بوابة الوفد:
2025-04-17@12:30:04 GMT

ليس ذئبًا واحدًا

تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT

فى بدايات حرب الإبادة الإسرائيلية على الغزاويين، كنت قد أشرت فى هذا المكان إلى أن هذه الحرب إذا كانت خطرة.. وهى خطرة منذ لحظتها الأولى.. فالأخطر منها هو ما يمكن أن يكون بعدها فى أنحاء العالم.. وعندما وقع حادث الهجوم على السفارة الأمريكية فى بيروت ٥ من هذا الشهر، تذكرت ما كنت قد أشرت إليه.

فالرجل الذى هاجم مبنى السفارة بالسلاح اسمه قيس الخراج، وهو يحمل الجنسية السورية، وقد خضع لتحقيقات بعد إلقاء القبض عليه فى مكان الحادث.

. ومن التحقيات اتضح أنه لا يتبع أى تنظيم، وأنه يتبع نفسه إذا صح التعبير.. وفى قاموس التنظيمات المتطرفة فى هذا العصر، فإن مثل هذا الشاب يقال عنه إنه: ذئب منفرد.

ومما قيل عنه أيضًا إنه صاح فى أثناء الهجوم وقال «النصر لغزة» وأنه كتب على سلاحه وثيابه عددًا من التعبيرات منها «الدولة الإسلامية» فى اشارة إلى تنظيم داعش الذى كان يقول عن نفسه إنه تنظيم الدولة الإسلامية فى أرض سوريا والعراق.

والمعنى أن هذا شاب لا علاقة له بأى تنظيم، ولم يتوجه إلى مبنى السفارة بأمر من أى جهة، ولكنه توجه من تلقاء نفسه، وتحرك بوازع من ذاته، وبإحساس فى داخله بأن الظلم هو عنوان الحرب الإسرائيلية على غزة، وأن كل انسان حُر مدعو إلى أن يقف ضد هذا الظلم بما يستطيعه.

ورغم أن تعبير «الذئاب المنفردة» كان قد شاع فى فترة من الفترات، ورغم أنه كان قد اختفى أو كاد، إلا أن واقعة قيس الخراج تعيد هذا التعبير إلى الواجهة من جديد، وتقول إن فى أنحاء العالم كثيرين يشعرون بينهم وبين أنفسهم بأن الظلم الفادح هواء يتنفسه كل فلسطينى فى العموم، وكل فلسطينى غزاوى فى الخصوص، وأن أصحاب الضمائر الحُرة مدعوون إلى الانتصار لهؤلاء الذين طحنتهم الحرب فى غزة.

هذا هو وجه الخطورة الحقيقى الذى لم ينتبه له العالم، وهو يقف متفرجًا أو كالمتفرج على مقتلة غزة، فمثل قيس الخراج ليس فى حاجة إلى تنظيم يوجهه، وإنما هو فى حاجة إلى ضمير حى فى داخله، وما بعد ذلك نعرفه ونستطيع أن نتوقعه.

ما أتعس هذا العالم وهو يجد نفسه فى مرحلة ما بعد الحرب أسيرًا فى قبضة الذئاب المنفردة، التى لا يستطيع أحد تخمين مكانها، ولا التنبؤ بتوقيت حركتها.. فهى تتحرك فرادى، ولا صلة بين ذئب فيها وذئب آخر، لأن كل واحد منها يتصرف من تلقاء نفسه، وبوحى من إحساس انسانى فى أعماقه، وبإلحاح من شعور بالمسئولية الإنسانية يظل يضغط عليه.

لا تزال أمام العالم فرصة لكبح جماح اسرائيل، ولا تزال أمامه فرصة لمحاسبة الذى أجرموا فى هذه الحرب من ساستها وقادتها، وإلا، فالعالم نفسه سيكون على موعد مع ذئاب منفردة لا عدد لها ولا حصر.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: خط أحمر سليمان جودة حرب الإبادة الإسرائيلية الهجوم على السفارة

إقرأ أيضاً:

ظهير أيسر بتروجت يرحب بالإنتقال إلى الأهلى

رحب توفيق محمد ظهير أيسر الفريق الأول لكرة القدم بنادى بتروجت بالإنتقال إلى النادى الأهلى حال موافقة ناديه .

وعلم صدى البلد من مصادر مقربة من توفيق محمد ظهير أيسر بتروجت أن اللاعب الشاب يحظى بإهتمام بالغ من الجهاز الفنى للنادى الأهلى ومسئولى القلعة الحمراء لدعم هذا المركز الذى يعانى من إصابة يحيى عطية الله المعار للفريق الأحمر من سوتشى الروسى والذى لم يقدم العروض المنتظرة منه مع إحتمالية عدم تفعيل بند الشراء فى عقده .

ويقدم توفيق محمد عروضا قوية مع ناديه بتروجت الذى نجح فى أول موسم له بعد العودة لدورى الأضواء والشهرة فى التأهل للدور الحاسم للمنافسة على لقب الدورى ضمن التسعة الكبار بجانب تأهله كأول مجموعته على حساب الزمالك والجونة ومودرن سبورت وسموحة .

موقف ياسين مرعي من الانتقال للاهلي

وكشف مصدر أن النادي الأهلى يراقب بجدية مدافع نادي الزمالك السابق الذى يلعب فى أحد الأندية التى تنافس فى الدور الحاسم للدورى هذا الموسم بهدف دعم الفريق الأحمر فى هذا المركز قبل كأس العالم للأندية التى سيشارك بها فى شهر يونيو المقبل .

وقال المصدر أن إدارة الإسكواتينج بالنادى الأهلى رشحت ياسين مرعى مدافع فاركو الحالى والزمالك السابق لإرتداء الفانلة الحمراء فى الموسم القادم بعد نهاية عقده مع فريقه خاصة أنه قدم موسما متميزا مع فريقه فى الموسم الحالى وسجل ثلاثة أهداف .

وشدد المصدر أن ياسين مرعى يرحب بشدة بارتداء الفانلة الحمراء خاصة بعد تعثر انتقاله لنادى الزمالك فى فترة الإنتقالات الشتوية الأخيرة بسبب ضعف المقابل المادى الذى عرضه مسئولى الزمالك على نظرائهم فى فاركو والذى بلغ 10 ملايين جنيه فقط .

وأشار المصدر الى أن نادى الزمالك باع ياسين مرعى لفاركو قبل ثلاث مواسم مقابل 8 ملايين جنيه وعمره لم يكن يتجاوز الـ17 عاما ومن غير المنطقى إعادة شرائه بـ10 ملايين بعدها بـ3 سنوات ولذلك بات الباب مفتوحا بقوة لإنتقاله للنادي الأهلى حال نيله ثقة مسئولى القلعة الحمراء .

مقالات مشابهة

  • كونكاكاف يرفض تنظيم كأس العالم بـ64 فريقاً في أمريكا الجنوبية
  • اليونيسف: عامان من الحرب في السودان حطّما ملايين الأطفال
  • ظهير أيسر بتروجت يرحب بالإنتقال إلى الأهلى
  • افتتاح معرض ديارنا للحرف التراثية والصناعات اليدوية بالمتحف الزراعى بالدقى
  • السودان يواجه أسوأ أزمة جوع في العالم بسبب الحرب
  • بعد عامين من بدء الحرب.. السودان يخسر لقب "سلة غذاء العالم"
  • الحرب في السودان تدخل عامها الثالث على وقع أسوأ أزمة إنسانية في العالم
  • بسبب الحرب.. "أرقام مفزعة" من اليونيسف بشأن أطفال السودان
  • عبدالرحمن الأبنودى.. الناى الذى أنشد للناس والوطن
  • الفاشر.. او على السودان السلام