عادت مسألة الحوار الذي سيدعو إليه رئيس المجلس النيابي نبيه بري لتفرض نفسها بشكل حقيقي وعميق على الحياة السياسية اللبنانية، اذ باتت القوى المعنية تضع خططها السياسية بناءً على فكرة الحوار وما قد يستتبعها، والأهم، الالتزامات والقواعد التي يضعها برّي لهذا الحوار، ولما قبله ولما بعده، وعلى هذا الأساس وجدت قوى المعارضة نفسها أمام حلّ وحيد لتجنب الفخّ الذي وضعه برّي عبر الحوار، أقله من وجهة نظر معارضيه الرافضين لفكرة الحوار علناً او بشكل ضمني.



بحسب مصادر مطلعة فإن باسيل، ومن خلال مبادرته التي أطلقها، والتي حافظ فيها شكلياً على حياديته النسبية، يهدف من خلالها إلى قطع الطريق نهائياً على رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية رئاسياً، وهو من أجل ذلك ربط فكرة الحوار التي تهم رئيس مجلس النواب نبيه برّي بفكرة التوافق بين المعارضين لفرنجية، وعليه فإن الإيجابية التي أظهرها لبري من خلال تجاوبه مع الحوار تخفي خدعة سياسية حقيقية، اذ يعمل الرجل بشكل مكثف على إقناع القوى المسيحية للمشاركة بالحوار وفق شروط برّي من دون التنازل عن توجهاتهم السياسية العامة وحتى عن مرشحيهم المحتملين.

وترى المصادر أن باسيل يريد من قوى المعارضة أن تتوافق على اسم مرشح رئاسي وتشارك شكلياً بحوار برّي في المجلس النيابي، وبعد ذلك يفشل الحوار بسبب تمسك كل فريق بمرشحيه، وعندها سيلتزم برّي بشكل قاطع بالدعوة لجلسات إنتخاب متتالية وهذا ما ألزم نفسه به علناً ومن خلال لقاءاته مع القيادات اللبنانية. أمام هذا الواقع، وفي حال إلتزم برّي بالجلسات المتتالية وفتح المجلس النيابي، يصبح الإتفاق بين قوى المعارضة على اسم مرشح يواجه فرنجية أمراً وارداً وسهلاً نسبياً ويصبح تأمين أكثرية نيابية مطروحاً وغير مستحيلاً.

وتشير المصادر إلى أن الذهاب إلى الحوار يحرج برّي وفق نظرية باسيل ويسلبه ورقة إقفال المجلس النيابي، وفي الوقت نفسه يمكن لقوى المعارضة الاتفاق في ما بينها ومع "التيار الوطني الحرّ" على اسم مرشح واحد وعندها يكون معارضي فرنجية قد وجهوا ضربة قاسية لـ "حزب الله" يمكن من خلالها ايصال رئيس جمهورية أو في أسوأ الاحوال الوصول الى تفاهم على اسم رئيس توافقي مع الحزب و"قوى الثامن من اذار" يخرج فرنجية من التداول، ويمنع الحزب من تكرار تجربة ايصال الرئيس السابق ميشال عون الى القصر الجمهوري.

يعتمد باسيل على التلويح بالإنضمام الى "فريق الثامن من اذار" رئاسياً وعقد تفاهمات شاملة معه لإيصال فرنجية وعندها ستكون قوى المعارضة خارج المشهد السياسي بالكامل، لذا، ومن موقع القوي يطرح باسيل خطته على المعارضة التي بدأت بعض قواها تلين تجاه هذا الطرح مع استمرار رفض القوات للحوار في المجلس النيابي من اساسه، علماً أن معظم من إلتقاهم باسيل طلبوا منه ضمانات بأن يقوم برّي بالدعوة إلى جلسات متتالية في حال فشل الحوار، اذ لا يبدو كافياً لدى المعارضة إلتزاماً شفهياً او إعلامياً.

سيتمكن باسيل من تسليف برّي إقناع القوى المسيحية المشاركة في الحوار، وسيسوق لنفسه أمام هذه القوى بإعتباره حاجة سياسية ورئاسية لا يمكن تجاوزها في المرحلة المقبلة، لكن هل ستتمكن المعارضة وباسيل، وفي حال تم التوافق على استراتيجية الأخير، من الإتفاق على اسم مرشح واحد للرئاسة؟ خصوصاً أن حزب "القوات اللبنانية" مثلاً ليست في وارد تقديم ربح مجاني لباسيل وهو الذي لم يقبل إستقبال الرجل في معراب طوال الاشهر الماضية كي لا يعطيه شرعية مسيحية أمام الرأي العام الذي خسر جزءاً كبيراً منه.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: المجلس النیابی قوى المعارضة على اسم مرشح

إقرأ أيضاً:

رئيس مجلس الشورى يشارك في النسخة الثالثة لمنتدى الحوار جنوب – جنوب في الرباط

المناطق_واس

انطلقت في العاصمة المغربية الرباط اليوم النسخة الثالثة لمنتدى الحوار جنوب – جنوب، بمشاركة وفد المملكة العربية السعودية برئاسة معالي رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، تحت عنوان (الحوارات البين إقليمية والقارية بدول الجنوب رافعة أساسية لمجابهة التحديات الجديدة للتعاون الدولي وتحقيق السلم والأمن والاستقرار والتنمية المشتركة)، ويستضيفه مجلس المستشارين بالمملكة المغربية, ورابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في أفريقيا والعالم العربي.

وخلال الجلسة الافتتاحية رحب معالي محمد ولد الرشيد، رئيس مجلس المستشارين بالمملكة المغربية، رئيس رابطة مجالس الشيوخ والشورى والمجالس المماثلة في أفريقيا والعالم العربي بحضور المنتدى من رؤساء البرلمانات والاتحادات البرلمانية والحضور، مشيرًا إلى أن المنتدى أصبح محفلًا برلمانيًا رائدة للتشاور وتبادل الرؤى وتنسيق الجهود وتوحيدها بشأن مختلف القضايا المطروحة إقليميًا وقاريًا ودوليًا، بما يعزز جهودنا لمجابهة التحديات المتنامية، وكسب الرهانات المتعاظمة والمرتبطة بتحقيق التنمية المستدامة والأمن والاستقرار.

أخبار قد تهمك شراكة إستراتيجية بين “الغطاء النباتي” و”kew reach” البريطانية لدعم جهود المملكة في تحقيق الاستدامة 28 أبريل 2025 - 7:08 مساءً “البحر الأحمر الدولية” تكشف عن مستعمرة مرجانية عمرها 800 عام 27 أبريل 2025 - 9:08 مساءً

ويبحث المنتدى خلال جلساته دور المبادرات والحوارات البين – إقليمية في تعزيز الاندماج والتكامل الاقتصادي والتنمية المشتركة جنوب – جنوب , والتكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي في خدمة التنمية والتطوير الصناعي في دول الجنوب.

حضر المنتدى الوفد الرسمي المرافق لمعالي رئيس مجلس الشورى في أعمال المنتدى معالي أمين عام المجلس الأستاذ محمد بن داخل المطيري , وأعضاء المجلس الأستاذ فيصل بن عبدالله أبو بشيت والدكتورة إشراق بنت علي رفاعي, وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى المغرب الدكتور سامي بن عبدالله الصالح إضافة إلى عدد من مسؤولي مجلس الشورى.

مقالات مشابهة

  • نائبة رئيس الوزراء الأوكراني تكشف بنود اتفاق المعادن المبرم بين كييف وواشنطن
  • قزيط: دعوة تكالة متأخرة والفريق المؤيد له رفض الحوار سابقًا
  • الأميرة منى الحسين ترعى في عمان الاهلية انطلاق الحوار الوطني لمرض الزهايمر في الأردن
  • نبش قبر الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد بعد شهور على إحراقه (شاهد)
  • سيناريو مفاجئ من المعارضة: رئيس الجمهورية يافاش.. ورئيس الوزراء إمام أوغلو
  • غباش: الإمارات تبنّت نهج الحوار الشامل لتعزيز مساهمتها إقليمياً ودولياً
  • صقر غباش: الحوار نهج إماراتي لإرساء السلام والاستقرار
  • المعارضة بغينيا بيساو تتفق على تحدي الرئيس في الانتخابات
  • رئيس مجلس الشورى يشارك في النسخة الثالثة لمنتدى الحوار جنوب – جنوب في الرباط
  • وزير الشئون النيابية: مشروع قانون الثروة المعدنية أحد توصيات الحوار الوطني