حملة مصريين ضد السيسي على مواقع التواصل.. هل كسرت حاجز الخوف؟
تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT
أعاد رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، خلال الأيام الماضية، مشاركة المنشورات والتغريدات السابقة للرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، والتي تضمنت وعودا بالنهوض السياسي والاقتصادي والاجتماعي بالبلاد، وهو ما لم يتحقق وفقا لجميع المؤشرات.
وحملة السوشيال ميديا رافقتها حالة من السخرية عندما قارن النشطاء حديث السيسي وواقع اليوم في مصر، وبعدها تم اكتشاف حذف بعض أبرز المنشورات من الصفحات الرسمية للسيسي، قبل عودة بعضها مرة ثانية.
وقالت أستاذة علم الاجتماع بالجامعة الأميركية بالقاهرة، سيلفيا هاني، لموقع "الحرة" إن "ما يحدث يعتبر تغييرا جذريا في المجتمع المصري، الذي يدرك أفراده جيدا خطورة ما يفعلونه حاليا، وأقصد بذلك انتقام السلطات والتي قد تصل لعقوبات بالحبس، خاصة أنه يمكن العثور عليهم بسهولة من خلال صفحاتهم على مواقع التواصل".
وأضافت أن "هذه الحملة من المفترض أن تدق ناقوس الخطر بالنسبة للنظام، لأن وصول المصريين لهذه المرحلة من كسر الحواجز الخوف والصمت يعني تأزم الوضع الاقتصادي والاجتماعي لدرجة أشعلت الغضب بشكل كبير، وهو ما لم يعتد عليه النظام الحالي".
وتابعت أن "علم الاجتماع يرى ويحلل مثل تلك الظواهر البسيطة على أنها إحساس كبير بالظلم بداخل أفراد المجتمع يمكنها بسهولة أن تكون فتيل إشعال موجات الاحتجاجات والثورات، لكن الأزمة عندما تكون بل هدف أو رؤية واضحة، لأنها قد تكون مدمرة لأشخاصها ولمجتمعها".
حملة من المصريين ضد حسابات السيسي على السوشيال ميديا.ولفتت إلى أنه "بالنظر إلى محتوى المنشورات التي تداولها النشطاء، نجد أنها ليست عشوائية ولا تهدف للسخرية والتهكم فحسب، بل هي منتقاة بعناية وتلمس كل واحدة منها الخلل الواضح بين الوعود وما يعانيه الناس حاليا بشدة في مصر".
وأكدت أستاذة علم الاجتماع أن "التعويل على الحلول الأمنية لن يجدي نفعًا"، داعية إلى "تغيير السياسات الاقتصادية من جذورها".
وتحدث أبرز المنشورات المتداولة عن الوعود الاقتصادية مثل تغطية احتياجات مصر من الغاز والكهرباء تحديدا بعد فترة انقطاعها إبان الرئيس السابق، محمد مرسي، وكذلك استمرار دعم رغيف العيش وأسعار النقل المواصلات.
التويتة دي هتكون مرجع لكل تويتات السيسي اللي اتمسحت النهاردة .. أستأذن حضراتكم اللي عنده اسكرين شوت لأي تويتة إتمسحت يحطها هنا
— Ali Bakry (@_AliBakry) June 10, 2024كما أشارت منشورات أخرى إلى أهمية الصدق والشفافية لضمان نجاح الشعوب، وسلطت البعض الآخر الضوء على الحوار السياسي وضرورته. وقال إنه "سيترك منصبه إذا قرر الشعب ذلك"، وأيضا إنه "لن يُفرط في مياه النيل أو أي شبر من الأرض المصرية".
التويتة دي هتكون مرجع لكل تويتات السيسي اللي اتمسحت النهاردة .. أستأذن حضراتكم اللي عنده اسكرين شوت لأي تويتة إتمسحت يحطها هنا
— Ali Bakry (@_AliBakry) June 10, 2024وقال نشطاء إن السيسي قام بمسح منشورات على "فيسبوك" وتركها على منصة "إكس" في تخبط من قبل رأس النظام المصري٬ وأرجع البعض ذلك إلى الانتشار الكثيف لفيسبوك عن باقي المنصات.
التويتة دي هتكون مرجع لكل تويتات السيسي اللي اتمسحت النهاردة .. أستأذن حضراتكم اللي عنده اسكرين شوت لأي تويتة إتمسحت يحطها هنا
— Ali Bakry (@_AliBakry) June 10, 2024ووفقا للتدقيق الذي قامت به منصة "متصدقش"، وجدت أن عدد من بوستات فيسبوك اختفت من الصفحة الرسمية السيسي، البحث بنص المنشور على جوجل يظهر في النتائج من صفحة الرئيس السيسي على فيسبوك، لكن عند فتح لينك المنشور تظهر رسالة بأن المحتوى "ليس متاحًا في الوقت الراهن"، ومنها على سبيل المثال، اختفى منشور يعود إلى أبريل 2017 يقول فيه الرئيس "لن أتخلى عنكم إلا إذا كانت هذه رغبتكم".
حملة من المصريين ضد حسابات السيسي على السوشيال ميديا.كما حذفت/ حجبت صفحة "السيسي" على فيسبوك منشورًا آخر يعود إلى يناير 2018، يقول فيه الرئيس "لن يتم الغاء بطاقات التموين و #دعم_الخبز، واحذروا من الشائعات ومن يجعلكم تشككون في أنفسكم وفي دولتكم".
وحذفت/ حجبت صفحة الرئيس الرسمية على فيسبوك منشورًا يعود إلى أبريل 2017، يقول فيه السيسي "الدين العام قفز من 700 مليار جنيه إلى 3.4 تريليون جنيه". ويظهر المنشور على صفحة الرئيس في نتائج غوغل، لكن عند فتح لينك المنشور تظهر رسالة بأن المحتوى "ليس متاحًا في الوقت الراهن".
حملة من المصريين ضد حسابات السيسي على السوشيال ميديا. أكبر دليل على مساحة الحريةوقال أستاذ الاقتصاد، محمد عبدالمولى، لموقع "الحرة" إن "ما يحدث أكبر دليل على مساحة الحرية التي يعيشها الشباب حاليا، ووعي الدولة بحجم مسؤولياتها وكذلك إخفاقاتها".
وأضاف أن "الناس يمكنها بسهولة انتقاد الحكومة والسخرية من الوضع الاقتصادي، لكن صناع القرار يتصرفون بطرق أخرى، لأن دولة بحجم مصر تواجهها تحديات كبيرة حاليا لا تحتمل المزح".
وتابع أن "الرئيس قال أكثر من مرة أن هذه الشيلة (يقصد حكم مصر) لا أحد يستطيع حملها بمفرده، ويجب أن نتكاتف جميعا للعبور بمصر لبر الأمان".
حملة من المصريين ضد حسابات السيسي على السوشيال ميديا.وهاجم الخبير الاقتصادي حملة السوشيال ميديا، قائلا إنه "بدلا من تركيز الجهود على مثل هذه الأمور التي لن تحل أزمات مصر، علينا أن نعمل ونطور بلدنا".
وأضاف أن "ما يحدث يفتقد للإحساس بالمسؤولية الوطنية، خاصة بالنظر لما تعانيه مصر على جميع حدودها، من حرب غزة، إلى حرب السودان، إلى التوترات في ليبيا، وأخيرا ما يحدث في قناة السويس والتي أبعدت ٤٧ في المئة من السفن من العبور منها، وتعثر السياحة والاقتصاد".
وأشار إلى أنه "يجب على الحكومة إشراك مختلف فئات المجتمع بشكل دوري وفعال أكثر في حوار مجتمعي بناء، حتى لا تتسع الفجوة بين الطرفين، ولكي يدرك أفراد المجتمع حجم التحديات التي تواجه الحكومة والحلول المتاحة".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: ما یحدث
إقرأ أيضاً:
السيسي للمصريين: (15 سنة وهنبقى في حتة تانية)
#سواليف
أكد الرئيس المصري عبدالفتاح #السيسي، أن استمرار معدلات النمو الاقتصادي والتنمية في بلاده على مدار 10 إلى 15 عامًا سيساهم في نقل #مصر إلى “حتة تانية”، مشددًا على أهمية الحفاظ على الاستقرار لتحقيق ذلك.
وأشار السيسي، خلال تصريحات أدلى بها أثناء زيارته إلى أكاديمية الشرطة يوم السبت، إلى وجود “حجم ضخم من الأكاذيب والشائعات” التي تواجهها مصر ودول المنطقة، متهمًا خططًا تستهدف زعزعة الاستقرار باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال: “الخطة اللي اتعملت معانا كانت أول مرة نشوفها، أول مرة نشوف استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في تحريك الدنيا”.
مقالات ذات صلة منفذ هجوم ماغديبورغ يكشف عن دوافعه 2024/12/22وأوضح أن هذه الأكاذيب تعتمد على مزيج من الحقائق والعناصر المضللة لتعظيم الأثر السلبي، واصفًا ذلك بأنه “عمل منظم لن ينتهي”.
وخاطب السيسي الشعب المصري قائلًا: “لازم تكونوا عارفين إن لنا خصوم، والخصوم مش مصلحتهم إن مصر تبقى كويسة… بلد فيها 120 مليون نسمة، ومعدلات حركتها لو استمرت على هذا الوضع، وهذا النمو، أنتم هتبقوا في حتة تانية”.
وأضاف السيسي أن تحقيق التقدم ليس مرتبطًا بشخصه أو بمن يتولى القيادة في المستقبل، بل باستمرار العمل والاستقرار، وتابع: “متقعدوش كل شوية تهدوا في بلدكم… البلد دي قاعدة بناسها.
يبقى الناس دي تهد في بلدها ولا تحافظ عليها؟”.
وأكد السيسي على أهمية التكاتف للحفاظ على مصر ومواصلة جهود التنمية لتحقيق مستقبل أفضل للأجيال القادمة.