بوابة الوفد:
2024-11-15@22:39:21 GMT

ليس ذئبًا واحدًا

تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT

فى بدايات حرب الإبادة الإسرائيلية على الغزاويين، كنت قد أشرت فى هذا المكان إلى أن هذه الحرب إذا كانت خطرة.. وهى خطرة منذ لحظتها الأولى.. فالأخطر منها هو ما يمكن أن يكون بعدها فى أنحاء العالم.. وعندما وقع حادث الهجوم على السفارة الأمريكية فى بيروت ٥ من هذا الشهر، تذكرت ما كنت قد أشرت إليه.

فالرجل الذى هاجم مبنى السفارة بالسلاح اسمه قيس الخراج، وهو يحمل الجنسية السورية، وقد خضع لتحقيقات بعد إلقاء القبض عليه فى مكان الحادث.

. ومن التحقيات اتضح أنه لا يتبع أى تنظيم، وأنه يتبع نفسه إذا صح التعبير.. وفى قاموس التنظيمات المتطرفة فى هذا العصر، فإن مثل هذا الشاب يقال عنه إنه: ذئب منفرد.

ومما قيل عنه أيضًا إنه صاح فى أثناء الهجوم وقال «النصر لغزة» وأنه كتب على سلاحه وثيابه عددًا من التعبيرات منها «الدولة الإسلامية» فى اشارة إلى تنظيم داعش الذى كان يقول عن نفسه إنه تنظيم الدولة الإسلامية فى أرض سوريا والعراق.

والمعنى أن هذا شاب لا علاقة له بأى تنظيم، ولم يتوجه إلى مبنى السفارة بأمر من أى جهة، ولكنه توجه من تلقاء نفسه، وتحرك بوازع من ذاته، وبإحساس فى داخله بأن الظلم هو عنوان الحرب الإسرائيلية على غزة، وأن كل انسان حُر مدعو إلى أن يقف ضد هذا الظلم بما يستطيعه.

ورغم أن تعبير «الذئاب المنفردة» كان قد شاع فى فترة من الفترات، ورغم أنه كان قد اختفى أو كاد، إلا أن واقعة قيس الخراج تعيد هذا التعبير إلى الواجهة من جديد، وتقول إن فى أنحاء العالم كثيرين يشعرون بينهم وبين أنفسهم بأن الظلم الفادح هواء يتنفسه كل فلسطينى فى العموم، وكل فلسطينى غزاوى فى الخصوص، وأن أصحاب الضمائر الحُرة مدعوون إلى الانتصار لهؤلاء الذين طحنتهم الحرب فى غزة.

هذا هو وجه الخطورة الحقيقى الذى لم ينتبه له العالم، وهو يقف متفرجًا أو كالمتفرج على مقتلة غزة، فمثل قيس الخراج ليس فى حاجة إلى تنظيم يوجهه، وإنما هو فى حاجة إلى ضمير حى فى داخله، وما بعد ذلك نعرفه ونستطيع أن نتوقعه.

ما أتعس هذا العالم وهو يجد نفسه فى مرحلة ما بعد الحرب أسيرًا فى قبضة الذئاب المنفردة، التى لا يستطيع أحد تخمين مكانها، ولا التنبؤ بتوقيت حركتها.. فهى تتحرك فرادى، ولا صلة بين ذئب فيها وذئب آخر، لأن كل واحد منها يتصرف من تلقاء نفسه، وبوحى من إحساس انسانى فى أعماقه، وبإلحاح من شعور بالمسئولية الإنسانية يظل يضغط عليه.

لا تزال أمام العالم فرصة لكبح جماح اسرائيل، ولا تزال أمامه فرصة لمحاسبة الذى أجرموا فى هذه الحرب من ساستها وقادتها، وإلا، فالعالم نفسه سيكون على موعد مع ذئاب منفردة لا عدد لها ولا حصر.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: خط أحمر سليمان جودة حرب الإبادة الإسرائيلية الهجوم على السفارة

إقرأ أيضاً:

إليكم أقوى القادة في الحرب العالمية الثالثة المحتملة!.. هذا ترتيب الرئيس أردوغان

كشفت وسائل إعلام، الخميس، عن أقوى قادة الحرب العالمية الثالثة المحتملة بواسطة الذكاء الاصطناعي.

 

وقالت إن سيناريو الحرب العالمية الثالثة المحتمل يمكن أن يغير بشكل كبير ميزان القوى بين الدول ويجعل التحركات الإستراتيجية لزعماء العالم أكثر أهمية.

 

وأضافت أنه في حالة نشوب صراع عالمي، فإن القدرات العسكرية لن تكون وحدها الحاسمة، بل وأيضاً مهارات القادة في إدارة الأزمات والاستراتيجيات الدبلوماسية، وفي حين تسعى القوى الرائدة في العالم إلى الحفاظ على تحالفاتها وزيادة نفوذها الإقليمي، فإن الشخصيات الحاضرة بشكل بارز على المسرح العالمي تلعب أدواراً مهمة في حماية بلدانها والحفاظ على التوازن العالمي.

 

وتابعت إن كل خطوة يتخذها هؤلاء القادة تتم متابعتها بعناية على الساحة الدولية ولها القدرة على التأثير على التوازن في جميع أنحاء العالم.

 

وأشارت أن تركيا التي تبرز باستثماراتها في صناعة الدفاع خاصة في العشرين عامًا الماضية أنشأت بنية تحتية دفاعية أكثر استقلالية وفعالية من خلال تطوير تقنياتها العسكرية الخاصة.

وأدرج الاختبار أقوى 30 قائدًا سينضمون إلى الحرب إذا حدث الذكاء الاصطناعي.

 

إليكم أقوى القادة في الحرب العالمية الثالثة المحتملة!

 

1) دونالد ترامب  | الرئيس الأمريكي الجديد

2) شي جين بينغ   | رئيس الصين

3) فلاديمير بوتين  | رئيس روسيا

4) ناريندرا مودي    | رئيس وزراء الهند

5) إيمانويل ماكرون   | رئيس فرنسا

6) كير ستارمر   | رئيس وزراء المملكة المتحدة

7) رجب طيب أردوغان  | رئيس الجمهورية التركية

8) أولاف شولز   | مستشار ألمانيا

9) كيم جونغ أون   | الزعيم الكوري الشمالي

10) محمد بن سلمان   | رئيس وزراء المملكة العربية السعودية

مقالات مشابهة

  • قاصد محمود: قدرة حزب الله على تنظيم صفوفه أفشلت خطط إسرائيل
  • تقرير لـMiddle East Eye يكشف.. حزب الله أعاد بناء نفسه
  • إليكم أقوى القادة في الحرب العالمية الثالثة المحتملة!.. هذا ترتيب الرئيس أردوغان
  • بعد فوز الجمهوريين| مصير أوكرانيا والحرب على غزة وجنوب لبنان إلى أين؟.. أستاذ علوم سياسية: لا يمكن لترامب إنهاء الصراع في المناطق المشتعلة «بزر واحد»
  • فعل واحد يجعلك مستجاب الدعاء ومن الصالحين.. علي جمعة يوضحه
  • عادل حمودة يكتب: أسوأ ما كتب «بوب وود ورد»
  • ملعب النار.. هكذا أبعد العراق نفسه عن ساحة الحرب الوشيكة
  • ملعب النار.. هكذا أبعد العراق نفسه عن ساحة الحرب الوشيكة - عاجل
  • كامل الوزير : النقل أصبح من أهم عناصر التطور في العالم
  • الوزير: النقل أهم عناصر التطور في العالم والعامل الرئيسي المؤثر على النمو الاقتصادي والاجتماعي