تسببت صواريخ "حزب الله" التي أطلقها اليوم الأربعاء على شمال إسرائيل ردا على اغتيال القيادي طالب عبد الله، بعدد كبير من الحرائق "عرضت منشآت استراتيجية للخطر"، وفق تقرير عبري.

إقرأ المزيد "حزب الله" يرد بصواريخ "بركان الثقيلة والكاتيوشا وغيرها" على اغتيال إسرائيل للقيادي "أبو طالب"

وسلطت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية في تقريرها الضوء على أن "الشمال الإسرائيلي يحترق من جديد"، مشيرة إلى أن اغتيال القائد الكبير في حزب الله طالب عبد الله أدى إلى إطلاق أعنف وابل من المقذوفات على الشمال منذ بداية الحرب، وهذه المرة أيضا اندلعت الحرائق في عدة مواقع، فيما كانت الغابة الرئيسية التي شهدت حرائق كبيرة هي غابة "بيريا"، إذ كان رجال الإطفاء يكافحون النيران هناك لعدة ساعات.

وفي الساعة 17:30، أعلنت إدارة الإطفاء أن الطواقم تقترب من "احتواء" جميع الحرائق، لكن الأضرار جسيمة، في حين أظهرت البيانات أنه في غابات "بيريا" و"ميرون" وحدها، احترق اليوم حوالي 3000 دونم، بينما منذ بداية الحرب، تم حرق 16 ألف دونم من الغابات.

وأطلق "حزب الله" منذ صباح اليوم أكثر من 200 صاروخ وقذيفة، وأعلن في إحدى الحالات أنه أطلق صواريخ على مصنع ‌‏"بلاسان" للصناعات العسكرية المتخصصة في تدريع وحماية الاليات والمركبات لصالح الجيش الإسرائيلي في ‏مستوطنة "سعسع" التي تم إخلاؤها، إذ يستمر المصنع في العمل هناك على مدار الساعة أيضا في الحرب

وقال ميخال زوران، عضو فرقة الطوارئ في ‏مستوطنة "سعسع": "من المؤكد أن الصباح ليس سهلا، كان هناك وابل كثيف للغاية (من الصواريخ)، وسرعان ما سيطرت فرق الطوارئ لدينا على ثلاث بؤر حريق ونحن مستعدون لاستمرار إطلاق النار".
وفي غابة "بيريا"، تركزت جهود جميع الفرق على مواجهة الحريق الذي ينتشر بسبب الرياح داخل الغابة، فيما ساعدت ثماني طائرات من سرب الإطفاء "إلعاد" العديد من الفرق الموجودة على الأرض، وبعد ساعات تمت السيطرة على الحريق.

إقرأ المزيد إذاعة الجيش الإسرائيلي: 215 صاروخا أطلقت من لبنان على إسرائيل منذ ساعات الصباح

وفي موقع مركزي آخر، وهو كاديتا في الجليل الأعلى، تضرر مخزنان خارجيان، وشكلت الطائرات "خطوط دفاع" لوجه الحرائق، عبر استخدام مواد مقاومة للهب، وعمل رجال الإطفاء بعد الظهر على إخماد الحريق، وتمت السيطرة عليه. كما تمت السيطرة الكاملة على الحريق الذي اندلع في ميرون.

وأشار قائد منطقة الشمال، تفسير يائير الكايم، إلى أنه "عقب إطلاق نار كثيف في الشمال صباح اليوم، اندلعت حرائق امتدت وعرضت المستوطنات والمنشآت الاستراتيجية للخطر، وهرعت فرق متعددة إلى مكان الحادث، بما في ذلك تعزيزات من مراكز في منطقة الشمال، وكذلك من مناطق الساحل والوسط.. في هذه المرحلة نحن نسيطر على كافة الحرائق وتعمل الفرق على الوصول إلى السيطرة الكاملة عليها، وسيبقى رجال الإطفاء في المكان للساعات القليلة المقبلة لإطفاء جميع بؤر الحريق".

إقرأ المزيد رئيس الصندوق اليهودي القومي: أضرار الحرائق في الشمال تفوق خسائر حرائق حرب لبنان الثانية بمرتين

المصدر: "يديعوت أحرونوت"

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أخبار لبنان أسلحة ومعدات عسكرية الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة تويتر حرائق حريق حزب الله صواريخ طوفان الأقصى غوغل Google فيسبوك facebook قطاع غزة حزب الله

إقرأ أيضاً:

هل اقترب السلام بين إسرائيل ولبنان؟

ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أنه قبل 6 أشهر، كان السلام بين إسرائيل ولبنان يبدو مستحيلاً، ولكن الآن قد تمهد محادثات الحدود الطريق لاتفاق تاريخي، متساءلة: "هل من اختراق قريب؟".

 وأضافت "جيروزاليم بوست"، أنه في تلك المرحلة، كان حزب الله وإسرائيل يتبادلان إطلاق النار لفترة استمرت لما يقرب من عام، وكانت المنطقة الحدودية بين البلدين مدمرة، مع تزايد أعداد القتلى وإجلاء أعداد كبيرة من المدنيين، وبحلول نهاية شهر سبتمبر (أيلول)، عبرت القوات الإسرائيلية الحدود، لتصبح المرة الثالثة التي تغزو فيها إسرائيل لبنان منذ عام 1982.

وعلى الرغم من ذلك، إلا أن المفاوضين الإسرائيليين واللبنانيين اجتمعوا هذا الأسبوع في لبنان، لإنجاز مهمة تبدو حميدة وعظيمة في آن واحد، وهي "الاتفاق على ترسيم الحدود بدقة".
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية، أنه حال نجاح المحادثات التي توسطت فيها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، فقد تمهد الطريق لمعاهدة سلام ستكون الأهم بالنسبة لإسرائيل منذ ما يقرب من نصف قرن، من بعض النواحي، وبحسب ما نقلته عن مسؤول إسرائيلي فإن الهدف هو "الوصول إلى التطبيع".

ما هي استراتيجية حزب الله بعد استعراض "ملعب بيروت"؟https://t.co/TpOOnFLsMH pic.twitter.com/au1ALCQRTb

— 24.ae (@20fourMedia) March 2, 2025  قواسم مشتركة

ورصدت جيروزاليم بوست الوضع الراهن، وقدمت قراءة لما قد يحدث لاحقاً، وقالت إن إسرائيل ولبنان قريبان جغرافياً لكنهما عدوان منذ زمن طويل، مشيرة إلى أن إسرائيل ولبنان الواقعين على حدود بعضهما يتشاركان الكثير من القواسم، فهما دولتان صغيرتان ومتنوعتان عرقياً، نالا استقلاليهما في أربعينيات القرن الماضي، ولا تفصل بين العاصمة اللبنانية بيروت وحيفا، ثالث أكبر مدينة في إسرائيل، سوى حوالي 80 ميلاً، وكلاهما على ساحل البحر الأبيض المتوسط، ولفترة وجيزة، خلال فترة الحرب العالمية الثانية، كانت خطوط القطارات تمر بين المدينتين.
ولكن على مدار السنوات الـ75 الماضية، كانت الغالبية العظمى من الإسرائيليين الذين وطأت أقدامهم لبنان يرتدون الزي العسكري، ولا توجد علاقات دبلوماسية بين البلدين، وقد خاضا حروباً متكررة، بينها 3 حروب رئيسية، وكان الصراع الأبرز عام 1982، عندما غزت إسرائيل لبنان، وشنت هجوماً واسع النطاق على منظمة التحرير الفلسطينية المتمركزة في بيروت بهدف معلن، وهو وقف الهجمات على التجمعات السكانية الإسرائيلية الحدودية.


ظهور حزب الله

وخرجت منظمة التحرير الفلسطينية إلى تونس، وانسحبت إسرائيل من معظم لبنان، لكن الجيش الإسرائيلي بقي في جنوب لبنان، حيث قاتل عدواً جديداً تمثل في تنظيم حزب الله اللبناني، الذي استهدف القوات الإسرائيلية والأمريكية، وفي العقود التي تلت ذلك، بنى حزب الله مخزونه الضخم من الأسلحة، وعمل كـ"دولة داخل دولة" في جنوب لبنان، وفاز بمقاعد في البرلمان اللبناني، وفقاً للصحيفة.
وبعد سلسلة من الخسائر الإسرائيلية، بما في ذلك حادث تحطم مروحية عام 1997 أودى بحياة 73 مجنداً، انسحبت إسرائيل من جانب واحد من جنوب لبنان عام 2000، وبعد 6 سنوات، عادت إسرائيل للقتال مع حزب الله بعد أن دهم التنظيم إسرائيل واختطف جنوداً. وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن هذه الحرب التي استمرت شهراً، تعتبر كارثة نتج عنها خسائر بشرية فادحة، وبقي حزب الله متمركزاً على الحدود، فيما أُعيد رفات الجنديين بعد عامين في صفقة تبادل أسرى. 


السابع من أكتوبر

وظلت الحدود هادئة نسبياً حتى هجوم حماس في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، عندما انضم حزب الله إليه بعد ذلك بوقت قصير، وأمطر إسرائيل بالصواريخ مما أجبرها على إجلاء واسع النطاق للمدنيين من شمال إسرائيل، وردت الدولة العبرية بغارات جوية وغزت لبنان خريف العام الماضي، وخاضت صراعاً برياً استمر شهرين أسفر عن مقتل قسم كبير من قيادة حزب الله وإضعافه.
وذكرت الصحيفة أن إسرائيل بدأت الانسحاب من لبنان بموجب وقف إطلاق النار في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني)، وساد الهدوء على الحدود إلى حد كبير منذ ذلك الحين، وينص وقف إطلاق النار على تولي الجيش اللبناني السيطرة على جنوب لبنان، ليحل محل حزب الله، لكن إسرائيل تقول إنها بحاجة إلى الاحتفاظ بقوات في لبنان لأن حزب الله لا يزال يعمل في المنطقة.


محاولات تطبيع سابقة

ولفتت جيروزاليم بوست إلى محاولات سابقة للسلام بين إسرائيل ولبنان، فخلال حرب عام 1982، حاولت إسرائيل عبثاً إبرام معاهدة. وفي عام 2022، تفاوضت إسرائيل ولبنان على الحدود البحرية، وهو ما اعتبر خطوة نحو إقامة علاقات.

وتقول الصحيفة، إن هذا الأسبوع، التقى مفاوضون إسرائيليون وفرنسيون وأمريكيون ولبنانيون في الناقورة بجنوب لبنان لإجراء محادثات، قالت مورغان أورتاغوس، المبعوثة الخاصة لنائب الرئيس الأمريكي، إنها ستركز على "حل العديد من القضايا العالقة دبلوماسيًا من بينها إطلاق سراح عدد من الأسرى اللبنانيين المحتجزين لدى إسرائيل، وحل النزاعات الحدودية المتبقية، والاتفاق على الانسحاب العسكري الإسرائيلي".
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن إسرائيل ستفرج عن الأسرى الخمسة "بالتنسيق مع الولايات المتحدة وكبادرة طيبة للرئيس اللبناني الجديد".

وأشارت الصحيفة إلى أن الطريق إلى السلام محفوف بالمخاطر، لكنه واعد، مستطردة: "الحدود البرية ليست معاهدة سلام، وإقامة علاقات بين دولتين اعتبرتا بعضهما البعض أعداءً لأكثر من 75 عاماً ليس بالأمر الهيّن".

هل هناك محادثات للتطبيع بين إسرائيل ولبنان؟https://t.co/jZcb1TB5xM pic.twitter.com/c9rnUh1YCZ

— 24.ae (@20fourMedia) March 13, 2025  خطورة حزب الله

بحسب الصحيفة، إذا استأنف "حزب الله" هجماته على إسرائيل، أو إذا لم تنسحب إسرائيل من لبنان، فقد تفشل المفاوضات بسهولة، وقد سبق لحزب الله أن استشهد بمناطق حدودية متنازع عليها لتبرير هجماته على إسرائيل.

مقالات مشابهة

  • فرق الدفاع المدني تواصل إخماد حرائق عدة في جبال الساحل
  • وزير الأشغال يكشف عن تكلفة أضرار الحرب وهذه الدولة عرضت تقديم المساعدة
  • هل اقترب السلام بين إسرائيل ولبنان؟
  • مدفعية الاحتلال تطلق قنابل إنارة وسط وغرب رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة
  • إسرائيل تقصف منشأة أسلحة لحزب الله في لبنان
  • موعد الإفطار وعدد ساعات الصيام فى اليوم الـ13 من شهر رمضان 2025
  • يديعوت أحرونوت: إسرائيل باتت تابعة لأميركا في زمن ترامب
  • يديعوت: نتنياهو يرضخ لإملاءات ترامب بشأن الحرب والسلم وتبادل الأسرى
  • مذكرة لوقف العدائيات بين قبيلتين في شمال كردفان بحضور الوالي
  • خاب وخسر من ضيعها.. أثمن 3 ساعات في رمضان يستجاب فيها الدعاء