لجريدة عمان:
2025-02-03@04:49:02 GMT

مـرجعيّـتان تفرضـان نفسيـهمـا

تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT

حين يكون موضوعُ البحث مزدوجَ الطّبيعة مستـنِدَ الكينونة إلى أكثر من مصدر، يغدو عسيرًا إدخالُه في نمطٍ واحدٍ من أنماط الموجودات الاجتماعيّة، الأمرُ الذي يستعصي معه أن نقاربه من داخل منظومةٍ معرفيّةٍ ومنهجيّة واحدة كما نقارب، عادةً، غيرَه من الموضوعات الواضحةِ النّسب. سيكون على التّحليل، في مثـل هذه الحال من التّداخل الماهـويّ في الموضوع الواحد، أن يَفْتح نفسَه على أكثر من موردٍ معرفيّ ومنهجيّ واحد، وأن يُحْسِن الانتقال السّلس بين أنظمةٍ مفهوميّة قد تبدو غيرَ متجانسة من منظور المعرفة وأنظمتها.

وليس معنى ذلك أنّ على التّـفكير والتّحليل أن يَرْكب لنفسه سبيل التّناقض -أو حتّى التّضادّ- المعرفي من أجل أن يفكّر في ما لا يدخُل في الأنماط والأجناس المعهودة؛ ذلك أنّ ما يبدو تناقضًا بين منظومتين من المعارف والمناهج قد يكون كذلك - أي تناقضًا- فقط إن نحن رأينا إليه من زاوية التحديد المعرفيّ ووسائـلِ تصنيف المعارف؛ أمّا إن نُظِـر إليه من حيث هـو تكوينٌ صِيرَ إلى تجديله (من الجدل) ليناسب النَّظر إلى موضوع شبيهٍ في التركيب من أكثر من نموذج، أُدْرِكَ -عندها- أنّ الأمر فيه لا يتعلّق بخلطةٍ عشوائيّة بين مرجعيْن متجافييْن، بل بِـحاجة موضوعيّـة: أي فَرَضها الموضوعُ الخارجيُّ نفسُه؛ أي أُدْرِكَ أنّ معرفة النّموذج المُـرَكَّب -وهو واقعيّ خارجيّ- يحتاج، حُكْمًا، إلى معرفةٍ مركّبة تستقي مواردها من أكثر من مرجعٍ فكريّ ومنهجيّ أو، قُـل، من كلِّ مرجعٍ يُسْعِـف الفكر في فهم جانبٍ من الموضوع المُفَـكَّـر فيه.

هذه عينُها الحالُ التي يجد فيها الفكرُ الفلسفيّ العربيّ المعاصر نفسَه حين يفكّر في مسائل المجال السّياسيّ العربيّ (السّلطة، الدولة، الشرعية، نظام الحكم، التّمثيل، المجتمع المدنيّ، المواطَنة...). يصادفه الكثير من هذه المسمَّيات، ولكن جنبًا إلى جنب مع القليل من مضامينها المتَعارَف عليها في الفكر السّياسيّ الحديث. في الوقت عـينِـه تصادفه علاقات وبِنًـى لا تسمّيها مفرداتُ ذلك الفكر الحديث؛ لأنّها تنتمي إلى نموذجٍ سياسيّ تـقليديّ قديم دَرَسَ رسْمُـه (بالنّسبة إلى مجتمعات الفكر الحديث)، لكنّ لها كُنياتها التي تُـكَـنَّى بها في فكرٍ سياسيّ تقليديّ لدينا منه، في ثـقافـتـنا العربيّـة الإسلاميّة، ما يفيض عن حاجتنا إليه. هكذا يجد الفكر الفلسفيّ نفسَه - إزاء ازدواجيّة الموضوع المدروس - متردِّدًا بين مرجعٍ وآخر، واجدًا لبُغْيته في كلٍّ منها بعضَ ما يُجيب الحاجـةَ ويُـشْبِع. من البيّن أنّ هذا التّردُّد، أو التّأرجح بين أكثر من مدوّنة معرفيّة - وهو ممجوجٌ ومطعونٌ فيه عند الكثيرين - ما أتى بمحض الاختيار من قِـبَـل مَن وجدوا أنفسهم منساقين إليه، وإنّما هو ممّا حَمَلَت عليه ضَرائِـرُ الدّرس والموضوع المدروس، فأُكْـرِهَ على المُضيّ فيه مَن يبحث في موضوعٍ إشكاليٍّ يختلط فيه حابِلُ الحديث بنابِلِ القديم على مثال ما هُمَا عليه من الاختلاط في موضوع المجال السّياسيّ العربيّ المعاصر. لا بأس، هنا، من الاعتراف أنّ الفكر الفلسفيّ السّياسيّ العربيّ - وهو مُلِمّ بمرجعيْ الفكر السّياسيّ: حديثه والقديم - يعثر في المرجعيْن معًا، وعلى تفاوُت، عمّا يُسْعفه لوصف ظواهر السّياسة العربيّة وعلاقاتها وبناها وتحليلها؛ ما كان منها حديثًا، يشبه ما هو كائن في بنيان الدّولة الحديثة، وما هو منها قديمٌ نظير ما كانت عليه حال الدّولة التّـقليديّة. وهكذا لا تلبث المرجعيّـتان المتوازيتان أن تغدُوَا متجاورتين في المقاربة الواحدة فـتؤدّيان معًا وظيفة إماطة اللّثام عن ذلك المُركَّب الذي يؤسّس مجال السّياسة.

من النّافل القول إنّ العمران السّياسيّ العربيّ المعاصر لا يَعْدَم وجود أبنيةٍ وعلاقاتٍ حديثةٍ فيه أُسْوةً بما في أيّ دولةٍ حديثة. إنّ مؤسّساتٍ وأجهزةً في الدّول من قبيل الحكومات والبرلمانات ومؤسّسات القضاء والدّفاع الوطنيّ والاقتصاد والإنتاج والتّخطيط، وأجهزة التّنشئة والتّكوين والإعلام والأمن والاستخبار...، وأنظمة من قبيل الدّستور، والقوانين والتّشريعات، ومدوّنات الحقوق المدنيّة والسّياسيّة...، لهي من مألوفات هذا العمران السياسي العربيّ ومن عُـدّةِ عمله. كما أنّ من مألوفاته إدارة الشّؤونُ العامّة على قدْرٍ من المقتضى المؤسّسيّ الحديث الذي على مِطْماره تُدار تلك الشّؤون في الدّول الحديثة. تتفاوت هذه المظاهر السّياسيّة الحديثة، حجمًا ومقاديرَ، من دولةٍ عربيّة إلى أخرى؛ تبعًا لتفاوُت التّطوُّر السّياسيّ وتراكُم المكتسبات السّياسيّة، وتبعًا لنوع النّخب السّياسيّة القائدة ونوع مشاربها الثّـقافيّة، لكنّها تفرض نفسَها فيها، جميعِها، بما هي جزءٌ من نظام السياسة والسلطة فيها. لذلك لا نُدحة لباحثٍ أو فيلسوفٍ عربي عن توسُّل معطيات الفلسفة السّياسيّة الحديثة ومفاهيمها حين مقاربة عمل الدّولة والمجال السّياسيّ في هذا الوجْه الحديث منه؛ فهي وحدها المرجعيّة التي تُظْهِرنا على ذلك الوجْه؛ الذي قد يكون باديًا بحيث لا إعضال في قراءة ملامحه، أو قد يكون مضمَرًا بحيث تحجُبُه أرديّةُ التّـقليد عن البُـدُوِّ أو الظّـهور.

في المقابل، لا يني العمرانُ السياسي نفسُه يُـفْصِح، في الوقتِ عيـنِه، عن صورٍ عدّة من استمراريّةِ مفعولِ أنظمةٍ وقيمٍ وعلاقاتٍ سياسيّة، منحدرةٍ من النّظام القديم، في هذا العمران. هكذا نصطدم بحقيقة استمرار ظواهر الاستبداد، وتَمَرْكُز السّلطة في النّصاب الواحد، ومداخلات الدّين في السّياسة، وعشائريّة النّظام السّياسيّ، والانقسام إلى عامّةٍ وخاصّة بدلًا من المَرَاتـبـيّات الاجتماعيّة الحديثة، وأدوار العصبيّـات الأهليّة في حياة الدّولة...إلخ. وهذه، أيضًا، ظواهر متفاوتة الحضور والحجم والحِدّة من دولةٍ عربيّة إلى أخرى؛ تبعًا لتفاوُت آثار المواريث السّياسيّة التّـقـليديّة، وتبعًا لنوع الثّـقافة السّياسيّة السّائدة في المجتمع ولدى النّخب. من الطّبيعيّ، في مثل هذه الحال، أن يقع اللّجوء إلى منظومات الفكر السّياسيّ التّـقليديّ وتوسُّل مفاهيمها لفهم ظواهر التّـقليد في الاجتماع السّياسيّ. وما أغنانا عن القول إنّه على كثرة تلك المنظومات في تراثنا (من كلامٍ على مسائل الإمامة، وفقهٍ سياسيّ، وآداب سلطانية وفلسفةٍ سياسيّة...) يظلّ لنظريّة العمران الخلدونيّة قيمة اعتباريّة خاصّة في ميدان السّياسيّات (كما في ميدان التّاريخ). وما أكثر الأحيان التي يشعر فيها المرءُ منّا - وهو يطالع صورة السّياسة في البلاد العربيّة المعاصرة - أنّنا ما زلنا نعيش، في اجتماعنا السّياسيّ، داخل دائرة الأنثروپـولوجيا الخلدونيّـة، وأنّ هذه أقـدرُ من غيرها على فكّ لُغْـز دوران ذلك الاجتماع على مدار التّـقليد. بل لعلّ ذلك، أيضًا، في جملة الأسباب التي تَحْـمل على بعضِ الاعتـقاد براهنيّـة ابن خلدون ونظريّـته...، وتلك مسألةٌ أخـرى.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: ر الس یاسی الس یاسی ة ة الحدیثة یاسی ة ا أکثر من الد ولة من الم

إقرأ أيضاً:

جامعة القاهرة تدشّن القاموس العصري للشباب العربي

أعلن الدكتور محمد سامي عبد الصادق رئيس جامعة القاهرة، تدشين " قاموس القاهرة العصري للشباب العربي"، وذلك ضمن  فعاليات مشاركة الجامعة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56 بقاعة المؤسسات بلازا( ١) وتحت إشراف الدكتورة غادة عبد الباري القائم بأعمال نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وبالتعاون بين كليتى الحاسبات والذكاء الإصطناعي ودار العلوم.

حضر فعاليات التدشين، الدكتور أحمد بلبولة عميد كلية دار العلوم، والدكتور رضا عبد الوهاب الخريبي عميد كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي، والدكتور صفوت علي صالح وكيل كلية دار العلوم لشئون الدراسات العليا والبحوث، والمدير العلمي للمشروع، والدكتور حافظ شمس الدين عضو مجمع اللغة العربية، والدكتورة أسماء أحمد عثمان المدرس بكلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي،والمدير التقنى للمشروع، والدكتور أحمد الشيمي المدرس بكلية دار العلوم، والمدير التنفيذى للمشروع ،والذى أداراللقاء باقتدار، لإعلان تدشين المشروع، فى حضور لفيف من قامات اساتذة جامعة القاهرة وكلية دار العلوم والطلاب المتميزين المشاركين في تنفيذه.

وفى كلمته عبر الدكتور محمد سامي عبد الصادق، عن بالغ سعادته بمشاركته في تدشين مشروع قاموس "القاهرة العصري للشباب العربي" والذي يأتى فى إطار المبادرات التى اطلقها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي تولي اهتماما بالغا بتطوير التعليم والتكنولوجيا، كما يعكس رؤية جامعة القاهرة التي تقوم علي الدمج بين التراث اللغوي العربي والمستجدات وتطورات التكنولوجيا الحديثة ويُلبي استراتيجية الجامعة للذكاء الاصطناعي، كما يتوافق مع المبادرات الرئاسية التي أُطلقت لتحفيز الإبتكار والإبداع وتعزيز الهوية والثقافة العربية بوجه عام، مؤكًدا أن القاموس يُلبي إستراتيجية التعليم العالي والبحث العلمي التي أطلقها الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي في مارس ٢٠٢٣ وتقوم على محاور عدة من بينها التكامل والتعاون.

وأشار رئيس جامعة القاهرة، إلى أن القاموس يعكس تعاونًا بين كليتي دار العلوم والحاسبات والذكاء الاصطناعي ويؤكد التكامل بين اللغة العربية والذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، مؤكدًا أن جامعة القاهرة لها السبق والريادة في تدشين أول قاموس بهذا المحتوى المتفرد يصدر من مؤسسة تعليمية مصرية وعربية، لافتًا إلى أن القاموس الجديد يساعد علي تسهيل تعلم اللغة واستخدام أدواتها ويؤكد أن للجامعة دور بارز في إعلاء قيمة اللغة العربية والاهتمام بها في العصر الرقمي الذي نعيشه، موجهًا الشكر لفريق العمل الذي ساهم بفضل جهوده في إخراج هذا القاموس الذكي التفاعلي.

وقال الدكتور محمد سامي عبد الصادق، إن القاموس يُعد مصنفا جماعيا محميا وفق قواعد الملكية الفكرية ويتمتع بالحماية لما له من ابتكار، مشيرًا إلي ضرورة الإستفادة من هذا القاموس من خلال التعاقد مع "شركة جامعة القاهرة لإدارة واستثمار الأصول المعنوية" التي تم انشاؤها مؤخرًا، وبين القائمين علي إعداد هذا القاموس من كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي وكلية دار العلوم والطلاب الذين شاركوا في صناعته ليصبح هذا  القاموس هو أول نشاط تقوم به شركة جامعة القاهرة لإدارة واستثمار الأصول المعنوية.

وأكد الدكتور محمد سامي عبد الصادق، أن تدشين  مشروع القاموس يتواكب مع إستراتيجية الذكاء الاصطناعي التي أطلقتها الجامعة، مؤكدًا حرص الجامعة على إطلاق مشروعات قومية تدعم الهوية وتنشر الوعي الثقافي وتُظهر ثراءها بالكفاءات القادرة على استثمار مقومات العصر في التخطيط اللغوي والتطور التكنولوجي في صناعة المعاجم الحديثة.

وأضاف رئيس جامعة القاهرة، أن القاموس  هو مشروع تتبناه الجامعة لرفع الكفاءة اللغوية لدي الشباب سواء في المرحلة الجامعية أو ما قبلها، لافتًا إلي سهولة استخدام القاموس لكونه قاموسًا ذكيًا تفاعليًا يسهل تداوله.

ومن جانبه، قال الدكتور عبد الوهاب الخريبي عميد كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي، إن حضور اللغة العربية وتواجدها في محافل العلم والثقافة ليس بالأمر الجديد، مشيرًا إلى أن لوائح الكلية اشتملت علي مجموعة من المقررات الدراسية في اللغة العربية مثل مقرر معالجة اللغات الطبيعية، ومعالجة الأنماط العلمية الذي يمنح التعرف علي الكتابة بالخط العربي، مؤكدًا أن القاموس هو باكورة لدعم اللغة العربية بتقنيات الذكاء الاصطناعي بإعتبار أن اللغة العربية على رأس أولويات العاملين في مجال الذكاء الاصطناعي.

و قال عميد كلية الحاسبات والذكاء الإصطناعي: إن القاموس سيكون متاحًا على شبكة الانترنت ومن خلال تطبيق سهل الاستخدام من كافة الأعمار، مؤكدًا أن القاموس قادر على التكيف وفق مستوى المستخدم سواء كان طفلًا أو متخصصًا في أعلى درجات التخصص في اللغة العربية.

وأوضح الدكتور أحمد بلبولة عميد كلية دار العلوم، أن الصناعة المعجمية نشأت مصرية، وأن هذا القاموس قام بتنفيذه طلاب الجامعة وهو منبثق من المبادرة الرئاسية "بداية جديدة لبناء الإنسان" التي أطلقها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية وشاركت فيها جامعة القاهرة على مدار ١٠٠ يوم بمجهودات جادة ومثمرة لتفعيل هذه المبادرة، مشيرًا إلي أن فكرة هذا القاموس جاءت لسد الفجوة الثقافية إدراكًا لأهميتها بإعتبارها البوصلة التي توجه الإنسان لكافة الأشياء.

وأضاف عميد كلية دار العلوم، أن مدخل القاموس هو مدخل ثقافي يُعيد الشباب للثقافة وهو منصة تدعم فكرة الهوية، ويسهم في تعزيز قوة مصر الناعمة، لافتًا إلى أن القاموس يحتوي على ١٠ آلاف مصطلح جديد يدور حول الجمهورية الجديدة تأكيدًا لضرورة أن تكون الدولة حاضرة في المتن الثقافي المصري، وأن ينقل المصطلحات السائدة في العالم والقيام بتعريبها، موجهًا الشكر للدكتور محمد سامي عبد الصادق رئيس جامعة القاهرة لدعمه لفكرة هذا المشروع.

وأشار الدكتور أحمد بلبولة عميد كلية دار العلوم، إلى أن القاموس يستهدف سد الفجوة الثقافية لدى الشباب والتي تُعد حائط صد أمام تشوهات الفكر المنتشرة عبر الوسائط المتعددة، مضيفًا أن الكلية تعي مسؤليتها في انقاذ المجتمع  من الضرر اللغوي، وتعزيز أهمية الكلمة في البناء وليس الهدم.

وقال الدكتور صفوت علي صالح وكيل كلية دار العلوم والمدير العلمي للمشروع، إن العالم يتوجه في الوقت الحالي نحو الإستثمار المعرفي والثقافي، وأن أساتذة اللغة من مصر  وعلماء جامعة القاهرة وأساتذتها يقفون وراء صناعة القواميس العربية المختلفة، مشيرًا إلي أن القاموس صنعه الشباب وهو موجه للشباب ويقدم رسالة هامة لهم لإدراك أهمية اللغة العربية.

وأكد الدكتور صفوت علي صالح، أن فكرة القاموس جاءت من خلال التفكير في كيفية استثمار الطاقات الشابة في صناعة المستقبل، مشيرًا إلي أن القاموس يُعد نموذجًا فريدًا للتكامل بين العلوم الإنسانية والعلوم التطبيقية، وأن طلاب كليتي دار العلوم والحاسبات والذكاء الإصطناعي سوف يعملون على انجازه من خلال خضوعهم للتدريب المتبادل بين الكليتين.

وقدمت د.اسماء أحمد عثمان بكلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي، والمدير التقنى للمشروع عرضا تفصيليا للجوانب التقنية للقاموس، موضحة إمكانياته وأوجه استخدامه، والاستفادة منه، بما يحتويه بحيث تستفيد منه كافة الفئات العمرية، والمستويات العلمية والثقافية، من الجمهور العام إلى كافة التخصصات فى العلوم النظرية والتطبيقية، مؤكدة أن هذا المشروع يمثل نقلة نوعية فى التكامل بين العلوم، ويعكس نمطا متميزا بين كليات جامعة القاهرة في ضوء استراتيجيتها التعليمية والبحثية.

ومن جهته، عبر الدكتور حافظ شمس الدين عضو مجمع اللغة العربية، عن سعادته لمشاركته في فعاليات تدشين القاموس الذي تصدره جامعة القاهرة العريقة والتي تُعد الواحة التي يفر إليها الجميع للفصل في المعلومات الصحيحة والمؤكدة التي تصلح لليوم وللأجيال القادمة، موضحًا أن هذا القاموس يعكس إرادة وعزيمة جامعة القاهرة لتكون اللغة العربية في دائرة الضوء بشكل دائم، مشيرًا إلى أن اللغة العربية تشهد حالة من الجفاء بينها وبين الشباب ونأمل أن يسهم هذا القاموس في القضاء عليها وعدم تحويلها إلى فجوة كبرى، موجهًا الشكر للقائمين على هذا المشروع الذي يمثل حجر الأساس لعودة أهمية اللغة العربية.

وشهدت فعاليات التدشين، تقديم عرض للمشروع يتضمن نموذجا تطبيقيا يوضح كيفية استخدام القاموس ومحتوياته، وقدم خلاله الأساتذة والطلاب المشاركون في المشروع عرضا تفصيليا لمحتويات هذا القاموس والمميزات المختلفة التي يوفرها لمستخدميه، وانه يتوفر منه اصدار ورقي وآخر الكتروني.

وفي ختام فعاليات التدشين، تم فتح باب المداخلات ومشاركات الأساتذة حول قاموس القاهرة العصري للشباب العربي، وأعقب ذلك زيارة رئيس الجامعة وضيوف حفل التدشين لجناح جامعة القاهرة بالمعرض.

مقالات مشابهة

  • المشروع العربي الغائب
  • عاجل- «انتقام اقتصادي».. كندا والمكسيك تفرضان رسومًا على أمريكا والصين تستعد للرد قانونيًا
  • أحلام؛ ليست شمسٌّ جزائريةٌ أضاءَت الأدّب العربيّ فقط
  • ما الواجب المباشر تجاه الفكر الحر في ظل استمرار السردية التكفيرية؟ «2- 13»
  • معرض الكتاب يُناقش سليمان العطار.. الفكر الإنساني والأدب
  • جامعة القاهرة تدشّن القاموس العصري للشباب العربي
  • بناء المستقبل العربي
  • علي جمعة: الفكر المستنير نتاج استضاءة العقل بنور الهداية
  • برلماني: إنشاء 100 مدرسة مصرية ألمانية إضافة جديد لتغيير الفكر التعليمي
  • ركن الخط العربي في جناح الأزهر.. نافذة على الإبداع والجمال