يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حملته بالضفة الغربية عبر اقتحام ومداهمة مناطق وبلدات عدة، ينفذ خلالها اعتقالات وإعدامات بحق فلسطينيين يصفهم بالمطلوبين، إلى جانب ما تشهد الضفة من تصاعد في أعمال العنف على أيدي المستوطنين تحت حماية الجيش والشرطة.

وتوثق تقارير، جوانب من تلك الاعتداءات في الضفة، بات يصعب معها التمييز بين ممارسات الجيش الإسرائيلي والمستوطنين بتشجيع من الحكومة الإسرائيلية الحالية المؤيدة للاستيطان، وفق ما يؤكد فلسطينيون ومنظمات حقوقية.

ويقول جو كرمل منسق المناصرة في منظمة "كسر الصمت" الإسرائيلية -غير حكومية مناهضة للاحتلال تضم جنودا سابقين في الجيش- "أزيل تماما الخط الفاصل الذي لم يكن موجودا في الأصل بين الجيش والمستوطنين" في الضفة الغربية، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

ويقول كرمل إنه منذ بدء الحرب على غزة "شاهدنا بعض المستوطنين يرتدون الزي العسكري" مشيرا إلى أن "المستوطنين الصهاينة المتدينين أصبحوا الآن أكثر ظهورا بالزي العسكري وبين كبار الضباط".

ويرى كرمل أن هدف حكومة نتنياهو واضح وهو "تقوية الحركة الاستيطانية، وأن تجعل بالتالي من المستحيل توفر أي فرصة لحصول الفلسطينيين على دولة مستقلة"، لافتا إلى أن المستوطنين والجنود الذين يرتكبون أعمال عنف لا تتم إدانتهم إلا "في حالات نادرة جدا".

بدوره، يقول مدير المناصرة في اتحاد لجان العمل الزراعي الفلسطيني مؤيد بشارات إن المستوطنين رأوا في وجود الوزيرين المتطرفين المؤيدين للاستيطان إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش في الحكومة الإسرائيلية "ضوءا أخضر" لمهاجمة الفلسطينيين.

ونددت هيومن رايتس ووتش بما تراه عدم وجود فاصل، وبحالة الغموض الناجمة عنه، قائلة إن الحكومة الإسرائيلية مسؤولة عن تزايد عنف المستوطنين خلال الأشهر الثمانية الماضية، إلى جانب تحقيق المنظمة في 5 هجمات نفذها مستوطنون في 5 قرى فلسطينية مختلفة بين أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني 2023، خلصت إثرها في نيسان/أبريل الماضي إلى أن "الجيش الإسرائيلي إما شارك في هجمات المستوطنين العنيفة، أو أنه لم يوفر الحماية للفلسطينيين منها".

وأضافت المنظمة أن "الأدلة تشير إلى أن المستوطنين المسلحين وبمشاركة نشطة من وحدات الجيش، أغلقوا الطرق وهاجموا المجتمعات الفلسطينية في عدة مناسبات، وقاموا باحتجاز السكان والاعتداء عليهم وتعذيبهم وطردهم من منازلهم وأراضيهم".

من جهتها، قالت منظمة "يش دين" الإسرائيلية الحقوقية غير الحكومية، التي ترصد أيضًا الهجمات التي يرتكبها المستوطنون، إن عام 2023 كان بالفعل عام الذروة بالنسبة لتلك الهجمات والاعتداءات.

وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) رصد 1096 هجوما نفذها المستوطنون ضد الفلسطينيين في الفترة ما بين 7 أكتوبر/تشرين الأول و31 مارس/آذار الماضيين في الأراضي الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، ليصل المتوسط إلى 6 حوادث يوميا، مقابل حادثين في عام 2022.

أمام مرأى الجيش

ويشن المستوطنون الذين يرتدون أحيانا زي الجيش، اعتداءات ضد الفلسطينيين، ويحرقون مزارعهم ومنازلهم وسياراتهم ويسرقون مواشيهم، ويجري ذلك على مرأى ومسمع الجنود في مرات عديدة، من ذلك ما حدث في 13 أبريل/نيسان الماضي، حينما هاجم مئات المستوطنين قرية دوما في شمال الضفة الغربية، وطعنوا أحد السكان بعد تقارير إسرائيلية عن العثور على فتى إسرائيلي ميت.

ويقول رئيس المجلس القروي "دوما" سليمان دوابشة لوكالة الصحافة الفرنسية إن الجيش الإسرائيلي "كان موجودا في ذلك اليوم داخل القرية لضمان أمن المستوطنين وحمايتهم" خلال هجومهم، رغم المزاعم العسكرية الإسرائيلية بأن القوات في الضفة الغربية موجودة "لحماية ممتلكات وحياة جميع السكان وفض الصدامات".

ويعيش في الضفة الغربية دون القدس الشرقية أكثر من 490 ألف إسرائيلي في مستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي، بالإضافة إلى 3 ملايين فلسطيني، في وقت يشهد التوسع الاستيطاني تسارعا في ظل الحكومات المتعاقبة لا سيما الإدارات المؤيدة للاستيطان بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

 

ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية المدمرة في قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول، تزايدت حملات الاحتلال والمستوطنين في الضفة، منها إعدامه 6 فلسطينيين خلال اقتحامه قرية كفر دان غرب جنين بالضفة الغربية.

من جهتها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد 12 فلسطينيا برصاص الاحتلال في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، خلال أقل من 48 ساعة في ظل تقارير عن استشهاد 524 فلسطينيا على الأقل في الضفة بأيدي قوات الاحتلال أو مستوطنين منذ اندلاع الحرب في غزة، بحسب مسؤولين فلسطينيين.

نادي الأسير الفلسطيني: ارتفاع عدد الاعتقالات التي نفذها الاحتلال في الضفة الغربية إلى 9170 منذ 7 أكتوبر#إنفوغراف #حرب_غزة pic.twitter.com/V68W1DsrwT

— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) June 12, 2024

ويترافق ذلك مع ما توثقه هيئات ومؤسسات الأسرى الفلسطينيين من اعتداءات بحق المعتقلين في سجون الاحتلال، إلى جانب تزايد وتيرة الاعتقالات اليومية بالتزامن مع الاقتحامات المستمرة من مئات المستوطنين الإسرائيليين للمسجد الأقصى بالقدس وسط حراسة من قوات الشرطة الإسرائيلية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات فی الضفة الغربیة إلى أن

إقرأ أيضاً:

الضفة الغربية.. قتلى وجرحى باستمرار الاقتحامات الإسرائيلية

لليوم التاسع على التوالي، يواصل الجيش الإسرائيلي اقتحامه في مدينة جنين ومخيمها، في الضفة الغربية، بالتزامن مع اقتحام طولكرم ومخيماتها وحصار أحياء متعددة فيها، مخلفا عشرات القتلى والإصابات، والاعتقالات، وسط تدمير واسع للممتلكات، وللبنية التحتية.

وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية، الأربعاء، “بمقتل شاب فلسطيني متأثرا بحراح أصيب بها في قصف إسرائيلي استهدف وسط مدينة جنين”.

وبحسب وسائل إعلام فلسطينية، “هدمت قوات الجيش الإسرائيلي مسجد حمزة في شارع مهيوب في مدينة جنين، فيما قصفت مسيرة موقعاً على دوار السينما، كما احتجزت مركبة إسعاف في المنطقة الصناعية في المدينة، وأعاقت عمل طواقم الاسعاف على الدوار الرئيسي وسط المدينة”.

وفي وقت سابق، أفادت وسائل إعلام فلسطينية، “بتدمير القوات الإسرائيلية ميدان “جمال عبد الناصر” في طولكرم شمالي الضفة الغربية إلى جانب البنية التحتية في المدينة”.

وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، “دفعت القوات الإسرائيلية دفعت بمزيد من آلياتها تجاه المدينة ومخيمها وفرضت عليه حصارا مشددا، وسط أعمال تجريف وتدمير، مع تحليق متواصل ومكثف لطيران الاستطلاع على ارتفاع منخفض”.

وأضافت أن “القوات الإسرائيلية أجبرت في ساعة متأخرة من الليلة الماضية عشرات العائلات في المخيم على مغادرة منازلها، تحت تهديد السلاح، وتحديدا من حارتي المطار ومربعة حنون وعدم العودة اليها لمدة أسبوع، واستولت على عدد من البنايات العالية وحولتها إلى ثكنات عسكرية وأماكن لقناصتها داخل المخيم، ومحيطه، ودمرت الجرافات الإسرائيلية البنية التحتية في عدد من حارات المخيم وتحديدا البلاونة والوكالة والمدارس، كما طال الخراب شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي والانترنت والمنازل والمحال التجارية وأحرقت منزلا لعائلة شاهين في حارة الوكالة”.

وبحسب الوكالة، “جرفت وخربت البنية التحتية في شوارع المدينة، وتركزت في شارع نابلس عند مفرق مدرسة زنوبيا، ومحيط ميدان جمال عبد الناصر وشارع المقاطعة في الحي الشرقي والشارع المؤدي إلى مستشفى الشهيد ثابت الحكومي وشارع خضوري في الحي الغربي، كما دمرت الجرافات درج ومدخل مجمع المحاكم عند ميدان العليمي غرب طولكرم بشكل كامل، وطال التخريب عددا من مركبات المواطنين المصطفة على جوانب الأرصفة،  فيما استهدف قناصة الجيش المتمركزة في إحدى البنايات السكنية في الحي الغربي للمدينة محول الكهرباء في المنطقة بإطلاق الاعيرة النارية عليه، ما أدى الى انقطاع الكهرباء عن أجزاء واسعة من المدينة ومخيمها”.

هذا “وبدأ الجيش الإسرائيلي الثلاثاء الماضي عملية عسكرية في الضفة الغربية أطلق عليها اسم “السور الحديدي” مستهدفا فيها مدينة جنين ومخيمها.

آخر تحديث: 29 يناير 2025 - 10:30

مقالات مشابهة

  • فتح: الاحتلال الإسرائيلي مستمر في ممارسة القتل والعدوان بالضفة الغربية
  • “الكنيست” يصادق على مشروع قانون يسمح لليهود بتملك الأراضي بالضفة الغربية
  • الكنيست يصادق على مشروع قانون يسمح لليهود بتملك الأراضي بالضفة الغربية
  • «الكنيست» يصادق على قانون يسهل استيلاء المستوطنين على أراض بالضفة الغربية
  • الضفة الغربية.. قتلى وجرحى باستمرار الاقتحامات الإسرائيلية
  • غارة لجيش الاحتلال تستهدف منطقة النبطية الفوقا بالجنوب اللبناني
  • اعتقال عشرات الفلسطينيين في مداهمات بالضفة الغربية
  • شهيدان و26 جريحا في اعتداءات لجيش الاحتلال بجنوب لبنان
  • وسائل إعلام إسرائيلية: الجيش يستعد لتوسيع عملياته بالضفة الغربية
  • "تصعيد ضد الفلسطينيين".. مطالب أممية بوقف العنف في الضفة الغربية