يمين فرنسا المتطرف وخطره على قيم الجمهورية!
تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT
كان واضحاً أن كثيرا من التداعيات والفاعليات في العالم - وبخاصة منذ التسعينات - ومنها بالأساس؛ أثر العولمة على فعالية الدولة القومية، وقضايا الهجرة، الاسلاموفوبيا، إلى جانب دور الاقتصاد النيوليبرالي في تقليص إمكانات دولة الرفاهية التي شهدتها أوروبا ما بعد الحرب العالمية الثانية، إلى جانب الأثر الكبير لثورة الاتصال والمعلوماتية؛ كان لكل ذلك دور كبير في هذا الصعود الخطير لأحزاب اليمين الأوروبي المتطرف؛ الذي ظهرت آثاره في نتائج الانتخابات الأوروبية الأخيرة وأدى إلى ما يشبه الزلزال في كل من فرنسا وبلجيكا - على وجه الخصوص - الأمر الذي اضطر رئيس الأولى (ايمانويل ماكرون) إلى قرار حل الجمعية الوطنية (البرلمان الفرنسي) فيما استقال رئيس وزراء بلجيكا.
وفيما تبدو ثمة خلفيات كثيرة تزيد من صعوبة نزع أثر اليمين المتطرف من التأثير على وعي كثيرين من مواطني أوروبا الغربية، إلا أن ثمة تحديات أخرى تواجه المحتوى السياسي الموضوعي لسياسات اليمين المتطرف في أوروبا حين يصل إلى السلطة، وهي سياسات ستضع ذلك اليمين أمام اختبار حقيقي، وتحدٍ قاسٍ (بعيداً عن موجة استهلاك الشعارات وتأجيج مشاعر الرفض) ذلك أن أسلوب استهلاك الشعارات وتأجيج مشاعر الرفض أمر يعكس بوضوح - وعلى نحو عمومي وغامض - ما لا يريده اليمين المتطرف في أوروبا، لكنه لا يعكس أبدا هوية ما يريده اليمين الأوروبي المتطرف حين يصل إلى السلطة ويواجه تدابير السياسات اليومية المتصلة بالخدمات والمؤسسية والقانون وقضايا الاندماج والوحدة الأوروبية وغيرها من التحديات.
ولعل في الإجراء الذي اتخذه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بحل البرلمان، ما يعكس، إرادته الواضحة في وضع مواطني فرنسا أمام استحقاق مواجهة مباشرة - عبر الاقتراع - في اختبار خياراتهم الحقيقية، بلا أي مواربة؛ حول الهوية الديمقراطية ومبادئ الجمهورية الفرنسية وقيمها الانسانية العليا في العدالة والإخاء والمساواة.
لقد كشف الشعب الفرنسي عام 2002 عن اصطفاف حقيقي مع قيم الجمهورية ومبادئ الثورة الفرنسية؛ حين اصطفت غالبية الأحزاب الفرنسية يوم ذاك مع يمين الوسط الديغولي بقيادة جاك شيراك، ما ان تكشفت نتائج الجولة الأولى من انتخابات ذلك العام - ولأول مرة - عن ارتفاع نسبة خطيرة ومقلقة لأصوات اليمين المتطرف في تلك الانتخابات بقيادة جان ماري لوبين، الأمر الذي أدى الى اصطفاف وتكتل كافة القوى الحزبية الديمقراطية في فرنسا حول برنامج سياسي واحد للرئيس جاك شيراك، لتنتصر إرادة الشعب الفرنسي ومبادئه الجمهورية في نتائج الجولة الثانية من الانتخابات بإزاحة اليمين المتطرف من أي احتمال للاقتراب من السلطة السياسية للبلاد.
اليوم وبعد 22 عاماً من انتخابات 2002 تواجه فرنسا الخطر الأكبر ليس فقط على تحديات إدارة فترة انتخابية محتملة لليمين المتطرف، بل كذلك تواجه فرنسا تحديات بتغيير جذري في المبادئ الجمهورية والديمقراطية لثورتها العظيمة منذ قرون ثلاثة!
قد يكون صحيحاً كما قال الاستاذ حازم صاغية «أنّ نجاح الوسط، بيمينه ويساره، في الاحتفاظ بالموقعين الأوّل والثاني على نطاق قارّي عنصر مطمئن، وكذلك إعلان أحزاب اليمين الأقصى تمسّكها، حتّى لو كان لفظيّاً فحسب، بالعمليّة الديمقراطيّة ومبدأ تداول السلطة. لكنّ استشراف الوجهة العريضة، سيّما إذا استمرّت الأوضاع الاقتصاديّة وغير الاقتصاديّة في التردّي، يستدعي القلق والتنبّه وفعل كلّ ما يمكن فعله لوقف هذه الوجهة الخطرة.» فالوجهة الخطرة التي تنبئ بها نتائج الانتخابات الأوربية مؤخراً لاتزال تشكل تهديداً كبيراً وتنبئ بزلزال سياسي واجتماعي محتمل ومتعدد الوجهة والمكان في كافة أنحاء القارة الأوروبية.
حيال تحدٍ كهذا ليمين شعبوي متطرف يستهلك الحرية دون وعي معناها؛ ربما كان وعي مواطني فرنسا بقيم الجمهورية ومبادئ الثورة الفرنسية، من ناحية، والعجز الذاتي لليمين الشعبوي المتطرف بوصفه خطاباً مجوفاً لا حلول لديه لمشكلات سياسية واقتصادية تتصل بتعقيدات أكبر من قدرته على رؤية مصائرها ؛ هو ما قد يبشر بإعادة الثقة للقيم الديمقراطية التي يتم تجريفها لحساب خطاب يميني متطرف ذي هوية شعبوية مغلقة لا تنسجم مع هوية أوروبا الغربية التي طالما كان الانفتاح في هويتها الليبرالية أحد أهم حيثيات مسارها الحديث.
وإذا ما بدا اليسار الأوروبي مشوشاً حيال الخطاب اليميني الشعبوي المتطرف والصاعد، بل ولاهثاً وراء مزايداته على ذلك اليمين المتطرف، بحسب - آلان غريش- فإن مزيدا من التعقيد ربما سيتعزز في وجه الإيمان بالديمقراطية في أوروبا!
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الیمین المتطرف
إقرأ أيضاً:
نجم الكرة الفرنسية السابق يوجه إنتقادات لاذعة لمحرز
وجه نجم الكرة الفرنسية السابق، روبرت بيريز، إنتقادات لاذعة إلى الدولي الجزائري، رياض محرز، بعد خسارة فريقه الأهلي أمس الخميس، أمام الإتحاد، برسم الجولة التاسعة من دوري روشن.
وصرح أسطورة أرسنال السابق، لقناة “sbc” على هامش حصة “دورينا غير”:”بكل صراحة رياض محرز، لحد الآن، لم يعد باستطاعته الوصول إلى مستوى نجوم الدوري السعودي الأجانب، كما كسب وزنا زائدا”.
وأضاف المتحدث:”محرز لم يعد ذلك اللاعب المنفجر، الذاهب للعب، فهو يملك إحصائيات ضعيفة في المراوغات، وتنقصه السرعة، وهذا ما أثر على مستواه”.
وتابع ذات المتحدث:”محرز لما كان ينشط في صفوف مانشستر سيتي، كان يواجه المدافعين، ويصنع الفارق، ونستمتع بمردوده، الآن تغيير أدائه ويبدو أنه فقد الثقة”.
وأوضح نجم “الديكة” سابقا:” من الصعب أن يعود رياض لمستواه المعهود، عليه أن يعمل بجدية، لأنه لايملك المستوى الإيقاع لمجاراة المنافسين حاليا”.
ووجه روبرت بيريز نصيحة للاعب الخضر، محرز بالقول:” على رياض الإنتباه لصحة جسمه والتخلص من الوزن الزائد، لأنه هو من يمنحه الإستمرارية في الأداء، فهو ينشط في منصب الجناح وسرعته هي من كانت تصنع الفارق، والآن فقد هذه الميزة، ومع تأثره بعامل كبر السن للأسف عيوبه أصبحت واضحة للعيان، ويجب عليه إيجاد حل آخر”.
#روبيرت_بيريز:
محرز لم يعد مثل السابق، ولم يرتقي لجودة الأجانب في الدوري السعودي حتى الآن.@piresrobert7
#الاتحاد_الاهلي#دورينا_غير pic.twitter.com/JCBp2w4pzI
— #دورينا_غير (@SBA_sport) October 31, 2024
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور