دفعت التوقعات بشأن ارتفاع معدلات التضخم الفترة المقبلة، البنك المركزي المصري إلى رفع سعر الفائدة 1% للسيطرة على زيادة الأسعار التي بلغت مستوى لم تشهده مصر من قبل، لكن في المقابل يرى خبراء أن القرار قد يؤدي إلى تباطؤ نسبي للنمو نتيجة تكلفة الاستثمارات التي ينطوي عليها توقف إنتاجية المشاريع المتوسطة والصغيرة لفترة بسيطة، واللجوء إلى الإدخار في البنوك بعائد ثابت نسبته قد تقترب من 24%.

توقعات «الأسبوع» برفع سعر الفائدة

ورغم أن قرار البنك المركزي المصري خالف توقعات كثير من الخبراء والمصرفيين، وقام برفع سعر الفائدة 100 نقطة أساس أو 1%، إلا أن «الأسبوع» وعبر تحليل لأداء البورصة نُشر قبل قرار «المركزي» بيوم واحد توقعت قرار البنك المركزي.

توقعات «الأسبوع» برفع سعر الفائدة

وقررت لجنة السياسة النقدية للبنك المركزي في اجتماعهـا الخميس الماضي 3 أغسطس، رفع سعري عائد الإيداع والإقراض لليلة واحدة، وسعر العملية الرئيسية للبنك المركزي بواقع 100 نقطة أساس (1%) ليصل إلى 19.25%، 20.25% و19.75%، على الترتيب. كما تم رفع سعر الائتمان والخصم بواقع 100 نقطة أساس ليصل إلى 19.75%.

قبل أن يجيب الدكتور سيد خضر الخبير الاقتصادي عن سؤال تردد كثيرا اليومين الماضيين: لماذا لجأ المركزي المصري إلى هكذا قرار في هذا التوقيت؟ أجاب النظام الرقابي نفسه عن مبررات الزياد في بيان سعر الفائدة، على أنه أخذ في الاعتبار توازنات المخاطر المحيطة بالتضخم، لتفادي الضغوط التضخمية والسيطرة عليها، وترى لجنة السياسة النقدية أنه من المتوقع أن تصل معدلات التضخم إلى ذروتها في النصف الثاني من عام 2023 وذلك قبل أن تعاود الانخفاض نحو معدلات التضخم المستهدفة والمعلنة مسبقاً، مدعومة بالسياسات النقدية التقييدية حتى الآن.

الدكتور سيد خضر الخبير الاقتصادي

ويقول د.سيد خضر، «رغم أن رفع أسعار الفائدة هدفه الرئيسي كبح جماح التضخمالحالية والمتوقعة كونه أحد الأدوات الضرورية في السيطرة على معدلات التضخم، إلا أنه سيؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي خلال الفترة المقبلة، لا سيما مع ارتفاع تكلفة الاستثمار التي تدفع المستثمرين إلى الإعراض عن الإنتاج والاتجاه إلى الأوعية الادخارية الأعلى عائد وفقا لنسب الفائدة الجديدة والثابتة، ما يؤدي بدوره إلى خلق ركود في عجلة الإنتاج ويعمل على زيادة معدلات البطالة لا انخفاضها».

مطلوب رقابة شديدة للسيطرة على الأسعار

ويوضح الخبير الاقتصادي، أن هذه التداعيات تتطلب رقابة شديدة من جانب الأجهزة الحكومية المعنية، خصوصا وأن الأسعار ارتفعت بنسبة 500% على مدار عام كامل، لافتا إلى أن المواطن البسيط لا يهمه ارتفاع أو انخفاض الفائدة بقدر اهتمامه البالغ بمعيشته التي تحكمها اعتبارات أسعار السلع والمنتجات، وعلى هذا فإن الخبراء كانوا يتطلعون إلى تثبيت سعر الفائدة لا ارتفاعها- على الأقل في الوقت الراهن- نظرا لأن زيادة أسعار الفائدة ترفع بدورها تكلفة الاستثمار (أي استثماركان).

ويضيف أن أي مستثمر صغير أو متوسط قد تغريه الفائدة المرتفعة التي تزيد تكلفة استثماراته، ومن ثم يتجه باستثمار مدخراته أو امواله في الأوعية الادخارية التي توفرها البنوك العاملة بمصر في ضوء قرار سعر الفائدة، مشيرا إلى أن هذا المستثمر من المؤكد سيفضل الدخل الثابت بعائد مثلا 24% وبالتالي يوقف مشروعه لفترة مؤقتة.

سعر الفائدة يعتمد على معدلات التضخم المتوقعة

إلى ذلك، كانت لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي أكدت في تقريرها، أن مسار أسعار العائد الأساسية يعتمد على معدلات التضخم المتوقعة وليس معدلات التضخم السائدة. وستستمر اللجنة في متابعة التطورات والتوقعات الاقتصادية خلال المرحلة القادمة، ولن تتردد في استخدام جميع أدوات السياسة النقدية المتاحة، بهدف الحفاظ على الأوضاع النقدية التقييدية لتحقيق معدلات التضخم المستهدفة والبالغة 7% (± 2 نقطة مئوية) في المتوسط خلال الربع الرابع من عام 2024 و5% (± 2 نقطة مئوية) في المتوسط خلال الربع الرابع من عام 2026.

التضخم ارتفع إلى 41% في يونيو

ووفقا لبيانات البنك المركزي المصري، ارتفع المعدل السنوي للتضخم الأساسي في يونيو الماضي إلى 41%، نتيجة ارتفاع أسعار اللحوم والسلع الغذائية الأساسية الأخرى، فيما انخفضت أسعار الخضروات والأرز.

وكانت لجنة السياسية النقدية أبقت، في آخر اجتماعين على سعري عائد الإيداع والإقراض لليلة واحدة وسعر العملية الرئيسية للبنك المركزي عند مستوى 18.25%، 19.25% و18.75% على الترتيب، كما تم الإبقاء على سعر الائتمان والخصم عند مستوى 18.75%.

اقرأ أيضاًخبير: البورصة لن تتأثر بارتفاع سعر الفائدة في هذه الحالة

عاجل | البنك المركزي المصري يرفع أسعار الفائدة 1% على الإيداع والإقراض

خبير: البورصة لن تتأثر بارتفاع سعر الفائدة في هذه الحالة

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: البنك المركزي أسعار الفائدة التضخم سعر الفائدة الجهات الرقابية لجنة السياسة النقدية ارتفاع أسعار الفائدة ارتفاع معدل التضخم السيطرة على التضخم البنک المرکزی المصری السیاسة النقدیة رفع سعر الفائدة معدلات التضخم

إقرأ أيضاً:

قد تصل لـ 50 دولاراً.. خبير يحدد الأسباب التي ستقود السوق النفطية لحرب أسعار جديدة

بغداد اليوم- بغداد

أوضح الخبير الاقتصادي نبيل المرسومي، اليوم الخميس (26 أيلول 2024)، أسعار النفط قد تصل الى 50 دولاراً للبرميل الواحد، مشيراً الى أن التخلي عن التخفيضات في أوبك بلس ستقود السوق النفطية لحرب أسعار جديدة.

وقال المرسومي في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "أسعار خام برنت انخفضت اليوم إلى 71 دولاراً بعدما  اشارت الأخبار إلى أن السعودية قررت التخلي عن تخفيضات أوبك بلس اعتباراً من كانون الأول القادم والسعي لزيادة إنتاجها واستعادة حصصها في السوق العالمية حتى ولو أدى ذلك إلى انخفاض أسعار النفط ولمدة ليست بالقصيرة".

وأضاف أنه "يبدو ان قرار السعودية يرتبط باستيائها من عدم التزام بعض دول أوبك بلس بحصصها الإنتاجية ومنها العراق وروسيا وكازاخستان وفي زيادة انتاج النفط في دول أخرى خارج أوبك بلس وفي مقدمتها الولايات المتحدة وكندا والبرازيل".

وأوضح المرسومي أنه "اذا ما حصل ذلك وتخلت أوبك بلس عن كل تخفيضاتها في المدد الزمنية المتفق عليها وقدرها 4.650 مليون برميل يوميا فأن السوق النفطية التي تعاني حاليا من ضعف الطلب العالمي ووفرة المعروض النفطي قد تشهد انخفاضا دراماتيكيا قد تصل فيها أسعار النفط إلى مستوى 50 دولاراً خاصة إذا ما قررت السعودية إلحاق الضرر بمنتجي النفط الصخري الأمريكي".

وتراجعت أسعار النفط بشكل ملحوظ منذ أسابيع بسبب ضعف الطلب العالمي، لا سيما من الصين، التي تعد أكبر مستورد للنفط عالميا.

ويشاع بين فترة وأخرى في العراق، مخاوف من عدم قدرة الحكومة على دفع رواتب الموظفين بسبب السيولة المالية، لاسيما وأن واردات البلاد النفطية التي تشكل أكثر من 90% من الاقتصاد العراقي هي بحساب العراق بالبنك الفيدرالي الأمريكي.

مقالات مشابهة

  • 1.4 % ارتفاعًا في سعر الذهب العالمي خلال تداولات الأسبوع الماضي
  • جولد بيليون: 1.4% ارتفاعًا في سعر الذهب العالمي خلال تداولات الأسبوع الماضي
  • ارتفاع معدل التضخم في سلطنة عُمان بنسبة 1.1%
  • مؤشرات الأسهم الأوروبية تنهي تداولات الأسبوع على ارتفاع قياسي
  • البنوك المركزية والتضخم وخفض أسعار الفائدة
  • جولد بيليون: أول تراجع للذهب هذا الأسبوع بنسبة 0.4% بالبورصة العالمية
  • مسجلا 2663 دولارًا للأونصة.. أول تراجع للذهب هذا الأسبوع بالبورصة العالمية
  • قد تصل لـ 50 دولاراً.. خبير يحدد الأسباب التي ستقود السوق النفطية لحرب أسعار جديدة
  • ارتفاع الذهب العالمي وسط توقعات بتراجع الفائدة.. سعر الأوقية سجل 2680 دولارًا
  • المركزي السويسري يخفض الفائدة للمرة الثالثة في 2024