الولايات المتحدة تحذر من أن مدينة الفاشر يمكن أن تسقط في أيدي الدعم السريع قريباً
تاريخ النشر: 13th, June 2024 GMT
بي بي سي
حذر مبعوث الولايات المتحدة الخاص بالسودان من أن مدينة الفاشر المحاصرة في غرب دارفور قد تسقط في أيدي قوات الدعم السريع في وقت قريب.
والفاشر هي المدينة الوحيدة التي لا تزال تحت سيطرة الجيش في منطقة دارفور غرب السودان.
وتقاتل القوات المسلحة السودانية قوات الدعم السريع شبه العسكرية، في حرب أهلية مستمرة منذ 14 شهراً.
وقال المبعوث الأمريكي توم بيرييلو لبي بي سي إن البعض في قوات الدعم السريع يعتقد أن السيطرة على الفاشر ستساعدهم في تأسيس دولة انفصالية في إقليم دارفور.
وأوضح، قائلا: "أعتقد أنه إذا كان هناك أي شخص في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع يعتقد أن الاستيلاء على الفاشر يعني بطريقة أو بأخرى أنه سيكون له الحق في السيطرة على ولاية دارفور، فيجب عليه أن يتحرر من هذه الأسطورة".
وواصل: "الاستيلاء على الفاشر، لا يعني السيطرة على دارفور".
كما دعا المبعوث الأمريكي إلى وقف إطلاق النار في مدينة الفاشر، التي تهاجمها قوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/نيسان.
وقال: "نرى ما يزيد على مليون شخص بريء يتضورون جوعاً بسبب حصار قوات الدعم السريع. كما أدت التفجيرات إلى مقتل أشخاص داخل المستشفيات".
واستدرك المبعوث الأمريكي توم بيرييلو، في حديثه لبي بي سي: "إننا نرى 45 ألف امرأة حامل لا تحصلن على رعاية حقيقية قبل الولادة فحسب، بل ليس حتى لديهن وجبات يومية كافية من أجل حمل صحي".
وواصل بيرييلو: "وبقدر سوء الأوضاع، فمن الممكن أن تتجه الأمور للأسوأ في أي يوم إذا سقطت الفاشر، ليس فقط بسبب الفظائع التي قد تؤدي إليها المعارك، ولكن بسبب فرار الناس".
ويأتي تحذير الولايات المتحدة هذا من سقوط مدينة الفاشر، بعد أسابيع من القتال الدامي في المدينة.
فهناك مئات الآلاف من المدنيين محاصرون داخل المدينة، ويعاني العديد منهم من الجوع والعطش وسط نقص في الغذاء والماء.
وكانت الفاشر ملاذاً للعديد من الذين فروا من منازلهم بسبب الصراع، لكنها تحولت الآن إلى خط مواجهة آخر.
وأفاد مدنيون هناك بأنهم تعرضوا للقصف والرصاص في منازلهم وحتى داخل المستشفى.
ولايزال يعمل هناك واحد من آخر المرافق الصحية هو مستشفى سيد الشهداء.
وتظهر اللقطات التي تم تصويرها خصيصاً لبي بي سي من داخل المستشفى إحدى الأمهات في حالة صدمة شديدة، لدرجة أنها لم تتمكن من التحدث بعد أن أصاب القصف منزلها، وإصابة خمسة من أفراد أسرتها .
وتحمل الأم طفلها الصغير، بينما يتلقى زوجها وأطفال آخرون رعاية طبية طارئة.
وقالت الأم إنها لا تستطيع معرفة ما إذا كان الدم الموجود على وجه طفلها الصغير هو دم إخوته أو والده.
وهناك ضغط كبير على مستشفى سيد الشهداء، بسبب الإصابات التي لا تزال في ازدياد.
وقالت كلير نيكوليه، التي تقود الاستجابة الطارئة لمنظمة أطباء بلا حدود الخيرية في السودان: " تصل كل يوم موجة جديدة من المرضى المصابين... ربما يصل في المتوسط 50 شخصاً يومياً، وهو ما نعتبره بالفعل إصابات جماعية".
ولا يوجد سوى جراح واحد في المنشأة الطبية، أجبره الوضع على العمل "على مدار الساعة".
وتقول نيكوليه "يحتاج معظم (المرضى) إلى عملية جراحية، لذا فإن الأمور متسارعة للغاية".
خوف في الفاشر، وقوات الدعم السريع تستعد لاجتياح المدينة
الفاشر تحت الحصار "يمكنك أن تأكل الليلة، ولكن ليس غداً"
وقد شكل متطوعون من المجتمع المحلي لجانا لمحاولة دعم المستشفى. وهم يعتنون بالمهام غير الطبية، كتوفير الماء والوقود وجمع البيانات.
وقال المتطوع خالد عبد الحميد لبي بي سي إن اللجان تقوم بجمع التبرعات النقدية والسلع والخدمات، من أفراد المجتمع الذي مزقته أساساً الحرب.
وواصل: "تمكنا بجهودنا الذاتية وجهود فاعلي الخير، من الحصول على بعض الأدوية.. أو مساهمات مالية لشراء الدواء من السوق المحلية".
ويتدهور الوضع في الفاشر يوماً بعد يوم، وقد تزداد أعداد المرافق التي ستتوقف بسبب القتال.
وقد اقتحم مقاتلو قوات الدعم السريع، يوم السبت، مستشفى الجنوب، وهو مستشفى تُحول إليه الحالات للعلاج. إذ كان يُعالج فيه كذلك المدنيون المصابون في الحرب.
إذ أطلق مسلحون النيران ونهبوا المنشأة الطبية وسرقوا سيارة إسعاف.
وقد أُغلق الآن المستشفى، الذي كانت تديره أيضاً منظمة أطباء بلا حدود.
وقال رئيس قسم الطوارئ في مستشفى الجنوب، ميشيل لاشاريت، إن الهجوم كان فظيعا. "إن إطلاق النار داخل المستشفى يعد تجاوزاً للحدود".
وقد هوجم المستشفى الجنوبي بالقصف والرصاص ثلاث مرات على الأقل خلال عشرة أيام قبل تعرضه لغارة يوم السبت.
وكان مستشفى للأطفال، تديره منظمة أطباء بلا حدود في الفاشر، قد تعرض للقصف في مايو/أيار، مما أدى إلى مقتل طفلين.
وقد أدى القصف المستمر في الفاشر إلى فرار عشرات الآلاف مرة أخرى. ويتجه معظمهم نحو غرب السودان، في ظل نفاد الخيارات المتاحة لهم للذهاب إلى أماكن أكثر أماناً.
وقال المبعوث الأمريكي توم بيرييلو "نحتاج أن ننهي هذا (الصراع)".
وأضاف: "نحن بحاجة إلى عقول أكثر رجاحة، لكي ننتصر ونوقف هذه المعركة، ونوجه أنظارنا أيضا في نفس الوقت، نحو أجزاء أخرى من السودان".
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع المبعوث الأمریکی مدینة الفاشر فی الفاشر بی بی سی
إقرأ أيضاً:
عشرات القتلى في ود عشيب السودانية.. واتهامات لـالدعم السريع بالوقوف وراءها
اتهمت تقارير سودانية، الأربعاء، قوات الدعم السريع بارتكاب "مجزرة" بحق المواطنين في قرية "ود عشيب" بولاية الجزيرة وسط السودان، مما أسفر عن مقتل 42 شخصا وإصابة العشرات.
وقال بيان لـ"مؤتمر الجزيرة"، وهو كيان مدني تشكل بعد سيطرة قوات الدعم على ولاية الجزيرة في ديسمبر الماضي، إن الأخيرة ارتكبت "مجزرة مروعة بحق المواطنين"، الثلاثاء.
وأضاف البيان أن أهالي القرية يعانون من "حصار" قوات الدعم السريع ومن "تعدياتها المستمرة التي تسببت في كارثة إنسانية لا تقل أبداً عن تلك التي تسببت بها في مدينة الهلالية، وراح ضحيتها 26 مواطنا جراء الجوع والمرض".
وتواصلت "الحرة" مع متحدث باسم قوات الدعم السريع للحصول على تعليق، الذي لم يرد حتى موعد نشر الخبر.
اتهامات جديدة لـ"الدعم السريع" بقتل مدنيين في الجزيرة السودانية كشفت تقارير سودانية محلية، السبت، مقتل 23 مواطنا بإحدى قرى ولاية الجزيرة على يد قوات الدعم السريع، في استمرار للاتهامات التي تواجهها المجموعة التي دخلت في حرب مع الجيش منذ أبريل 2023.وطالما تنفي قوات الدعم السريع استهداف المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها، وتقول إنها تستهدف "مجموعات مسلحة موالية للجيش".
يذكر أن رئيس مجلس السيادة الانتقالي، قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، وافق، الإثنين، على مقترحات قدمها المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان، توم بيرييلو، بشأن الأزمة، وذلك خلال لقاء جرى بينهما في بورتسودان، العاصمة الإدارية المؤقتة للحكومة السودانية.
من جانبه، عبّر المبعوث الأميركي الخاص للسودان عن سعادته بزيارة السودان، مبيناً أنها (الزيارة) "تحمل رسالة واضحة من الولايات المتحدة بأنها تقف بجانب الشعب السوداني، مثلما كان يحدث دائماً خلال العقود الماضية".
البرهان يوافق على مقترحات المبعوث الأميركي لحل الأزمة السودانية وافق رئيس مجلس السيادة الانتقالي وقائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، على مقترحات قدمها المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان، توم بيرييلو، بشأن الأزمة السودانية، خلال لقاء جرى بينهما، الإثنين في بورتسودان، العاصمة الإدارية المؤقتة للحكومة السودانية.وأوضح أنه عقد اجتماعات "مثمرة" مع البرهان، وقادة المجتمع المدني وفريق الأمم المتحدة الإنساني.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد دان في الأول من نوفمبر الجاري، الهجمات الأخيرة التي شنتها قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة، داعيا إلى وقف إطلاق النار لحماية المدنيين.
وأصدر غوتيريش بيانا، أعرب فيه عن استيائه الشديد بشأن التقارير التي أفادت بأن "أعدادا كبيرة من المدنيين قُتلوا واحتجزوا وشُردوا، وبأن أعمال العنف الجنسي ارتكبت ضد النساء والفتيات، كما نُهبت المنازل والأسواق وأُحرقت المزارع".