عقدت شركة آبل مؤتمرها العالمي السنوي للمطورين (WWDC 2024) وطرحت فيه عدداً من المنتجات الجديدة. لكن أكثر ما لفت انتباه الحضور ووسائل الإعلام والمهتمين بالتقنية هو دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في منتجات آبل الجديدة مثل Apple Intelligence الذي طال انتظاره وتحديث مساعد الذكاء الاصطناعي الذكي "سيري" Siri.

وأكد كريغ فيدريجي نائب الرئيس الأول لشركة آبل، أن الشركة ستعمل مع نماذج ذكاء اصطناعي أخرى تتجاوز أوبن إيه آي OpenAI، مسلطاً الضوء في هذا السياق على نموذج الذكاء الاصطناعي جيميناي Gemini من غوغل.

وأوضح أن شركة آبل "ليس لديها ما تعلنه الآن بخصوص التعاون مع جهات أخرى غير أوبن إيه آي، ولكن هذا هو اتجاهنا العام"، بحسب ما نقل موقع "تك كرانش" التقني.

تطوير المساعد الشخصي سيري Siri

خلال المؤتمر قدمت آبل تجربة دمج روبوت الدردشة ومساعد البيانات الشخصي Siri مع الذكاء الاصطناعي تشات جي بي تي ChatGPT من إنتاج شركة أوبن إيه آي من خلال تقديم تطبيقات وإمكانيات تشات جي بي تي عبر أنظمة التشغيل الخاصة بشركة آبل.

وقال سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة أوبن إيه آي، في بيان: "نحن سعداء للدخول في شراكة مع آبل لنقدم تشات جي بي تي لمستخدميها بطريقة جديدة خلال هذا العام". وأضاف: "نتشارك مع آبل التزامها بالسلامة والابتكار، وتتوافق هذه الشراكة مع مهمتنا في أوبن إيه آي لجعل الذكاء الاصطناعي المتقدم في متناول الجميع"، وفق ما نقلت شبكة بلومبرغ الإخبارية.

وتقول آبل إن برنامج "سيري" سيكون قادرًا في القريب على التعامل مع تشات جي بي تي للحصول على "الخبرة" المتوفرة لدى الثاني كلما كان ذلك مفيدًا للمستخدم. فعلى سبيل المثال، إذا كنت بحاجة إلى أفكار لوجبة تعدها لأصدقائك باستخدام بعض المكونات المتوافرة لديك، فيمكنك أن تطلب ذلك من "سيري"، وسيقوم برنامج "سيري" تلقائيًا بإرسال تلك المعلومات إلى تشات جي بي تي للحصول على إجابة بعد أن تمنحه الإذن للقيام بذلك.

كما يمكن للمستخدم تضمين صور مع الأسئلة التي يطرحها على تشات جي بي تي عبر برنامج "سيري"، أو طرح أسئلة تتعلق بمستنداتك أو ملفات "بي دي اف" الخاصة بك. أيضاً قامت آبل بدمج تشات جي بي تي في أدوات مثل أدوات الكتابة، والتي تتيح لك إنشاء محتوى باستخدام تشات جي بي تي- بما في ذلك الصور - أو طرح فكرة أولية وإرسالها إلى تشات جي بي تي لعمل مراجعة لها أو إعادة إنتاجها بشكل مختلف، بحسب ما ذكرت شبكة سي ان ان الأمريكية.

ومن المفترض أن تصل التعديلات الجديدة من تشات جي بي تي إلى أنظمة التشغيل iOS 18 وiPadOS 18 وmacOS Sequoia في وقت لاحق من هذا العام، بحسب مع أعلنت آبل، كما أنها ستكون مجانية دون الحاجة إلى إنشاء حساب على تشات جي بي تي أو أوبن إيه آي. وسيتم تشغيل نسخة الذكاء الاصطناعي GPT-4o الأحدث تطوراً على أجهزة آبل.

أيضاً، سيتمكن المشتركون في إحدى خطط الاشتراك المدفوع مع تشات جي بي تي المميزة، من الوصول إلى الميزات المدفوعة داخل تطبيقات "سيري" وتطبيقات آبل الأخرى من خلال التكامل مع تشات جي بي تي. وتقول آبل إن حماية الخصوصية "تم تضمينها" في عمليات التكامل مع تشات جي بي تي على وجه التحديد، حيث لن يتم تخزين الطلبات بواسطة أوبن إيه آي كما سيتم حجب عناوين IP الخاصة بالمستخدمين، وفق ما نشرت شبكة "سي ان بي سي".

إيلون ماسك .. غاضب

عقب إعلان آبل التعاون مع أوبن إيه آي، هدد الملياردير إيلون ماسك رئيس شركة إكس وسبيس اكس وتسلا، بحظر أجهزة "آي فون" من جميع شركاته.

وفي سلسلة من المنشورات على موقع اكس X، كتب ماسك أنه "إذا قامت آبل بدمج منتجات أوبن إيه آي على مستوى نظام التشغيل"، فسيتم حظر دخول أجهزة آبل لأماكن العمل، وسيتعين على الزائرين فحص أجهزتهم وهواتفهم عند الباب قبل الدخول، وأن الأجهزة سيتم التحفظ عليها "في قفص فاراداي" (بهدف منع تلقي أو إرسال الهواتف لأي إشارات)، في إشارة لمخاوفه من عمليات اختراق سيبراني عبّر عنه بصورة في تغريدة:

ويظهر منشور ماسك قلقاً شديداً من طبيعة التعاون بين الشركتين في مجال الذكاء الاصطناعي خصوصاً مع يتعلق بخصوصية المستخدم، إذ يعتقد ماسك أن منتجات أوبن إيه آي مدمجة بعمق في نظام تشغيل Apple نفسه، وبالتالي فهو قادر على الحصول على نسخة من أي بيانات شخصية أو خاصة. ويفضل ماسك أن تظل قدرات منتجات أوبن إيه آي مرتبطة بتطبيق واحد فقط مخصص على الهاتف وليس التكامل مع "سيري".

pic.twitter.com/7OgZAAdPf6

— Elon Musk (@elonmusk) June 10, 2024



وفي تغريدة أخرى قال ماسك: إذا قامت آبل بدمج أوبن إيه آي على مستوى نظام التشغيل، فسيتم حظر أجهزة آبل في شركتي. هذا انتهاك أمني غير مقبول.. سيتعين على الزائرين فحص أجهزة آبل الخاصة بهم عند الباب، حيث سيتم تخزينها في قفص فاراداي"

وأضاف ماسك: "من السخف أن شركة آبل ليست ذكية بما يكفي لصنع الذكاء الاصطناعي الخاص بها، ومع ذلك فهي قادرة بطريقة ما على ضمان قيام أوبن إيه آي بحماية أمنك وخصوصيتك!".

من جهتها، قالت شركة آبل إن المستخدمين سيكونون قادرين على طرح أسئلة على المساعد الشخصي "سيري"، وإذا اعتقد المساعد أن تشات جي بي تي يمكنه المساعدة، فسوف يطلب الإذن بمشاركة السؤال معه وتقديم الإجابة مباشرة. ويتيح ذلك للمستخدمين الحصول على إجابة من تشات جي بي تي دون الحاجة إلى فتح تطبيق ChatGPT iOS، كما ستحصل الصور أو ملفات بي دي اف أو المستندات الأخرى التي سيتم إرسالها إلى تشات جي بي تي على المعاملة نفسها.

وقال سام بولارا نائب الرئيس وكبير التقنيين بشركة "شاتر هيل فينشرز" إن الطريقة التي تم بها دمج تشات جي بي تي كانت في الأساس الطريقة نفسها التي يعمل بها التطبيق الذكاء الاصطناعي الشهير اليوم، وأن نماذج الذكاء الاصطناعي الموجودة على الجهاز إما خاصة بشركة آبل أو تلك التي تستخدم السحابة الخاصة بشركة آبل.

وفي الوقت نفسه، أكد خبراء في التقنية أن مخاوف ماسك لها ما يبررها حيث تستخدم كلمات "حماية خصوصيتك" أثناء تسليم بياناتك إلى طرف ثالث من الذكاء الاصطناعي لا يمكنه فهم طبيعة أو مدى خطورة تلك البيانات وأن ما تقوم هذه البرامج بإنشائه اعتماداً على هذه البيانات التي سمح الشخص بتعامل الذكاء الاصطناعي معها "لا يعني حماية الخصوصية على الإطلاق!"

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی أوبن إیه آی أجهزة آبل شرکة آبل

إقرأ أيضاً:

الشراكات الدولية وتعزيز الريادة الإماراتية في الذكاء الاصطناعي

 

تُعد دولة الإمارات العربية المتحدة واحدة من أبرز الدول الرائدة في تبني وتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم، حيث تسعى بخطى ثابتة إلى تعزيز مكانتها كمركز عالمي للابتكار والتكنولوجيا. وتؤدي الشراكات الاستراتيجية الدولية دوراً محورياً في تحقيق أهدافها الطموحة في هذا المجال، حيث أدركت الدولة أهمية التعاون مع الجهات الدولية الفاعلة، بما في ذلك الشركات التكنولوجية العملاقة، والجامعات المرموقة، والمراكز البحثية المتخصصة، لدفع عجلة التقدم في مجال الذكاء الاصطناعي.

وفي هذا السياق، جاء الإعلان عن توقيع “إطار العمل الإماراتي الفرنسي للتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي” والذي تم توقيعه خلال زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة “حفظه الله”، لفرنسا يوم 6 فبراير 2025، قبل قمة الذكاء الاصطناعي التي عُقدت في باريس يومي 10 و11 من الشهر نفسه بمشاركة نحو 100 دولة، للتركيز على إمكانات الذكاء الاصطناعي. ويناقش هذا المقال الجهود الإماراتية لتعزيز شراكاتها في مجال الذكاء الاصطناعي، وتأثيرها في رؤية الدولة للريادة في هذا المجال.

شراكة مع فرنسا:

يرسم “إطار العمل الإماراتي الفرنسي للتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي” مساراً واعداً لتعزيز التعاون بين دولة الإمارات وفرنسا في هذا المجال الحيوي الذي سيُعيد تشكيل العالم في السنوات المقبلة. وينص هذا الاتفاق الإطاري على التعاون بين البلدين في العديد من مجالات العمل المشترك في الذكاء الاصطناعي، ومن ذلك التخطيط لاستثمار ما بين 30 إلى 50 مليار يورو في إنشاء مجمع للذكاء الاصطناعي بسعة 1 غيغاوات في فرنسا، ومن المُقرر أن يتكون هذا المجمع من 35 مركزاً لتجميع معلومات وتأمين قدرات حوسبة هائلة يتطلبها الذكاء الاصطناعي. كما ينص على بناء شراكة استراتيجية في مجال الذكاء الاصطناعي واستكشاف فرص جديدة للتعاون في المشروعات والاستثمارات التي تدعم استخدام الرقائق المتطورة والبنية التحتية لمراكز البيانات وتنمية الكوادر، إضافة إلى إنشاء “سفارات بيانات افتراضية” لتمكين البنية التحتية للذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية في كلا البلدين.

ويأتي هذا التعاون في إطار توسع دولة الإمارات في قطاع الذكاء الاصطناعي، وبصفة خاصة في إنشاء وتطوير مراكز البيانات، حيث تستثمر بالفعل في مشروعات ضخمة مثل مشروع “ستار غيت” لإنشاء مراكز بيانات في الولايات المتحدة، ويحظى هذا المجال تحديداً باهتمام خاص بالنظر إلى أن مراكز البيانات تمثل الوقود الذي تحتاجه عملية تطوير الذكاء الاصطناعي.

وستخدم هذه الشراكة المصالح الإماراتية الفرنسية، حيث إن بناء مجمع للذكاء الاصطناعي في فرنسا سيساعد على جمع بيانات أكثر ومعالجتها بشكل دقيق؛ ومن ثم تسخيرها في تطوير وتعليم برامج الذكاء الاصطناعي، وهو أمر يعزز مكانة ودور البلدين في هذا المجال ويسهم في جعل تقنيات الذكاء الاصطناعي متاحة لمزيد من الدول، فضلاً عن خلق برامج ذكاء صناعي تحترم المواثيق الدولية والأوروبية.

كما توفر الشراكة الإماراتية الفرنسية في مجال الذكاء الاصطناعي دفعة قوية لتطوير البنية التحتية الرقمية في البلدين، حيث يستفيد كل منهما من الاستثمارات الضخمة لإنشاء مجمعات متطورة للذكاء الاصطناعي؛ مما يعزز قدرتها على معالجة البيانات الضخمة وتطوير تقنيات الحوسبة السحابية. ويتيح الاتفاق أيضاً تبادل الخبرات مع باريس، خصوصاً في مجالات الرقائق المتقدمة ومراكز البيانات؛ مما يسهم في تسريع تبني حلول الذكاء الاصطناعي وتحقيق تقدم استراتيجي في القطاعات الحيوية. إضافة إلى ذلك، يعزز الاتفاق تنمية الكوادر الإماراتية؛ مما يدعم تنشئة جيل جديد من المتخصصين في الذكاء الاصطناعي، ويعزز مكانة الإمارات كمركز عالمي رائد في هذا المجال.

وتعكس هذه الخطوة التزام دولة الإمارات بتنويع اقتصادها وتعزيز مكانتها كمركز عالمي للذكاء الاصطناعي. فيما تسعى فرنسا إلى ترسيخ مكانتها في هذا المجال بالرغم من التحديات التي تواجهها في منافسة الشركات الأمريكية والصينية. وقد أكدت الرئاسة الفرنسية أن نطاق الأنشطة وحجم تطوير البنية التحتية المقررة في إطار اتفاقية الإطار للتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي بين فرنسا ودولة الإمارات، يوضح ثراء وديناميكية العلاقة بين البلدين، ويضع فرنسا في موقع رائد في مجال الذكاء الاصطناعي في أوروبا، مشيرة إلى أن الزعيمين اتفقا على مراقبة تطور مشروعات التعاون المختلفة في مجال الذكاء الاصطناعي عن كثب في الأشهر المقبلة.

شراكة مع الولايات المتحدة:

تُعد الشراكة بين دولة الإمارات والولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي الأهم في هذا المجال، حيث شهد التعاون بين البلدين تنامياً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، في ضوء التفوق الأمريكي في هذا المجال. وشكلت زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة “حفظه الله”، إلى الولايات المتحدة في سبتمبر 2024، تتويجاً لهذا التطور المتنامي بين البلدين في مجال الذكاء الاصطناعي.

وخلال العامين الأخيرين، تم توقيع العديد من اتفاقيات الشراكة والاستثمار بين البلدين في المجال التكنولوجي والذكاء الاصطناعي. ففي ديسمبر 2024، أعلنت حكومة الإمارات عن شراكة استراتيجية مع شركة “يو آي باث” (UiPath)، التي يقع مقرها الرئيسي في نيويورك والمتخصصة في مجال الأتمتة المؤسسية والذكاء الاصطناعي، لتعزيز حلول “الأتمتة الوكيلة” – النهج المبتكر للأتمتة القائمة على الذكاء الاصطناعي. وتهدف هذه الاتفاقية إلى تطوير الأتمتة الذكية، وتدريب الكوادر الإماراتية بمهارات متقدمة. كما تشمل تنفيذ مشروعات تجريبية وورش عمل لتعزيز وعي الجهات الحكومية بفوائد الذكاء الاصطناعي، وبما يتماشى مع رؤية الحكومة لأن تصبح دولة الإمارات رائدة عالمياً في مجال الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2031.

وفي سبتمبر الماضي، وقّعت دولة الإمارات ثلاث اتفاقيات ضخمة في قطاع الذكاء الاصطناعي، شملت “اتفاقية الشراكة العالمية للاستثمار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي” باستثمارات ستصل إلى 100 مليار دولار، وقّعتها شركة “إم جي إكس” (MGX) الإماراتية وشركات “بلاك روك” و”غلوبال إنفراستركتشر بارتنرز” و”مايكروسوفت”، إلى جانب اتفاقية بين شركة “جي 42” (G42) وشركة “مايكروسوفت” لتأسيس مركزين للأبحاث في أبوظبي لدعم قطاع الذكاء الاصطناعي المسؤول، واتفاقية أخرى بين “جي 42″ و”إنفيديا” لتأسيس مركز عمليات جديد ومختبر للمناخ التقني في أبوظبي؛ لتطوير التكنولوجيا المناخية وتحسين توقعات الطقس والمناخ لمساعدة ملايين البشر على الاستعداد للظواهر المناخية والكوارث الطبيعية قبل حدوثها.

وفي يونيو 2024، وقعت شركة “وورلد وايد تكنولوجي” (World Wide Technology)، وهي شركة تكامل تكنولوجي رائدة مقرها الولايات المتحدة، اتفاقية استراتيجية مع (NXT Global)، لإنشاء وتطوير أول مركز تكامل للذكاء الاصطناعي في مدينة مصدر بدولة الإمارات، الذي سيكون أحد أكثر التطورات الحضرية استدامة في العالم.

كما أعلنت “مايكروسوفت” و”جي 42″، في مايو الماضي، عن مجموعة واسعة من الاستثمارات في مجال التكنولوجيا الرقمية في كينيا، وجاءت هذه الخطوة كجزء من مبادرة بالتعاون مع وزارة المعلومات والاتصالات والاقتصاد الرقمي في جمهورية كينيا، حيث تقود “جي 42″، في إطار شراكة مع “مايكروسوفت” وشركاء رئيسيين عدة، مبادرة طموحة لضخ استثمارات تصل إلى مليار دولار، وتهدف هذه الاستثمارات إلى تنفيذ مشروعات رئيسية ضمن حزمة شاملة من الاستثمارات تشمل إنشاء مركز بيانات بيئي متطور في كينيا، والذي ستشرف على بنائه شركة “جي 42” وشركاؤها من أجل تشغيل خدمات “مايكروسوفت أزور” ضمن منطقة سحابية جديدة تخدم شرق إفريقيا. وفي إبريل الماضي، أعلنت “مايكروسوفت” عن استثمار استراتيجي بقيمة 1.5 مليار دولار في شركة “جي 42″؛ مما يعزز التعاون المتزايد في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا.

وبالإضافة إلى الولايات المتحدة وفرنسا، تصدر ملف الذكاء الاصطناعي أجندة التعاون والشراكات الإماراتية مع مختلف دول العالم مثل الصين والمملكة المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية وغيرها.

تعزيز ريادة الإمارات:

يُشكل بناء الشراكات الدولية جزءاً رئيسياً في استراتيجية دولة الإمارات لتعزيز ريادتها في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تسعى الدولة من خلال هذه الشراكات إلى تطوير حلول مبتكرة تعالج التحديات المحلية والعالمية، وتعزز كفاءة القطاعات الحيوية مثل الصحة، والتعليم، والطاقة، والنقل، فضلاً عن تعزيز اقتصادها القائم على المعرفة والابتكار، والاستفادة منها في جذب الخبرات الدولية، وتدريب وتأهيل الكوادر الوطنية في هذا المجال المهم.

وتخدم الشراكات الدولية بصورة خاصة تحقيق مختلف أهداف استراتيجية دولة الإمارات للذكاء الاصطناعي، والتي تستهدف أن تصبح الدولة رائدة عالمياً في توظيف الذكاء الاصطناعي بنسبة 100% بحلول عام 2031 في مختلف الخدمات وتحليل البيانات؛ مما يعزز الإنتاجية ويخفض التكاليف التشغيلية. وتشمل هذه الأهداف أن تكون حكومة الإمارات الأولى عالمياً في استثمار الذكاء الاصطناعي بمختلف قطاعاتها الحيوية وخلق سوق جديدة واعدة في المنطقة ذات قيمة اقتصادية عالية، ودعم مبادرات القطاع الخاص وزيادة الإنتاجية، إضافة إلى بناء قاعدة قوية في مجال البحث والتطوير، بجانب استثمار أحدث تقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعي وتطبيقها في شتى ميادين العمل بكفاءة رفيعة المستوى واستثمار كل الطاقات على النحو الأمثل، واستغلال الموارد والإمكانات البشرية والمادية المتوفرة بطريقة خلاقة.

وكان لهذه الشراكات، ضمن الرؤية الشاملة لدولة الإمارات، دورها في تعزيز ريادة الدولة في هذا الملف، حيث أصبحت الإمارات من أكثر الدول جذباً للمهارات المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، مع زيادة عدد المتخصصين في هذا المجال بنحو 40% منذ عام 2022. كما أحرزت الدولة مركزاً ريادياً ضمن قائمة أفضل 10 دول عالمياً، من حيث عدد شركات الذكاء الاصطناعي لكل مليون نسمة، وذلك وفقاً لمؤشر تنافسية الذكاء الاصطناعي العالمي الصادر عن المنتدى المالي الدولي “آي إف إف” (IFF) ومجموعة المعرفة العميقة.

خلاصة الأمر، تواصل دولة الإمارات ترسيخ مكانتها كمركز عالمي للذكاء الاصطناعي، مستندة إلى رؤية طموحة تدعم الابتكار والتطوير المُستدام. ومن خلال استراتيجيتها الوطنية وشراكاتها الدولية الكبيرة، تفتح الدولة آفاقاً جديدة للاستثمار والتنافسية، مع التركيز على تنمية المواهب والبنية التحتية المتقدمة. وبالرغم من التحديات، يبقى التزام دولة الإمارات بتطوير التشريعات وتعزيز الاستدامة عاملاً رئيسياً في ريادتها؛ مما يجعلها نموذجاً يُحتذى به في مستقبل الذكاء الاصطناعي.

” يُنشر بترتيب خاص مع مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة، أبوظبى ”


مقالات مشابهة

  • الخوارزمية الأولى: أساطير الذكاء الاصطناعي
  • الشراكات الدولية وتعزيز الريادة الإماراتية في الذكاء الاصطناعي
  • %92 من الطلاب يستخدمونه.. الذكاء الاصطناعي يهدد جوهر التعليم الجامعي
  • تأخير مرتقب في تطوير سيري الذكية .. تحديات تواجه الذكاء الاصطناعي في آبل
  • الدماغ البشري يتفوّق على الذكاء الاصطناعي في حالات عدّة
  • بعد توقعات إيلون ماسك.. هل يشكل الذكاء الاصطناعي تهديدا على البشرية؟
  • بعد توقعات إيلون ماسك.. هل يشكل الذكاء الاصطناعي تهديدًا على البشرية؟
  • حَوكمة الذكاء الاصطناعي: بين الابتكار والمسؤولية
  • الجزائر في طليعة تبني الذكاء الاصطناعي في إفريقيا
  • سامسونج تطلق Galaxy A56 مع دعم ميزات الذكاء الاصطناعي