أعرب المشاركون في البيان الختامي للاجتماع  التشاوري بشأن تنسيق مبادرات وجهود السلام في السودان، عن بالغ القلق من أن تواصل القتال منذ 14 شهرًا في السودان يستمر في التسبب في خسائر بشرية فادحة وآلاف القتلي والجرحي، وتشريد أكثر من 11 مليون سوداني  منازلهم، ونهب واحتلال المنازل والمرافق المدنية في الخرطوم ومدن أخري.

جاء ذلك في البيان الختامي الصادر عن الاجتماع الذي شارك في كل من: جامعة الدول العربية (الداعية لعقد الاجتماع)، والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي، والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيجاد)، والأمم المتحدة، إلى جانب مملكة البحرين (رئاسة القمة العربية)، جمهورية جيبوتي (رئاسة الايجاد)، جمهورية موريتانيا الإسلامية (رئاسة الاتحاد الأفريقي)؛ جمهورية مصر العربية (الراعية لمبادرة دول جوار السودان)، والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية (راعيتا محادثات جدة). 

ولفت المشاركون إلى أن الاجتماع يأتي إدراكًا لأهمية تكثيف وسائل التنسيق والتعاون بين المنظمات الإقليمية والدولية، إلى جانب رعاة المبادرات الرئيسية الرامية إلى تحقيق وقف شامل لإطلاق النار، وتعزيز حوار سياسي سوداني شامل واستعادة السلام والاستقرار في السودان، وتأكيدًا للالتزام القوي بحماية سيادة جمهورية السودان ووحدتها واستقلالها وسلامة أراضيها. 

وأعربوا عن عميق القلق إزاء انتشار انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الدولي، والعنف العرقي الذي قد يصل لمستوي جرائم التطهير العرقي في بعض مناطق دارفور، وتزايد احتمال انتشار الصراع عبر الحدود.

وأدان المشاركون كافة أنواع الجرائم المرتكبة ضد المدنيين خلال الصراع الدائر، آخرها المجزة التى حدثت بتاريخ 5 يونيو2024 في قرية “ود النورة” بولاية الجزيرة التى تسببت في مقتل أكثر من 158 شخصًا بينهم 35 طفلًا، والهجوم على مستشفي الجنوب بالفاشر.

وأكد الحاضرين على قناعتهم بضرورة الحفاظ على مؤسسات السودان باعتبارها العمود الفقري للحفاظ على وحدة واستقرار الدولة وسلامة أراضيها.

وثمن المشاركين المبادرات والجهود المختلفة المبذولة عىل مستوى الحكومات والمنظمات الدولية والإقليمية لصالح السودان: مسار جدة برعاية المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية لتحقيق وقف إطلاق القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع - مبادرة الاتحاد الإفريقي والإيجاد لدعم الحل السياسي الشامل - مبادرة دول جوار السودان برعاية جمهورية مصر العربية.

ودعا المشاركون إلى دعم الجهود الهادفة لاستئناف محادثات جدة ومخرجاتها، والتنفيذ الكامل لـ "إعلان جدة للالتزام بحماية المدنيين في السودان 11 مايو (2023)، بما في ذلك توفير ممر آمن للمدنيين المعرضين لخطر جسيم وإيصال المساعدة الإنسانية الحيوية إلى جميع الأشخاص المحتاجين، فضلا عن إعلان هدنة لحقن دماء السودانيين بمناسبة عيد الأضحى المبارك واتخاذ اجراءات للتهدئة الفورية.


وأكد المشاركون التزامهم القوي بتعزيز التنسيق فيما بينهم لتحقيق سلام مستدام في السودان، على أساس التوصل إلى وقف كامل وشامل لإطلاق النار، وإطلاق حوار سياسي وطني بقيادة سودانية والعمل على الاستفادة من آليات الوساطة السودانية المحلية والوجهاء السودانيين في عملية نزع فتيل النزاع ووضع تدابير لبناء الثقة.


ورحبوا بالجهود المصرية لعقد مؤتمر للقوى السياسية المدنية السودانية نهاية الشهر الجاري لإطلاق حوار وطني سوداني باعتباره مساهمة هامة في تعزيز التوافق بين القوى السياسية المختلفة، ويسمح بتهدئة الأزمة، وتقريب وجهات النظر، مشيرين في هذا الصدد إلى التجمعات المختلفة للمدنيين السودانيين التي عُقدت بهدف واضح وهو المساهمة في تأسيس حوار سياسي شامل وجامع.


وقرر المشاركون تشكيل فريق عمل فني من المنظمات الإقليمية والدولية المشاركة في هذا الاجتماع التشاوري، مع إمكانية دعوة شخصيات أخرى ذات معرفة وخبرة إذا ما لزم الأمر، للعمل المركز على تبادل المعلومات المحدثة حول مبادرات السلام في السودان وصياغة بيانات مشتركة حتى تصدرها المنظمات عند الحاجة، وتبادل وجهات النظر حول الوسائل الموحدة والمنسقة التي يمكن اتخاذها، متى كان ذلك مناسبًا، من أجل تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للفئات الأكثر تضررًا وضعفًا (خاصة الأطفال والنساء).


كما يضطلع فريق العمل - وفقا للبيان- بتصميم برامج تدريبية لصالح النازحين والفئات الضعيفة لتعزيز مهاراتهم للانخراط في بيئات العمل المواتية، وتقييم الاحتياجات الإنسانية الطارئة في السودان بما في ذلك الخدمات الصحية، وتوعية النازحين بسبل النفاذ إلى الخدمات المتاحة. دعم المؤسسات الوطنية السودانية كي تتمكن من استئناف الخدمات الطبية والتعليمية ومعالجة قطاع الزراعة، وتزويد الدول الأعضاء بتقارير دورية عن النتائج التي تتوصل إليها. تقديم دعم منسق لدول جوار السودان لمواجهة الأعباء المختلفة للأزمة.

ورحب المشاركون بالدعوة الكريمة المقدمة من دولة جيبوتي لاستضافة خلوة لفريق العمل الفني تنظمها المنظمات الخمس المتعددة الأطراف (الاتحاد الأفريقي، والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية، والاتحاد الأوروبي، وجامعة الدول العربية، والأمم المتحدة)، بهدف صياغة خارطة طريق موجهة نحو العمل.


وأعرب المشاركون كذلك عن تقديرهم لمبادرة جامعة الدول العربية بقيادة الأمين العام أحمد أبو الغيط، ونتائج هذا الاجتماع الأول، مؤكدين على أهمية عقد اجتماعات تشاورية منتظمة لتبادل وجهات النظر حول نتائج جهودهم المشتركة وضمان انسجام مبادراتهم للسودان حتى تكون نتائجها متبادلة التعزيز، وعقد اجتماعهم التشاوري الثاني في يوليو المقبل، بالتزامن مع الخلوة، من أجل استدامة انخراطهم الجماعي لصالح السلام في السودان.
 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: المملكة العربية السعودية السعودية المنظمات الدولية الولايات المتحدة السودان جمهورية مصر العربية السلام فی السودان

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة قلقة بشأن الفارين من العنف في ولاية النيل الأزرق

الأمم المتحدة قالت إن استمرار انعدام الأمن والقيود البيروقراطية حال دون وصول الشركاء الإنسانيين إلى المناطق المتضررة.

التغيير: وكالات

أعربت الأمم المتحدة عن قلقها إزاء وضع المدنيين الفارين من انعدام الأمن في ولاية النيل الأزرق جنوب شرق السودان، فضلا عن صعوبة وصول العاملين في المجال الإنساني إليهم.

وتفاقمت أزمة الحرب المندلعة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف ابريل 2023م، وطالت آثارها الكثير من الولايات، مخلفة عشرات الآلاف من القتلى والجرحى وقرابة الـ 15 مليون نازح ولاجئ، ولازالت تداعياتها تتوالى.

وتشير تقديرات السلطات المحلية في النيل الأزرق إلى أن أربعة آلاف نازح من أولو وبلدات أخرى في منطقة باو يتجهون نحو مدينة الدمازين، عاصمة الولاية، التي تبعد حوالي 230 كيلومتراً.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن حوالي 600 شخص وصلوا إلى المدينة حتى الآن، وإنهم يقيمون في موقع للنازحين.

وخلال مؤتمره الصحفي اليومي، الاثنين، قال دوجاريك إن استمرار انعدام الأمن والقيود البيروقراطية حال دون وصول شركاء الأمم المتحدة الإنسانيين إلى المناطق المتضررة.

وأضاف: “ندعو مجددا إلى توفير وصول إنساني آمن ومستدام ودون عوائق لجميع المحتاجين”.

وأفاد دوجاريك بالإبلاغ أيضاً عن وصول وافدين جدد من جنوب السودان إلى أجزاء أخرى من ولاية النيل الأزرق في الأسابيع الأخيرة، “مما يدل على التعقيد المتزايد للوضع في المنطقة”.

والاسبوع الماضي، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة، نزوح 567 أسرة في النيل الأزرق خلال يومين بسب تفاقم انعدام الأمن.

وقالت المنظمة، إن الفرق الميدانية قدرت أن 267 أسرة نزحت من مدينة الدمازين بسبب تفاقم انعدام الأمن، وأوضحت أن هذه الأسر نزحت إلى مواقع في مدينة الروصيرص بولاية النيل الأزرق، ومدينة ود مدني بولاية الجزيرة ومدينة سنار بولاية سنار.

وأضافت أن 300 أسرة نزحت من منطقة السلك بسبب تفاقم انعدام الأمن إلى مواقع أخرى داخل مدينة باو في ولاية النيل الأزرق.

الوسومالجيش الدعم السريع الدمازين السودان باو جنوب السودان حرب 15 ابريل ستيفان دوجاريك ولاية النيل الأزرق

مقالات مشابهة

  • “العين للفروسية” يستضيف “السباق الختامي” للخيول العربية اليوم
  • الحكومة السودانية تستدل بشهادة خبراء الأمم المتحدة على دعم الإمارات لقوات الدعم السريع
  • روسيا تجدد موقفها الداعم للحكومة اليمنية وجهود السلام
  • وزير الزراعة يشارك في الجلسة الرئيسية للاجتماع الـ 49 للهيئة العربية للاستثمار بالكويت
  • الشرطة السودانية تصدر موجهات بشأن البحث عن السيارات المنهوبة في الحرب وتحركات تبعث الأمل
  • الهوية السودانية بين الغابة والصحراء (2/2)
  • مصر وأمريكا تبحثان تثبيت الهدنة وإعمار غزة وجهود السلام | تقرير
  • بعد تصريحات ترامب.. وزير خارجية مصر يبحث الخطة العربية بشأن غزة مع مسؤولين أمريكيين
  • الأمم المتحدة قلقة بشأن الفارين من العنف في ولاية النيل الأزرق
  • الهوية السودانية بين الغابة والصحراء (1/2)