خبراء يكشفون عن واقع السفر إلى أوروبا خلال الصيف..ويقدمون حلولًا بديلة
تاريخ النشر: 13th, June 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تتزايد درجات الحرارة في الوجهات السياحية تمًاما مثل أسعار الفنادق. ويتصرف المسافرون بشكلٍ سيء خاصة بالأماكن المزدحمة في أوروبا.
وعند حديثه عن المسافرين الأمريكيين إلى أوروبا، قال الرئيس التنفيذي لمنظمة السياحة الأوروبية، توم جينكينز: "كانت هناك زيادة كبيرة في الطلب العام الماضي.
وتوافق كايلا زيجلر على ذلك، وبصفتها صاحبة شركة "Destination Europe"، فإنّها سترسل "أعدادًا قياسية" من الزبائن إلى القارة هذا العام.
ولكن، أوضح مدير شركة "Unforgettable Travel"، وهي شركة سياحية ذات قاعدة عملاء تتكوّن من الأمريكيين بنسبة 90%، جراهام كارتر، أنّ العديد من الضيوف يعتبرون فكرة زيارة أوروبا هذا العام باهظة الثمن للغاية.
وأشار كارتر إلى أن "الكثيرين يتساءلون: هل تستحق أوروبا كل هذا العناء؟".
ضعف الدولاريُعتبر المسافرين من الولايات المتحدة في وضعٍ غير مؤاتٍ بالفعل نتيجة ضعف الدولار.
وبلغ سعر الدولار الواحد نحو 91 أو 92 سنتًا من اليورو اعتبارا من 5 يونيو/حزيران، بأسعار السوق المتوسطة.
ويتشابه هذا الوضع مع أولئك الذين يسافرون إلى المملكة المتحدة، وفي مثل هذا الوقت من العام الماضي، كان الدولار الواحد يعادل 80 بنسًا. ولكن انخفضت قيمته إلى 78 بنسًا.
وانخفضت قيمة الدولار أيضًا عامًا بعد عام في مقابل 11 عملة أوروبية أخرى.
ارتفاع "مذهل" في أسعار الفنادقعلى أرض الواقع، ارتفع معدل التضخم، بالإضافةً إلى رسوم الدخول أيضًا.
وسيزيد برج إيفل في فرنسا من أسعار الدخول إليه بنسبة 20% اعتبارًا من 17 يونيو/حزيران، بينما وصل سعر الدخول إلى مسجد آيا صوفيا في تركيا الآن إلى 25 يورو.
كما تفرض مدينة البندقية الإيطالية رسومًا على الزوار النهاريين تبلغ قيمتها 5 يورو في أيام الذروة.
ومع ذلك، لا يمكن مقارنة رسوم الدخول بفواتير الفنادق الباهظة.
وقال جينكينز إنّ الأسعار ارتفعت "بشكلٍ مذهل" في المدن الكبرى. ويتفق الرئيس التنفيذي لموقع "HotelPlanner.com"، تيم هنتشل مع ذلك.
ولكن ليس الأمر نتيجة زيادة الفنادق لأسعارها بشكلٍ عشوائي بالضرورة. إذ رأى هنتشل أنّ الأمر يعود إلى مستويات الإشغال العالية، حيث تُصبح الغرف أكثر تكلفة، بسبب امتلاء الفنادق.
وتدعم البيانات الواردة من "Hotel Monitor"، وهو تحليل سنوي تجريه شركة "American Express Global Business Travel" لأسعار الفنادق في جميع أنحاء العالم، تلك النظرية.
أشارت توقعات الصناعة لعام 2024 إلى أنّ العديد من المدن الأوروبية الكبرى ستشهد زيادةً في أسعار الغرف بنحو 10%.
والخبر السار، وفقًا لما ذكره هنتشل، أنّ هذه الزيادات في الأسعار لا تشمل جميع الفنادق، بل تنطبق على الفاخرة منها فقط.
لهذا السبب، ينصح هنتشل بأخذ الفنادق ذات النجومٍ الأقل بعين الاعتبار للعثور على صفقةٍ جيدة، وشرح: "لا تتمتع الفنادق من فئة النجمة الواحدة أو النجمتين بقوة تسعيرية".
تذاكر سفر أرخصقالت كبيرة الاقتصاديين في "Hopper"، هايلي بيرج إن الأمر قد لا يبدو كذلك، لكن أسعار تذاكر الطيران بين الولايات المتحدة وأوروبا في طريقها للانخفاض.
وتُظهر البيانات، التي تجمع كل عمليات البحث عن أسعار رحلات الطيران في جميع أنحاء العالم، أنّ متوسط تكلفة السفر من الولايات المتحدة إلى أوروبا هذا الصيف انخفض بنسبة 16% مقارنةً بعام 2023 ليصل إلى 892 دولارًا ذهابًا وإيابًا.
أمّا بالنسبة للوجهات الرئيسية، فيُعتبر الأمر أفضل، حيث أظهرت بيانات "Hopper" الصادرة في شهر يونيو/حزيران أنّ متوسط رحلة العودة من الولايات المتحدة إلى لندن انخفض بنسبة 21% على أساس سنوي.
وفي القارة الأوروبية، شَهِدت الوجهات الرئيسية، ومن بينها روما، وبرشلونة، وأثينا، وباريس انخفاضًا هائلًا بنسبة 34%، و37%، و28%، و38% على التوالي عندما يرتبط الأمر بالأسعار في يونيو/حزيران، ويوليو/تموز، وأغسطس/آب.
بعيدًا عن حشود السياحالمصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: أوروبا الدولار تجارب رحلات فنادق الولایات المتحدة یونیو حزیران إلى أوروبا أعداد ا
إقرأ أيضاً:
اعتقال أو ترحيل المسافرين.. لماذا عدلت ألمانيا شروط السفر لأميركا؟
برلينـ أثار احتجاز وترحيل مواطنين ألمان من الولايات المتحدة جدلا واسعا حول مستقبل العلاقات بين البلدين، خاصة بعد احتجاز أحد المرحَّلين لأكثر من أسبوع رغم امتلاكه إقامة دائمة في الولايات المتحدة، قبل أن تقرر السلطات الأمنية ترحيله إلى ألمانيا.
في أعقاب هذه الحوادث، أصدرت وزارة الخارجية الألمانية تحذيرا رسميا للمسافرين إلى الولايات المتحدة، مشيرة في تحديث معلومات السفر إلى أن "السوابق الجنائية في الولايات المتحدة، أو تقديم معلومات خاطئة عن الغرض من الإقامة، أو حتى تجاوز مدة الإقامة المسموح بها ولو بشكل طفيف، قد تؤدي إلى الاعتقال أو الاحتجاز أو الترحيل عند الدخول أو المغادرة".
وخلال مؤتمر صحفي حكومي في برلين، أكد متحدث باسم الخارجية الألمانية أن الحكومة الألمانية الاتحادية تأخذ الحوادث الأخيرة التي تعرض لها المواطنون الألمان على محمل الجد، وأنها قامت بتحديث نصائح السفر في ما يتعلق بإجراءات الدخول، ومع ذلك، شدد المتحدث على أن هذا لا يُعد تحذيرا رسميا من السفر إلى الولايات المتحدة، بل مجرد توجيهات احترازية لتجنب المشكلات المحتملة.
يرى أستاذ العلاقات الدولية في واشنطن إدموند غريب أن مثل هذه الإجراءات قد تؤدي إلى توترات بين الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين، مشيرا إلى أن تأثير هذه السياسات يمتد إلى ما هو أبعد من مجرد المسافرين الأفراد.
وقال غريب، في حديثه للجزيرة نت، "إن مثل هذه الإجراءات قد تثير ردود فعل سلبية نظرا لتأثيرها المباشر على مواطني الدول الحليفة، ويمكن أن تؤدي إلى زيادة انتقادات القيادات الأوروبية وتعقيد المفاوضات التجارية والأمنية بين الجانبين، وربما تؤثر على التعاون في مجالات أخرى".
وأضاف أن عمليات مصادرة الهواتف وأجهزة الكمبيوتر للمسافرين قد تكون جزءا من إجراءات أمنية موسعة، لكنها تثير قلق الدول التي ترى في ذلك انتهاكا للخصوصية وتمييزا ضد مواطنيها، مما قد يؤدي إلى توترات دبلوماسية متزايدة.
يعتقد المختص في الشؤون السياسية الدولية فولفغانغ كاريه أن ترحيل مواطنين ألمان رغم امتلاكهم حق الإقامة في الولايات المتحدة قد يثير بعض التوترات بين البلدين، لكنه لا يتوقع أن يؤدي إلى أزمة دبلوماسية عميقة.
إعلانوقال كاريه -في حديث للجزيرة نت- إن العلاقة بين ألمانيا والولايات المتحدة متجذرة وقائمة على تعاون وثيق في مجالات الاقتصاد والأمن والسياسة، لطالما ظهرت بعض الخلافات، لكنها كانت تُحل عبر القنوات الدبلوماسية، ومن غير المرجح أن يتسبب هذا الملف في أزمة كبرى، إلا إذا تكررت مثل هذه الحوادث وأصبحت تمثل تهديدا فعليا للمصالح الألمانية والأوروبية".
وأشار كاريه إلى أن الأوروبيين قد يطالبون واشنطن بتوضيحات حول هذه الإجراءات، خاصة إذا بدت تعسفية أو غير مبررة.
سياسات الهجرة الأميركيةمنذ تولي دونالد ترامب منصب الرئاسة، تبنت الولايات المتحدة سياسات أكثر صرامة في مجال الهجرة واللجوء، شملت تشديد الإجراءات الحدودية، وتعزيز عمليات فحص تأشيرات الدخول، وفرض رقابة مشددة على المهاجرين غير المسجلين، مما يجعل المسافرين الأوروبيين عرضة لتدقيق أكبر عند دخولهم البلاد.
ويضيف كاريه أنه "رغم السياسات المتشددة، فلا تزال أوروبا ترى في الولايات المتحدة الشريك الأقرب، خاصة في ظل التحديات الجيوسياسية الحالية، لكن الحوادث المتكررة قد تثير تساؤلات حول طبيعة العلاقة المستقبلية، خاصة إذا شعر الأوروبيون بأنهم مستهدفون بشكل غير عادل".
وبدروه، أكد متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية أن القنصلية الألمانية في الولايات المتحدة تتابع القضية عن كثب، مشددا على أن برلين تتوقع من واشنطن ضمان احترام حقوق الإنسان في مراكز الاحتجاز، وأن يتم التعامل مع المعتقلين، وفقا لهذه المعايير.
تطبيق انتقائي للقوانينلم تقتصر الإجراءات الصارمة على المواطنين الألمان فحسب، بل شملت أيضا عالما فرنسيا مُنع من دخول الولايات المتحدة بعد أن عثرت السلطات الأميركية على رسائل في هاتفه ينتقد فيها سياسات البحث العلمي الأميركية، خاصة فيما يتعلق بالمناخ وحماية البيئة.
لكن تريشيا ماكلولين مساعدة وزير الأمن الداخلي نفت صحة هذه المزاعم، مؤكدة أن قرار منعه من الدخول كان بسبب "حيازته معلومات سرية من مؤسسة بحثية أميركية، في مخالفة لاتفاقية عدم الإفصاح".
Yeah, not true. The French researcher in question was in possession of confidential information on his electronic device from Los Alamos National Laboratory— in violation of a non-disclosure agreement—something he admitted to taking without permission and attempted to conceal.… https://t.co/CR4lM8JaLL
— Tricia McLaughlin (@TriciaOhio) March 21, 2025
إعلان
ويرى بعض المراقبين أن السياسة الأميركية تجاه أوروبا أصبحت أكثر تشددا في بعض الملفات، إذ يعتبر بعض المسؤولين في واشنطن أن الاتحاد الأوروبي يستفيد بشكل غير متكافئ من السوق الأميركية، بينما يفرض قيودا تجارية على المنتجات الأميركية.
في هذا السياق، يقول غريب "نرى تطبيقا انتقائيا للقوانين، مما قد يؤدي إلى تفاقم المشكلات، ويفسر على أنه نقص في العدالة والشفافية، وهذا بدوره قد يضعف الثقة بين الحكومات والشعوب".
واستبعد غريب حدوث انهيار في التحالف الغربي، نظرا للعلاقات الاقتصادية والأمنية العميقة التي تربط الطرفين، "لكن السياسات التمييزية قد تؤدي إلى توترات متزايدة وتراجع مستوى التعاون".