خبير عسكري: الاحتلال يعاني نقصا شديدا في القوة القتالية
تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT
قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي إن طلب رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي من قيادته 15 كتيبة يؤكد أن الاحتلال يعاني نقصا شديدا في القوة القتالية التي تمكنه من الاستمرار في معركته على قطاع غزة.
وأضاف الفلاحي -في تحليل للمشهد العسكري بغزة- أن جيش الاحتلال يعاني نقصا شديدا في القطاعات خاصة أنه لا يواجه التهديدات في قطاع غزة فقط، بل في الضفة الغربية أيضا وفي جبهة الشمال مع لبنان، حيث تتصاعد المواجهة بشكل كبير جدا.
وبرأي العقيد الفلاحي، فإن نقص القوة القتالية بالنسبة للجيش الإسرائيلي يحرج حكومة بنيامين نتنياهو التي قامت بتمرير القانون الذي يعفي شباب الحريديم (اليهود المتشددون) من الخدمة العسكرية.
وهناك 10 ألوية تقاتل في قطاع غزة، في الجنوب 5 ألوية، وعلى محور نتساريم هناك 3 ألوية، ويوجد لواءان بقيادة الفرقة 98 باتجاه المنطقة الوسطى من قطاع غزة.
وبشأن التطورات الميدانية في قطاع غزة، أشار الخبير العسكري والإستراتيجي إلى أن العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح جنوبي القطاع تسير ببطء شديد جدا، وصرح جيش الاحتلال بأن نسبة توغله في مدينة رفح لا تتجاوز 50% أو أقل، موضحا أن جيش الاحتلال يقوم بالتوغل ثم الانسحاب، أي أنه يقوم بعمليات استطلاع بالقوة ليعرف مصادر النيران التي يمكن أن تنطلق من تلك المنطقة.
وقال إن جيش الاحتلال يحاول العودة مرة أخرى إلى منطقة الشابورة في مدينة رفح، وإن هناك مواجهات مباشرة مع مقاتلي المقاومة في هذه المنطقة.
وكانت المقاومة الفلسطينية نفذت عملية تفجير منزل في منطقة الشابورة الاثنين الماضي، وأكد جيش الاحتلال أن ضابطا و3 جنود قتلوا خلال العملية، وأنه انتشل جثثهم من المكان، كما أصيب 6 آخرون بجروح خطيرة.
ومن جهة أخرى، ذكر العقيد الفلاحي أن جيش الاحتلال ولتأمين محور نتساريم يقوم بعمليات باتجاه شمال وجنوب القطاع لمنع فصائل المقاومة من الوصول لهذا المحور، ولذلك تكون عملياته باتجاه حي الزيتون وجحر الديك وغيرها من المناطق.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات جیش الاحتلال قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
رشقة القسام.. صواريخ تتحدى الحرب وتُسقط أمن نتنياهو المزعوم
يمانيون/ تقارير بعد عامٍ وسبعة أشهر من حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة، وفي وقتٍ كانت فيه حكومة الاحتلال تُروّج لانتهاء “مرحلة التهديد” من غزة، جاءت رشقة صاروخية من كتائب القسام لتقلب المعادلة رأسًا على عقب.
وفي توقيتٍ محسوب بعناية، وبالتزامن مع زيارة مجرم الحرب نتنياهو إلى واشنطن، دوّت صافرات الإنذار من عسقلان إلى أسدود، وعادت مشاهد الهلع والرعب إلى شوارع المستوطنات.
في هذا التقرير نوجز تفاصيل ما وراء هذه الرشقة الصواريخ، أكانت مجرد رشقةٍ عابرة، أم أنها رسائل استراتيجية تُعيد العدوّ الصهيوني إلى نقطة الصفر.
رغم مرور أكثر من عامٍ ونصف على العدوان الشامل، والذي خلّف آلاف الشهداء ودمارًا واسعًا في البنية التحتية المدنية والعسكرية على حدٍّ سواء، تثبت كتائب القسام أن قدراتها لم تُقضَ، وأن يدها لا تزال قادرة على الوصول إلى عمق المستوطنات الصهيونية.
الصواريخ التي أُطلقت من دير البلح، وهي المنطقة التي شهدت وجودًا عسكريًّا لجيش الاحتلال منذ بداية الحرب، أصابت أهدافها بدقة، ما يعني أن القسام تحتفظ بمفاجآتٍ تكتيكية كبرى، وتعمل وفق استراتيجية منضبطة، بعيدة عن الفوضى أو العشوائية.
ويرى خبراء عسكريون، أن تزامن القصف مع زيارة نتنياهو لواشنطن لم يكن صدفة؛ فالرسالة موجهة بشكلٍ واضح للقيادة الإسرائيلية والإدارة الأمريكية: أن “لا أمن دون وقف العدوان، ولا صفقات دون الإفراج عن الأسرى ورفع الحصار”.
القسام بهذه الخطوة، تعيد خلط أوراق الملف السياسي، وتؤكد أن الحرب لم تُنهِ المقاومة، بل زادتها مرونة وقدرة على إيصال رسائلها بصوت الصواريخ لا البيانات.
مشاهد الرعب في “أسدود وعسقلان وتل أبيب”، وسقوط صواريخ على مركبات ومبانٍ، وتوثيق لحظة وصول سيارات الإسعاف والإطفاء، كلها أعادت للأذهان مشاهد 7 أكتوبر “يوم العبور العظيم”.
كما أن اعتراف وسائل الإعلام العبرية بوقوع إصابات وأضرار مباشرة، وحديثها عن احتمال وجود “تشتيت جهود؛ تمهيدًا لتسلل بري من عناصر المقاومة”؛ يعكس حجم القلق والخوف الذي لا يزال يسيطر على الجبهة الداخلية رغم كلّ الادّعاءات الرسمية بالنصر.
مأزق القيادة الصهيونية – انقسام داخلي وتآكل الثقة:
التباينات في التصريحات بين قادة الاحتلال توضح أزمة القيادة، فبين من يطالب بالقضاء على حماس كالمجرم “سموتريتش”، ومن يرى الفشل الذريع كالصهيوني “يائير غولان”، هناك إدراك داخلي بأن الحكومة الحالية تقود الكيان نحو المجهول.
وهكذا، تُكتب فصائل الجهاد والمقاومة المعادلة من جديد، أن لا أمن للاحتلال، ما دام الدم الفلسطيني يسيل بلا حساب، كما أن الخلافات حول الرهائن، واستمرار القصف، وتآكل الردع، كلها مؤشرات على هشاشة الوضع الأمني والسياسي في الكيان.
وبحسب المراقبين، فإن رشقة واحدة فقط كانت كفيلة بإظهار كذب الادّعاءات حول تدمير بنية المقاومة؛ ما يعني أن خيار الحسم العسكري وصل إلى طريق مسدود.
كما أن استمرار إطلاق الصواريخ بعد كلّ هذه المدة، رغم الحصار الشامل، يضع تساؤلات كبرى حول كفاءة جيش الاحتلال الإسرائيلي وقدرة استخباراته على التنبؤ والتعطيل.
وتثبت المقاومة في غزة مجددًا أنها لم تُهزم، بل تتطور وتختار التوقيت والمكان والسلاح بعناية، والاحتلال رغم كلّ أدواته العسكرية والدبلوماسية، لم يتمكن من تحقيق “النصر الكامل”.
وعليه؛ وفي ظل غياب أفق سياسي حقيقي، وتصاعد الضغط الشعبي والدولي، يبدو أن الأيام المقبلة ستشهد جولات جديدة من التصعيد، ما لم يفرض اتفاق شامل يلبي الحد الأدنى من حقوق الفلسطينيين.
نقلا عن المسيرة نت