فى مصر الجديدة لا تهاون مع الفساد باستخدام القانون. فمنذ ثورة 30 يونيو ووضع خريطة الطريق التى تم تنفيذ استحقاقاتها بجدارة فائقة ولا يزال يتم استكمال أجزاء منها، ومن بينها الحرب على الفساد وكلنا نتحدث عن هذا الأمر الخطير الذى يحتاج إلى مشرط جراح ماهر.
المعروف أن الفساد الذى نخر بالبلاد لعقود طويلة قبل 30 يونيو لا يمكن الانتهاء منه فى غمضة عين ولا بين عيشة وضحاها، وإنما الأمر يحتاج إلى صبر طويل، فى ظل المعرفة بأن الفساد هو السبب الرئيسى فى كل المصائب التى يتعرض لها الناس.
الفساد عدو لدود لأية تنمية، ولا يمكن أن تتحقق نتائج إيجابية تعود بالنفع على خلق الله فى ظل وجود فساد، وليست الدولة وحدها المسئولة عن مكافحة هذا السرطان اللعين، إنما الجميع مواطنين ومسئولين عليهم دور مهم فى الحرب على كل بؤر الفساد فى كل مكان بالبلاد.. صحيح أن الدولة الآن بدأت فى تطهير المواقع، وتعمل بجدية أكثر من رائعة ونتائج أعمالها ظاهرة وواضحة، إلا أن ذلك وحده لا يكفى.
مظاهر الفساد متنوعة وبأشكال مختلفة.
الحكومة يجب أن تبدأ خطوات حقيقية فى الحرب على الفساد دون تراخٍ، وأن تكون هذه الحرب مقدسة، مثل الحرب على الإرهاب، لأنها لا تقل أهمية، فهى واجبة وضرورية من أجل أن تحقق التنمية نتائج إيجابية تنفع الناس.. دون اقتلاع جذور الإرهاب لن يتحقق حلم المصريين فى بناء الدولة الحديثة التى ينتظرها جموع المصريين بفارغ الصبر، ومن المهم ألا نتوانى فى هذه الحرب المقدسة ضد الفساد وأهله، خاصة أن هذه المعركة ستطول رحاها.
والمشروع الوطنى الموضوع بعد ثورة 30 يونيو حقق نتائج عظيمة فى الحرب على الفساد، ولا يزال يحقق الكثير فى هذا الملف المهم والخطير، وخير دليل على ذلك الضربات الشديدة التى تقوم بها هيئة الرقابة الإدارية وغيرها من الجهات الأخرى التابعة لوزارة الداخلية. ولا يتم استثناء أحد من هذه الحرب، فالكل سواسية فى هذا الشأن، والدليل سقوط وزراء ومحافظين ومسئولين كبار، تبين أنهم فاسدون. فالحرب على الفساد لا تعرف تمييزًا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حكاوى الحرب على الفساد د وجدى زين الدين مصر الجديدة الخطير خلق الله الحرب على الفساد
إقرأ أيضاً:
رسائل امتنان.. فلسطينيون إلى أشقائهم المصريين: أنتم الأهل والسند والداعم لنا
رغم الظروف القاسية التى يعيشها الفلسطينيون منذ بدء الحرب، لم ينسوا توجيه رسائل الامتنان والشكر إلى الشعب المصرى، الذى كان بجوارهم داعماً ومؤازراً على مدار 15 شهراً، تكللت بالتوصّل إلى اتفاق يُنهى العدوان الغاشم على أبناء غزة.
وقف الحرب والإبادة الجماعية قرار انتظره العالم أجمع، وليس أهل فلسطين فقط، فكانت القلوب تحترق لرؤية تمادى قوات الاحتلال الإسرائيلى فى حق الأبرياء، وتكرار عمليات النزوح من مكان إلى آخر فقدوا فيه الأمان، بعضهم احتمى بـ«أم الدنيا» لتكون له مصدر الأمن والأمان، وفق ما روته الفلسطينية ثرية على، التى شعرت بسعادة يشوبها الألم والحسرة على فقدان العزيز، بعد سماعها قرار الهدنة ووقف المعاناة للأهل.
«ثرية»: لا أستطيع أن أوفّى حق كل مصرى على حُسن استقبالناخلال الأشهر الأولى من بدء الحرب على قطاع غزة، كانت مصر هى المأوى لـ«ثرية»، التى اعتبرتها بلدها الثانى، وظلت وما زالت تحتمى بها: «كل الحب لبلدنا الثانى مصر، أرضاً وحكومة وشعباً، الله يحميها دايماً.. لا أستطيع أن أوفّى حق كل مصرى على حُسن استقبالنا، لن ننسى معروفكم معنا، أنتم الأهل والسند فى غربتنا»، حسب تعبيرها لـ«الوطن».
لم يختلف الحال كثيراً بالنسبة للشاب الفلسطينى مجد ناصر، فمنذ قدومه إلى مصر قبل عدة أشهر، وجد الدعم والاحتواء من أشقائه المصريين: «ماكنتش حاسس بالغربة أبداً طول ما أنا فى مصر، رُحت محافظات كتيرة كنت باشوف العلم الفلسطينى مرفوع فى كل مكان»، مشيراً إلى أن الشعب المصرى خير من دعمهم معنوياً فى تحمّل ظروف الحرب.
فى أحد المطاعم بمنطقة مصر الجديدة، عمل «مجد» مع مجموعة من أصدقائه ونشر تراث الأكل الفلسطينى ومزجه بالأكل المصرى، ووسط المطعم احتفل «مجد» مع الأصدقاء والزبائن بقرار الهدنة ووقف الحرب: «أعصابنا تعبت، وإخوتنا المصريين فرحوا أكتر مننا فى المكان، ووزّعنا الأعلام الفلسطينية والمصرية.. ربنا يسلم مصر دائماً».
رفض مصر تهجير الفلسطينيين من غزة موقف حاز على إعجاب نهلة الشاعر، التى قدّمت رسالة إلى الشعب المصرى: «مصر أمنا.. مصر عظيمة، كفاية أنها رفضت التهجير وإفراغ غزة من أهلها، فهى مروية بدمائنا».
«جزى الله شعب مصر كل خير على مساندتهم الدائمة لنا بالكلمة الطيبة، ومنهم ناس استضافت أسر، ووفرت لهم السكن بأسعار مناسبة وأحياناً بالمجان»، وفق تعبير «نهلة»، موضحة أنها دشّنت مشروعاً خاصاً للمأكولات الفلسطينية والترويج لها عبر وسائل التواصل الاجتماعى، ولاقت دعماً كبيراً من المصريين، الذين أقبلوا على الشراء من أجل الوقوف بجانبها ومساندتها بشتى الطرق.