هذا ما تريده حماس من واشنطن بشأن وقف إطلاق النار في غزة !!
تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT
نقلت وكالة رويترز العالمية للأنباء اليوم الاربعاء 12 يونيو 2024 ، عن مصدرين أمنيين مصريين قولهم إن حركة حماس تسعى إلى الحصول على ضمانات مكتوبة من الولايات المتحدة لوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة من أجل الموافقة على مقترح الهدنة الذي تدعمه الولايات المتحدة.
وقال وسطاء قطريون ومصريون إن حماس ردت يوم أمس، الثلاثاء، على خطة من ثلاث مراحل لوقف إطلاق النار تهدف لإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل منذ أكثر من ثمانية أشهر على قطاع غزة المحاصر، دون تقديم تفاصيل؛ فيما قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إن حركة حماس "اقترحت تعديلات، بعضها قابل للتطبيق".
وقال المصدران المصريان ومصدر ثالث مطلع على المحادثات إن حماس لديها مخاوف من أن المقترح الحالي لا يقدم ضمانات صريحة بشأن الانتقال من المرحلة الأولى من الخطة، التي تشمل هدنة لستة أسابيع وإطلاق سراح بعض الرهائن، للمرحلة الثانية التي تتضمن وقفا دائما لإطلاق النار وانسحاب إسرائيل.
إقرأ/ي أيضا: مسؤول إسرائيلي: حمـاس رفضت المقترح الذي عرضه بايدن
وأوضح المصدران المصريان أن حماس ستقبل بالخطة إذا حصلت على ضمانات ووأشارا إلى أن مصر على تواصل مع الولايات المتحدة بشأن ذلك المطلب. وذكر المصدر الثالث أن "حماس تريد تطمينات بشأن الانتقال التلقائي من المرحلة الأولى لما بعدها وفقا للاتفاق الذي أعلنه الرئيس بايدن".
وعندما أعلن بايدن الخطة، قال إنه في حال استغرقت المفاوضات بشأن الانتقال للمرحلة الثانية فترة أطول من ستة أسابيع يمكن للهدنة أن تستمر خلال فترة التفاوض.
من جانبه، قال القيادي في حماس، أسامة حمدان، في تصريحات للتلفزيون "العربي"، إن "الاحتلال هو من يعطل الوصول إلى وقف لإطلاق النار في غزة"، وأشار إلى أن وزير الخارجية الأميركي، بلينكن، أنه "جزء من المشكلة وليس جزءًا من الحل"، مشددا على أن "الإدارة الأميركية تجاري إسرائيل في التملص من أي التزام بمقترح لوقف دائم لإطلاق النار"،
ولفت حمدان إلى أن "اليوم التالي للحرب سيكون يومًا فلسطينيًا نقرر فيه واقعنا ومستقبلنا"، وذلك في تعليق على تصريحات أدلى بها بلينكن من الدوحة قال فيها إن واشنطن ستقدم "أفكارًا ملموسة" بشأن غزة ما بعد الحرب، في الوقت الذي تضغط فيه على إسرائيل من أجل وضع خطة.
بدوره، اعتبر القيادي في حماس، عزت الرشق، الأربعاء، أن تحريض الإعلام الإسرائيلي على رد الحركة على مقترح تبادل الأسرى، مؤشرا على محاولات "التهرّب من استحقاقات الاتفاق". وقال الرشق، في بيان، إن "تحريض الإعلام الإسرائيلي على رد حماس، مؤشر على محاولات التهرّب من استحقاقات الاتفاق".
وأكد أن رد الحركة والفصائل الفلسطينية على المقترح "يتسم بالمسؤولية والجدّية والإيجابية". وأشار الرشق إلى أن هذا الرد ينسجم مع "مطالب الشعب والمقاومة وي فتح الطريق واسعًا للتوصل لاتفاق".
ومساء الثلاثاء، أعلنت حركتا حماس والجهاد الإسلامي في بيان مشترك "تسليمهما رد فصائل المقاومة للقطريين، خلال لقاء مع رئيس الوزراء القطري (محمد بن عبد الرحمن آل ثاني)، كما تم إرسال الرد للمصريين"، على مقترح صفقة وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى مع إسرائيل، الذي أعلن عنه الرئيس الأميركي، جو بايدن، في 31 أيار/ مايو/ الماضي.
وجاء تسليم الرد غداة تبنّي مجلس الأمن الدولي مشروع قرار أميركي يدعو إسرائيل وحماس إلى التطبيق الكامل لمقترح الصفقة. وفي وقت لاحق، أعلنت مصر وقطر، تسلّمهما رد حماس وبقية الفصائل الفلسطينية على المقترح الذي يتضمن 3 مراحل لوقف إطلاق النار، وينص في نهاية المطاف على وقف دائم للأعمال القتالية، وإطلاق سراح الرهائن.
وقالت حماس، الثلاثاء، إن ردها الإيجابي "يفتح الطريق واسعا للتوصل لاتفاق". لكن مسؤولا إسرائيليا تحدث لوكالة "رويترو" قال إن حماس "غيرت كل المعايير الرئيسية والأكثر أهمية" ووصف رد الحركة بأنه رفض لمقترح بايدن للإفراج عن الرهائن.
وتعقيبًا على رد حماس، نقلت هيئة البث الإسرائيلية ("كان 11") عن مسؤول رفيع (لو تسمه)أن "إسرائيل تلقت رد حماس على المقترح الإسرائيلي بشأن صفقة إطلاق سراح الرهائن، والحركة رفضت في ردّها مقترح للصفقة الذي عرضه الرئيس بايدن".
وعلّق فريق التفاوض الإسرائيلي بالقول إن "رئيس الموساد، دافيد برنياع، تلقى رد حماس من رئيس وزراء قطر، وبعد فحص الرد، تبيّن أن حماس غيّرت كل العناصر الجوهرية في المقترح"، واعتبرت مسؤول إسرائيلي رفيع أن الرئيس بايدن تحدث عن قبول المقترح أو رفضه كما هو، والتوقيع عليه وتنفيذه".
وقال مسؤول "مطلع" (ليس من إسرائيل) تحدث لوكالة "رويترز" إن حماس في ردها اقترحت جدولا زمنيا جديدا لوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع بما في ذلك رفح.
وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، قال بلينكن، مساء اليوم، إن الولايات المتحدة راجعت الاقتراحات التي قدمتها حماس الثلاثاء، مضيفًا أن "بعض التغييرات قابلة للتنفيذ، والبعض الآخر ليس كذلك".
وأضاف أن بلاده "ستواصل العمل مع الوسطاء لسد الفجوات" في سبيل التوصل لاتفاق بين حماس وإسرائيل، لتحقيق وقف تام لإطلاق النار في غزة. من جهته، قال آل ثاني خلال المؤتمر إن قطر "تعول على الدور الأميركي وكافة الشركاء للضغط على الأطراف لوقف الحرب في غزة".
وتابع "ناقشنا مع بلينكن رد حماس والفصائل على مقترح واشنطن (تقدم به بايدن نهاية مايو/أيار الماضي) وملتزمون بالتقريب بين الفرقاء للتوصل إلى وقف للحرب على غزة". وأضاف أن قطر "ملتزمة" مع شركائها بـ"كسر الهوة ومحاولة حل الفروقات كأفضل وسيلة لإنهاء الحرب".
المصدر : وكالة سواالمصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: إطلاق النار فی غزة الولایات المتحدة وقف إطلاق النار لإطلاق النار على مقترح وقف دائم رد حماس إن حماس إلى أن
إقرأ أيضاً:
هذا ما تريده إسرائيل من تطويق رفح وضمها للمنطقة العازلة
غزة- لا يشعر الشاب الفلسطيني مهند قشطة -أحد نشطاء مدينة رفح والنازح عنها- أن هناك عودة قريبة للمدينة، بعدما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي تطويقها وعزلها كليا عن باقي قطاع غزة عبر إنشاء "محور موراغ"، الذي يفصلها عن مدينة خان يونس المجاورة.
وأعلن جيش الاحتلال، السبت الماضي، استكماله فتح "محور موراغ"، وسبق ذلك ما كشفته صحيفة "هآرتس" العبرية، الأربعاء الماضي، أن الجيش يستعد لضم منطقة رفح التي تشكل خمس أراضي القطاع (تقدر مساحته بـ365 كيلو مترا مربعا) "للمنطقة الأمنية العازلة" التي يحظر على الفلسطينيين الوصول إليها.
ويترجم هذا التطور واقع رفح منذ اجتياح الاحتلال لها في 6 مايو/أيار 2024، وإجبار نحو 300 ألف من سكانها وزهاء مليون من النازحين فيها على إخلائها والنزوح عنها. ومنذ ذلك الحين، لم تشهد رفح، صغرى محافظات القطاع الخمس، أي فترات هدوء.
منطقة "حمراء"يقول قشطة للجزيرة نت "حتى خلال وقف إطلاق النار كانت رفح تتعرض لحرب خاصة بها، وظل الاحتلال يسيطر على محور فيلادلفيا مع مصر، ويمنع العودة لأكثر من نصف مساحة المدينة النازفة بالشهداء والجرحى".
وحسب معلومات "هآرتس"، التي أكدتها لاحقا بيانات عسكرية وتصريحات لوزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس، فإن مساحة المنطقة العازلة تبلغ 75 كيلومترا مربعا، وتقع بين محوري فيلادلفيا وموراغ، وتضم رفح والأحياء المجاورة لها.
إعلانوإزاء ذلك انتاب قشطة شعور بالحزن والصدمة، ولكنه لم يتفاجأ بما حل بمدينته، ويقول، "كان الاحتلال يخطط لأمر خبيث تجاه رفح منذ أن تحدى العالم كله واجتاحها عسكريا".
وبعد اندلاع الحرب عقب عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، كان لرفح "وضعها الخاص" بوصف قشطة، "ولم تشهد فترة هدوء، ولم يعد إليها سكانها كباقي مناطق القطاع حتى بعد اتفاق وقف إطلاق النار".
كان قشطة مع أسرته الصغيرة المكونة من 6 أفراد ووالديه وأشقائه وأسرهم (35 فردا)، من بين كثيرين نزحوا عن رفح، ولم يعودوا إليها مطلقا، لوقوع مساكنهم -المدمرة كليا- ضمن مناطق يصنفها الاحتلال "حمراء"، متاخمة لمحور فيلادلفيا ويحظر دخولها.
ويقول قشطة "كل رفح الآن حمراء ومحتلة بالكامل، وأخشى أن لا تكون عودتنا إليها قريبة"، ويعتقد أن إسرائيل تريد استخدام احتلالها للمدينة وعزلها "كورقة ضغط" في المفاوضات مع المقاومة.
وإثر إعلان احتلال رفح، زعم الوزير كاتس أن الوصول لهذه المرحلة بمثابة "اللحظة الأخيرة لإزالة حماس، وإطلاق سراح جميع المحتجزين وإنهاء الحرب". وهدد الغزيين بأنه "قريبا تتوسع عمليات الجيش وتتكثف بمعظم قطاع غزة، وستضطرون لإخلاء مناطق القتال".
ويجاهر أن ما يحدث برفح يندرج تحت "خطة تهجير الغزيين طواعية وفق رؤية الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي نعمل على تحقيقها".
وقالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في بيان لها، إن ما يقوم به الاحتلال "لفرض أمر واقع في رفح، وتهجير سكانها قسرا، وضمها للمنطقة العازلة على الحدود مع مصر الشقيقة، يؤكد هدفه بعزل غزة بالكامل عن عمقها العربي".
واعتبرت الحركة أن ما يجري في رفح "تصعيد خطير وحرب إبادة، ومحاولة بائسة لتسجيل إنجاز عسكري بارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية".
ويسمَع يوميا ومن مسافات بعيدة أصوات "انفجارات هائلة" بفعل نسف الاحتلال ما تبقى من منازل شمال رفح والقريبة من "محور موراغ" الممتد من السياج الأمني الإسرائيلي شرق المدينة وحتى ساحل البحر غربا.
إعلانوتقول النازحة الخمسينية أم يوسف مطر للجزيرة نت، إن الاحتلال دمر منزلها بمخيم الشابورة للاجئين خلال الاجتياح الأول للمدينة، ولم تتمكن وأسرتها (10 أفراد)، منذ مايو/أيار 2024 وبفعل خطورة الوضع، من العودة.
وتشاطر مطر الشاب قشطة، مشاعر الحزن والغضب إزاء ما تعرضت له رفح من تدمير ممنهج وواسع، انتهى باحتلالها وعزلها بالكامل عن القطاع.
وتضيف مطر التي تقيم وعائلتها بمدرسة في خان يونس "الاحتلال ينتقم من رفح وكأن له ثأرا معها، ويبدو من أصوات الانفجارات الضخمة التي نسمعها ليلا نهارا أنه لم يبق حجرا على آخر، وتحولت المدينة لأكوام من الركام والأنقاض".
وحتى بدء الاحتلال عمليته العسكرية الأخيرة، مطلع الشهر الجاري، كانت بلدية رفح تقدر نسبة الدمار بها بأكثر من 90%.
ويقول رئيس البلدية الدكتور أحمد الصوفي، للجزيرة نت، "لم تتوقف الحرب يوما على رفح"، ويضيف "حتى خلال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار واصل الاحتلال جرائم القتل والتدمير، والتي منعت عودة سكانها لأكثر من 60% من مساحتها الإجمالية".
وبفعل هذه الجرائم -يضيف الصوفي- فإن أقل من 30% فقط من سكان المدينة قرروا العودة لها، خلال وقف إطلاق النار، وأقاموا بمنازلهم المتضررة بالنصف الشمالي منها، أو بخيام مترامية ببعض المناطق هناك، حتى أعاد الاحتلال السيطرة عليها وإخلائها بالكامل ثانية وضمها للمنطقة العازلة.
وشدد الصوفي على أن "فرض الوقائع بالقوة لن يصنع شرعية ولن يحقق أمنا مستداما بل يزيد معاناة المدنيين ويزيد من عدم الاستقرار".
وقال إن "رفح تاريخ يمتد لخمسة آلاف عام، وجغرافيا تربط الشرق بالغرب، لقد مر عليها الرومان والفراعنة والآشوريون وكل المستعمرين، وذهب الجميع وبقيت رفح شامخة، بوابة صلاح الدين وطريق النصر، لن تمحوها يد المحتلين".
إعلان لماذا رفح؟من جهته، يضع مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي الدكتور إسماعيل الثوابتة، احتلال رفح وضمها للمنطقة العازلة، في سياق ما يقول للجزيرة نت إنه "مشروع استعماري إحلالي قائم على التهجير القسري وتغيير معالم الجغرافيا والديموغرافيا بقطاع غزة".
كما أن ما يحدث برفح "يكشف بوضوح نوايا الاحتلال لفرض وقائع ميدانية تخدم أجندته التوسعية، ويؤكد مضيه في تنفيذ مخطط فصل قطاع غزة عن عمقه وإبقائه تحت حصار دائم، عبر السيطرة على المنطقة الحدودية الجنوبية بكاملها".
ويشكل ذلك -حسب الثوابتة- تهديدا مباشرا لنحو 300 ألف من سكان رفح، تقطعت بهم السبل، ويضيّق الاحتلال عليهم عبر دفعهم للمجهول، ويتعامل معهم "كأهداف متحركة" ويلاحقهم حتى في الخيام ومراكز الإيواء.
وحسب رأي الثوابتة فإن الاحتلال يعتبر رفح هدفا إستراتيجيا، لموقعها كبوابة حدودية جنوبية للقطاع، وتتمتع برمزية جغرافية وسياسية وإنسانية، ويسعى بالسيطرة عليها لتحقيق عدة أهداف، أبرزها:
خنق قطاع غزة نهائيا من خلال قطع التواصل البري مع العالم الخارجي، بالسيطرة على معبر رفح البري، الوحيد لنحو مليونين و400 ألف فلسطيني. التحكم بحركة الإمدادات والمساعدات الإنسانية عبر معبر كرم أبو سالم التجاري الوحيد، وبالتالي فرض شروطه الميدانية والسياسية على الفلسطينيين والمجتمع الدولي. فرض منطقة عازلة ممتدة على طول حدود القطاع، كخطوة نحو تنفيذ خطة فصل غزة بالكامل، وتكريس واقع التجويع والعزل والتهجير والحصار المستدام. تحقيق "نصر وهمي" أمام جمهوره الداخلي بعد فشله في تحقيق أهدافه المعلنة بالحرب، عبر تصوير السيطرة على رفح كإنجاز عسكري. ما يجري في رفح ليس مجرد تحرك عسكري، بل تنفيذ فعلي "لمخطط تهجيريّ واستيطاني" لكسر إرادة الفلسطينيين وعزيمتهم، وفرض "تسوية قسرية" تحت النار والحصار. إعلان وسيلة للضغطويتفق الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي مصطفى إبراهيم مع الثوابتة في كثير مما ذهب إليه، ويقول للجزيرة نت، إن للتحرك الإسرائيلي الواسع في رفح أبعادا وأهدافا سياسية، مرتبطة بمفاوضات وقف إطلاق النار وصفقة التبادل، وحتى الرؤية من اليوم التالي للحرب.
ولا يستبعد إبراهيم -وهو ابن عائلة لاجئة من قرية "برير" وأقامت في مخيم اللاجئين في رفح منذ عام 1948- أن تعيد إسرائيل ما فعلته برفح بمناطق أخرى وتعزلها لتقليص مساحة القطاع وزيادة الضغط على المدنيين بالقتل والتجويع، في مخطط تهجير لم يعد سرا، وتصرح به مستويات إسرائيلية سياسية وعسكرية رفيعة.