خلية التجسس الأمريكية تعيد تعريف الدبلوماسية والتنمية والتطوير
تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT
يمانيون – متابعات
بعيدًا عن أهمية الإنجاز الأمني، وكف يد الولايات المتحدة الأمريكية في اليمن، وقطع أذرعها، عبر الإمساك بواحدة من أهم الخلايا التي عملت معها لعقود من الزمن، فإن هذا الإنجاز يمكن أن يعيد تعريف الدبلوماسية الأميركية، ويمكن له أيضًا أن يضع قوانين جديدة للعمل الدبلوماسي في العالم.
السفارة الأمريكية في اليمن ليست مجرد نافذة لرعاية المصالح الأمريكية في صنعاء، ومد جسور التعاون الثنائي بين البلدين “الصديقين” كما كان يحلو لساسة البلدين وصفها طوال العقود الماضية، بل هي وكر تجسس وصناعة المؤامرات، وبث السموم في كلّ نواحي الحياة، وإشاعة الفوضى والخراب الأمني والاقتصادي والخدمي.
هذا الحديث اليوم لم يعد مجرد تخمينات، ولا ضربًا بالرمل، بل أصبح حقيقة واقعية، مكشوفة لكل من له عين أو ألقى السمع وهو شهيد.
الاعترافات التي أدلت بها عناصر خلية التجسس الأمريكية “الإسرائيلية”، والتي كشفتها الأجهزة الأمنية اليمنية مؤخرًا، تقول الشيء الكثير عن هذا، رغم أن ما تم كشفه ليس إلا القليل مما بحوزة جهاز الأمن والمخابرات، الذي لا يزال يحتفظ بالكثير منها.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، فإن سفارة واشنطن في صنعاء تقوم بجمع المعلومات بعيدًا عن السلطات الرسمية، وأحيانًا، وهي الطامة، عبر السلطات الرسمية، وبشكل مشروع وغير مشروع، وتجمع معلومات لها أهداف تخريبية أكثر منها أهدافًا لتطوير العلاقات المشروعة بين البلدين، وهذا يخالف المادّة الثالثة من اتفاقية فيينا، التي تنص في الفقرة على: د – التعرف بكلّ الوسائل المشروعة على ظروف وتطور الأحداث في الدولة المعتمد لديها وعمل التقارير عن ذلك لحكومة الدول المعتمدة. والفقرة التالية: هـ – تهيئة علاقات الصداقة وتنمية العلاقات الاقتصادية والثقافية والعلمية بين الدولة المعتمدة والدولة المعتمد لديها.
الفقرة دال السابقة لطالما كانت محل جدل دبلوماسي، حيث إن جمع المعلومات بالوسائل المشروعة، يفصلها خيط رفيع عن التجسس، وفي مثال السفارة الأمريكية في صنعاء، ومن خلال اعترافات عناصر الخلية، ونتائج التقييم الأمريكية لهم، فقد كانت الاعترافات تؤكد الطبيعة الاستخباراتية التخريبية، وليس جمع معلومات لمجرد الاطلاع على الأوضاع وتطوراتها.
التدخل في رسم السياسات، والتأثير على صناعة القرار، والتخريب الثقافي والتعليمي، والتدمير الزراعي، هذه كلها ليست إلا في مجال الإضرار بالدولة المضيفة، وليست أبدًا ضمن مهام دبلوماسية.
هناك تعريفات جديدة للدبلوماسية، هي التجسس، والتطوير هو التدمير، والتنمية هي الإفقار والفشل، والتعليم هو التجهيل، وتحسين البذور، يعني القضاء على البذور. كلّ شي يجب أن يقرأ بالإنجليزية الأمريكية بالمقلوب.
الوكالة الأمريكية للتنمية، أيضًا، يمكن إعادة تعريفها، بأنها أحد أذرع المخابرات الأمريكية، وليست منظمة إنسانية بالمطلق.
إن نهج السفارة الأمريكية في اليمن، لا يبدو مختلفًا عن نهجها في عدد من السفارات لا سيما في المنطقة العربية، وإن كان الأرجح هو أن كلّ سفارات واشنطن في العالم لها أهداف استخباراتية تجسسية، وتدير مخطّطات خبيثة.
النتيجة الأولى لهذا الكشف المهم، هو أن على الدول الصديقة والشقيقة أن تأخذ حذرها من أنشطة السفارة الأميركية، وطبيعتها التجسسية، والاطلاع على الأساليب والاستراتيجيات الخطيرة، سواء في التجنيد والاستقطاب، أو في العمل والوسائل، والسواتر التي تستخدمها لتنفيذ أعمالها.
قد يكون المخبر العميل الخائن، موظفًا بسيطًا يعمل بصفته حارس أمن في السفارة، أو مترجمًا، أو يعمل في أحد مراكز الأبحاث والدراسات، وقد يكون أيضًا، مدربًا في معهد لغات، أو مركز لبناء الديمقراطية، أو في البنك الدولي، أو منظمة أممية إنسانية، لا يهم، فالمخابرات الأمريكية تعرف جيّدًا كيف توظف وأين.
الأجهزة الأمنية اليمنية مستعدة كما قالت في بيانها، لتبادل المعلومات والخبرات من أجل كشف أعمال التجسس الأميركية، وتقديم كلّ العون لأجهزة الأمن في البلدان العربية والإسلامية، لإحباط المؤامرات والخطط التدميرية في بلداننا.
علي الدرواني
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الأمریکیة فی
إقرأ أيضاً:
عائلات الأسرى تهاجم نتنياهو: أعاد تعريف أولويات الحرب
انتقدت عائلات الأسرى الإسرائيليين، اليوم الخميس، بشدة تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو ، التي قال فيها إن للحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة "هدف أعلى، وهو النصر على أعدائنا".
واعتبرت أن حديثه يمثل تنصّلًا واضحًا من المسؤولية القومية وتجاهلًا لمعاناة العائلات.
وأكدت في بيان رسمي أن "إعادة الأسرى يجب أن تكون الهدف الأعلى، لا الانتصار السياسي ولا العسكري".
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية نتنياهو يعقد غدا اجتماعا للمصادقة النهائية على توسيع الحرب في غزة زامير يتوعّد حماس: جاهزون لتوسيع العملية في غزة وتوجيه ضربة "حاسمة" إصابة جندي إسرائيلي بجروح خطيرة إثر انفجار عبوة شمالي الضفة الأكثر قراءة بموافقة كاتس: 600 رجل دين درزي من سورية يزورون مقام النبي شعيب الجمعة حماس تعقب على خروج مستشفى الدرة للأطفال عن الخدمة بالفيديو: الاحتلال يطلق النار على شاب قرب دوار كفر صور جنوب طولكرم إسبانيا تؤكد التزامها بالقضية الفلسطينية وبالسلام في الشرق الأوسط عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025