مارتن غريفيثس منسق الإغاثة في حالات الطوارئ، حذر من أن انتظار الإعلان الرسمي عن المجاعة قبل التحرك سيكون بمثابة حكم بالإعدام على مئات الآلاف من الناس.

التغيير: وكالات

قال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيثس إنه بينما تجتمع مجموعة الدول السبع القوية في إيطاليا غداً الخميس، تستعر الصراعات في السودان وغزة وفي أماكن أخرى خارج نطاق السيطرة.

وشدد على أنه يجب على العالم وقف تغذية آلات الحرب التي تجوع المدنيين في غزة والسودان.

وفي بيان أصدره، اليوم الأربعاء، نبه غريفيثس إلى أن الحرب تدفع ملايين الأشخاص إلى حافة المجاعة، وأن التفاصيل التقنية فقط هي ما تمنع إعلان المجاعة، حيث يموت الناس بالفعل من الجوع.

وأكد المسؤول الأممي- بحسب مركز أخبار الأمم المتحدة- أن المجاعة في القرن الحادي والعشرين هي آفة يمكن الوقاية منها، مضيفا أن قادة مجموعة الدول السبع يمكن ويجب عليهم استخدام نفوذهم للمساعدة في وقفها.

وحذر من أن انتظار الإعلان الرسمي عن المجاعة قبل التحرك سيكون بمثابة حكم بالإعدام على مئات الآلاف من الناس وإهانة أخلاقية.

التقاعس والنسيان

وأشار إلى أن الصراع يغذي الجوع في العديد من أنحاء العالم، من مالي إلى ميانمار، ولكن لا يوجد مكان يكون فيه الاختيار بين التقاعس والنسيان واضحاً كما هو الحال في غزة والسودان.

وعن غزة، قال غريفيثس إنه من المتوقع أن يواجه نصف السكان- أي أكثر من مليون شخص- الموت والجوع بحلول منتصف يوليو.

وأوضح أنه في السودان، يتأرجح ما لا يقل عن خمسة ملايين شخص على شفا المجاعة، وتواجه المجتمعات في أكثر من أربعين منطقة موبوءة بالجوع خطر الانزلاق إلى المجاعة في الشهر المقبل، بما في ذلك المناطق التي مزقتها الحرب في الجزيرة ودارفور والخرطوم وكردفان.

وأضاف أنه في كل من غزة والسودان تمنع المعارك العنيفة والقيود غير المقبولة والتمويل الضئيل عمال الإغاثة من توصيل الغذاء والمياه والبذور والرعاية الصحية وغيرها من المساعدات المنقذة للحياة بأي قدر قريب من النطاق اللازم لمنع المجاعة الجماعية.

وشدد على أن هذا لابد أن يتغير، فلا يمكننا أن نتحمل خسارة دقيقة واحدة.

إعطاء الأولوية للدبلوماسية

وقال منسق الإغاثة في حالات الطوارئ “رغم أننا سنواصل القيام بدورنا لإنقاذ الأرواح حيثما نستطيع”، فإن المساعدات الإنسانية في نهاية المطاف ليست الحل للصراعات التي تحرم الملايين من الناس من الحياة التي يستحقونها.

وشدد على أنه ينبغي للبلدان في مجموعة الدول السبع الكبرى أن تستغل على الفور نفوذها السياسي ومواردها المالية الكبيرة حتى تتمكن منظمات الإغاثة من الوصول إلى جميع المحتاجين.

وأفاد بأنه يتعين نقل كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية عبر الحدود وخطوط القتال اليوم، وحشد قدر كبير من التمويل لمواصلة الاستجابة في الغد.

وأنهى غريفيثس بيانه بالقول إنه حان الوقت لإعطاء الأولوية للدبلوماسية التي ستعيد للناس مستقبلهم، مضيفا أنه غداً، تتولى مجموعة الدول السبع زمام الأمور.

الوسومالأمم المتحدة الخرطوم السودان دارفور غزة مارتن غريفيثس مجموعة الدول السبع الكبرى مدني وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الأمم المتحدة الخرطوم السودان دارفور غزة مارتن غريفيثس مجموعة الدول السبع الكبرى مدني وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية مجموعة الدول السبع غزة والسودان

إقرأ أيضاً:

هل معادن أوكرانيا النادرة التي أشعلت الحرب ستوقفها؟

تحظى المعادن النادرة بحضور قوي على طاولة المفاوضات الجارية لوقف الحرب الروسية الأوكرانية، حيث أبدت الولايات المتحدة اهتماما بالغا بتوقيع اتفاق مع كييف لإدارة هذه المعادن، وهو ما تم فعلا أمس الأربعاء.

ووفقا لتقرير أعده مراسل الجزيرة في كييف حسان مسعود، فإن هذه المعادن -التي تمتلك الصين نصف الاحتياطي العالمي منها- تعتبر واحدة من أهم ساحات التنافس الدولي نظرا لأهميتها الكبيرة في العديد من الصناعات الإستراتيجية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2اشتباكات صحنايا تكشف هشاشة السلام بين الدروز والحكومة السوريةlist 2 of 2الأمن يستعيد السيطرة على أشرفية صحنايا بعد اشتباكات مسلحةend of list

وإلى جانب خصوبتها، تُعرف الأراضي الأوكرانية بغناها بالفحم والمعادن الثقيلة والنادرة التي تشد أنظار الغرب والشرق على حد سواء، وهو ما أحال السيطرة عليها من صراع إقليمي إلى نزاع دولي.

وبعد أن كانت السيطرة على إقليم دونباس -الذي يحمل اسم المناجم الضخمة التي يزخر بها- واحدة من أهم عوامل اشتعال الحرب قبل ثلاث سنوات، فإن حفاظ كييف على ما تبقى منه قد يكون سببا لتوقف هذه الحرب، كما يقول التقرير.

فقد خسرت أوكرانيا خُمس أراضيها في هذه الحرب، بما فيها أهم المناطق التي تحوي موارد طبيعية تقليدية كالفحم والحديد ورواسب النفط والغاز، وأجزاء من المعادن النادرة والحساسة.

وقف الحرب حفاظا على المعادن

ويبدو السعي الأميركي الحثيث إلى وقف الحرب محاولة لإنقاذ ما تبقى من هذه المعادن خارج السيطرة الروسية، حتى يتسنى لكييف وحلفائها الغربيين الاستفادة منها.

إعلان

وبعد بحث معمق، خلص التقرير إلى أن غالبية هذه المعادن بالغة الأهمية والندرة، تمثل مطمعا للدول الكبرى وكبار صناع التكنولوجيا في العالم- تقع في مناطق لا تزال خاضعة للسيطرة الأوكرانية.

فعلى حدود دونباس مباشرة، تقع مدينة دنيبروبتروفسك التي تسيطر عليها كييف بشكل كامل، وهي مدينة تختزن أرضها عددا من هذه المعادن النادرة مثل النيكل، الكوبالت، اليورانيوم، والمنغنيز وغيرها من المواد التي تدخل في الصناعات النووية والعسكرية الحساسية.

كما تحتضن منطقة "كريفي ريه"، أكبر مناجم الحديد الأوكرانية، الذي تمكنت الجزيرة من الدخول إليه والتعرف إلى طريقته في التنقيب عن الحديد والخامات الأخرى.

ووفقا لمدير منجم الحديد في شركة "بي آي سي" (BIC) بمقاطعة كريفي ريه، أوليغ غرافشينكو، فإن كييف لا تزال تستخرج الحديد منخفض التركيز من أحد محاجر المقاطعة، رغم أنهم لا يعملون بكامل طاقتهم بسبب الحرب.

الفولاذ الإلكتروني

وعلى ضخامتها، فإن المعدات والأجهزة الموجودة في هذا الموقع تظل صغيرة أمام حجم الموارد التي تخفيها الأرض الأوكرانية، وهذا ما جعل "سيرغي" يواصل العمل في مصنع "كريفي ريه ستال"، طوال مدة الحرب.

يقول هذا المواطن الأوكراني للجزيرة، إن خسارة بلاده مصنع آزوف ستال الشهير للصلب، دفعه أكثر إلى مواصلة العمل سبيلا للحفاظ على موارد البلاد.

ويمثل "كريفي ريه ستال"، أكبر مصانع الصلب المتبقية بيد الأوكرانيين، وهو لا يتوقف عن إنتاج ملايين الأطنان سنويا لإطفاء شيء من نار الطلب العالمي على الفولاذ وأنواع الحديد المختلفة.

ورغم أهمية ما ينتجه المصنع من الفولاذ والحديد المتنوع، إلا أن التركيز الأكبر ينصب على ما يسمَّى بالفولاذ الإلكتروني، الذي يدخل في صناعة محركات السيارات الذكية والمحولات وتوربينات الطاقة الكهربائية.

وينتج مصنع "كريفي ريه"، الفولاذ من خام الحديد، بينما تنتج مصانع أخرى أكثر تخصصا الفولاذ الكهربائي من خردة الحديد الذي يعالج بواسطة السيليكون.

إعلان

تريليونات الدولارات

وتقدر المعادن التي تحويها الأرض الأوكرانية بنحو 11 تريليون دولار، وهي قيمة ما تمكن العلماء من تقديره وبحثه حتى الآن، حيث تحتفظ جامعة دينبرو بقرابة 120 نوعا مختلفا منها.

وفي محاولة لتلخيص القصة الكبيرة للمعادن الأوكرانية النادرة، يقول رئيس قسم الجيولوجيا العامة بجامعة دينبرو، سيرغي شافشينكو، إن هذه العناصر الأرضية النادرة "تدخل في كل ما يحيط بنا".

ويضيف شافشينكو "لولا هذه المعادن ما كانت الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر موجوة في أيدينا، فضلا عن تقنيات الصواريخ والطائرات ووسائل الفضاء"، مؤكدا أن هذه العناصر "بالغة الأهمية، وهي جزء من الصراع لأن أوكرانيا ثرية بها".

وبعيدا عن مناطق القتال، تزداد قيمة المعادن النادرة الموجودة في وسط وغرب البلاد، بما فيها حقل التيتانيوم الواقع في "جيتومر"، حيث تمتلك أوكرانيا أكبر احتياطات أوروبا (ما يعادل 7% من الاحتياطي العالمي) من المعدن الذي يعتبر أساسيا في الصناعات الفضائية والطبية والبحرية.

ومع ذلك، فإن ما تمتلكه أوكرانيا من المعادن النادرة يعتبر بسيطا إذا قورن بما تمتلكه الصين التي تمتلك ثلث احتياطات العالم، وهو ما يعكس تمسك الولايات المتحدة بالوصول إلى ما تبقى خارج أيدي خصومها من هذه المعادن، وخصوصا أوكرانيا التي تعوم على بحر مما تحتاجه أميركا لصناعات الذكاء الاصطناعي مثل الغرافيت.

ففي مقاطعة كريفوغراد، جنوب وسط البلاد، حيث يقع أحد أضخم حقول الغرافيت، يبذل الأوكرانيون جهودا لتكرير المعدن الثمين وتجهيزه للاستخدام.

ويرى الخبير في المعادن النادرة، فلوديمير كادولين، أن الصين تعتبر أكبر لاعب عالمي في مجال المعادن النادرة اليوم، مؤكدا أنها تحتكرها تقريبا بعدما أزاحت الولايات المتحدة من سوقها العالمية.

وبالنظر إلى امتلاك أوكرانيا هذه الثروات وعدم قدرتها على استخراجها منفردة، سيكون من الجديد -برأي كادولين- اختيار أفضل الأطراف التي يمكنها تقديم أفضل شروط استثمارية لكييف، ما أدى إلى وضع قوانين خاصة بهذه الاستثمارات.

إعلان

في الوقت نفسه، يقول كادولين "إن هذه المعادن الأوكرانية لا يجب احتكارها من طرف واحد في ظل التنافس العالمي المحتدم عليها".

مقالات مشابهة

  • المجاعة في غزة: كيف يدفع أطفال القطاع ثمن الحرب والحصار؟
  • كيان لقيط ينتقم بسياسة جوع على المدنيين
  • هل معادن أوكرانيا النادرة التي أشعلت الحرب ستوقفها؟
  • برنامج الأغذية العالمي: الحرب أدخلت السودان في أكبر كارثة جوع
  • عندما تغفو العدالة.. الحرب المنسية على المدنيين في اليمن (ترجمة خاصة)
  • الجارديان: وعد ترامب بالسلام في اليمن لكنه جلب معه زيادة سريعة في عدد الضحايا المدنيين (ترجمة خاصة)
  • 50 عاما على نهاية حرب فيتنام التي غيّرت أميركا والعالم
  • بريكس تناقش ردا مشتركا على سياسات ترامب التجارية
  • هذه هي عصا الاقتصاد السحرية التي أخضعوا بها الشعوب
  • قراءة نقدية لمقال المجتمع الدولي والسودان