“الشؤون الإسلامية”: راحة الحجاج أولويتنا .. وحملات الدولة تتسلم مخيمات منى وعرفة
تاريخ النشر: 13th, June 2024 GMT
أكد الدكتور عمر حبتور الدرعي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة ، رئيس مكتب شؤون الحجاج، ضرورة وضع راحة حجاج الدولة على رأس قائمة أولويات أصحاب الحملات، مبدياً استعداد المكتب التام لتسخير كافة إمكانياته لخدمة أصحاب الحملات لضمان تذليل أية صعوبات آنية أثناء تأدية المناسك.
جاء ذلك خلال لقاء تنسيقي عقده مكتب شؤون حجاج الدولة مع رؤساء حملات الحج التابعة لدولة الإمارات ، جرى خلاله اعتماد وتسليم مخيمات كل حملة على حدة في منى وعرفة.
ووقف الدرعي على مستوى التجهيزات والتحضيرات النهائية في مخيمات حجاج الإمارات، مشيداً بتعاون رؤساء الحملات مع لجان المكتب بهدف توفير أرقى الخدمات لحجاج الدولة.
وأكد أهمية مراعاة الحالات الخاصة المصاحبة لكل حملة والتعاون مع لجان المكتب نحو توفير خدمات استثنائية لتلك الشريحة من الحجاج والمتضمنة كبار المواطنين وأصحاب الأمراض المزمنة والمستعصية وأصحاب الهمم.
وتوجه الدرعي بالشكر لوزارة الحج والعمرة في المملكة العربية السعودية وكافة المؤسسات المعنية في المملكة على التعاون الكامل مع مكتب شؤون حجاج دولة الإمارات وتوفير الدعم لتنفيذ خطط المكتب الهادفة لضمان حج آمن لحجاج الدولة.وام
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: حجاج الدولة
إقرأ أيضاً:
“خطورة الميليشيات الإسلامية المسلحة: بين إرث الماضي وتحديات المستقبل”
كل ما يجري في السودان اليوم هو نتيجة مباشرة لصنيع قادة الحركة الإسلامية الذين يتحملون مسؤولية كبرى عن الانتهاكات المرتكبة من قبل طرفي القتال. هذه الأزمة التي تفاقمت منذ عام 1989، تعتبر تجسيدًا لعقود من البراغماتية السياسية للإسلاميين، حيث قادت مغامراتهم للاستيلاء على السلطة البلاد إلى شفا الانهيار.
لقد بدأت ملامح عدم التعافي السياسي مع حادثة معهد المعلمين في الستينيات، والتي رسّخت وجود الإسلاميين في المشهد السياسي بدعم من قوى حزبية مدنية تعرضت للمزايدة والإرهاب. وكان تبني الدستور الإسلامي بمثابة الشرارة الأولى التي عمّقت الصراع مع الجنوب، وزادت من تعقيد العلاقات بين التيارات السياسية المختلفة.
الإسلام السياسي وجذور الأزمة
منذ استقلال السودان، هيمنت قضايا الإسلام السياسي على المشهد، مما استنزف طاقة النخبة السياسية وأدخل المجتمع في دوامة من التشظي والانقسام. أما ظهور الحركة الإسلامية في السلطة عبر انقلاب 1989، فقد عمّق الصراعات السياسية والاجتماعية وأوصلها إلى مستوى غير مسبوق من التعقيد.
وبرغم سقوط نظام الإنقاذ، فإن الإسلاميين استمروا في التحكم بمفاصل الدولة من خلال اختراق القوات النظامية، وتحويل الخدمة المدنية إلى أدوات لخدمة أجندتهم. تساهلت حكومة الفترة الانتقالية في معالجة إرث المشروع الحضاري، مما سمح للإسلاميين بإعادة تنظيم صفوفهم والتخطيط لاستعادة السلطة.
الميليشيات الإسلامية في المشهد الحالي
في ظل الحرب الحالية، تسعى الميليشيات الإسلامية المسلحة لإعادة تموضعها في المشهد السياسي. تنظيمات مثل "البراء بن مالك" تُذكرنا بسنوات ازدهار داعش في الشرق الأوسط، حيث تمارس الأساليب ذاتها من الترهيب والقتل والتطرف الدموي.
ما يثير القلق هو أن هذه الميليشيات تُسهم في استدامة الحرب بممارسات تعيدنا إلى زمن استبداد الإسلاميين في عهد المؤتمر الوطني. تلك الحقبة شهدت تعذيب المعارضين، واغتصاب النساء، وقمع الحريات، وهي ذات السياسات التي تسعى هذه الجماعات لتكرارها تحت مسميات جديدة.
التحدي الديمقراطي
النخبة السودانية المستنيرة تواجه اليوم تحديًا وجوديًا: إما بناء سودان موحد وديمقراطي، أو الخضوع لهيمنة الإسلاميين ومتطرفيهم. إن بروز تيارات داعشية جديدة داخل الحرب يعكس خطرًا كبيرًا يتمثل في تحول السودان إلى بؤرة للإرهاب والتطرف.
ولذلك، فإن تشكيل رأي عام مدني وديمقراطي قوي، يعارض استمرار الحرب ويدعم السلام الشامل، يمثل السبيل الوحيد لمنع السودان من الوقوع في قبضة التطرف مرة أخرى.
الحرب الحالية ليست سوى حلقة جديدة في مسلسل الصراع الذي قادته الحركة الإسلامية منذ عقود. إذا لم تُتخذ خطوات حاسمة لإنهاء الحرب، وتفكيك البنية الفكرية والتنظيمية للإسلام السياسي، فإن مستقبل السودان سيظل رهينة لمشاريع متطرفة تهدد وجوده كدولة حرة ومستقلة.
زهير عثمان
zuhair.osman@aol.com