لأول مرة.. علماء الفلك يدرسون الأرض من القمر باستخدام التلسكوب الراداري
تاريخ النشر: 13th, June 2024 GMT
استخدم فريق دولي من علماء الفلك بيانات جمعها تلسكوب ROLSES المركب على متن مسبار Odysseus القمري الأمريكي لإجراء الأرصاد الفلكية اللاسلكية الأولى من سطح القمر.
نقلت الخدمة الصحفية لجامعة “كولورادو” الأمريكية عن الأستاذ في الجامعة جاك بيرنز قوله:” إن الخبراء من شركة Intuitive Machines توصلوا إلى المستحيل عندما استطاعوا نشر هوائياتنا في الظروف الصعبة لهبوط مسبار Odysseus وجمع البيانات وإرسالها إلى الأرض.
وكما أشار الأستاذ بيرنز فإن تلك التجربة تعني انطلاق عصر علم الفلك اللاسلكي القمري. وأجريت التجربة على متن مسبار Odysseus الذي هبط على سطح القمر في ظروف اضطرارية في فبراير عام 2024 في إطار بعثة IM-1 التي تعتبر جزءا من برنامج NASA Commercial Lunar Payload Services الخاص بتطوير وسائل نقل الحمولة إلى مدار القمر وسطحه من قبل شركات خاصة.
يذكر أن مسبار Odysseus هو أول مسبار أمريكي استطاع الهبوط على سطح القمر، منذ ديسمبر عام 1972، لكن هبوطه على سطح القمر لم يتم كما كان متوقعا. وفي أثناء ملامسته لسطح القمر انكسرت إحدى “أرجل” وحدة الهبوط، مما أدى إلى سقوطه على جانبه.
وسمحت هذه الحادثة، بحسب الأستاذ بيرنز، للعلماء بتنفيذ جزء من برنامج “أوديسيوس” العلمي، حيث أن الهبوط غير الناجح للمسبار منعه من نشر بقية الأجهزة. وباستخدام هذا الجزء من هوائي ROLSES، رصد علماء الفلك موجات الراديو المنبعثة من الأرض في نطاق واسع جدا من الترددات لمدة ساعة ونصف.
يذكر أن التجربة السابقة من هذا النوع، كما أشار الباحثون، أجريت عام 1990 في الفضاء الخارجي على متن مسبار “غاليليو” في أثناء رحلته إلى كوكب المشتري، لكن “رولسيس” تمكن من الحصول على بيانات أكثر بكثير من عمليات الرصد من سطح القمر. وأقنع هذا النجاح، حسب البروفيسور بيرنز، “ناسا” بدعم عملية إعادة تصنيع تلسكوب ROLSES، الذي سيتم إرساله إلى القمر عام 2026 في إطار إحدى بعثات CLPS اللاحقة.
المصدر: تاس
المصدر: شمسان بوست
كلمات دلالية: سطح القمر
إقرأ أيضاً:
بعد 10 آلاف عام من انقراضه.. علماء يعيدون «الذئب الرهيب» إلى الحياة
الذئب الرهيب.. إحياء الموتى أو إعادة حيوان منقرض للحياة يعد من المخيلات التي تأتي للعقل البشري، ولكن لا يمكن أن تستوعبها الحقيقة، ودائما ما تراه الغالبية العظمى من البشرية ضربا من المستحيل، ولكن المفاجأة الكبرى هي ما أعلنه عدد من الباحثين من شركة «كولوسال بيوساينس»، بإعادتهم الذئب الرهيب إلى الحياة من جديد.
إحياء الذئب الرهيبباحثون من شركة «كولوسال بيوساينس»، وهي شركة أميركية متخصصة في التكنولوجيا الحيوية والهندسة الوراثية، أعلنوا نجاحهم في «إحياء» نوع منقرض من الذئاب يُعرف باسم «الذئب الرهيب» الذي انقرض منذ أكثر من 10 آلاف عام.
كان الإعلان قنبلة موقوتة فجرت موجة من التساؤلات في الأوساط العلمية والأخلاقية، خصوصا أن هذا الذئب الجديد يعتمد على حيوان موجود أصلا، ولا يستند إلى الجينوم الكامل للذئب الرهيب.
تسيد «الذئب الرهيب» الغابات المتواجدة في أميركا الشمالية وفي أجزاء من أميركا الجنوبية، طوال فترة بدأت من نحو 250 ألف سنة، وصولا إلى نهاية العصر الجليدي الأخير.
وعلم العلماء بوجوده بعد أن عثروا على أكثر من 4 آلاف هيكل عظمي تم اكتشافها في حفرة قطران لابريا في لوس أنجلوس، كاليفورنيا، والتي تعد من أغنى مواقع الحفريات في العالم، خاصة لحيوانات العصر الجليدي.
كما يُعتقد أن الذئاب الرهيبة كانت تعيش وتصيد في مجموعات، مثل الذئاب الحديثة، وكانت قادرة على قتل فرائس كبيرة جدًا عبر التعاون الجماعي.
وتشير الأبحاث التي درست جمجمتها الثقيلة وفكها القوي، إلى أن هذه الحيوانات كانت أكثر اعتمادًا على القوة وليس السرعة أو الذكاء العالي.
ويعتقد العلماء أن تغير المناخ بعد العصر الجليدي، ومن ثم انقراض الفرائس الكبيرة التي كان يعتمد عليها الذئب الرهيب مثل الماموث والبيسون القديم، كانت من أسباب انقراضه، إلى جانب منافسة الذئب الرمادي الذي كان أكثر قدرة على التكيّف مع الفرائس الأصغر.
واكتسب الذئب الرهيب أهمية ثقافية خاصة، نظرًا لحجمه الضخم ونمط حياته المرعب، ولذلك استلهم منه الكلب المخيف الذي ظهر في مسلسل «صراع العروش».
اعتمدت شركة كولوسال بيوساينس على تقنيات الهندسة الوراثية المتقدمة لإعادة إحياء الذئب الرهيب، حيث تم استخراج وتحليل الحمض النووي من حفريات قديمة للذئاب من هذا النوع، بما في ذلك أسنان عمرها 13 ألف عام وعظمة أذن داخلية عمرها 72 ألف عام.
والحمض النووي هو ببساطة شيفرة الحياة، فكر فيه وكأنه كتاب يحمل توجيهات لتصنيع كل شيء في جسم الكائن الحي، فتجد هنا مجموعة من الجينات المسؤولة عن لون الشعر، وأخرى مسؤولة عن طول الجسم، ويمتد الأمر وصولا إلى أدق التراكيب الخلوية في أجسامنا، وبقية الكائنات الحية.
بعد ذلك يستخدم الباحثون تقنية كريسبر للتحرير الجيني، هذه التقنية تسمح للعلماء بقص وتعديل الجينات بدقة، ومن ثم يقومون بعملية إضافة، حيث يأخذون الجينات التي حصلوا عليها من الذئب الرهيب، بعد ذلك، تضاف إلى جينات الذئاب الرمادية الحديثة لتتوافق مع السمات الجينية للذئب الرهيب، مما أدى إلى ولادة 3 جِراء تحمل صفات الذئب الرهيب.
شملت التعديلات الجينية 20 تعديلًا فريدًا عبر 14 جينًا رئيسيًا، بهدف إعادة إنشاء الصفات المميزة للذئب الرهيب، مثل حجم الجسم الأكبر «لتعكس البنية القوية للذئب الرهيب»، وشكل الجمجمة الأعرض (لتتناسب مع السمات التشريحية للنوع المنقرض)، وفراء أكثر كثافة وطولًا «للتكيف مع البيئات الباردة التي كان يعيش فيها الذئب الرهيب».
هل هي حقا ذئاب رهيبة؟وقد تمكّن العلماء إلى الآن من استخراج أجزاء متفرقة من الحمض النووي للذئب الرهيب، إلا أن هذه الأجزاء لا تكفي لبناء جينوم كامل يتيح إعادة إحياء الكائن بصورة مطابقة. وحتى في حال توفر عدد كبير من شظايا الحمض النووي، فإن ربطها معا بدقة لإنتاج كائن حي مطابق تماما للذئب الرهيب يظل أمرا بالغ الصعوبة في ظل التقنيات الحالية.
لهذا السبب، يعتمد العلماء على كائن قريب وراثيا، كالذئب الرمادي، ويقومون بإدخال جينات محددة من الذئب الرهيب تمنحه بعض صفاته المميزة.
وقد أثار هذا الإعلان البحثي جدلا واسعًا في المجتمع العلمي، وتعلقت تساؤلات العلماء بما إذا كانت هذه الكائنات المولودة حديثًا تُعتبر بالفعل ذئاب رهيبة حقيقية أم مجرد ذئاب رمادية معدلة وراثيًا، لأنها في النهاية اعتمدت على هيكل لذئب آخر.
إلى جانب ذلك، فهذه الكائنات تحمل جينات معدّلة وقد تواجه مشاكل في النمو أو الجهاز المناعي، وكذلك الاندماج مع الكائنات الأخرى، إلى جانب التكيّف العقلي والسلوكي، وهنا ينبع سؤال: هل من الأخلاقي تخليق حيوانات قد تعاني نفسيًا أو صحيًا لكونها «كائنات مصنّعة»؟
ويطرح العلماء في هذا السياق سؤالا آخر: كيف ستعيش هذه الكائنات؟ فالنُظم البيئية التي عاش فيها الذئب الرهيب لم تعد موجودة كما كانت، وإعادة إدخال كائن مفترس كبير الحجم قد يضر بأنواع حيوانات حديثة أو يُحدث خللا في التوازن البيئي.
من جانب آخر، فإن هناك مخاوف بشأن ظهور طفرات جديدة غير مدروسة قد تتسبب في تخليق كائنات ذات سلوك عدواني أو غير متوقع.
اقرأ أيضاًعمره 50 مليون عام.. ظهور كائن مهدد بالانقراض في البحر الأحمر «صور»
البشرية مهددة بالانقراض بسبب الذكاء الاصطناعي
«شيطان البحر العملاق».. أسماك المانتا راي مهددة بالانقراض