ناجون يصفون عملية النصيرات بفيلم هوليودي معكوس.. الإرهابي يعيش والبريء يقتل
تاريخ النشر: 13th, June 2024 GMT
بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ غارات جوية عنيفة ومكثفة مع حلول الساعة الـ 11:30 بتوقيت فلسطين (9:30 بتوقيت غرينتش) في الثامن من حزيران/ يونيو الجاري، وهو ما بات يعرف باسم "مجزرة النصيرات".
ويوجد مخيم النصيرات في وسط قطاع غزة ضمن المحافظة الوسطى، التي تضم البريج والمغازي ودير البلح، التي باتت تشكل مع شرق محافظة خانيونس ما يعرف باسم "المنطقة الآمنة" التي أعلن الاحتلال عنها مع عملية اجتياح رفح في السادس من أيار/ مايو الماضي، وهي تضمن الآن العدد الأكبر من النازحين داخل القطاع.
وجمعت "عربي21" شهادات من ناجين من المجزرة التي خلفت 274 شهيدا ومئات الجرحى والمصابين.
يقول سامي (35 عاما) إنه "مع حلول منتصف النهار تقريبا، الساعة الـ11:30 بدأ الضرب بشكل جنوني ولم نعرف في أي منطقة تحديدا، مدفعي وجوي وأعنف من كل الضرب المدفعي اليومي الذي اعتدنا عليه".
ويضيف سامي لـ "عربي21" أن هذا القصف العنيف استمر لساعات مع تضارب كبير في الأخبار عن تحديد مكانه، وانتشر الحديث عن عمليات توغل واسعة في الأجزاء الشرقية من المنطقة الوسطى، سواء في المغازي أو البريج.
ويكشف: "بقينا على هذا الحال وتم قصف المنزل المجاور لنا واستشهد من فيه على الفور، ومن نجا من الموت استشهد بعد عدم وجود منظومة صحية لإنقاذه، تخيل اللي عاش ولا انصاب كان يتمنى الموت لأنه ما في مستشفى تعالجه ولا قريب ولا أخ يعتني فيه ويراعيه في مرضه".
بدوره، يقول محمود (30 عاما) إن "حديث الناس كان عن عملية كبيرة ستحدث في المنطقة منذ يوم الخميس، والله هي اللي صار، كثير من الناس كانوا يحكوا لي هذا الكلام، ما بعرف يمكن صدفة صارت معهم يمكن شي ثاني، لكن نفسيا كنا جاهزين لحدث كبير رح يصير".
ويؤكد أنس لـ "عربي21" أنه مع بداية القصف كل الناس اعتقدت أن "الأمر عبارة عن اجتياح وأحزمة نارية تسبق الدخول البري لمنطقة معينة، لكن بعد فترة معينة سمعنا أول خبر يحكي عن محاولة تحرير أسرى وعرفنا أنه كل اللي بصير تمويه من أجل عملية النصيرات".
كم من بطل عرفناه بالصدفة، وكم من بطل لم نعرف عنه شيئا حتى الآن، وكم من بطل استشهد وذهب سره معه إلى الأبد.
الشهيد علاء أثناء تصديه للقوة الخاصة اثناء عملية النصيرات ، واستشهد اخيه في عملية التصدي أيضاً واخته بعدهم بقليل في الاستهداف الإسرائيلي لمنزلهم .
رحمة الله عليهم… pic.twitter.com/btA6QRxCm2 — Tamer | تامر (@tamerqdh) June 11, 2024
ويضيف: "طبعا هذه الساعات كانت مرعبة حرفيا، والله حسينا الأرض بتتحرك من تحتنا، وبتصير زي المجنون بس تعرف أنه حد من عيلتك كان طالع مشوار يدبر أكل ولا مياه ولا شي من برا".
من ناحيته، يقول عبد الله (40 عاما) إنه "بصراحة لم أخف كثيرا لحظة بدء القصف، يمكن خلص بطل عنا إحساس أو تعودنا على الضرب المستمر، ضليت أتابع الأخبار زي كل يوم على أمل يكون في شي جديد".
ويكشف عبد الله لـ "عربي21" أنه ظل على هذا الحال وهو يتابع أخبار الشهداء والقصف المستمر حتى رن هاتفه النقال وكان الرقم يشير إلى شقيقته، قائلا: "طبعا إحنا دائما بنتصل على بعض خاصة أنه أبويا وأمي عندي، لكن وقتها حسيت إنه في شي غلط".
أثناء عملية الاحتلال الإسرائيلي لإعادة أسرى المستوطنين الإسرائيليين من غزة بطريقة وحشية.. قتلت قوات الاحتلال طفلتها (12 عاماً) أمام عينيها وارتكبت مجازر في مخيم النصيرات للاجئين بقطاع غزة. pic.twitter.com/BxDM0Ps1yg — Khalid (@Khalid562015834) June 11, 2024
ويقول: "قمت بالرد وجاءني صوت أختي، وقتها على الأقل تطمنت قليلا أنه سمعت صوتها مش خبر عنها لا سمح الله، لكن صوتها كان واطي جدا وسط صوت الضجيج، واللي فهمته منها أن القوات الخاصة الإسرائيلية فجرت الباب الأمامي للعمارة التي كانت تنزح فيها مع عائلتها في مخيم النصيرات، وبعدها ما سمعت شيء حتى انقطع الخط".
ويؤكد عبد الله: "بعد هذه المكالمة شعرت أني انهرت، وليس في يدي شيء أعمله، وفكرت في كل السيناريوهات الصعبة والبشعة اللي ممكن تحصل، وبعد هيك ضليت أدعي وأحاول أتصل حتى تمكنت أخيرا من الاتصال فيها واطمنت أنهم كلهم بخير".
عملية تحرير الرهائن في قلب (النصيرات) :
نشر جيش الاحتلال مقطع فيديو يظهر فيه قيام
وحدة خاصة من وحدة اليمام باقتحام مبنى منزل
كان يتحصن فيه الرهائن الـ3 : (مائير،اندريه،زيف)
يلاحظ تخلي مسلحين القسام عن الرهائن ، طبعاً
انتهت العمليه بمقتل 210 شهيد مدني اعزل. pic.twitter.com/WBWKpjAI3J — SM (@Sa_miliitary) June 10, 2024
ويشير إلى أنه بعد ذلك تابع تفاصيل عملية إعادة الأسرى، والتي تمت عبر طائرات مروحية وبدعم أمريكي، قائلا: "تذكرت أفلام الأكشن اللي كنت أتابعها وأحبها قبل الحرب، واللي صار زي الأفلام بالزبط، تنكر وقوات داخلة واقتحام وعناصر إلهاء وهيك، لكن الفرق أنه في هوليوود البطل بنقذ الأسير والإرهابي اللي بموت، لكن عنا الإرهابي الإسرائيلي هو اللي بعيش والمدني الفلسطيني هو اللي بنقتل ولا حد في العالم سائل عليه".
ويقول "لكن لو تفكر فيها منيح، يمكن هم معتبرين أنه كلنا إرهابيين، وأنه حياة 4 أشخاص أهم من حياة كل قطاع غزة".
من ناحيتها، تقول أم علي (29 عاما) إنها في لحظة بدء القصف كانت تتواجد في مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح من أجل متابعة بعض الأمور الصحية لرضيعها البالغ من العمر أربعة شهور فقط، وحينها جاءت معلومات تقول إن الاحتلال سيقوم بقصف محيط وساحة المستشفى.
وتضيف أم علي لـ "عربي21" أنها في ذلك الوقت بدأت تجري لا تعرف إلى أين، موضحة: "كل الناس من حولي كانت تجري.. عمري بحياتي ما بنسى هذا الوقت، زوجي كان يقول لي الليلة السابقة استني لبعد الظهر وأنا بوصلكم المستشفى وبضل معكم، قلتله لا بدي أوصل من بدري حتى أحصل دور وأنت روح شوف مصالحك".
وتكشف: "كنت أجري وأفكر في كلامنا وأقول لنفسي يا ريت هو معي الآن، على الأقل لو استشهدنا بنموت مع بعض ولا حد فيها بتحسر على الثاني".
جيش الاحتلال يهدد بقصف ساحة مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح #gaza pic.twitter.com/kk3njaWtBR — ???????????????????????????? ???????????????????????? (@MysnMri) June 8, 2024
وارتكبت قوات الاحتلال مجزرة مروعة السبت في النصيرات، بعد أن شنت قصفا عنيفا على أجزاء واسعة من المدينة ومخيمها ومعظم المنطقة الوسطى من قطاع غزة، ما تسبب في استشهاد أكثر من 274 فلسطينيا على الأقل وإصابة المئات، بالتزامن مع توغل محدود في الأجزاء الشرقية والشمالية، أدى إلى استعادة أربعة أسرى إسرائيليين.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن "إسرائيل" حربا على غزة خلفت أكثر من 121 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل "إسرائيل" حربها رغم قرار من مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح مدينة رفح جنوب القطاع، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني المزري في غزة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاحتلال فلسطين النصيرات غزة عملية النصيرات فلسطين غزة الاحتلال النصيرات عملية النصيرات المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة pic twitter com
إقرأ أيضاً:
سقوط تسعة صهاينة في عملية دهس وطعن جنوب حيفا
الثورة / متابعة/ محمد الجبري
أصيب تسعة صهاينة، أمس، خلال عملية دهس وطعن وقعت على طريق كركور قرب مدينة الخضيرة جنوبي حيفاء
وبحسب وكالة (فلسطين اليوم)، قال الإسعاف الصهيوني أن تسعة «إسرائيليين» اصيبوا منهم اثنان بجراح خطرة جراء عمليتي الدهس والطعن التي وقعت قرب الخضيرة».
من جانبها، قالت وسائل إعلام العدو الصهيوني: «إن سيارة صدمت عدداً من الأشخاص عند طريق برديس حنا – كركور شمال شرق الخضيرة.
واعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن عملية الدهس والطعن في منطقة كركور قرب «تؤكد أن ضربات المقاومة متواصلة رغم إرهاب الاحتلال»، وهي «رسالة لحكومة الاحتلال المتطرفة بأن في الضفة والداخل مقاومين لن يفرطوا بحقهم».
وأظهر تقرير لمركز دراسات الأمن القومي العبري زيادة كبيرة في نطاق العمليات في الضفة الغربية وداخل الخط الأخضر على مدى العامين الماضيين.
وحسب التقرير، فقد نفذ 82 اعتداء داخل الخط الأخضر، من كتسرين في الشمال وحتى بئر السبع في الجنوب، وكان التركيز كبيرا على تل أبيب ومحيطها.
يأتي ذلك فيما تواصل قوات العدو الصهيوني ارتكاب المجازر الوحشية والانتهاكات اللانسانية بحق المواطنين الفلسطينيين في مدن وقرى الضفة الغربية والقدس المحتلتين، على مرأى ومسمع من العالم والمجتمع الدولي.
وفي هذا الصدد اغتال جيش العدو الصهيوني، أمس الخميس، فلسطينيا، واحتجز جثمانه عقب اقتحام مخيم بلاطة شرق نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة.
وأفادت وزارة الصحة، باستشهاد الشاب محمود إبراهيم سناقرة (25 عاماً)، برصاص العدو الصهيوني في مخيم بلاطة.
وفي عدوانها على مدينة طولكرم دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية إلى المدينة وباتجاه مخيمي طولكرم ونور شمس، وجابت الشوارع والحارات، وتمركزت على طول شارع نابلس الرابط بين المخيمين، في الوقت الذي لا تزال تستولي على مبانٍ سكنية في الشارع وتحولها لثكنات عسكرية وتنشر القناصة داخلها.
ونشرت قوات الاحتلال فرق المشاة في حارات المخيمين، ومنعت الدخول إليهما أو الخروج منهما وسط تحليق لطيران الاستطلاع على ارتفاع منخفض، وداهمت المنازل بما فيها الفارغة وخربت ودمرت محتوياتها، تزامنًا مع استيلائها على منازل أخرى وتحويلها لثكنات عسكرية.
وفي جنين أصيب طبيب وشابة، برصاص قوات الاحتلال في مدينة جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية.
وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني، بأن طواقمه تعاملت مع إصابتين بالرصاص الحي إحداهما لطبيب أصيب بقدمه بحي الزهراء في مدينة جنين، والإصابة الثانية في مخيم جنين، لشابة في الثالث والعشرين من عمرها.
ويواصل جيش العدو الصهيوني عدوانه على مدينة جنين ومخيمها شمالي الضفة الغربية المحتلة، لليوم الـ38 على التوالي، وعلى مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ32 على التوالي، وعلى مخيم نور شمس لليوم الــ19، وسط دمار واسع في البنية التحتية والممتلكات، ومعاناة إنسانية.
وقال محافظ جنين كمال أبو الرب في تصريحات لوكالة الأنباء الفلسطينية، إن عدوان الاحتلال المستمر أدى إلى خسائر فادحة تصل إلى 20 مليون شيقل يومياً، خاصة مع استمرار إغلاق حاجز الجلمة العسكري أمام أبناء الشعب الفلسطيني من الداخل المحتل.
وأشار إلى أن مصير نحو 6 آلاف طالب منهم يدرسون في الجامعة العربية الأميركية مجهولا، في ظل مواصلة الاحتلال منعهم من الوصول إلى الجامعة، إضافة إلى منع العمال من التوجه إلى أماكن عملهم.
ولفت أبو الرب، إلى محاولة الاحتلال تغيير معالم المخيم بشكل كلي، حيث عمد إلى القيام بعمليات حفر على عمق 3 أمتار في الأرض، بهدف بناء أبراج حول مخيم جنين.
وأشار إلى أن الاحتلال عمد منذ اليوم الأول من عدوانه، إلى تغيير خارطة المخيم من خلال استحداث شوارع جديدة فيه وتوسيع شوارع أخرى، إضافة إلى هدم أحياء كاملة منه.
ونوه أبو الرب، بأن إجبار الاحتلال أهالي مخيم جنين على النزوح منه وإخلائه هو تمهيد لبقائه لفترة طويلة داخل المخيم.
إلى ذلك اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي سيدة و3 شبان خلال اقتحامها مدينة أريحا.
وقالت مصادر محلية: «قوة خاصة من جيش الاحتلال تقتحم مدينة أريحا وتعزيزات عسكرية تصل المكان، حيث اقتحمت حي الخديوي بالمدينة واندلعت مواجهات».
وأضافت المصادر: «قوات الاحتلال اعتقلت سيدة و3 شبان بعد اقتحام منزل في حي الخديوي بمدينة أريحا».
وفي سياق متصل أصدرت سلطات الاحتلال، أمس، قرارا بوضع اليد والاستيلاء على أراضٍ تابعة لبلدة طمون جنوب شرق طوباس، بالضفة الغربية.
وأفاد مسؤول ملف الأغوار بمحافظة طوباس معتز بشارات، بأن ما يسمى قائد جيش الاحتلال أصدر أمرا عسكريا بوضع اليد والاستيلاء على 5 دونمات و217 مترا من أراضي طمون في منطقة «جلمة عساف».