نداءات استغاثة بسبب نفاد الغذاء وتحذير أممي من جوع كارثي في غزة
تاريخ النشر: 13th, June 2024 GMT
حذرت منظمة الصحة العالمية من أن سكان غزة يواجهون "جوعا كارثيا وظروفا شبيهة بالمجاعة". ومع تلاحق نداءات الاستغاثة من شمال القطاع بسبب نفاد المواد الغذائية ومنع الاحتلال دخول َالمساعدات، قال مسؤول حكومي في غزة للجزيرة إن الموت يتهدد المئات من أطفال القطاع المحاصر.
وقد نفى المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس وجود أي دليل على أن المحتاجين في غزة يتلقون ما يكفي من الغذاء كما ونوعا، رغم الأنباء عن زيادة تسليم الأغذية.
وأشار غيبريسوس إلى أن أكثر من 8 آلاف طفل دون سن الخامسة شخصوا وعولجوا من سوء التغذية الحاد، بما في ذلك 1600 طفل يعانون سوء التغذية الحاد الوخيم.
وأضاف أنه بسبب انعدام الأمن وعدم إمكانية الوصول، لا يمكن تشغيل سوى مركزين لتحقيق الاستقرار للمرضى الذين يعانون سوء التغذية الحاد. كما أدى عدم قدرة منظمته على تقديم الخدمات الصحية بأمان إلى الافتقار إلى المياه النظيفة والصرف الصحي، وإلى زيادة كبيرة في مخاطر إصابة الأطفال بسوء التغذية.
من جانبه، توقع مارتن غريفيث وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، أمس الأربعاء، أن يواجه نصف سكان قطاع غزة الموت والمجاعة بحلول منتصف يوليو/تموز المقبل.
وقال غريفيث في بيان إن "الصراعات في السودان وغزة تخرج عن نطاق السيطرة، وتدفع الحرب ملايين الناس إلى حافة المجاعة".
وأشار إلى أن "الأمور الفنية هي التي تمنع إعلان المجاعات (في غزة والسودان) حيث يموت الناس من الجوع بالفعل" في تلك المناطق.
وأضاف "في غزة، من المتوقع أن يواجه نصف السكان، أكثر من مليون شخص، الموت والمجاعة بحلول منتصف يوليو/تموز المقبل".
المجاعة ونفاد الغذاء
في غضون ذلك، قال مسؤول حكومي في غزة للجزيرة إن المجاعة شمال القطاع وصلت مدى كارثيا وإن أغلب السلع الغذائية قد نفدت. وأضاف أن مئات الأطفال والمرضى مهددون بالموت جراء المجاعة "الكارثية" مشيرا إلى أن المؤسسات الدولية المعنية لا تقوم بواجبها بإجبار الاحتلال على احترام القوانين الدولية.
وحذّر المكتب الإعلامي الحكومي في القطاع من أنّ شبح المجاعة يتهدد من جديد محافظتي غزة والشمال، بينما تتدهور أزمة الأمن الغذائي بمحافظات الوسط والجنوب.
وقال إنّ عدد شاحنات المساعدات الإنسانية التي دخلت هذا الأسبوع غزة انخفض عن الأسبوع الماضي بنسبة 12%، بينما بلغ عدد الشاحنات التي دخلت الأسبوع الماضي محافظتي غزة والشمال من نقطة غرب بيت لاهيا 224 شاحنة فقط، أغلبيتها محملة بالطحين.
وأشار المكتب الإعلامي إلى أنّ الاحتلال يخدع الرأي العام العالمي عبر الحديث عن إدخال شاحنات لا تحمل سوى الطحين فقط، كما أنه يتعمد تقليل حمولتها لزيادة عددها، ولا يزيد عددها في اليوم الواحد على 35.
وقد رصد مراسل الجزيرة أنس الشريف الوضع الإنساني الصعب في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، حيث يعاني السكان من نقص في المواد الغذائية بسبب تشديد الاحتلال الإسرائيلي الحصار على المنطقة.
ويتهافت الأهالي أمام نقاط معينة في محاولة للحصول على بعض الأكلات المطبوخة، عقب فراغ الأسواق من السلع الأساسية ونقص المياه، وتدمير الاحتلال المخازن الرئيسية التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وإحراقها.
كما حذرت وزارة الصحة في غزة من توقف المستشفيات والمراكز الصحية ومحطة الأوكسجين الوحيدة في محافظة غزة التي تزود المرافق الصحية والمرضى المزمنين بالأوكسجين، بسبب سيطرة الاحتلال على المعابر وعدم إدخال السولار لتشغيل المولد المغذي لمحطة الأوكسجين وثلاجات حفظ الأدوية. وقالت إنّ هذا يعرّض حياة عشرات من المرضى والجرحى للموت المحتم، إضافة إلى تعرّض الأدوية في الثلاجات إلى التلف.
وناشدت وزارة الصحة في غزة كافة المؤسسات المعنية والأممية والإنسانية سرعة التدخل لإدخال الوقود، إضافة إلى المولدات الكهربائية وقِطع الغيار اللازمة للصيانة.
حماس تدين
من جهتها، أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أمس الأربعاء "سياسة التجويع" التي يستخدمها الاحتلال الإسرائيلي، وطالبت الدول العربية والإسلامية بالضغط لفتح المعابر وإدخال المساعدات.
وجاء في بيان حماس أن "سياسة التجويع إمعان في جريمة الإبادة، وعلى الدول العربية والإسلامية الضغط لفتح المعابر وإدخال المساعدات".
وقال البيان إن "استخدام الاحتلال المجرم التجويع كسلاح خلال هذا العدوان الفاشي هو جريمة حرب موصوفة، وتأكيد على استمراره بجريمة الإبادة ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، بالقصف والمجازر والتجويع، أمام مرأى ومسمع من العالم أجمع، في انتهاك صارخ لكل القوانين الدولية".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة خلفت نحو 122 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 10 آلاف مفقود.
وتواصل إسرائيل حربها على غزة، رغم قرارين من مجلس الأمن بوقف القتال فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح (جنوب) واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية وتحسين الوضع الإنساني المزري بالقطاع.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فی غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
"إسرائيل" تواصل احتلال معابر غزة وإغلاقها لليوم الـ193 على التوالي
غزة - صفا
تواصل القوات الإسرائيلية، يوم الجمعة، احتلال معابر غزة وإغلاقها، ومنع سفر الجرحى والمرضى للعلاج أو إدخال أي مساعدات إنسانية للقطاع لليوم الـ193 على التوالي.
ويغلق الاحتلال المعابر منذ اجتياحه مدينة رفح جنوبي القطاع وسيطرته على معبري رفح البري وكرم أبو سالم، رغم تحذيرات المنظمات الإنسانية والإغاثية ومطالبات دولية بإعادة فتح المعابر لتلافي حصول مجاعة بسبب انقطاع المساعدات، ولإنقاذ أرواح آلاف المرضى والجرحى.
وحذر برنامج الأغذية العالمي من أن مليوني فلسطيني بقطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية، مدمرة يعانون من انعدام الأمن الغذائي، معربًا عن قلقه إزاء تقليص حجم عمليات تقديم المساعدات لغزة.
وقال متحدث المنظمة الأممية طارق يساريفيتش إن "هناك أكثر من 10 آلاف شخص بحاجة إلى الإجلاء، وتلقي الرعاية الطبية خارج غزة".
وشدد يساريفيتش على ضرورة إعادة فتح معبر رفح وأي معبر حدودي آخر لإخراج المرضى والجرحى حتى تظل حياتهم آمنة.
وطالب المكتب الإعلامي الحكومي بفتح معبري رفح وكرم أبو سالم وإدخال المساعدات والبضائع وإنهاء حرب الإبادة الجماعية المستمرة للشهر العاشر على التوالي.
وأشار المكتب إلى أن شبح المجاعة يُهدد حياة المواطنين بشكل مباشر، مما يُنذر بارتفاع أعداد الوفيات بسبب الجوع خاصة بين الأطفال، حيث بات 3,500 طفل يتهددهم الموت بسبب سوء التغذية وانعدام المكملات الغذائية والتطعيمات التي أصبحت في إطار الممنوعات من الدخول إلى قطاع غزة.
وكانت وزارة الصحة قالت، إن نحو 20 ألف جريح ومريض في غزة حاليًا بحاجة للسفر للعلاج في الخارج، مؤكدة عدم تمكن أي منهم من مغادرة القطاع منذ احتلال القوات الإسرائيلية للمعابر، ما يعرض حياة الآلاف منهم للمضاعفات والموت.
وفي السياق، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف" من التأثير الكارثي والوضع المزري الذي يواجهه أطفال غزة بسبب إغلاق المعابر التي تمر منها المساعدات، والعمليات العسكرية الإسرائيلية المكثفة في القطاع.
ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين أول 2023 يشن الاحتلال الإسرائيلي عدوانا همجياً على قطاع غزة خلف عشرات آلاف الشهداء والجرحى والمفقودين، معظمهم أطفال ونساء.