شهد معدل التضخم الشهرى فى مصر خلال شهر مايو 2024، انخفاضا بنسبة 0.8%، وبلغ الرقم القياسى العام لأسعار المستهلكين لإجمالى الجمهورية 221.8 نقطة لشهر مايو 2024، مسجلًا بذلك انخفاضًا قدره (-0.8%) عن شهر أبريل 2024. وأرجع الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء أسباب هذا الانخفاض إلى انخفاض أسعار مجموعة الحبوب والخبز بنسبة (-2.
5%)، مجموعة اللحوم والدواجن بنسبة (-4.6%)، مجموعة الأسماك والمأكولات البحرية بنسبة (-0.7%)، مجموعة الألبان والجبن والبيض بنسبة (-3.9%)، مجموعة الزيوت والدهون بنسبة (-3.0%) كما انخفضت مجموعة الخضراوات بنسبة (-8.7%)، مجموعة السكر والأغذية السكرية بنسبة (-0.6%)، مجموعة منتجات غذائية أخرى بنسبة (-1.7%)، مجموعة الأثاث والتجهيزات والسجاد وأغطية الأرضيات الأخرى بنسبة (0.2%). وذكر الجهاز أن هذا الانخفاض يأتى بالرغم من ارتفاع أسعار مجموعة الفاكهة بنسبة (12.4%)، مجموعة البن والشاى والكاكاو بنسبة (0.8%)، مجموعة الأقمشة بنسبة (1.7%)، مجموعة الملابس الجاهزة بنسبة (1.7%). وزادت مجموعة الأحذية بنسبة (1.7%)، مجموعة الإيجار الفعلى للمسكن بنسبة (0.8%)، مجموعة الدخان بنسبة (0.3%)، مجموعة الكهرباء والغاز ومواد الوقود الأخرى بنسبة (0.6%). وتأتى تلك التطورات الاقتصادية، بعد وقت قصير من قرار الحكومة رفع سعر رغيف الخبز المدعم بنسبة 300%، ليصل إلى 20 قرشًا بدلًا من 5 قروش حاليًا، وذلك بدءًا من مطلع يونيو الجاري، وذلك فى إطار خطة حكومية تهدف إلى ترشيد
الدعم وتوجيهه إلى مستحقيه، مع التحول من الدعم العينى إلى الدعم النقدى. كما أعلن عنه أيضًا وزير التموين الدكتور على المصيلحى بأن هناك اتجاهاً لتحريك أسعار السلع على بطاقة التموين مثل السكر والأرز وغيرها وهو ما أثار المخاوف لدى قطاع كبير من المواطنين خشية ارتفاع التضخم خاصة فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التى يمر بها العالم. ورغم أن الحكومة قد اتخذت العديد من الخطوات فى مايو الماضى والتى تشير التوقعات إلى انخفاض نسبة الزيادة فى التضخم بالمقارنة بنفس الشهر من العام الماضى، لكن بقاء معدل التضخم فوق الـ30% دون اتخاذ خطوات لتحقيق الانخفاض فى المستوى العام للأسعار وإذا كان البعض ينظر إلى رغيف الخبز باعتباره أمن قومى إلا أن عدم وصول الدعم إلى مستحقيه يرهق ميزانية الدولة وبالتالى يصبح تحويل الدعم من الدعم العينى إلى الدعم النقدى هو سبيل لا مفر منه أمام الحكومة، حيث قد يُساهم إلغاء الدعم عن السلع الأساسية فى خفض عجز الموازنة العامة للدولة على المدى القصير، كما سيُوفر ذلك للدولة موارد مالية إضافية يمكن استخدامها فى تنمية البنية التحتية والخدمات الاجتماعية. ومنذ عودة الحياة بعد الحظر الذى واكب انتشار جائحة كورونا وظهور أزمة سلاسل الإمداد العالمية والتى أثرت على معدل التضخم العالمى، ناهيك عن ارتفاع أسعار النفط عالميًا كان للتضخم قصة ترصدها تقارير الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء وارتفع معدل التضخم السنوى فى مصر إلى 8.8% خلال شهر فبراير 2022، وهو أعلى مستوى له منذ منتصف عام 2019، مقارنة بـ7.3% فى يناير 2021. وبلغ الرقم القياسى لأسعار المستهلكين لإجمالى الجمهورية 121.4 نقطة لشهر فبراير 2022 مسجلًا ارتفاعًا قدره 2% عن شهر يناير ٢٠٢٢، وسجل معدل التضخم السنوى لإجمالى الجمهورية 10% لشهر فبراير 2022 مقابل 4.9% لنفس الشهر من العام السابق. وفى 2023، تراجع معدل التضخم الأساسى إلى 35.9% على أساس سنوى فى نوفمبر 2023 من 38.1% فى أكتوبر من نفس العام، وسجل الرقم القياسى الأساسى لأسعار المستهلكين، معدلًا شهريًا بلغ 1.0% فى نوفمبر 2023 مقابل معدل شهرى بلغ 2.7% فى ذات الشهر من العام السابق ومعدلًا شهريًا بلغ 1.8% فى أكتوبر 2023. ومع بداية العام الحالي، انخفض التضخم السنوى للسلع الغذائية ليسجل 40.5% خلال أبريل 2024، وجاء ذلك مدفوعا بانخفاض أسعار السلع الغذائية الأساسية ويعتبر ذلك أقل معدل له منذ ديسمبر 2022، بعد بلوغ ذروته خلال سبتمبر 2023 عند 73.6%. وارتفع المعدل السنوى لتضخم السلع غير الغذائية ليسجل 27.3% فى أبريل 2024 مقابل نحو 25.7% فى مارس 2024، ويأتى الارتفاع فى المعدل السنوى لتضخم السلع غير الغذائية بالتزامن مع إعلان لجنة التسعير التلقائى للمنتجات البترولية عن رفع أسعار منتجات الوقود خلال اجتماعها فى 22 مارس 2024. وشهد المعدل السنوى للتضخم الأساسى تباطؤا فى أبريل 2024 ليسجل 31.8% مقابل 33.7% فى مارس 2024، وهو ما يعكس انخفاض مساهمة السلع الغذائية الأساسية فى التضخم الأساسى، ويأتى ذلك متسقا مع المعدل الشهرى للتضخم الأساسى الذى سجل 0.3% فى أبريل 2024 مقابل 1.7% خلال ذات الشهر من العام الماضى. وتوقع صندوق النقد الدولى -قبل اتخاذ الحكومة قرار رفع سعر رغيف الخبز والاتجاه نحو ترشيد الدعم- تراجع معدل التضخم فى مصر بشكل تدريجى مع انحسار شح النقد الأجنبى مع تشديد السياسة النقدية، غير أنه أشار إلى أنه على الرغم من قيام الحكومة المصرية بتشديد السياسة النقدية فى وقت سابق من العام الجارى لخفض التضخم، فقد تكون ثمة حاجة لمزيد من إجراءات التشديد. وأكد الصندوق أن شح النقد الأجنبى فى مصر عرقل النشاط الاقتصادى إلى أن أجرت مصر تعديلات ضرورية مؤخرا على سياسة الاقتصاد الكلى، فى إشارة إلى قرارات البنك المركزى مارس الماضى بتحرير سعر الصرف ورفع أسعار الفائدة الرئيسية بمقدار 600 نقطة أساس. وأوضح الصندوق أنه من المتوقع أن يبلغ المتوسط السنوى للتضخم بالبلاد 32.5% فى العام الجارى على أن يهبط إلى 25.7 فى 2025. وشدد الصندوق على أن الصفقة الاستثمارية البالغ قيمتها 35 مليار دولار والتى أبرمتها مصر مع شركة إيه.دى.كيو القابضة فى أبوظبى ستسهم فى تخفيف الضغوط المالية التى تتعرض لها البلاد على المدى القريب وتقلل من الاعتماد على النظام المالى المحلى، كما توقع تقرير حديث لمؤسسة فيتش انخفاض معدل التضخم تدريجيًا خلال الفترة المقبلة ليصل إلى 12.3% فى يونيو 2025. ويرجع هذا التوقع إلى عدة عوامل إيجابية، منها رفع أسعار الفائدة بمقدار 800 نقطة أساس، واستقرار سعر الصرف إلى حد كبير، بالإضافة إلى تخفيف قيود العرض التى ساهمت فى ارتفاع الأسعار، فهل ستصدق توقعات صندوق النقد الدولى أم أن الواقع سيكون له رأى آخر؟.. وفى النهاية يجب أن نؤكد أن هناك العديد من عقبات تواجه خطة ترشيد الدعم، حيث تستهدف خطة الحكومة لترشيد الدعم رفع أسعار المواد البترولية وشرائح الكهرباء، إضافة إلى رفع الدعم التدريجى عن رغيف الخبز، الذى تم تطبيقه بالفعل. ويُواجه تنفيذ خطة ترشيد الدعم تحديات جمة فى ظل الظروف العالمية الراهنة، حيث تُساهم تزايد حدة التوترات الجيوسياسية فى منطقة الشرق الأوسط، وارتفاع تكاليف الشحن، وتوقف سلاسل الإمداد، فى زيادة الضغوط على الاقتصاد المصرى وارتفاع معدلات التضخم.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية:
مجموعة الحبوب
إقرأ أيضاً:
لماذا أبقى البنك المركزي على أسعار الفائدة دون تغيير اليوم؟
قررت لجنة السياسة النقديـة بالبنك المركــزي المصـري في اجتماعهـا اليــوم الخميس الموافـــق 20 فبراير 2025، الإبقاء على سعري عائد الإيداع والإقراض لليلة واحدة وسعر العملية الرئيسية للبنك المركزي عند 27.25% و28.25% و27.75%، على الترتيب.
كما أبقت لجنة البنك المركزي المصري على سعر الائتمان والخصم أيضًا عند 27.75%.
وقال البنك المركزي في بيان لجنة السياسة النقدية، «واصلت بعض البنوك المركزية في الاقتصادات المتقدمة والناشئة على حد السواء خفض أسعار العائد لديها تدريجيا على الرغم من حالة عدم اليقين التي لا تزال تحيط بآفاق النمو الاقتصادي والتضخم عالميا، في حين قررت بنوك مركزية أخرى اتباع نهج حذر تحسبا للتطورات الاقتصادية العالمية المتلاحقة».
وتابع، «يظل النمو الاقتصادي مستقرا إلى حد كبير، ومن المتوقع أن يستمر بالوتيرة الحالية في الأجل المتوسط، وإن لم يَعُد بعد إلى مستويات ما قبل جائحة كورونا، غير أن هذه التوقعات لا تزال عُرضة لمجموعة من المخاطر أهمها التأثير السلبي للسياسات النقدية التقييدية على النشاط الاقتصادي، وعودة السياسات التجارية الحمائية وتأثيرها على التجارة العالمية».
وفيما يتعلق بالتضخم قال البنك المركزي المصري:«شهدت الأسعار العالمية للسلع الأساسية تقلبات في الآونة الأخيرة، وتشير التوقعات إلى احتمالية زيادة أسعارها في الأجل المتوسط، خاصة أسعار الحبوب، غير أن هذه التوقعات لا تزال عُرضة للمخاطر، بما في ذلك تفاقم التوترات الجيوسياسية واضطرابات التجارة العالمية الناجمة عن السياسات الحمائية».
وعلى الصعيد المحلي، تفيد المؤشرات الأولية للربع الرابع من عام 2024 بنمو النشاط الاقتصادي بوتيرة أسرع من الربع الثالث من عام 2024 الذي سجل 3.5%، مما يشير إلى التعافي المستمر في النشاط الاقتصادي.
وجاء نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في الربع الثالث من 2024 مدفوعا في المقام الأول بتزايد مساهمة قطاعي الصناعة التحويلية والنقل.
تابع، « رغم أن تقديرات فجوة الناتج تشير إلى أن الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي لا يزال أقل من طاقته القصوى، مما يدعم المسار النزولي المتوقع للتضخم في المدى القصير، فمن المتوقع أن يقترب النشاط الاقتصادي تدريجيا من طاقته القصوى بنهاية السنة المالية 2025/2026، وفيما يتعلق بسوق العمل، تراجع معدل البطالة إلى 6.4% في الربع الرابع من عام 2024 من 6.7% في الربع الثالث من عام 2024».
التضخم وبالنسبة للتضخم السنوي، قال المركزي المصري:«تراجعت وتيرة تباطؤه خلال النصف الثاني من عام 2024 مقارنة بالنصف الأول من ذات العام ليستقر عند 24.0% في يناير 2025. وبالمثل، ظل المعدل السنوي للتضخم الأساسي مستقرا بشكل عام خلال الربع الرابع من عام 2024، إذ بلغ 22.6% في يناير 2025.. وبينما استمر معدل التضخم السنوي للسلع الغذائية في التباطؤ، مسجلا 20.8% في يناير 2025، ظل معدل التضخم السنوي للسلع غير الغذائية مستقرا عند 25.5% في المتوسط خلال عام 2024، مما يعكس تلاشي الصدمات السابقة تدريجيا».
وفيما يتعلق بالتوقعات، ذكر البنك المركزي «ارتفعت المخاطر الصعودية المحيطة بالتضخم مقارنة باجتماع لجنة السياسة النقدية السابق، نتيجة تزايد حالة عدم اليقين بشأن الآفاق العالمية والإقليمية فيما يتعلق بتأثير السياسات التجارية الحمائية للولايات المتحدة، والتوترات الجيوسياسية.. ومع ذلك، من المتوقع أن يشهد التضخم العام تراجعا ملحوظا خلال الربع الأول من عام 2025 مدفوعا بالتأثير التراكمي للتشديد النقدي والأثر الإيجابي لفترة الأساس».
وأردف، «سوف يستمر هذا المسار النزولي ولكن بوتيرة أبطأ بالنظر إلى التأثير المتوقع لإجراءات ضبط المالية العامة، وعليه، من المتوقع أن تقترب معدلات التضخم الشهرية من مستوياتها التاريخية على المدى المتوسط، مما يشير إلى تحسن توقعات التضخم».
وأكمل، «في ضوء التطورات الأخيرة وأخذا في الاعتبار حالة عدم اليقين السائدة، ترى اللجنة أن الإبقاء على أسعار العائد الأساسية للبنك المركزي دون تغيير يعد مناسبا في الوقت الحالي للحفاظ على السياسة النقدية التقييدية وضمان تحقيق انخفاض ملحوظ ومستدام في معدل التضخم، بما يؤدي إلى ترسيخ التوقعات».
واختتم البنك المركزي بيانه، «سوف تواصل اللجنة تقييم قراراتها بشأن بداية دورة التيسير النقدي على أساس كل اجتماع على حدة، مع التأكيد على أن هذه القرارات تعتمد على التوقعات والمخاطر المحيطة بها وما يستجد من بيانات. وسوف تستمر اللجنة في مراقبة التطورات الاقتصادية والمالية عن كثب وتقييم آثارها المحتملة على المؤشرات الاقتصادية، ولن تتردد في استخدام كل الأدوات المتاحة للوصول بالتضخم إلى معدلاته المستهدفة من خلال الحد من الضغوط التضخمية من جانب الطلب واحتواء الآثار الثانوية لصدمات العرض».
اقرأ أيضاًعاجل.. البنك المركزي المصري يثبت سعر الفائدة للمرة السابعة على التوالي
اجتماع البنك المركزي المصري.. أسعار الفائدة على بعد خطوات من التثبيت أو الخفض
قبل قرار البنك المركزي.. «البورصة» تغلق على ارتفاع بنهاية جلسات الأسبوع
كيف تتأثر مؤشرات البورصة إذا خفض «البنك المركزي المصري» سعر الفائدة اليوم؟ خبير يُجيب