التحركات السياسية مستمرة والخرق المطلوب لم يتحقق
تاريخ النشر: 13th, June 2024 GMT
تواصلت التحركات الداخلية المتصلة بالأزمة الرئاسية، وفي إطار حركته الاخيرة زار رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي تيمور جنبلاط، ثم زار "كتلة الإعتدال الوطني". والتقى مساءً وفداً من النواب التغييريين.
ويختم باسيل تحركه بمؤتمر صحافي يعقده الخامسة عصر اليوم في مقر "التيار" في ميرنا الشالوحي للحديث عن نتائج هذا التحرك.
وكتبت" نداء الوطن": على مشارف عطلة عيد الأضحى، بدأ أصحاب المبادرات الداخلية من أجل الاستحقاق الرئاسي يجمعون أوراقهم لجوجلتها الأسبوع المقبل. لكن الأوساط الديبلوماسية والسياسية التي تواكب الاتصالات، تكوّنت لديها حصيلة «غير مشجّعة»، على حد تعبير مصدر بارز في المعارضة تحدثت إليه «نداء الوطن». ويأتي هذا التوصيف السلبي بعد معلومات تجمعت لدى هذه الأوساط، وتتلخص بالآتي:
«أولاً- ما زال الهدف الرئيسي لثنائي حركة «أمل» و»حزب الله» الإمساك بمفاصل السلطة لتغطية الدور الراهن على الحدود الجنوبية. ويسعى الثنائي الى المفاوضات بعد أن تضع المواجهات العسكرية أوزارها، واضعاً نصب عينيه عدم تكرار تجربتين غير مشجّعتين، هما: حكومة الرئيس فؤاد السنيورة عام 2006، ومجيء رئيس للجمهورية على غرار ميشال سليمان عام 2008 .
ثانياً- يطمح الثنائي الى وصول رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية الى قصر بعبدا، واذا ما تعذّر تحقيق هذا الهدف، فاستمرار العمل على الفراغ الرئاسي، ما يعني قيام رئيس مجلس النواب نبيه بري بدور من يفاوض المجتمع الدولي على التسوية المفترضة على الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل.
ثالثاً- يسعى بري بكل ما أوتي من جهود الى شراء الوقت من أجل إيهام المجتمع الدولي بأنه ليس هو من يعطّل إجراء الانتخابات الرئاسية. وهو لهذه الغاية، يحوّل الأنظار الى البحث في آلية إجراء الانتخابات الرئاسية، بينما المشكلة في مكان آخر حيث تُعطّل قصداً الآلية الدستورية المنصوص عليها من أجل إنجاز هذا الاستحقاق.
رابعاً- في موازاة ما سبق، تحاول قطر وفرنسا الوصول الى حل للأزمة الرئاسية انطلاقاً من البيان الأخير للجنة الخماسية الذي كتب بحبر سعودي، وهو ما «طيّر» صواب بري لجهة استناد البيان الى النصوص الدستورية المتصلة بإجراء الانتخابات الرئاسية.
خامساً- ظهر رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل في مبادرته الأخيرة أكثر التصاقاً ببري بعد توتر العلاقات بينهما، بهدف بعث رسالة الى «الحزب» مفادها أنه يعمل مع حليفه في الثنائي الشيعي لعله يصل الى تسوية تقضي بالذهاب الى خيار رئاسي ثالث، ولو كان من صنع الثنائي نفسه».
وفي سياق متصل، أبلغت مصادر الحزب التقدمي الاشتراكي قناة mtv التلفزيونية مساء أمس «أنّ اللياقة كانت تقتضي أن ينتظر باسيل نهاية جولتنا ليبدأ حراكه، ولكنه يبدو متحمساً لعزل «القوات» وإجراء حوار من دونها، فيكون محاوراً مارونياً أوحد على طاولة العهد المقبل». وذكرت هذه الأوساط أنّ وفد الاشتراكي سيلتقي الرئيسين برّي وميقاتي الأسبوع المقبل بعد عيد الأضحى للعمل على تزامن الدعوة الى جلسة الانتخاب الرئاسي مع إطلاق التشاور بين الكتل النيابية.
واعتبرت أوساط سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن خلاصة الحراك الذي قام به اللقاء الديمقراطي أظهر أن المسافات لا تزال بعيدة بين الأفرقاء، وأن الخرق المطلوب لم يتحقق، على أن اللقاء لا يرغب في نعي حراكه أو مسعاه بسبب الحاجة إليه كخطوة داخلية تحرك الجمود فيه.
ورأت هذه الأوساط أن إطلالات عدد من نواب اللقاء على الإعلام من شأنها أن تشرح ما تحقق حتى الآن، مع العلم أن النائب السابق وليد جنبلاط بدوره ستكون له سلسلة اتصالات.
اما بالنسبة إلى مبادرة التيار الوطني الحر التشاورية، فهي وفق المصادر نفسها تواجه مطبات عديدة،وتبين لدى البعض أن المقصود منها إرضاء الرئيس بري لثمن معين ، مشيرة إلى أنه في كل الأحوال أتاه الجواب الواضح من المعارضة برفض الالتفاف على الدستور وتكريس سوابق معينة.
ووصفت مصادر من المعارضة تحرك رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل او ما اطلق عليه بالمبادرة،لإخراج موضوع الانتخابات الرئاسية من الجمود الذي يدور فيه، بأنه مبتذل، وليس مبنيا على أسس مقبولة، تؤهله لكي يستقطب القوى السياسية المعارضة حوله، ويشكل قوة دفع سياسية فاعلة لعملية انتخاب رئيس للجمهورية، لاسيما وانه ظهر بوضوح أنه يسعى للقوطبة على تحرك اللقاء الديموقراطي الذي سبقه بتحركه، وهو يحاول ان يحشر نفسه حشرا بمساعي اخراج ملف الانتخابات الرئاسية من الجمود.
وقالت : ان باسيل يحاول ان يستقطب بعض المعارضين من حوله،ليشكل قوة نيابية ناشطة، يكون له الدور المؤثر فيها، لاختيار رئيس الجمهورية المقبل. الا ان تحقيق هذا الهدف دونه العديد من العقبات والعراقيل، اولها ان تحرك باسيل يحصل لهدف خاص، له علاقة باعادة الحرارة الى علاقاته التي تضررت مؤخرا مع الثنائي الشيعي وتحديدا حزب الله بعد سلسلة من الاهتزاز والتصدع، وهو ما ظهر بسرعة بعد لقائه مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الذي وصف باسيل أنه احسن من غيره، في إشارة غير مباشرة لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع .
واعتبرت المصادر ان باسيل الذي سلف بري تأييده عقد الحوار قبل الانتخابات الرئاسية، لا يتمتع بالحد الادنى من الثقة، لكي يتم التعاطي معه بجدية وعلى المدى البعيد. واصبح معلوما وواضحا أنه بتحركه، يحاول ان يكون له الدور المسيحي الاساس في الانتخابات الرئاسية، بمواجهة سمير جعجع، الا انه وفي خلاصة تحركه ، لم يحقق ما يسعى اليه، بعدما ووجه بردود سلبية وعدم تجاوب مع اكثر الذين التقاهم، في حين فضل البعض الآخر، اللقاء به من باب اللياقة، وليس للتلاقي والاتفاق.
وكتبت" الديار": كل المبادرات الجنبلاطية والعونية والاعتدال، والموشحات الخطابية من مختلف العيارات، لن تبدل المعادلة الداخلية : الرئاسة بعيدة والاسم يحدده شكل التسوية الكبرى في المنطقة، شرط ان يكون جامعا بين القدرة على ضمانة الاتفاقات في الجنوب مع حزب الله وهذا هو الأساس والمعبر الاساسي للرئاسة، بالاضافة الى تثبيت الاوضاع الداخلية ورعاية التوافق بين الاطراف ومعالجة الازمة الاقتصادية والنازحين وغيرها من الملفات، هذه المواصفات للرئيس المقبل لم تتوافر حتى الان بالمرشحين الحاليين مما جعل علاماتهم دون العشرة عند تقييم سفراء الخماسية لجولاتهم على القوى السياسية، هذا الاستنتاج لسفراء الخماسية جعل الذهاب للخيار الثالث امرا حتميا وصولا الى التوافق على اسم ربما كان من غير المتداول حاليا.
وفي المعلومات، ان ادارة بعض المرشحين الحاليين والبارزين للمعركة الرئاسية شابها اخطاء قاتلة وتصرفات افقدتهم غطاء التوافق الداخلي والدعم الدولي في معركة السباق الى بعبدا، فيما البعض الاخر يفتقدون الى التمثيل المسيحي، والبعض الاخر ناجحون في الاقتصاد لكنهم لايملكون الحنكة السياسية ويحتاجون الى رؤساءحكومات قادرين على تعبئة الفراغ السياسي، وهناك مرشحون يعرفون اللعبة السياسية دون اي معرفة بالأمور الاقتصادية والتوازنات.
مصادر أكثر من كتلة نيابية لفتت لـ»البناء» الى أن «مروحة الحوارات والمبادرات لم تغير في مواقف الأطراف حتى الآن، ولم تحرز تقدماً ملحوظاً، وبالتالي ليست سوى مضيعة للوقت حتى تنضج التسوية الخارجية». واتهمت مصادر نيابية في فريق 8 آذار حزب «القوات اللبنانية» بتعطيل الاستحقاق الرئاسي بناء على توجيهات خارجية أميركية – سعودية تحديداً من خلال تعطيل الحوار الذي دعا اليه رئيس مجلس النواب نبيه بري، بذريعة أن الحوار يشكل سابقة ومخالفة للدستور علماً أن «القوات» سبق وشاركت في أكثر من حوار برئاسة الرئيس بري والرئيس ميشال سليمان والرئيس ميشال عون، فهل كانت تخالف الدستور حينها؟ ولفتت المصادر الى أنه وفور إزالة الفيتو الأميركي عن الاستحقاق الرئاسي سيتغير موقف القوات كما تغير موقفها في السابق عندما رفضت وصول الرئيس عون الى بعبدا ثم عادت وعقدت تسوية معه وانتخبته في مجلس النواب.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسیة التیار الوطنی الحر ان باسیل
إقرأ أيضاً:
باسيل: دخلنا في حرب لم يكن يجب أن نقع فيها
أكد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل أنَّ "الحفاظ على الإستقلال هو أصعب من الحصول عليه، لأنه وفي حال لم يكن المسؤولون فيه مستقلين فلن يكون الوطن كذلك، ويصبح قراره مرتبطاً بمصالحهم الخارجية، ومن هنا استقلال الوطن هو ليس فقط بعدم احتلاله بل باستقلال قراره". ولفت باسيل في "دقيقة مع جبران" بمناسبة عيد الاستقلال إلى أن "الاستقلال هو نمط حياة يعيشه الوطن والانسان وليس ذكرى"، مؤكداً "ألا معنى لحياة الإنسان إذا لم يكن حرا ولا حياة لوطن اذا لم يكن مستقلاً".
وشدد باسيل على "أن استقلال البلد مهدد مرة أخرى لاننا دخلنا في حرب لم يكن يجب أن نقع فيها". وأوضح: "وهذا حصل ليس فقط لأنَّ إسرائيل تعتدي علينا منذ وجودها، بل لأن العديد من المسؤولين اللبنانيين سلموا قرارهم لدول خارجية: قسم جرَّ لبنان إلى الحرب على طريق القدس بدل أن تكون على طريق لبنان واتبع استراتيجية وحدة الساحات عوضاً عن أن تكون ساحتنا الداخلية موحدة، ودخل في حرب إسناد لغزة عوضاً عن أن تكون حربنا لمساندة لبنان وحمايته والدفاع عنه وهذا القسم جرنا إلى الحرب".
وتابع باسيل: "في حين أنَّ هناك قسمٌ آخر جر الحرب علينا لانه اعتبر أن العدو الاسرائيلي باعتدائه علينا سيعزل مكوناً لبنانياً، وهذا الأمر سيؤدي إلى تعديل المعادلة الداخلية ويسمح له في النهاية في انتخاب رئيس للجمهورية من دون الطائفة الشيعية ويعيد إحياء مشروعه التقسيمي".
باسيل رأى أن "الطرفين اللذين تحدث عنهما أفقدانا استقلال قرارنا بتقديمه للخارج سواء أكان إسرائيل او إيران او اي بلد آخر". ولفت إلى أن "استقلالنا مهدد ثانياً لان إسرائيل تحاول احتلال الأرض اللبنانية من جديد، مضيفاً: "هكذا تدفعُنا للعودة إلى واجب تحرير ارضنا وبعد مدة سيصبح لدينا ذكرى تحرير جديدة غير ٢٢ تشرين و ٢٥ أيار و٢٦ نيسان".
وختم بالتساؤل: "هل مكتوب علينا أن نحيي اكثر من ذكرى استقلال وتحرير لأن المسؤولين لدينا قرارهم غير مستقل"، قائلاً: "افهم أن تكون هناك محاولات متكررة من الخارج لاحتلال الارض ولكن لا أفهم أن يأتي الداخل اللبناني بالخارج ليحتل قرارنا".