مرّ على عملية طوفان الأقصى ثمانية أشهر ولا تزال تداعياتها ومفاعيلها مستمرة على الداخل الإسرائيلي، حيث كشفت هشاشة إسرائيل على كافة المستويات الأمنية والعسكرية والاستراتيجية والسيبرانية، الأمر الذي أدى إلى انقسامات وتشظيات كبيرة في المستويين السياسي والعسكري الإسرائيلي، جنبا إلى جنب مع ارتفاع وتيرة الهجرة اليهودية المعاكسة.



هجرة معاكسة

أشارت الصحف الإسرائيلية إلى مغادرة الآلاف من الإسرائيليين من الأراضي الفلسطينية المحتلة بعد اندلاع العدوان الإسرائيلي الشرس على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية وتكميم الأفواه واستمرار المقاومة الفلسطينية رغم الآلام الكبيرة، الأمر الذي دفع أكثر من (400) ألف إسرائيلي باتجاه أوروبا وأمريكا وغالبيتهم من جيل الشباب، ليضاف هذا العدد إلى (500) ألف إسرائيلي كانوا خارج الأراضي المحتلة خلال عملية طوفان الأقصى قبل ثمانية أشهر، ولم يعودوا إلى الآن، ومن غير المعروف ما إذا كان هؤلاء الفارون من إسرائيل سيعودون إليها أم لا.

تشكل الهجرة العكسية خطرا وجوديا على الاحتلال الذي يقوم بالأساس على سياسة الاستيطان الإحلالي التهويدي، بمعنى أنه يعمل بغرض جذب اليهود من مختلف دول العالم ويسعى في ذات الوقت إلى طرد كافة الفلسطينيين من وطنهم الوحيد، فلسطين
وكان من بين الفئات التي سافرت للخارج ورفضت العودة شباب تم استدعاؤهم للتجنيد والمشاركة في حرب غزة، لكنهم تخلّفوا وتواجههم عقوبات، خاصة في ظل ارتفاع معدل التخلف عن التجنيد. ولولا التضييق على البعض لتركوها للجيش وقادته وهربوا، إذ تبخرت أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر بعد عملية طوفان الأقصى.

إذ إن ظاهرة الهجرة العكسية لليهود خارج إسرائيل ليست بسبب الحرب على غزة اليوم وتداعيات استمرار المقاومة الفلسطينية، بل هي ملازمة للدولة اللقيطة إسرائيل كلما استجدت داخلها أزمة سياسية أو أمنية، وقد كشفت تقارير إسرائيلية أن نحو (40) في المائة من الإسرائيليين وخاصة جيل الشباب يفكرون في الهجرة إلى خارج فلسطين المحتلة.

وعلى المستوى الاستراتيجي تشكل الهجرة العكسية خطرا وجوديا على الاحتلال الذي يقوم بالأساس على سياسة الاستيطان الإحلالي التهويدي، بمعنى أنه يعمل بغرض جذب اليهود من مختلف دول العالم ويسعى في ذات الوقت إلى طرد كافة الفلسطينيين من وطنهم الوحيد، فلسطين. ولهذا كان قد أكد أول رئيس وزراء للاحتلال ديفيد بن غوريون، وحتى قبل النكبة في عام 1948، على العدوان لم ينجح في تحقيق الهدف الإسرائيلي الأخطر في تهجير أهل غزة والضفة الغربية، بل على العكس، ارتفعت وتيرة الهجرة العكسية لليهود الإسرائيليين وخاصة الشباب؛ بعد انهيار أسطورة إسرائيل في أكتوبر المنصرم، ويدخل العدوان شهره التاسع دون أن يحقق أي هدف من أهدافه المعلنة والخفية، وتستمر المقاومة لتكتسب آثارها الكارثية والطويلة الأمد أبعادا إضافية على الداخل الإسرائيليضرورة تكثيف سياسة الاستيطان الإحلالي عن طريق زيادة الهجرة إلى إسرائيل، حيث قال: "إن انتصار إسرائيل النهائي سيتحقق عن طريق الهجرة اليهودية الكثيفة، وإن بقاءها يتوقف فقط على توفر عامل واحد؛ هو الهجرة الواسعة إلى إسرائيل"، وهو عكس ما يحدث اليوم، لذلك لا مبالغة في القول إن ظاهرة الهجرة العكسية لها تأثيرات شديدة الخطورة على الاحتلال.

صمود وإفشال التهجير

لقد صدق من قال إن الأرض تعرف أهلها، فالبرغم من التفوق العسكري والعددي اليوم لقوات الاحتلال الإسرائيلي، نجد أن الاحتلال يتكبد الخسائر الكبيرة في ميدان المعركة وخارجه، ورغم المجازر التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي على مدار الساعة منذ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي والتي ذهب ضحيتها آلاف الشهداء والجرحى والمفقودين، إلا أن العدوان لم ينجح في تحقيق الهدف الإسرائيلي الأخطر في تهجير أهل غزة والضفة الغربية، بل على العكس، ارتفعت وتيرة الهجرة العكسية لليهود الإسرائيليين وخاصة الشباب؛ بعد انهيار أسطورة إسرائيل في أكتوبر المنصرم، ويدخل العدوان شهره التاسع دون أن يحقق أي هدف من أهدافه المعلنة والخفية، وتستمر المقاومة لتكتسب آثارها الكارثية والطويلة الأمد أبعادا إضافية على الداخل الإسرائيلي.

ففي ظل النقص العددي لليهود في إسرائيل، يضطر جيش الاحتلال إلى الاعتماد بنسبة (65) في المائة على جنود الاحتياط؛ ومع ذلك، يشكل هذا الاعتماد على الجيش الاحتياطي عبئا اقتصاديا كبيرا، حيث تكبد تلك التكلفة الخزانة الإسرائيلية أموالا طائلة، وتبعا لذلك تعتمد الاستراتيجية على الحروب الخاطفة والحاسمة، وقد سقطت تلك الاستراتيجية في امتحان المقاومة الفلسطينية المستمرة منذ ثمانية أشهر.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإسرائيلي الهجرة الفلسطينية إسرائيل فلسطين الهجرة طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الهجرة العکسیة طوفان الأقصى

إقرأ أيضاً:

تكريم خريجي دورات طوفان الأقصى بأمانة العاصمة

يمانيون../
نظمت التعبئة العامة بمديرية التحرير في أمانة العاصمة اليوم، حفل تكريم الدفعتين الأولى والثانية من خريجي دورات “طوفان الأقصى” من أبناء حيي القاع والزراعة.

وفي التكريم الذي حضره وكيل أمانة العاصمة لشئون السلطة المحلية عبداللطيف العمري، أشاد مدير المديرية ناجي الشيعاني ومسئول التعبئة العامة بالمديرية المهندس عبداللطيف الولي، بتفاعل أبناء حيي القاع والزراعة مع هذه الدورات التي تتواصل في مختلف الأحياء والحارات بالمديرية تنفيذاً لتوجيهات قائد الثورة.

وأكدا أهمية دورات التدريب والتأهيل العسكري لرفع جهوزية المشاركين لمواكبة خيارات المرحلة الخامسة من التصعيد ضد العدوان الأمريكي والصهيوني والبريطاني، نصرة لغزة ولبنان.

وأشار الشيعاني والولي، إلى استمرار دورات وأنشطة التعبئة واستعداد أبناء مديرية التحرير إلى المشاركة في “معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس” جنبا إلى جنب مع اخوانهم المجاهدين في فلسطين ولبنان متى ما توفرت الظروف الملائمة لذلك.

فيما جدد حسين المسوري في كلمة الخريجين، العهد لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، بمواصلة تطوير مهاراتهم القتالية والحشد للإلتحاق بهذه الدورات استعداداً لمواجهة قوى العدوان الأمريكي والصهيوني والبريطاني، ونصرة الشعبين الفلسطيني واللبناني.

وفي الختام قام مدير المديرية ومسؤول التعبئة العامة وعدد من القيادات، بتكريم خريجي دورات طوفان الأقصى وعددهم 240 متدرباً بالشهادات التقديرية.

مقالات مشابهة

  • تكريم خريجي دورات طوفان الأقصى بأمانة العاصمة
  • تطورات اليوم الـ399 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • ضمن معركة "طوفان الأقصى".. 41 عملا مقاوما بالضفة خلال 24 ساعة
  • تطورات اليوم الـ398 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • بروتوكول تعاون لتنظيم قوافل طبية بالقرى المصدرة للهجرة غير الشرعية
  • نعيم قاسم: الميدان هو الذي سيوقف العدوان وصواريخنا ستصل لكل إسرائيل
  • نعيم قاسم: سنجعل إسرائيل تسعى بنفسها لوقف الحرب والانتخابات الأمريكية لا قيمة لها
  • الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا عاجلا لسكان ضاحية بيروت الجنوبية
  • تطورات اليوم الـ397 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • ضمن معركة "طوفان الأقصى".. 33 عملا مقاوما بالضفة خلال 48 ساعة