مدرب السودان كواسي أبياه: نسعى لزيادة عدد المحترفين في المنتخب
تاريخ النشر: 13th, June 2024 GMT
اعتبر المدير الفني لمنتخب السودان كواسي أبياه، أن تصدر فريقه لمجموعته في تصفيات كأس العالم 2026 “أمر مهم للغاية”، في ظل الظروف التي تعيشها البلاد.
التغيير ــ وكالات
وقال أبياه في تصريحات لموقع “سكاي نيوز عربية”، الثلاثاء، في أعقاب الفوز على منتخب جنوب السودان في جوبا: “السودانيون فرحون بالفوز والمستوى الذي يقدمه المنتخب حتى الآن، إنها أنباء سارة في ظل الحرب الحالية التي تعيشها البلاد”.
وأوضح المدرب الغاني في أعقاب تصدر السودان مجموعته، أن “واحدا فقط من المحترفين شارك مع المنتخب، في حين يسعى الجهاز الفني لإشراك نحو 5 من المحترفين في الخارج”.
وأضاف أنه سيعمل خلال الفترة المقبلة على “سد مكامن الخلل وتعزيز تشكيلة السودان للوصول به إلى نهائيات كأس العالم”.
وبالفوز الذي حققه المنتخب السوداني على جنوب السودان ضمن مباريات الجولة الرابعة من تصفيات إفريقيا المؤهلة للمونديال، تصدر “صقور الجديان” المجموعة بـ10 نقاط، مقابل 8 للسنغال.
وتتوقف التصفيات حتى مارس 2025 حين يواجه السودان على أرضه السنغال في مباراة مهمة جدا للمنتخبين، اللذين يواجهان منافسة أيضا من جمهورية الكونغو الديمقراطية التي تحتل المركز الثالث بفارق 3 نقاط عن المنتخب العربي المتصدر، بعد فوزها الأحد بهدف نظيف على توغو الرابعة (3 نقاط).
ويتأهل إلى المونديال أبطال المجموعات التسع بحسب النظام الجديد لكأس العالم الموسعة بمشاركة 48 منتخبا، بينما تخوض أفضل 4 منتخبات وصيفة ملحقا بينها لتحديد من سيخوض الملحق الدولي.
ووفقا للصحفي والمحلل الرياضي ياسر قاسم، فإن الكثيرين قد يرون أن النتائج التي حققها السودان كانت مفاجأة نظرا للأوضاع التي تعيشها البلاد، لكنه يشير إلى أن المنتخب استفاد من فترة الاستقرار الفني التي عاشها خلال الفترة الأخيرة والمعسكرات الإعدادية التي انخرط فيها في السعودية.
واوضح قاسم لموقع “سكاي نيوز عربية”: “شهدت الفترة الأخيرة جدية كبيرة في كافة مراحل الإعداد، الأمر الذي انعكس إيجابا على أداء الفريق بعد فترة من التراجع خلال السنوات الماضية”.
الوسومالمحترفين المنتخب السوداني كواسي أبياه كواسي ابياه مدربالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: المحترفين المنتخب السوداني كواسي أبياه كواسي ابياه مدرب
إقرأ أيضاً:
الجنجويد والطائرات المسيرة: سيمفونية الدمار التي يقودها الطمع والظلال الإماراتية
كتب الدكتور عزيز سليمان استاذ السياسة و السياسات العامة
في زمن يتداخل فيه الدخان الأسود برائحة البارود، وتصدح فيه أنين الأطفال وسط خرائب المستشفيات والمدارس و محطات الكهرباء و المياه ، يبدو السودان كلوحة مأساوية رسمها الجشع البشري. لكن، يا ترى، من يمسك بالفرشاة؟ ومن يرسم خطوط التدمير الممنهج الذي يستهدف بنية تحتية سودانية كانت يومًا ما عصب الحياة: محطات الكهرباء التي كانت تضيء الدروب، والطرق التي ربطت المدن، ومحطات مياه كانت تنبض بالأمل؟ الإجابة، كما يبدو، تكمن في أجنحة الطائرات المسيرة التي تحمل في طياتها أكثر من مجرد قنابل؛ إنها تحمل مشروعًا سياسيًا وجيوسياسيًا ينفذه الجنجويد، تلك المليشيا التي فقدت زمام المبادرة في الميدان، وانكسرت أمام مقاومة الشعب السوداني و جيشه اليازخ و مقاومته الشعبية الصادقة، فاختارت أن تُدمر بدلاً من أن تبني، وتُرهب بدلاً من أن تقاتل.
هذا النهج، يا اهلي الكرام، ليس عبثًا ولا عشوائية. إنه خطة مدروسة، يقف خلفها من يدير خيوط اللعبة من الخارج. الجنجويد، التي تحولت من مجموعة مسلحة محلية إلى أداة في يد قوى إقليمية، لم تعد تعمل بمفردها. الطائرات المسيرة، التي تقصف المدارس والمستشفيات، ليست مجرد أدوات تكنولوجية؛ إنها رسول يحمل تهديدًا صامتًا: “إما أن تجلسوا معنا على طاولة المفاوضات لننال حظنا من الثروات، وإما أن نجعل من السودان صحراء لا تحتمل الحياة”. ومن وراء هذا التهديد؟ الإجابة تلوح في الأفق، وهي دولة الإمارات العربية المتحدة، التي باتت، بحسب الشواهد، الراعي الأول لهذه المليشيا، مستخدمةً مرتزقة من كل أنحاء العالم، وسلاحًا أمريكيًا يمر عبر شبكات معقدة تشمل دولًا مثل تشاد و جنوب السودان وكينيا وأوغندا.
لكن لماذا السودان؟ الجواب يكمن في ثرواته المنهوبة، في أرضه الخصبة، ونفطه، وذهبه، ومياهه. الإمارات، التي ترى في السودان ساحة جديدة لتوسيع نفوذها الاقتصادي والسياسي، لم تتردد في استغلال الخلافات الداخلية. استخدمت بعض المجموعات السودانية، التي أُغريت بوعود السلطة أو خدعت بذريعة “الخلاص من الإخوان المسلمين”، كأدوات لتفكيك النسيج الاجتماعي والاقتصادي للبلاد. لكن، هل هذه الذريعة الدينية أو السياسية كافية لتبرير تدمير أمة بأكملها؟ بالطبع لا. إنها مجرد ستار يخفي وراءه طمعًا لا حدود له.
الجنجويد، التي انهزمت في المعارك التقليدية، لجأت إلى استراتيجية الإرهاب المنظم. الطائرات المسيرة ليست مجرد أسلحة؛ إنها رمز لعجزها، ولكن أيضًا لدعمها الخارجي. فكل قصف يستهدف محطة كهرباء أو طريقًا أو مصدر مياه، هو رسالة موجهة إلى الحكومة السودانية: “لن نوقف حتى تجلسوا معنا”. لكن من يجلسون حقًا؟ هل هي الجنجويد وحدها، أم القوات المتعددة الجنسيات التي تجمع بين المرتزقة والمصالح الإماراتية؟ أم أن الجلسة ستكون مع الإمارات نفسها، التي باتت تتحكم في خيوط اللعبة؟ أم مع “التقدم”، ذلك الوهم الذي يبيعونه على أنه مخرج، بينما هو في الحقيقة استسلام للعدوان؟
هنا، يجب على الحكومة السودانية أن تتذكر أنها ليست مجرد ممثلة لنفسها، بل هي وكيلة عن شعب دفع ثمن أخطاء الحرية والتغيير، وأخطاء الإخوان المسلمين، وأخطاء السياسات الداخلية والخارجية. الشعب السوداني، الذي قاوم وصبر، يطالب اليوم بموقف واضح: موقف ينبع من روحه، لا من حسابات السلطة أو المصالح الضيقة. يجب على الحكومة أن تتحرى هذا الموقف، وأن تعيد بناء الثقة مع شعبها، بدلاً من الاستسلام لضغوط خارجية أو داخلية.
ورأيي الشخصي، أن الحل لا يبدأ بالجلوس مع الجنجويد أو راعيها، بل بفك حصار الفاشر، وتأمين الحدود مع تشاد، ورفع شكاوى إلى محكمة العدل الدولية. يجب أن تكون الشكوى شاملة، تضم الإمارات كراعٍ رئيسي، وتشاد كجار متورط، وأمريكا بسبب السلاح الذي وصل عبر شبكات دول مثل جنوب السودان وكينيا وأوغندا. كل هذه الدول، سواء من قريب أو بعيد، ساهمت في هذا العدوان الذي يهدد استقرار إفريقيا بأكملها.
في النهاية، السؤال المرير يبقى: مع من تجلس الحكومة إذا قررت الجلوس؟ هل مع الجنجويد التي أصبحت وجهًا للعنف، أم مع القوات المتعددة الجنسيات التي لا وجه لها، أم مع الإمارات التي تختبئ خلف ستار الدعم الاقتصادي، أم مع “صمود” التي يبدو وكأنها مجرد وهم؟ الإجابة، كما يبدو، ليست سهلة، لكنها ضرورية. فالسودان ليس مجرد ساحة للصراعات الإقليمية، بل هو تراب يستحقه اهله ليس طمع الطامعين و من عاونهم من بني جلدتنا .
quincysjones@hotmail.com