3 أسباب جوهرية تقابلها تساؤلات عديدة.. لماذا انخفض التضخم في العراق خلال 2024؟
تاريخ النشر: 13th, June 2024 GMT
السومرية نيوز – اقتصاد
واحدة من اهم المعايير الاقتصادية التي دائما ما تراعي الدول تحديد بياناتها لما لها من دور مهم في رسم السياسة الاقتصادية للبلد هو نسب التضخم الشهرية والسنوية والذي يلعب دورا مهما في مجمل الحياة اليومية للمواطن ولمختلف القطاعات الاقتصادية. بحسب بيانات الجهاز المركزي للإحصاء فأن نسب التضخم السنوية في العراق انخفضت من 4.
ويقول العبيدي، ان الدول حقيقة تسعى الى خفض نسب التضخم حسب سياساتها الاقتصادية بعض الدول تحاول استهداف نسبة تضخم ثابتة لا تزيد عنها او تنقص عنها وبعض الدول تبحث عن نسب تضخم عالية وخصوصا البلدان المنتجة وتختلف حسب السياسة الاقتصادية لكل بلد، اما في العراق فلا يوجد استهداف واضح لنسب التضخم سوى بعبارة واحدة ذكرت في الخطة التنموية الاستراتيجية وتحدثت عن ابقاء مستوى التضخم تحت مستوى الـ10%
ويضيف، لم يكن الانخفاض نتيجة ارتفاع كبير في الاسعار بل يعود هذا الانخفاض الى عوامل ثلاث اساسية هي من ساهمت بوصول نسب التضخم الى هذه المعدلات التي تعتبر من اقل مستويات التضخم على مستوى العالم وعلى مستوى منطقة الشرق الأوسط:
*تغيير في اوزان السلع
ان عملية تحديد التضخم تعتمد على تحديد وزن يمثل الاهمية النسبية لكل سلعة بمعنى ان اهمية الخبز للمواطن ليس كأهمية الملابس مثلا، فلذلك تتفاوت الاوزان بحسب اهمية السلعة في بداية 2024 قام الجهاز المركزي للإحصاء بتغيير الاوزان الخاصة بكل سلعة حيث تم زيادة الوزن النسبي لبعض السلع كالمواد الغذائية والمشروبات والتبغ والتعليم والصحة مقابل خفض بعض الاوزان النسبية للسلع والخدمات الاخرى كالسكن والنقل (الذي يشمل الوقود الذي تم رفع سعر الوقود المحسن في 2024) والتجهيزات المنزلية وحسب ما مبين في الجدول ادناه
هذا التغيير لعب دورا مهما في خفض نسبة التضخم لكون بعض السلع التي تم زيادة اوزانها لم ترتفع كثيرا مقارنة بمن قلت اوزانها.
*تغيير سنة القياس
كانت سنة القياس التي يتم وضع سعر قياسي لكل سلعة او منتج هي سنة 2012. تم تغيير سنة القياس الى سنة 2022 واصبحت الزيادة او النقصان في اسعار السلع والخدمات تعتمد على الاسعار القياسية في 2022 وليس 2012 وهذا التغيير يؤثر بشكل كبير على نسب التضخم بشكل يقلل من نسب التضخم.
*انخفاض الأسعار
انخفاض اسعار بعض المواد الغذائية مثل الخبز والالبان والفواكه والمشروبات والتي اصبحت تمثل بحدود 31% من مجمل حساب التضخم وبالتالي انخفاضها او ارتفاعها لعب دورا اساسيا في تحديد مستويات التضخم، لذلك فأن التضخم العام انخفض ليبلغ 1.6% بينما التضخم الاساس (core inflation) بلغ 2.7%.
وبحسب العبيدي فان هذه التغييرات تثير مجموعة اسئلة منها: لماذا تم بالتحديد اجراء تغييرات كبيرة سواء على مستوى الاوزان او على مستوى سنة الاساس في 2024 وفي فترة حرجة حيث هنالك تغييرات جذرية في السياسة النقدية والسياسة المالية؟، ولماذا تم اعتماد سنة 2022 كسنة قياس وهل فعلا تصلح لان تكون سنة قياس وخصوصا انها سنة تأتي بعد ازمة كورونا وشهد العالم فيها تضخما عالميا لمختلف السلع ولم تكن سنة استقرار عالمي؟
ويوضح رئيس مؤسسة عراق المستقبل للبحوث والاستشارة الاقتصادية، انه ما نطمح له ان تكون البيانات التي تصدر من مختلف الجهات الرسمية على درجة عالية من الموثوقية وان تتماشى مع واقع الحال من اجل رسم سياسات اقتصادية تعتمد على تحليل الفجوة بين ما هو حاليا على ارض الواقع وما بين القيمة المستهدفة، مبينا، لا أحد يتصور ردة فعل اي مواطن عندما تبلغه بأن الاسعار لم ترتفع الا 1% مقارنة مع السنة السابقة، ولا اظن ان احدا يهتم بتجميل الصورة ولكن الكل ينتظر اظهار الصورة على حقيقتها وايجاد الحلول الصحيحة لهذه الصورة.
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: نسب التضخم على مستوى
إقرأ أيضاً:
انقسام في العراق حول تحديد عيد الفطر: احتفالات تبدأ الأحد والاثنين في ظل تباين الرؤى
مارس 30, 2025آخر تحديث: مارس 30, 2025
المستقلة/- شهد فجر اليوم الاحد، ظاهرة لم يشهدها العراق من قبل على نطاق المكون السني حيث اقام عدد من المواطنين صلاة العيد رغم منع الوقف السني المساجد إقامة الصلاة بعد الاختلاف في تحديد موعد حلول عيد الفطر المبارك لعام 2025.
و بدأ جزء من المواطنين احتفالاتهم اليوم الأحد، في مناطق الاعظمية والعامرية في بغداد، وعدد من المحافظات ذات الأغلبية السنية ، بينما بقي آخرون على صيامهم استنادا الى بيان المجمع الفقهي لكبار علماء المسلمين والوقف السني بأن يوم غد الاثنين،هو اول أيام عيد الفطر بعد تعذر رؤية هلال شوال.
وكانت حكومة إقليم كردستان، ممثلة بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية، اول من اعلن أن اليوم الأحد هو أول أيام عيد الفطر، مستندة في ذلك إلى ثبوت رؤية الهلال لديها.
في المقابل، أعلن ديوان الوقف السني في العراق أن يوم غد الاثنين، الموافق 31 آذار/مارس، هو أول أيام العيد، وذلك لعدم ثبوت رؤية الهلال لديه وإكمال شهر رمضان ثلاثين يومًا..
ويرجع هذا الانقسام الى الاختلافات في طرق التحقق من رؤية الهلال بين الجهات المختلفة، حيث يعتمد البعض على الرؤية البصرية المباشرة بينما يفضل آخرون الاعتماد على الحسابات الفلكية أو يتبعون إعلانات دول أخرى في المنطقة. كما تلعب الخلفيات المذهبية دورًا في هذا التباين.
وأشارت مصادر دينية الى أن “رؤية الهلال لم تثبت بشكل شرعي خلال وقت التحري، لكن الخلاف وقع داخل لجنة ثبوت الرؤية نفسها، حيث انقسم الفريق إلى مجموعتين، إحداهما ضغطت باتجاه إعلان الأحد أول أيام العيد، اقتداءً بالدول الإقليمية، بينما أصرت المجموعة الأخرى على الالتزام بالضوابط الشرعية التي تؤكد أن الرؤية لم تتحقق، وبالتالي تقرر أن يكون يوم الاثنين هو أول أيام عيد الفطر”.
وقد أثار هذا الانقسام حالة من الارتباك بين المواطنين، الذين يجدون صعوبة في توحيد مظاهر الاحتفال وتبادل التهاني مع الأهل والأصدقاء الذين يتبعون تقاويم مختلفة.
جدير بالذكر أن دولًا أخرى في المنطقة شهدت أيضًا اختلافًا في تحديد موعد عيد الفطر، حيث احتفلت دول مثل السعودية والإمارات والكويت باليوم الأحد، بينما أعلنت دول أخرى مثل عُمان ومصر والأردن وسوريا أن يوم الاثنين هو أول أيام العيد.
ويعد هذا الامر سابقة بالنسبة للمسلمين السنة في العراق حيث لم يقع مثل هذا الخلاف سابقا، ما جعل البعض يرجع الامر الى خلافات سياسية وضغوط حكومية.