من الصعب تصور تخلي إسرائيل أو حماس عن محادثات وقف إطلاق النار بشكل كامل، فمن جانب إسرائيل، من المرجح أن يعني ذلك التخلي عن عشرات الرهائن، أما من جانب حركة حماس فإن ذلك من شأنه أن يطيل الحرب في غزة ويمنح إسرائيل المزيد من الوقت للقضاء على مسلحي الحركة.

وبينما قالت حركة حماس، الثلاثاء، إن ردها الإيجابي "يفتح الطريق واسعا للتوصل لاتفاق"، اعترض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو علنا على جوانب من الخطة، ما أثار تساؤلات حول التزام إسرائيل بما تقول الولايات المتحدة إنه اقتراح إسرائيلي.

وأكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الذي يقوم بزيارته الثامنة للمنطقة منذ اندلاع الحرب، في الدوحة الأربعاء، إن المفاوضات ستستمر.

وقال بلينكن، إن حماس اقترحت "عدة تغييرات" في ردها على مقترح وقف إطلاق النار وإن بعضها قابل للتنفيذ، لكن البعض الآخر ليس كذلك.

ورفض بلينكن الإدلاء بمزيد من التفاصيل، لكن التصريحات الأخيرة لمسؤولين إسرائيليين وحماس تشير إلى أنهم ما زالوا منقسمين حول العديد من القضايا التي يحاول الوسطاء التغلب عليها منذ أشهر.

 وفيما يلي هذه أبرز النقاط الشائكة الرئيسية بين الجانبين:

إنهاء الحرب

يحظى الاقتراح الأخير بوقف إطلاق النار في غزة بدعم الولايات المتحدة وأغلب المجتمع الدولي، ولكن حماس لم تتبنه بشكل كامل، وكذلك إسرائيل على ما يبدو.

تصر حماس على أنها لن تطلق سراح الرهائن المتبقين ما لم يكن هناك وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من غزة.

يقول نتنياهو إن إسرائيل لا تزال ملتزمة بتدمير قدرات حماس العسكرية، وضمان عدم تمكنها مرة أخرى من تنفيذ هجوم على غرار هجوم 7 أكتوبر.

وتسعى حماس أيضا إلى إطلاق سراح مئات الفلسطينيين الأسرى لدى إسرائيل.

ومن غير الواضح ما إذا كانت الأطراف قد اتفقت على قائمة بأسماء الأشخاص الذين سيتم إطلاق سراحهم، أو ما إذا كان سيتم إطلاق سراحهم في غزة أو الضفة الغربية المحتلة أو إرسالهم إلى المنفى.

الوصول للمرحلة الثانية من الاقتراح

تدعو خطة وقف إطلاق النار إلى مرحلة أولية مدتها 6 أسابيع تقوم فيها حماس بإطلاق سراح بعض الرهائن بمن فيهم النساء وكبار السن والجرحى، مقابل انسحاب إسرائيلي من المناطق المأهولة بالسكان، مع تمكين المدنيين الفلسطينيين من العودة إلى ديارهم، وزيادة المساعدات الإنسانية.

ومن المفترض أن يستغل الجانبان فترة الأسابيع الستة للتفاوض على اتفاق بشأن المرحلة الثانية، التي قال بايدن إنها ستشمل إطلاق سراح جميع الرهائن الأحياء المتبقين، بمن فيهم الجنود الذكور، وانسحاب إسرائيل الكامل من غزة. ويصبح وقف إطلاق النار المؤقت دائما.

ويبدو أن حماس قلقة من أن إسرائيل سوف تستأنف الحرب بمجرد إعادة رهائنها الأكثر ضعفا. وحتى لو لم يحدث ذلك، يمكن لإسرائيل أن تتقدم بمطالب في تلك المرحلة من المفاوضات لم تكن جزءا من الصفقة الأولية وغير مقبولة بالنسبة لحماس، ثم تستأنف الحرب عندما ترفضها حماس.

أزمة الثقة

هناك قضايا أخرى قد تؤدي إلى انهيار جهود وقف إطلاق النار، بدءا بالافتقار التام للثقة بين إسرائيل وحماس، اللتين خاضتا 5 حروب وكل منهما ملتزم بتدمير الآخر.

وهناك أيضا الضغوط الشديدة والمتناقضة التي يتعرض لها نتنياهو، وهو ما قد يفسر إشاراته المتضاربة بشأن الاقتراح.

فقد احتج لاف الإسرائيليين، بمن فيهم عائلات الرهائن، خلال الأشهر الأخيرة لمطالبة الحكومة بإعادة المحتجزين، حتى ولو على حساب صفقة غير متوازنة مع حماس.

 مقترح وقف الحرب

وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد أعلن نهاية مايو، عن مقترح لوقف الحرب في غزة، يتضمن ثلاث مراحل، قائلا إنه "حان الوقت لإنهاء هذه الحرب".

 المرحلة الأولى

أوضح بايدن أن المرحلة الأولى ستستمر لمدة ستة أسابيع، وتشمل وقفًا شاملًا لإطلاق النار، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من المراكز السكانية الرئيسية في غزة مقابل إطلاق سراح الرهائن النساء والجرحى والمسنين لدى حماس، ومئات الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية،  وعودة سكان شمال القطاع إلى مناطقهم.

وأضاف بايدن: "إذا استغرقت المفاوضات أكثر من ستة أسابيع، فسيستمر وقف إطلاق النار طالما استمرت المحادثات."

واوضح أنه خلال المرحلة الأولى ستتفاوض إسرائيل مع حركة حماس للوصول إلى المرحلة الثانية التي ستشهد نهاية الحرب بشكل دائم.

المرحلة الثانية

وأوضح بايدن أن المرحلة الثانية من المقترح ستشهد إطلاق سراح بقية الرهائن الأحياء، بينما تنسحب قوات الجيش الإسرائيلي من غزة ويستمر وقف إطلاق النار، ورفع المساعدات الإنسانية بمعدل 600 شاحنة يوميا.

المرحلة الثالثة

أما في المرحلة الثالثة، فسيتم تنفيذ خطة إعادة إعمار شاملة لغزة.

 

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات المفاوضات وقف إطلاق النار حماس إسرائيل غزة الرهائن جو بايدن المساعدات الإنسانية فلسطين إسرائيل حركة حماس وقف حرب غزة حرب غزة مقترح الهدنة مقترح بايدن نقاط خلافية المفاوضات وقف إطلاق النار حماس إسرائيل غزة الرهائن جو بايدن المساعدات الإنسانية أخبار إسرائيل المرحلة الثانیة وقف إطلاق النار إطلاق سراح فی غزة

إقرأ أيضاً:

صفقة السبت| حماس وإسرائيل تنهيان الدفعة الثانية من تبادل الأسرى وسط أفراح في قلب غزة.. وخبراء: الدور المصري في الوساطة محوري.. ويهدف للحفاظ على استقرار المنطقة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

غزة تتجه نحو الاستقرار بعد أشهر من الحرب، وذلك بعد إتمام الدفعة الثانية من صفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس التي قامت بتسليم 4 أسيرات إسرائيليات من المحتجزين لديها مقابل الإفراج عن 200 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال.

وفي الساعات الأولى من صباح اليوم السبت، بدأت إجراءات تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل، وفي الظهيرة وفي وسط غزة حان موعد تسليم الرهائن، حيث بدأت مراسم تسليم المحتجزات الإسرائيليات الأربعة تحمل أحداهن الجنسية البلغارية إلى جانب الإسرائيلية، حيث وقع ممثل حماس مع ممثل الصليب الأحمر وثائق تسليم المجندات الإسرائيليات في مشهد حظي بحضور جماهيري كبير من أهالي غزة وسط حراسة مشددة من عناصر المقاومة. 

وخلال ساعات خرجت حافلات الصليب الأحمر من سجن عوفر حاملة على متنها عشرات الأسرى، حيث تشمل الدفعة الثانية الإفراج عن 200 أسير فلسطيني من السجون الإسرائيلية، مقابل الأسيرات المجندات بالجيش الإسرائيلي هن دانييلا جلبوع ونعمة ليفي وكارينا أريف وليري إلباغ.

في المقابل، نشرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني ومكتب إعلام الأسرى أسماء الأسرى الفلسطينيين المحررين ضمن الدفعة الثانية من صفقة التبادل في المرحلة الأولى والتي تضم 200 أسير، من بينهم 16 أسيرًا من قطاع غزة.

أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومقرها سويسرا، أمس السبت، إتمام المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس ضمن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وأوضحت اللجنة في بيان أنها أجرت مقابلات مع الأسرى الفلسطينيين للتحقق من هوياتهم وضمان حالتهم الصحية قبل إطلاق سراحهم، حيث تم نقل 128 أسيرًا إلى قطاع غزة والضفة الغربية، فيما تولت السلطات المحلية متابعة عملية نقل باقي المفرج عنهم.

وشهدت "صفقة السبت" إطلاق أقدم أسير فلسطيني محمد طوس، البالغ من العمر 69 عامًا، والذي أمضى نحو 40 عامًا في السجون الإسرائيلية.

جهود مصرية مستمرة للحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار

العديد من أساتذة العلوم السياسية أكدوا أن إتمام صفقة الأسرى تعد خطوة جديدة للحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس والاحتلال، مشددين على أن مصر تقوم بجهود مكثفة للحفاظ على وقف إطلاق النار في غزة.

وفي هذا الشأن، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن مصر تقدم دعمًا غير مسبوق للحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، موضحًا أن هناك تقدير كبير من دول العالم لجهود مصر في الوساطة بين الفلسطينيين والاحتلال.

وأضاف "فهمي" أن الدور المصري في التوصل للهدنة ووقف إطلاق النار في غزة، كما تقدم دعمًا كبيرا للفلسطينيين، حيث تمثل مصر واحة أمان للجميع حيث تبذل جهود كبيرة في عملية تبادل الأسرى من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

وأوضح أستاذ العلوم السياسية أن مشهد تبادل الأسري شاركت فيه قيادة وحكومة للوصول لتنفيذ وقف إطلاق النار، موضحًا أن التحرك المصري هو من أول المنطقة لهذه النقطة وتنفيذ الاتفاق.

وعلى صعيد متصل، أشاد اللواء أركان حرب أيمن عبد المحسن، الخبير العسكري، بالدور المصري المهم في عملية تبادل الأسرى بين الفلسطينيين وإسرائيل، مشيرا إلى أن جهود مصر في الوساطة من أجل التوصل للهدنة وتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار. 

وأضاف "عبد المحسن" أن الجهود الحثيثة والمتواصلة التي بذلتها مصر خلال الفترة السابقة والمستمرة بهدف التوصل إلى اتفاق الهدنة ودخوله حيز التنفيذ تؤكد حرص مصر على تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، كما تسعى مصر بكل جهد لتحقيق الالتزام الكامل ببنود هذا الاتفاق لتحقيق الاستقرار.

وأوضح الخبير الاستراتيجي، أن هناك دور إنساني كبير تقوم به مصر في تنفيذ اتفاق الهدنة وتبادل الأسرى، مشيرا إلى أن عملية نقل الأسرى المستبعدين تمت عبر الحافلات إلى مصر، حيث استقبلتهم السلطات المصرية ونقلتهم إلى المستشفيات لإجراء الكشف الطبي عليهم، في خطوة تؤكد الدور الإنساني لمصر في هذا الاتفاق.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل: قائمة الأسرى التي قدمتها حماس تتضمن 8 أشخاص متوفين
  • إسرائيل: 18 أسيراً بقائمة حماس ما زالوا أحياء
  • أخبار العالم.. مصر تؤكد رفضها لتهجير الفلسطينيين.. وإسرائيل تعلن عودة السكان إلى شمال قطاع غزة
  • هكذا تبادلت إسرائيل وحماس الاتهامات بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار
  • إسرائيل تهدد باستئناف الحرب إذا فشلت المفاوضات بشأن المرحلة الثانية للصفقة
  • صفقة السبت| حماس وإسرائيل تنهيان الدفعة الثانية من تبادل الأسرى وسط أفراح في قلب غزة.. وخبراء: الدور المصري في الوساطة محوري.. ويهدف للحفاظ على استقرار المنطقة
  • فيديو: لحظة تسليم حماس 4 مجندات إسرائيليات للصليب الأحمر ضمن الدفعة الثانية لوقف إطلاق النار
  • قطر تُعلن إتمام المرحلة الثانية من التبادل بين إسرائيل وحماس منذ وقف إطلاق النار في غزة
  • أستاذ قانون دولي: طلب إسرائيل بمهلة للانسحاب من لبنان انتهاك صارخ لوقف النار
  • حماس تصطاد جواسيس إسرائيل في غزة وتطلق النيران على أرجلهم.. فيديو