نقاش ومفاوضات ستُعقد بلا شك بين واشنطن وموسكو، ولكن ينبغي تنظيمها أيضا بين كييف وموسكو، هما الطرفان المتحاربان، وكذلك يجب مشاركة الأوروبيين”.

وأضاف ليكورنو أن “فرنسا تعارض “التوقف التكتيكي” الذي من شأنه أن يسمح لروسيا “باستعادة قوتها”.

مقالات مشابهة

  • موسكو وواشنطن تبحثان المسائل العالقة بشأن وقف الحرب في أوكرانيا
  • موسكو تحث واشنطن على وقف استهداف الحوثيين وتدعو للحوار
  • النيران الصديقة تقود السيتي لتعثر جديد في الدوري الإنجليزي
  • ارتفاع قوي لبورصة موسكو والروبل
  • فوق السلطة: بوتين يستهزئ بماكرون ويذكره بنهاية نابليون والأخير يرد
  • بوتين: ترامب يسعى بشدة لاستعادة العلاقات مع موسكو
  • مينسك تطلب من موسكو بناء محطة طاقة كهروذرية ثانية
  • الجيش الروسي يعترض 4 مسيّرات استهدفت موسكو
  • موسكو توافق على اقتراح «وقف القتال» في أوكرانيا.. أمريكا: متفائلون بحذر
  • عمدة موسكو: الدفاع الجوي تصدى لهجوم 4 مسيرات باتجاه العاصمة الروسية