لجريدة عمان:
2024-06-30@02:27:00 GMT

الجسد

تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT

أعلنّا هذا العام ليكون عام اللاموضوعية، لاحقا صار عام الجسد؛ فمشاهد انتهاك الأجساد واستباحتها، في أرجاء وطننا العربي والعالم، صارت تخبرنا كيف أن «الكرامة» مرتبطة بمعانيها المادية في الأساس، فالجسد هو ما يقع عليه الأذى، يُجرح، يُحال إلى أشلاء.

يؤمن الطبيب، والمحلل النفسي فيلهلم رايش Wilhelm Reich أن كل ما اختبرناه، كل تاريخنا الذي نحاول نكرانه والتبرؤ منه، محفوظ على نحو ما في أجسادنا، ويؤكد أن التاريخ هنا لا يعني تاريخنا الشخصي، وإنما الاجتماعي أيضا.

وهي فكرة يسهل أن نتوصل إليها بحدسنا، فنحن نكون في مواقف نجد فيها أجسادنا تنكمش على نفسها، أحيانا نُغالب خطوتنا ونحن ذاهبون إلى وجهة ما، ويزداد انقباضنا كلما اقتربنا منها، والعكس بالمثل، فنجد أجسادنا تنبسط، وأذرعنا مرحبّة في رفقة من نحب ونأمَن.

تأثر فرانز فانون Frantz Fanon برايش، في تشريحه للجسد المُستعمر والمُمايز عُنصريا. التشريح هنا لا تخلو من معناها الجسداني أيضا. المعنى الذي اختار بعض المُترجمين إهماله.

يُلفت ماثيو باومنت Matthew Beaumont في مقدمة كتابه How We Walk النظر لأعمال فرانز فانون والطريقة التي تُرجمت بها أعماله من الفرنسية للإنجليزية، وكيف أن الترجمات فرّغتها من حمولتها المادية والجسدية corporeal وحفظت معناها السلوكي وحده. على سبيل المثال، ترجمة position إلى «attitude» التي تعني «سلوك» عوضا عن ترجمتها لكلمة تحمل معنى وضعية «posture»، والتي تحمل معنى الانتصاب وقوفًا. يُجادل باومنت أن تجاهلنا للجانب الجسدي في لغة فانون يُهدد فهمنا لفكرته عن القهر العنصري والاستعماري.

يهتم باومنت في كتابه بالمشي. ويحاول استكشاف كيف أن السير سياسة. في عالم يُنظّم ويضبط. المشي كالتنفس -يقول- نفترض أنه نشاط مُرتجل وطبيعي. لكن فانون يرى فيه نشاط ثقافي يُعرّف ويُحدد عبر السياسات العنصرية في مجتمع الاستعمار القمعي.

يُجادل باومنت أن مأساة الإنسان اليوم لا تختلف مأساته في القرن التاسع عشر. وإن جسده مسلوب، ومشوه بنفس القدر. بالطبع الأمر يصل أقصاه بالنسبة لمن يقعون في قاع سلسلة الاستغلال، ومن يضحون -حرفيا- بحياتهم لقاء رفاه العالم. لكنه قد يعني أيضا أولئك الذين ترزح أجسادهم تحت القلق والاكتئاب. من تنقبض أجسادهم وهم يضعون الزي الموحد، أو زي رسمي لا يشعرون أنه يُعبر عنهم، من يقفون إذا ما دخل المسؤول، ويكونون آخر من يجلس، من يضطرون للجلوس لساعات طويلة خلف مكاتبهم، ما يُهدد صحتهم البدنية. يقال عن هذه الأمراض أنها وليدة هذا العصر. ونتساءل: هل كانت هذه الأمراض موجودة أصلا، ولكننا كنا نفتقر إلى الأدوات لتشخيصها، أو أنها مستحدثة، بمعنى أنها نتيجة للظروف الخاصة التي نعيشها. أو ربما تكون متطلباتنا «للموظف المثالي» تغيرت. إذ نضع أنفسنا في مقارنة مع هذا الموظف المعياري، الذي يملك قدرة فذة على التركيز، الذي يُنتج بكفاءة. الذي يُمارس الرياضة، ويأكل خمس حصص من الفاكهة يوميا. ويقع على عاتقنا عبء الاهتمام بآلات الإنتاج هذه (أجسادنا)، فنتأكد من أنها ترتاح 8 ساعات في اليوم، خلال الساعات التي يُقال إنها مثالية لإراحة الجسد. وأن نُعدها لترتاح بـ«الشايات» وطقوس ما قبل النوم الأخرى. أن نحذر من أن نُريحها أكثر أو أقل مما يجب. موظفنا المعياري، قادر على إنجاز المهام مهما يكن وضعه الشخصي. إذ لا مكان للمشكلات الشخصية، أو أن تسمح لنفسك بالانهيار تأثرًا بما يحدث في العالم من مآسي تفوق الاحتمال.

هذه دعوة لأن ننقد، لأن ننزع عن أجسادنا آليتها، ونستعيدها. لأن نحترم بوصلتها الخاصة، ونستمع لها بإنصات واحترام، ولأن لا نفكر بها باعتبارها شيئا ثانويا، أو مطية. بل بما هي عليه حقا: نحن.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

بايدن يسقط في مناظرة “لغة الجسد” مع ترامب!

#سواليف

أثارت ” #لغة_الجسد” إحراجا كبيرا للرئيس الأمريكي جو #بايدن خلال #المناظرة التاريخية مع منافسه الجمهوري في الانتخابات الرئاسية المقبلة دونالد #ترامب ما أثار تفاعلا عبر مواقع التواصل.

وتحدث ناشطون عن “انتصار ترامب” خلال المناظرة، حيث بدا “الفرق شاسعا” بين الرجلين من حيث لغة الجسد والاستخفاف بالخصم.

أنظروا إلى وجه بايدن المرتبك بعد أن قال ترامب:
"لدينا أكبر عدد من الإرهابيين الذين يدخلون بلادنا الآن". pic.twitter.com/ECOTv1W6VZ

مقالات ذات صلة “لم يرمش لمدة غير طبيعية”.. نظرات بايدن تثير تفاعلا عبر وسائل التواصل / فيديو 2024/06/28 — F A T I M A (@Tima_Yu) June 28, 2024

فرق شاسع بين بايدن وترامب لغة الجسد
والاستخفاف بالخصم هكذا كان شعار
ترامب ينتصر في المناظرة ..

— ‏خالد بن فهد (@zp1741) June 28, 2024

وجمع ناشط أكثر اللحظات إحراجا على الإطلاق للرئيس بايدن خلال المناظرة قائلا إنه “أمر مخيف حقا التفكير في أن هذا الرجل مسؤول عن أقوى دولة على وجه الأرض”، وقال ناشط آخر إن “ترامب قد أفحم بالفعل بايدن”.

I put together a compilation of all of Joe Biden’s most embarrassing moments during the CNN presidential debate ⚠️

???? SHARE THIS WITH EVERYONE YOU KNOW IMMEDIATELY ????

It’s actually really scary thinking about how this guy will be in charge of the most powerful country on earth… pic.twitter.com/sXEy0KSj2n

— Matt Wallace (@MattWallace888) June 28, 2024

DONALD TRUMP JUST COOKED JOE BIDEN ???? pic.twitter.com/XEl1JRUGnF

— iqkev (@iqkev) June 28, 2024

وقالت إحدى الناشطات إن لغة الجسد وتعابير وجه بايدن أظهرت أنه لا يملك ” #كاريزما_القيادة” أمام ملامح ونظرات ترامب وطريقة إجاباته الحازمة، فيما اعتبر ناشط آخر أن “ترامب دمر بايدن خلال المناظرة”.

Trump: “I really don’t know what he said at the end of that sentence, I don’t think he does either.” ???? pic.twitter.com/dyU3IvgjZj

— Adan Salazar (@AdanSalazarWins) June 28, 2024

I’ve never been a fan of President Donald Trump – but he’s absolutely destroying Joe Biden in this debate… Trump is also being surprisingly generous here. This is an embarrassment to the DNC #Debates2024 pic.twitter.com/eJd76h7vjp

— Andy Signore (@andysignore) June 28, 2024

وتداول الناشطون إحدى أكثر اللقطات إحراجا لبايدن، حيث تلعثم أكثر من مرة وعجز عن نطق الكلمات بشكل سليم، فرد ترامب على طلب مدير الحوار التعليق على كلام بايدن بالقول: “لم أفهم ما قاله ولا أعتقد أنه هو نفسه فهم ما كان يقوله!”.

Trump: “I really don’t know what he said at the end of that sentence, I don’t think he does either.” ???? pic.twitter.com/dyU3IvgjZj

— Adan Salazar (@AdanSalazarWins) June 28, 2024

مقالات مشابهة

  • طارق فهمي: "الإخوان" جماعة محدودة الأفق
  • مسلسل اقتراحات وقف إطلاق النار مستمر .. مقترح أمريكي جديد
  • بعد المناظرة المحتدمة.. ماذا يقول خبير في لغة الجسد عن بايدن وترامب؟
  • عمرها 100 عام وتعمل 50 ساعة أسبوعيا.. كيف تحافظ «مريم» على صحتها؟
  • أمريكا ترصد 5 ملايين دولار لمن يصل لـ "المرأة الأخطر في العالم".. والكشف عن تهمتها
  • مناظرة ترامب وبايدن.. لغة الجسد تكشف مفاجآة
  • بايدن يسقط في مناظرة “لغة الجسد” مع ترامب!
  • نجمة تلفزيونية تنفق آلاف الدولارات لإطالة ساقيها بطلب من زوجها... فينفصل عنها
  • “سي إن إن”: لماذا ستكون الحرب بين حزب الله و”إسرائيل” أكثر خطورة من السابق؟
  • الاستحواذ على الكرة في «يورو 2024» لا يضمن التفوّق!