في ذكرى ميلاده.. تعرف على السيرة الذاتية للكاتب جي دي موباسون
تاريخ النشر: 5th, August 2023 GMT
تمر اليوم ذكرى ميلاد الأديب الفرنسي جي دي موباسون، أحد أشهر الأدباء في تاريخ فرنسا الحديث، وأحد آباء القصة القصيرة الحديثة، إذ ؤلد في الخامس من أغسطس لعام 1850، ورحل عن عالمنا في السادس من يوليو لعام 1893، عن عمرٍ ناهز 43 عاماً.
وُلد جي دي موباسون بقصر "ميرونمسنل" بنورمانديا، لأب ينتمي إلى سلالة أرستقراطية تعرضت إلى الإفلاس، وأم من العامة.
درس "موباسون" القانون، والتحق بالجيش الفرنسي ثم عمل ككاتب في البحرية. وقابل الكاتب الشهير "جوستاف فلوبير" الذي كانت تربطه بأسرته صلات أسرية وأصبح تلميذه، وقد قدم فلوبير لتلميذه نظرية للنجاح الأدبي تتكون من ثلاثة أجزاء: لاحظ، لاحظ، ثم لاحظ.
كتابة القصة
كان هدفه الأول من كتابة القصة هو تقديم صورة واضحة المعالم لما رآه بعينيه، وكان الرسام الأكبر للعبوس البشري.قدّم موباسون حوالي 300 قصة قصيرة، وسبع روايات، وعدداً من حكايات السفر ومن اليوميات، ومن أشهر قصصه: كرة الشحم، بيير وجان، بيل أمي، العقد، الآنسة فيفي، و في الحقول. ومعظم شخصيات موباسون فلاحون نورمانديون، وبيروقراطيون باريسيون، وجنود وبحارة. وهو لا يفضل نهاية بعينها لقصصه. ولكنه يختار النهاية التي يفرضها الواقع المرسوم في القصة.
آراء النقاد
اجتمعت آراء النقاد في العالم علي أن هذه قصة «الحلية» هي النموذج الكامل للقصة القصيرة ذات النهاية المفاجئة، التي تتوافر فيها العناصر الأساسية للقصة القصيرة: الشخوص، والمكان والزمان، والمسوغات المنطقية للأحداث، والنهاية، كما تتوافر فيها عناصر أخرى مثل: التشويق، والمصادفة المعقولة، والتصوير الدرامي، والتدرج لبلوغ النهاية
سيرة حياة موباسون
كُتب الكثير عن أعماله وعن سيرة حياته، فيما قدمت الكاتبة الإنجليزية مارلو جونستون «سيرة حياة موباسون»، في أكمل صورة ممكنة منذ ولادته وطفولته حتى وفاته، في مايزيد عن 1300 صفحة. مؤكدة أن ما دفعها إلى كتابة سيرته هو بساطة أسلوبه وجلاء الملاحظة لديه وتعاطفه مع الجنس الإنساني.
وأوضحت المؤلفة، أن تلك الصفات الحميدة التي تمتع بها موباسون لم تمنعها من القول أنه ليس مفهوماً بشكل جيد، إذ هناك الكثير من التناقضات فيما قيل عنه، والكثير من الأساطير التي جرى نسجها حول شخصيته، حيث قررت أن تقوم بدور المخبر السري، لجمع أكبر قدر من المعلومات عنه.
رسائل موباسان
وتقول في هذا الخصوص: «بمقدار ما تعمقت في البحث، كنت أجد المزيد». وأما المنجم الأكبر للمعلومات فقد وجدته في مراسلاته التي وصل عددها إلى 800 رسالة، حيث قدمت المعلومات عنه من المصدر نفسه.
حقيقة مرضه
وتبين المؤلفة ان موباسون كان يمتلك ذكاءً حاداً وعميقاً ومنظماً، بالرغم من التوصيفات العديدة التي ترددت حوله، وصولاً إلى اتهامه بالجنون، حيث أمضى فترة قبل وفاته بإحدى المصحات النفسية. وما تؤكده المؤلفة هو أن موباسان لم يكن مجنوناً. ولكنه عانى من آلام جسدية مبرحة، بعد إصابته بمرض الزهري في شبابه. موضحةً أن تشخيص إصابته بهذا المرض كان في عام 1877، أي عندما كان عمره 27 سنة فقط، حيث لم يستطع الأطباء القضاء تماماً على ذلك المرض.
جنون وخيال
وأوضحت مارلو جونستون، أن موباسون عانى كثيراً من المآسي العائلية، إذ تعرض عمه وأخوه للحجر، بسبب إصابات عقلية. وكتب هو نفسه، عن الجنون في بعض حكاياته، ولكن الخيال الملتهب وأشكال الخلل العقلي لم تكن بالنسبة له أكثر من مادة أدبية.
بعيداً عن النساء
وتؤكد المؤلفة أن آلامه كانت جسدية وليست عقلية، وعلاجه النفسي أدى إلى تفاقم آلامه الجسدية، منوهةً إلى أنه لم يكن مصاباً بمرض الزهري، ولكنه عاش باستمرار تحت هذا التهديد، وربما هذا مايفسر ابتعاده عن النساء، رغم ولعه بهنّ.
نظرته التشاؤمية وحبه للحياة
وتشرح مارلو جونستون أن تشاؤم موباسان، كان مؤكداً فيما يتعلق بنظرته لمصير بني البشر، حيث كان يحمل الكثير من الهموم المتعلقه بصحته، وأوضاعه المالية المتردية في أكثر الأوقات، وأيضاً حيال أسرته، التي تعرضت لسلسلة من الأحداث الأليمة، ولكنه لم يكن تعيساً، مؤكدةً أن موباسون كان محباً للحياة كثيراً، ومحباً لعمله بدون حدود، وكانت أسفاره ورحلاته العديدة مادة غنية لكتاباته.
رأيه في استعمار الجزائر
وتتوقف المؤلفة في هذا السياق، عند ما كتبه جي دو موباسون، حول الجزائر التي زارها. وهذه الكتابات ليست معروفة كثيراً، ولكنها تتجاوز كثيراً توصيف ما هو غريب، لتركز بشكل خاص على الواقع الاستعماري الأليم. وتذكر المؤلفة العديد من المواقف، ومن الأمثلة التي أظهر فيها الكاتب الفرنسي نظرة نقدية واضحة عن عمليات «اغتصاب الأراضي» و«أشكال الازدراء» التي كان يتعرّض لها الجزائريون. ولكن موباسون لم يلتزم أبداً بالعمل السياسي. منوهةً إلى رفضه الانخراط في صفوف المجموعات الماسونية المنتشرة، فقد كان رجلاً حراً، وأصرّ على أن يبقى كذلك.
حقائق عن جي دي موباسون
وأكدت مارلو جونستون مدعمةً رأيها بالبراهين، أن موباسون كان «يميل إلى الحياة الاجتماعية» وأنه كان عضواً في عدة حلقات، ولم يكن يتردد في حضور حفلات العشاء الباريسية، على عكس ما التصق به كونه يميل إلى العزلة.
وأضافت المؤلفة، أنه كان مخلصاً جداً في صداقاته، وخاصة لمعلمه جوستاف فلوبير، وكان موباسون لا يميل إلى الاستعراض، وحريصاً على الاستماع والملاحظة، فضلاً عن تمتعه بفضيلة التواضع.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
في ذكرى ميلاده.. رحلة عماد حمدي من موظف في استوديو مصر لـ«فتى الشاشة الأول»
مسيرة فنية حافلة بالأعمال التي ستظل عالقة في أذهان الجمهور، امتلكها الفنان عماد حمدي، الذي استطاع بحضوره الطاغي خطف قلوب وعقول الجمهور منذ إطلالته الأولى على شاشة السينما؛ ليتسابق الجمهور على شباك التذاكر لمشاهدة أفلامه.
في مثل هذا اليوم، ولد عماد حمدي، الذي يعد نموذجا للرجل الشرقي والمثقف في أعماله الفنية، كما أنه أحد أعمدة السينما المصرية وظل فتى الشاشة لعقدين من الزمان.
دخول عماد حمدي مجال الفنرحلة طويلة خاضها الفنان عماد حمدي في مجال الفن، فهو يعد البطل الأول في قصص وروايات إحسان عبدالقدوس، ويوسف السباعي، ونجيب محفوظ، إذ دخل مجال الفن عن طريق الصدفة، وذلك بعدما اختاره المخرج كامل التلسماني لبطولة فيلم «السوق السوداء» عام 1945، بعد أن سبقه شقيقه التوأم «عبدالرحمن» إلى التمثيل في فيلم «عايدة» ولكن لم يحالفه الحظ، وفقا لما ذكره نجله «نادر» في لقاء تلفزيوني.
استمر عماد حمدي موظفا لمدة 12 عاما في استوديو مصر، حتى تقلد منصبا في توزيع الأفلام، وكان يقوم بعمل دوبلاج للأفلام الأجنبية باللغة العربية، ومن بينها «لص بغداد»، وبعدها جاءت إليه الفرصة للمشاركة في فيلم «السوق السوداء».
أبرز الأعمال الفنية التي قدمها عماد حمديوتوالت مشاركات عماد حمدي بعدها في الأفلام السينمائية حتى قدم البطولة المطلقة، ومن أبرز أفلامه «أم العروسة» الذي كان بطولة الفنانة تحية كاريوكا وسميرة أحمد ويوسف شعبان وحسن يوسف وإخراج عاطف سالم، كما أنه شارك في خان الخليلي، وميرامار، وثرثرة فوق النيل، ونجيب محفوظ، وبين الأطلال، وإني راحلة، عن روايتين ليوسف السباعي وغيرها من الأعمال الفنية.