“نيويورك تايمز”: الولايات المتحدة لم تعد تقود العالم
تاريخ النشر: 13th, June 2024 GMT
يمانيون – متابعات
نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية مقالاً للكاتب ستيفن فيرتهايم، وهو مؤرخ ومحلل للسياسة الخارجية للولايات المتحدة، يتحدث فيه عن تراجع هيمنة الولايات المتحدة على العالم، ويصفها بأنها باتت زعيمَ فصيل فقط، ويذكر أنّها باتت تواجه مقاومة دول متحالفة ضد هيمنتها، وأنها تنخرط في حروب إقليمية دعماً لحلفائها بدلاً من أن تسعى إلى إحلال السلام.
أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرف:
بعد أربع سنوات من حكم دونالد ترامب، كان من المفترض أن يعيد جو بايدن الولايات المتحدة إلى موقع القيادة العالمية. نجح بايدن في حشد حلف شمال الأطلسي للتصدي للعملية الروسية في أوكرانيا، وعمل على دعم التحالفات القديمة في آسيا، وبنى تحالفات جديدة، وأجج الرياح الاقتصادية المعاكسة للصين، لكن مع ذلك، فإنّ القيادة العالمية تنطوي على ما هو أكثر من دعم الأصدقاء وهزيمة الأعداء. إنّ القادة لا يبقون في القمة فحسب؛ إنهم يحلون المشكلات ويلهمون الثقة أيضاً.
أين تقف القوة الأميركية اليوم؟ لم يحدث قط خلال العقود التي تلت الحرب الباردة أن بدت الولايات المتحدة أقل زعامة للعالم، لتغدو زعيماً لفصيل فقط، ويقتصر دورها على الدفاع ضد الخصوم المتحالفين بشكل متزايد.
في الأشهر الأولى من العملية الروسية، حقق البيت الأبيض نجاحات تكتيكية، ما مكّن من الدفاع عن أوكرانيا وتنظيم المساعدات من الحلفاء وتسهيل انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو. ومع ذلك، فإنّ الصراع يمثل أيضاً انتكاسة استراتيجية للولايات المتحدة.
والأسوأ من ذلك أنّ الصين وإيران وكوريا الشمالية اقتربت من بعضها بعضاً لدعم المجهود الحربي الروسي ومقاومة ما يسمونه الهيمنة العالمية الأميركية. وقد أثبت هذا الوفاق المناهض لأميركا بالفعل قوته بالقدر الكافي للتخفيف من تأثيرات المساعدات الغربية لأوكرانيا. ولروسيا حدود مباشرة مع 6 دول تلتزم الولايات المتحدة بالدفاع عنها بموجب معاهدة. وفي الوقت نفسه، يستعد البنتاغون لغزو صيني لتايوان. الولايات المتحدة ليست متفوقة على الإطلاق. إنها مفرطة بشكل سيئ.
في الوقت نفسه، باقي دول العالم لا تتداعى للوقوف إلى جانب أميركا. بايدن لم يساعد في حل الأمور. ومن خلال تصوير الصراع على أنه “معركة بين الديمقراطية والاستبداد” وبذل القليل من الجهود الواضحة للسعي إلى السلام من خلال الدبلوماسية، بدا كأنه يطلب من الدول الأخرى الاشتراك في حرب لا نهاية لها. ولم تفرض أي دولة تقريباً، إلى جانب حلفاء الولايات المتحدة، عقوبات على روسيا. أما عزل الصين، إذا هاجمت تايوان، فسوف يكون مهمة أطول. وفي أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية والشرق الأوسط، تحسنت بالفعل التصورات عن روسيا والصين منذ عام 2022.
جاءت حرب غزة في أسوأ وقت ممكن، ورد بايدن على هذه الكارثة بالاندفاع، وتعهد على الفور بدعم الحرب الإسرائيلية القاسية بدلاً من وضع شروط على “إسرائيل” بإيجاد استراتيجية من شأنها حماية المدنيين في مقابل إرسال المساعدات العسكرية لها. اختار بايدن أن يتبع، وليس أن يقود. وفي صراع حاسم، الولايات المتحدة ظهرت ضعيفة وقمعية في الوقت نفسه. لقد بدأت التكاليف المترتبة على سمعة أميركا وأمنها في الظهور للتو. وحتى وقت ليس ببعيد، حاولت الولايات المتحدة التوسط بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
في الوقت نفسه، في مقابل تطبيع السعودية علاقاتها مع “إسرائيل”، تسعى واشنطن إلى الالتزام، بموجب معاهدة، بالدفاع عن المملكة السعودية بالقوة العسكرية الأميركية. إنّ هذه الصفقة، إذا حدثت، فلديها فرصة ضئيلة لإحلال السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، وفرصة كبيرة لزيادة توريط الولايات المتحدة في العنف الإقليمي.
ويكمن جزء من المشكلة في ميل بايدن إلى المبالغة في التعاطف مع شركاء الولايات المتحدة. لقد أذعن لأوكرانيا بشأن ما إذا كان ينبغي لها مواصلة مفاوضات السلام وتجنب تناقض أهدافها المتطرفة في الحرب. لقد قام بتسريع المساعدات لـ”إسرائيل” حتى مع الشك العلني في خططها الحربية. كما تعهد أربع مرات بالدفاع عن تايوان، وهو ما يتجاوز التزام الولايات المتحدة الرسمي بتسليح الجزيرة، ولكن ليس بالضرورة القتال من أجلها. على عكس بايدن، احتفظ أسلاف الرئيس الأميركي الحالي “بالغموض الاستراتيجي”، على سبيل المثال، بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة قد تخوض حرباً بسبب تايوان.
بعد الخروج من الحرب الباردة، خلط صناع السياسات الأميركيون بين القيادة العالمية والهيمنة العسكرية، وكانت الولايات المتحدة تمتلكهما بالتأكيد، ويمكنها توسيع نطاقها العسكري بأمان من دون مواجهة رد فعل مميت من الدول الكبرى. قامت الإدارات المتعاقبة بتوسيع تحالفات الولايات المتحدة، وبدأت حروباً متكررة، وكانت تهدف إلى نشر الديمقراطية الليبرالية، متوقعة أن يقبل المنافسون المحتملون نصيبهم في النظام الأميركي. واليوم، انتهى هذا التوقع الساذج. تواصل الولايات المتحدة توسيع نفسها بشكل أكبر، وتجد مقاومة هائلة، الأمر الذي يغري بدوره واشنطن بمضاعفة جهودها. إنّها لعبة خاسرة، وسيتعين على الأميركيين أن يخاطروا وينفقوا المزيد من أجل الاستمرار في لعبها.
هناك نهج أفضل متاح. ومن أجل استعادة القيادة العالمية، يتعين على الولايات المتحدة أن تظهر للعالم المشكك بأنها تريد صنع السلام وبناء المرونة، وليس مجرد استنزاف عدو أو دعم حليف، وهذا يعني دعم أوكرانيا، ولكن العمل بالقدر نفسه من الجدية لإنهاء الحرب على طاولة المفاوضات، إلى جانب التحول التدريجي إلى دور أصغر في حلف شمال الأطلسي والإصرار على أن تقود أوروبا دفاعها. وكان اقتراح بايدن الأخير لوقف إطلاق النار في غزة جديراً بالثناء، باستثناء أنه يفتقر إلى التهديد بوقف إرسال الأسلحة إلى “إسرائيل” إذا رفضت وقف الحرب.
إنّ الانسحاب من أوروبا والشرق الأوسط من شأنه أن يحسن المشاركة الأميركية في المجالات الأكثر أهمية في آسيا، ومن شأنه أن يوضح أن هدف أميركا ليس السعي إلى الهيمنة. لن يكون أي من هذا سهلاً بالطبع، لكن قارنه بالبديل. إن قيادة فصيل واحد فقط من العالم يحوّل الولايات المتحدة إلى تابع متوتر، فهو يضع الأميركيين بشكل دائم على أعتاب الحرب في الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا، لكن الخطر الحقيقي يكمن في المجازفة بقدر كبير من الأمن العالمي من أجل دولة واحدة مستعدة للإفراط في الالتزام. القادة الحقيقيون يعرفون متى يفسحون المجال للآخرين.
– الكاتب: ستيفن فيرتهايم – نقلته إلى العربية: بتول دياب
– الميادين نت
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: القیادة العالمیة الولایات المتحدة فی الوقت نفسه
إقرأ أيضاً:
ندوة بمعرض القاهرة للكتاب تناقش شبح الحرب العالمية الثالثة ومستقبل النظام الدولي
كتب- أحمد الجندي:
تصوير- محمود بكار:
استضافت القاعة الرئيسية ندوة فكرية تحت عنوان "هل نحن على أعتاب حرب عالمية ثالثة؟" قدمها الباحث المتخصص في العلاقات الدولية الصحفي سيد جبيل وأدارها الإعلامي تامر حنفي، في إطار فعاليات الدورة الـ56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب.
استهل تامر حنفي الندوة بالإشارة إلى الخلفية الواسعة لسيد جبيل الذي لا يقتصر دوره على الصحافة بل يمتد إلى التحليل السياسي والاقتصادي كما تحدث عن تجربته الشخصية معه موضحًا أنه تعرّف عليه من خلال تحليلاته العميقة التي ينشرها والتي دفعته إلى التواصل معه باستمرار وأعرب عن سعادته بإدارة الجلسة مؤكدًا أن سيد جبيل مفكر يستحق الاستماع إليه أكثر من مرة.
من جانبه، أوضح سيد جبيل أن الحديث عن حرب عالمية ثالثة في منتصف التسعينيات كان يُعد نوعًا من المبالغة أو الإثارة الإعلامية خاصة مع تفكك الاتحاد السوفيتي وهيمنة الولايات المتحدة على النظام العالمي أما اليوم فقد أصبح هذا الحديث واقعًا تتبناه قيادات العالم نظرًا لحالة الفوضى غير المسبوقة التي يعيشها النظام الدولي.
وأشار "جبيل" إلى عدة مظاهر تعكس هذه الفوضى وأبرزها تزايد الصراعات المسلحة حيث يشهد العالم حاليًا 56 صراعًا نشطًا وهو العدد الأكبر منذ عام 1945 إضافة إلى أربع مواجهات كبرى محتملة قد تشعل العالم وهي التوتر بين الصين وتايوان واتساع رقعة الحرب في أوكرانيا وتصاعد الأزمة في شبه الجزيرة الكورية والاضطرابات المتزايدة في الشرق الأوسط.
وأضاف سيد جبيل أن من مظاهر الفوضى إلغاء أو تعليق العديد من الاتفاقيات المتعلقة بتقليص الأسلحة مثل معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا ومعاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية ومعاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى وهو ما يضع العالم على أعتاب سباق تسلح جديد قد يؤدي إلى حرب نووية.
كما أن العالم بات مقسومًا بين معسكرين رئيسيين الأول بقيادة الولايات المتحدة والثاني بقيادة الصين وروسيا وهو انقسام ينعكس في تصعيد العقوبات الاقتصادية المتبادلة وتصاعد موجة العداء للهجرة والمهاجرين والرفض المتزايد لمفهوم العولمة.
وأوضح " جبيل" أن عودة التجنيد الإجباري وزيادة الإنفاق العسكري مؤشر آخر على تصاعد التوترات حيث أعادت بعض الدول فرض التجنيد الإجباري مثل لاتفيا وكرواتيا بينما توسعت فيه دول أخرى مثل السويد وإستونيا والدنمارك وهناك دول تدرس إعادة فرضه مثل اليابان وصربيا وهو ما يعكس القناعة المتزايدة لدى هذه الدول بأن العالم يقترب من حرب كبرى.
أضاف سيد جبيل، أن حالة الفوضى الحالية انعكست على تصريحات كبار المسؤولين حيث أطلق عدد من القادة العسكريين تحذيرات علنية بشأن احتمالية اندلاع حرب عالمية ثالثة ومن بين هؤلاء قائد الجيش البريطاني ووزير الدفاع الألماني اللذين نبّها شعبيهما إلى ضرورة الاستعداد لأسوأ السيناريوهات.
أكد جبيل على أن العالم يعيش مرحلة انتقالية بين نظام دولي تقوده الولايات المتحدة ونظام جديد لم يتشكل بعد ومن المفارقات أن القوى الكبرى الثلاث الولايات المتحدة وروسيا والصين تتفق على ضرورة التخلص من النظام الحالي وإن كانت لكل منها رؤيتها الخاصة لشكل النظام القادم.
وأوضح " جبيل" أن السياسة الأمريكية تعكس هذا التململ من النظام القائم حيث يتبنى دونالد ترامب موقفًا ناقدًا للعولمة والتجارة الحرة ويرفض الهجرة وحقوق الإنسان كما يحتقر المؤسسات الدولية والتحالفات التقليدية للولايات المتحدة مما يعكس اضطراب النظام العالمي وغياب رؤية واضحة للمستقبل.
اقرأ أيضًا:
الرئيس السيسي عن تهجير الفلسطينيين: "الشعب هيخرج كله في الشارع ليقول لا"
رسميًا.. الإفتاء تعلن موعد أول أيام شهر شعبان
السيسي يوافق على تعيين 40 ألف معلم بالمعاهد الأزهرية
مفتي الجمهورية لمصراوي: أعيش "في ظِل أمي".. وهذه رسالتها لي بعد تولي منصبي
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
ندوة شبح الحرب العالمية الثالثة مستقبل النظام الدولي معرض القاهرة الدولي للكتاب الصحفي سيد جبيلتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الخبر التالى: ندوة بمعرض الكتاب حول دور المتاحف المتخصصة في تعزيز الهوية الأخبار المتعلقة ندوة بمعرض الكتاب حول دور المتاحف المتخصصة في تعزيز الهوية أخبار الإعلام التنموي وبناء الشخصية المصرية.. ندوة بمعرض الكتاب - صور أخبار “ألف ليلة وليلة”.. 10 قصص بـ 60 جنيهًا في معرض الكتاب أخبار قصور الثقافة تقدم ورشًا توعوية وأثرية للأطفال في معرض الكتاب أخبارإعلان
إعلان
أخبارندوة بمعرض القاهرة للكتاب تناقش شبح الحرب العالمية الثالثة ومستقبل النظام الدولي
أخبار رياضة لايف ستايل فنون وثقافة سيارات إسلاميات© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى
إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك شبورة والحرارة تصل لـ9 مئوية بهذه المناطق.. توقعات حالة الطقس غدا سوريا.. أحمد الشرع يتولى رئاسة الجمهورية خلال المرحلة الانتقالية الرئيس السيسي عن تهجير الفلسطينيين: "الشعب هيخرج كله في الشارع ليقول لا" حظر أجهزة التليفون المحمول الجديدة غير المطابقة للمواصفات الدولية بدءًا من 1 فبراير الرئيس السيسي يوجه رسائل حاسمة بشأن تهجير الفلسطينيين: لا تساهل أبدًا الرئيس السيسي: تهجير الفلسطينيين ظلم لا يمكن أن نشارك فيه "لن نشارك في هذا الظلم".. نص ما قاله الرئيس السيسي عن مقترح تهجير الفلسطينيين 22القاهرة - مصر
22 12 الرطوبة: 37% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك