اللاجئون فى مصر.. ملف شائك (5)
تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT
ركزت فى الحلقات الأربع السابقة من (اللاجئون فى مصر.. ملف شائك) على الخدمات العامة (وسائل مواصلات وغيرها) والخدمات التعليمية والصحية والاجتماعية، التى يتلقاها 10 ملايين لاجئ، يكلفون خزينة الدولة نحو 10 مليارات دولار سنويا، وتطرقت الى المخاطر الآنية والمستقبلية، إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه من تحمل مصر وحدها لنحو 90% من فاتورة معيشة هؤلاء فوق أرضها؛ رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التى تواجه الدولة.
واليوم ألفت الانتباه إلى قنبلة موقوتة، وهى أطفالهم، فباستثناء السودانيين والسوريين واليمنيين، الذين يجتهدون لتعليم أبنائهم واحتوائهم وحمايتهم من التشرد، هناك الآلاف من أطفال الجنسيات الأخرى وخاصة القادمين من شرق وغرب وجنوب إفريقيا، لا يجدون أمامهم سوى الأرصفة، يلتحفون بها صيفا وشتاء، يتسولون ويبيعون المناديل وبعض المنتجات الورقية والشعبية؛ لمساعدة أسرهم على المعيشة.
وجولة سريعة فى مناطق أكتوبر والتجمع وأسواق العتبة ووسط البلد ورمسيس، وبعض أحياء الاسكندرية والجيزة ودمياط، ستضع يدك على قلبك خوفا من الانتشار المخيف لأطفال أفارقة صغار، لا تعرف الدولة المصرية عنهم شيئا، ومعظمهم ليس له شهادة ميلاد ولا أوراق رسمية وأغلبهم منفصل عن أسرته أو هارب منها ويعيش مع عصابات تمتهن التسول والانحراف.
وسبق أن حذرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، من الوضع المأساوى الذى يعيشه الأطفال الأفارقة وخاصة القادمين من جنوب الصحراء الكبرى، ومع ذلك لم تتحرك أمريكا ولا الاتحاد الأوربى ولا المجتمع الدولى، ومنظماته الاغاثية والإنسانية، رغم علمهم بسوء الحالة الاقتصادية لمصر، وعدم قدرتها على الاستمرار فى تحمل قاتورة الضيوف.
واعترفت المفوضية فى تقارير صادمة لها بعجزها التام عن مواجهة هذه الظاهرة، مشيرة إلى ان البرامج الدولية لدعم اللاجئين فى مصر، فى انخفاض مستمر وتحصل على 4% فقط من التمويل المطلوب لها، رغم ارتفاع الأعداد، كما اعترفت بانها تعمل بجزء بسيط من ميزانية سنوية لا تزيد عن 104 ملايين دولار سنويا، وهو رقم هزيل جدا لا يساوى شيئا أمام ما تقدمه مصر من مليارات.
الوضع فعلا خطير جدا، فإذا جلست إلى بعض هؤلاء الأسر تسمع حكايات عجيبة تفيض لها بالدمع مآقى العيون، الأب غارق فى الديون والأم تجوب الشوارع او تخدم فى البيوت، والابن الصغير فى الشارع والسوق، يتسول أو يعمل فى أشغال شاقة باسعار زهيدة، لكى يأكل ويعيش، أما الفتاة الصغيرة فهى إما متسولة أو تهيم على وجهها تجمع علب المشروبات الغازية الفارغة، وتخجل من ذكر ما تتعرض له من عنف واعتداء جنسى.
الخطير هنا، أنه لا توجد احصاءات دقيقة لهؤلاء الأطفال الذين يشكلون نحو 40% تقريبا من أعداد اللاجئين فى مصر، وهنا يجب ان تتحرك وزارتا الداخلية والخارجية ومصلحة الاحصاء، وخاصة ان أعدادا كبيرة منهم منفصلون عن أسرهم، ودخلوا مصر بدون مرافق، وانطلقوا فى الشوارع والأزقة والحوارى، تتلقهم أيادى المنحرفين.
الكارثة الأكبر أن من يدخل مصر صغيرا لا يغادرها، ويبقى حتى يدفن فى ارضها، وهو ما يشكل عبئا إضافيا على الدولة فى دفع فاتورة رعايته صحيا واجتماعيا وصحيا وأمنيا.
إن ترك آلاف الاطفال الأفارقة فى الشوارع بهذه الطريقة التى تشوه وجه مصر الحضارى، أمر لا ينبغى السكوت عنه، ولا سيما وأنهم تحولوا بحكم الفقر والعوز إلى أداة سهلة فى يد التشكيلات الاجرامية بمناطق معيشتهم، فلا يترددون لحظة فى السرقة أو التخريب أو بيع أنفسهم لشياطين الغربة.
وللحديث بقية إن شاء الله..
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: اللاجئون فى مصر ملف شائك 5 اللاجئون فى مصر ملف شائك الخدمات العامة فى مصر
إقرأ أيضاً:
مفوضية اللاجئين تُطلق تقريرها السنوي للعمل الخيري الإسلامي لعام 2024
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أصدرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تقريرها السنوي السابع للعمل الخيري الإسلامي، مسلطةً الضوء على الدور المتنامي لمساهمات الزكاة والصدقة في توفير الإغاثة العاجلة للاجئين والنازحين داخليًا حول العالم.
فمنذ إنشائه في عام 2017، قدّم صندوق الزكاة للاجئين التابع للمفوضية المساعدات المنقذة للحياة لأكثر من 8.9 مليون شخص في 31 دولة، مما رسّخ مكانته كآلية موثوقة للتمويل الاجتماعي الإسلامي في العمل الإنساني.
وفي عام 2024 وحده، تجاوزت مساهمات الزكاة 14 مليون دولار أمريكي، وهو ما ساعد أكثر من 474 ألف لاجئ ونازح داخلي في 22 دولة. في الوقت نفسه، تعدت مساهمات الصدقة 7.8 مليون دولار أمريكي، واستفاد منها أكثر من 390 ألف نازح قسرًا في 16 دولة.. تجدر الإشارة إلى تلقي المكسيك وإسواتيني لأول مرة تمويلًا عبر صندوق الزكاة للاجئين، في خطوة تعكس تنامي تأثير الصندوق عالميًا.
ومع حلول شهر رمضان المبارك، دعت المفوضية المانحين إلى تكثيف دعمهم، نظرًا لتزايد مستويات النزوح والاحتياجات الإنسانية الملحة. ولا يزال اللاجئون والنازحون في سوريا والسودان من بين الفئات الأكثر تأثرًا بالأزمات والتحديات الإنسانية، ويواصل صندوق الزكاة للاجئين تعزيز جهوده بهدف تلبية احتياجاتهم المتزايدة. فمنذ بداية الأزمة السورية، قدّم الصندوق أكثر من 78 مليون دولار أمريكي من أموال الزكاة والصدقة المستلمة لدعم السوريين المهجّرين في كل من سوريا ولبنان والأردن والعراق ومصر وتركيا، مما ساهم في مساعدة 2.4 مليون مستفيد، خاصةً من خلال تقديم المساعدات النقدية على مدى أشهر متعددة.
وفي رمضان هذا العام، سيكثف الصندوق استجابته لضمان حصول اللاجئين على الدعم اللازم لتوفير احتياجاتهم الأساسية، وإعادة بناء حياتهم، والعمل نحو مستقبل أكثر استقرارًا.
وقد تجلّى أثر العمل الخيري الإسلامي أيضًا من خلال الحملات الإنسانية العالمية للمفوضية في عام 2024، بما في ذلك حملات رمضان، وذو الحجة، والصدقة الجارية، وفصل الشتاء.
وقد واصلت المفوضية تعزيز التزامها بضمان امتثال صندوق الزكاة للاجئين لأحكام الشريعة الإسلامية في عام 2024، حيث تم تعيين مجمع الفقه الإسلامي الدولي -وهي هيئة مرموقة تنبثق من منظمة التعاون الإسلامي- كلجنة شرعية رسمية للإشراف على مراجعة صندوق الزكاة للاجئين. كما تم تفعيل الصندوق الإسلامي العالمي للاجئين -وهو وقف خيري أُنشئ بالشراكة مع صندوق التضامن الإسلامي للتنمية، وهو الذراع المعني بالتخفيف من وطأة الفقر للبنك الإسلامي الدولي- وقد تلقى الصندوق بالفعل تعهدات مبدئية من عدد من الجهات المانحة، بما في ذلك المملكة العربية السعودية.
وتواصل المفوضية ريادتها في مجال الابتكار للتسهيل من طرق إخراج أموال الزكاة، حيث لا يزال تطبيق صندوق الزكاة للاجئين التطبيق الوحيد التابع لإحدى منظمات الأمم المتحدة المخصص للزكاة، مما يوفّر للمتبرعين طريقة شفافة وفعالة لتقديم المساهمات.
وفي هذا الصدد، قال خالد خليفة، مستشار المفوض السامي وممثل المفوضية لدى دول مجلس التعاون الخليجي: "نحن ممتنون للغاية لجميع الذين وضعوا ثقتهم في صندوق الزكاة للاجئين، بما في ذلك المانحون والشركاء الكرام.. بفضل كرمهم وتعاونهم، تمكّنا من توسيع نطاق العمل الخيري الإسلامي، وتقديم الدعم المنقذ للحياة للملايين من الأسر النازحة. ونتطلع إلى تعزيز هذه الشراكات لتحقيق تأثير أكبر والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة لهذا العام".