خبير اقتصادي يرصد لـ«الأسبوع» مزايا وتداعيات ارتفاع سعر الفائدة في الوقت الراهن
تاريخ النشر: 5th, August 2023 GMT
دفعت التوقعات بشأن ارتفاع معدلات التضخم الفترة المقبلة، البنك المركزي المصري إلى رفع سعر الفائدة 1% للسيطرة على زيادة الأسعار التي بلغت مستوى لم تشهده مصر من قبل، لكن في المقابل يرى خبراء أن القرار قد يؤدي إلى تباطؤ نسبي للنمو نتيجة تكلفة الاستثمارات التي ينطوي عليها توقف إنتاجية المشاريع المتوسطة والصغيرة لفترة بسيطة، واللجوء إلى الإدخار في البنوك بعائد ثابت نسبته قد تقترب من 24%.
ورغم أن قرار البنك المركزي المصري خالف توقعات كثير من الخبراء والمصرفيين، وقام برفع سعر الفائدة 100 نقطة أساس أو 1%، إلا أن «الأسبوع» وعبر تحليل لأداء البورصة نُشر قبل قرار «المركزي» بيوم واحد توقعت قرار البنك المركزي.
توقعات «الأسبوع» برفع سعر الفائدةوقررت لجنة السياسة النقدية للبنك المركزي في اجتماعهـا الخميس الماضي 3 أغسطس، رفع سعري عائد الإيداع والإقراض لليلة واحدة، وسعر العملية الرئيسية للبنك المركزي بواقع 100 نقطة أساس (1%) ليصل إلى 19.25%، 20.25% و19.75%، على الترتيب. كما تم رفع سعر الائتمان والخصم بواقع 100 نقطة أساس ليصل إلى 19.75%.
قبل أن يجيب الدكتور سيد خضر الخبير الاقتصادي عن سؤال تردد كثيرا اليومين الماضيين: لماذا لجأ المركزي المصري إلى هكذا قرار في هذا التوقيت؟ أجاب النظام الرقابي نفسه عن مبررات الزياد في بيان سعر الفائدة، على أنه أخذ في الاعتبار توازنات المخاطر المحيطة بالتضخم، لتفادي الضغوط التضخمية والسيطرة عليها، وترى لجنة السياسة النقدية أنه من المتوقع أن تصل معدلات التضخم إلى ذروتها في النصف الثاني من عام 2023 وذلك قبل أن تعاود الانخفاض نحو معدلات التضخم المستهدفة والمعلنة مسبقاً، مدعومة بالسياسات النقدية التقييدية حتى الآن.
الدكتور سيد خضر الخبير الاقتصاديويقول د.سيد خضر، «رغم أن رفع أسعار الفائدة هدفه الرئيسي كبح جماح التضخمالحالية والمتوقعة كونه أحد الأدوات الضرورية في السيطرة على معدلات التضخم، إلا أنه سيؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي خلال الفترة المقبلة، لا سيما مع ارتفاع تكلفة الاستثمار التي تدفع المستثمرين إلى الإعراض عن الإنتاج والاتجاه إلى الأوعية الادخارية الأعلى عائد وفقا لنسب الفائدة الجديدة والثابتة، ما يؤدي بدوره إلى خلق ركود في عجلة الإنتاج ويعمل على زيادة معدلات البطالة لا انخفاضها».
مطلوب رقابة شديدة للسيطرة على الأسعارويوضح الخبير الاقتصادي، أن هذه التداعيات تتطلب رقابة شديدة من جانب الأجهزة الحكومية المعنية، خصوصا وأن الأسعار ارتفعت بنسبة 500% على مدار عام كامل، لافتا إلى أن المواطن البسيط لا يهمه ارتفاع أو انخفاض الفائدة بقدر اهتمامه البالغ بمعيشته التي تحكمها اعتبارات أسعار السلع والمنتجات، وعلى هذا فإن الخبراء كانوا يتطلعون إلى تثبيت سعر الفائدة لا ارتفاعها- على الأقل في الوقت الراهن- نظرا لأن زيادة أسعار الفائدة ترفع بدورها تكلفة الاستثمار (أي استثماركان).
ويضيف أن أي مستثمر صغير أو متوسط قد تغريه الفائدة المرتفعة التي تزيد تكلفة استثماراته، ومن ثم يتجه باستثمار مدخراته أو امواله في الأوعية الادخارية التي توفرها البنوك العاملة بمصر في ضوء قرار سعر الفائدة، مشيرا إلى أن هذا المستثمر من المؤكد سيفضل الدخل الثابت بعائد مثلا 24% وبالتالي يوقف مشروعه لفترة مؤقتة.
سعر الفائدة يعتمد على معدلات التضخم المتوقعةإلى ذلك، كانت لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي أكدت في تقريرها، أن مسار أسعار العائد الأساسية يعتمد على معدلات التضخم المتوقعة وليس معدلات التضخم السائدة. وستستمر اللجنة في متابعة التطورات والتوقعات الاقتصادية خلال المرحلة القادمة، ولن تتردد في استخدام جميع أدوات السياسة النقدية المتاحة، بهدف الحفاظ على الأوضاع النقدية التقييدية لتحقيق معدلات التضخم المستهدفة والبالغة 7% (± 2 نقطة مئوية) في المتوسط خلال الربع الرابع من عام 2024 و5% (± 2 نقطة مئوية) في المتوسط خلال الربع الرابع من عام 2026.
التضخم ارتفع إلى 41% في يونيوووفقا لبيانات البنك المركزي المصري، ارتفع المعدل السنوي للتضخم الأساسي في يونيو الماضي إلى 41%، نتيجة ارتفاع أسعار اللحوم والسلع الغذائية الأساسية الأخرى، فيما انخفضت أسعار الخضروات والأرز.
وكانت لجنة السياسية النقدية أبقت، في آخر اجتماعين على سعري عائد الإيداع والإقراض لليلة واحدة وسعر العملية الرئيسية للبنك المركزي عند مستوى 18.25%، 19.25% و18.75% على الترتيب، كما تم الإبقاء على سعر الائتمان والخصم عند مستوى 18.75%.
اقرأ أيضاًخبير: البورصة لن تتأثر بارتفاع سعر الفائدة في هذه الحالة
عاجل | البنك المركزي المصري يرفع أسعار الفائدة 1% على الإيداع والإقراض
خبير: البورصة لن تتأثر بارتفاع سعر الفائدة في هذه الحالة
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: البنك المركزي أسعار الفائدة التضخم سعر الفائدة الجهات الرقابية لجنة السياسة النقدية ارتفاع أسعار الفائدة ارتفاع معدل التضخم السيطرة على التضخم البنک المرکزی المصری السیاسة النقدیة رفع سعر الفائدة معدلات التضخم
إقرأ أيضاً:
زيادة 0.2%.. ارتفاع محدود للذهب في البورصة العالمية والأوقية تسجل 2633 دولارا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ارتفع الذهب العالمي مع بداية تداولات الأسبوع بعد أن استطاع أن ينهي تداولات الأسبوع الماضي بشكل إيجابي، وذلك بالرغم من التراجع الذي سجله خلال الأسبوع الماضي بفعل توقعات البنك الفيدرالي الأمريكي بخصوص أسعار الفائدة.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاع خلال تداولات اليوم الاثنين للجلسة الثالثة على التوالي بنسبة 0.2% ليسجل أعلى مستوى عند 2633 دولار للأونصة بعد أن افتتح تداولات اليوم عند المستوى 2622 دولار للأونصة ليتداول حالياً عند المستوى 2628 دولار للأونصة، وفق التحليل الفني لجولد بيليون.
وارتفع يوم الجمعة الماضية بنسبة 1.1% بفعل ضعف الدولار الأمريكي وعوائد سندات الخزانة بعد أن أشارت البيانات الأمريكية إلى تباطؤ التضخم الأساسي وفقاً لمؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الذي يعد مقياس التضخم المفضل لدى البنك الفيدرالي.
تباطؤ التضخم أعطى بعض التفاؤل للأسواق أن البنك الفيدرالي في استطاعته استكمال عمليات خفض أسعار الفائدة في العام المقبل، نظرا لأن تراجع التضخم يمكن البنك الفيدرالي من استمرار سياسة التيسير النقدي.
يأتي هذا بعد أن أعلن البنك الفيدرالي الأمريكي خلال الأسبوع الماضي عن خفض أسعار الفائدة للاجتماع الثالث على التوالي وللمرة الثالثة هذا العام، ليقوم بخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، ويصل بذلك إجمالي عمليات الخفض خلال العام إلى 100 نقطة أساس.
بينما أشارت توقعات أعضاء البنك الفيدرالي إلى تقليل عمليات خفض الفائدة خلال 2025 إلى مرتين فقط، بعد أن كانت التوقعات السابقة تشير إلى خفض الفائدة 4 مرات خلال العام المقبل، ليتسبب هذا في دفع أسعار الذهب إلى تسجيل أدنى مستوى منذ شهر عند 2583 دولار للأونصة يوم الأربعاء الماضي، بينما ارتفع الدولار لأعلى مستوياته في عامين مقابل سلة من العملات الرئيسية.
بقاء أسعار الفائدة مرتفعة يعد أمر سلبي بالنسبة لأسعار الذهب وذلك لأنه يقلل من تكلفة الفرصة البديلة للمعدن النفيس الذي لا يقدم عائد لحائزيه.
من جهة أخرى قالت رئيسة البنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو ماري دالي واثنان آخران من صناع السياسات في الفيدرالي إنهم يشعرون بأن البنك من المرجح أن يستأنف تيسير السياسة النقدية خلال العام المقبل لكنهم أشاروا إلى أنهم سيأخذون وقتهم نظرًا لأن الفترة الانتقالية من سياسة التشديد النقدي إلى التيسير النقدي قد انتهت.
وتبدأ أحجام التداول في الأسواق المالية بالتراجع بداية من هذا الأسبوع بسبب فترة الأعياد، وقد بدأ الذهب هذه الفترة بشكل إيجابي بعد أن استطاع أن يغلق تداولات الأسبوع الماضي فوق المستوى 2600 دولار للأونصة، وأن يجد بعض الدعم من تراجع التضخم الأمريكي.
الحدث الكبير القادم بالنسبة لأسعار الذهب قد يكون تولي دونالد ترامب الرئاسة في يناير القادم، والقوانين الجديدة التي سيتم فرضها، والتي قد تحدد مصير تحركات الذهب على المدى القصير إلى المتوسط، خاصة أن الأسواق تضع احتمال حالياً أن يستكمل البنك الفيدرالي خفض الفائدة في شهر يونيو 2025، وأن يكون مجمل عمليات الخفض مرتين فقط خلال العام.