لجريدة عمان:
2025-05-01@18:17:50 GMT

العيد بنكهة عمانيّة

تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT

قبل سنوات تزامنت زيارة أحد أخوتي مع حلول عيد الأضحى المبارك، فاستأذنني أحد الأصدقاء أن يقضّي اليوم الأول منه معه في منطقته الكائنة في (بوشر) ليرى طقوس العيد، قلت له: «اذهب، فهناك ستعيش أجواء لم يسبق لك أن عشتها»، فتحمّس لهذا الكلام، ومضى، وفي المساء عاد منبهرًا، بما شاهد، وقال: «صدق كلامك، فللعيد في عُمان نكهة خاصة تختلف عن أماكن أخرى عديدة زرتها».

لقد كنتُ واثقًا من أنّه سيخرج بهذا الانطباع؛ لأنني عرفتُ هذه النكهة واستسغتها، فالعيد في عُمان، مهرجان كامل يتضمّن فعاليات متعدّدة يشارك فيها الجميع صغارًا وكبارًا، وتشمل: رقصات شعبية وقرع طبول، ومسابقات في المبارزة والرمي، فلا يُختصر بصلاة العيد، وتبادل التهاني، والتزاور، بين الأهل والأصدقاء، وإقامة الولائم، والذهاب إلى أماكن الترفيه، كما هو معروف في الدول العربيّة والإسلامية، بل مناسبة دينية واجتماعية تستند إلى عادات وتقاليد متوارثة أبًا عن جد، لذا تسبقه استعدادات، وتحضيرات، بوقت مبكر، تبدأ مع (هبطات) العيد، وهي الأماكن المخصّصة لبيع الأضاحي من الأغنام والبقر، والجِمال، ويقبل الناس على شراء مستلزمات العيد، كأدوات الشواء، والخناجر التقليدية والعصيّ والمصار والكمي، والحلويات، خصوصا الحلوى العمانية، والبخور، وتشكّل هذه (الهبطات) مؤشرات لقدوم العيد، وتستعدّ الفرق الشعبية لأداء رقصات جماعية، ورزحات، وقرع الطبول، فتضفي على الأجواء بهجة، ويتمّ تجهيز مدفع العيد، لإطلاقه بعد صلاة العيد إيذانا ببدئه، وتستمر الفعاليات، حتى اليوم الثالث، إذ يطلق المدفع قذيفة إيذانا بانتهاء العيد.

يقول السيد قحطان بن ناصر البوسعيدي في كتابه (مسيرتي مذكرات شاهد على عصرين): «قبل العيد يقوم بعض المختصّين بإعداد الطبول من أجل أن تقرع في احتفالات العيد حيث تقام الأهازيج في أيام العيد الثلاثة من بعد صلاة العصر إلى قبيل صلاة المغرب، ويكون تبادل الزيارات بين القرى المتجاورة أثناء هذه الاحتفالات وتسمى هذه الأهازيج بـ(الهبية)، أو (الرزحة) أو (المقاصب) أو (اللآل) حيث يتقابل صفان من الرجال يتبادلون الأهازيج والأشعار فينشد صف نشيدا، ويردُّ الصف المقابل بنشيد آخر جوابًا على نشيدهم ويستمر هذا الترديد حوالي ربع ساعة ثم ينتقل الصف الأول إلى نشيد آخر ويقابله الصفّ المقابل بنشيد جوابا له وهكذا دواليك، تتخلل هذه الأهازيج اللعب بالسيف أمام الصفّين، أما قارعا الطبول فينتقلان بين الصفين ويثيران حماس المنشدين والمتبارزين».

وتبدأ طقوس العيد بعد صلاة الفجر مع وجبة (العرسية) وهي خليط من الأرز واللحم، ومعها يوضع إناء به السمن، وآخر به خليط مطبوخ من الزبيب والتمر الهندي، ويكون الرجال قد ارتدوا الدشاديش الجديدة مع الخنجر والمصر، ليتجهوا إلى مصلّى العيد، وفي الطريق تسبقهم الأهازيج الشعبية وبعد انتهاء الصلاة، والخطبة، تُطلق الأعيرة النارية، ابتهاجا والأهازيج المصحوبة باللعب بالسيف وتبدأ المبارزات، وتكون الحلوى العمانية حاضرة، حيث تُوزّع على المحتفلين مع القهوة والتمر والفواكه، والبخور وعطور العود.

وأكثر المعيّدين سعادة هم الأطفال الذي يضعون الحناء على أكفّهم، ويخرجون بثيابهم الجديدة، للتوجّه إلى أماكن الألعاب والأراجيح وتنهال العيديّات عليهم، وهذه التفاصيل تذكّرنا بطفولتنا، ففيها مشتركات كثيرة.

كلّ هذا ونحن لم نتجاوز الحديث عن الساعات الأولى من العيد، ففي الأيام التالية طقوس أخرى وفعاليات مختلفة، تعطي للعيد معناه الحقيقي كونه فرحة كبرى ينتظرها المسلمون في كلّ عام.

وإذا كانت التطورات التي طرأت على المجتمع العماني، منذ حلول السبعينيات قد قنّنت هذه الطقوس، فاختفت المدافع، وحمل البنادق، فقد بقي الكثير من الطقوس التي يتمسّك بها العمانيون، على خلاف الكثير من المجتمعات الأخرى التي اكتسحها طوفان الحداثة، فجرف الكثير منها، ففقد العيد نكهته المحليّة الخاصّة، علما بأن أوروبا، وهي منبع تيّارات الحداثة، والتنوير، تحرص مجتمعاتها المحلية على إحياء أعياد وثنية تعود أصولها إلى ما قبل المسيحية، وبمرور مئات السنين، تحوّلت إلى طقوس متوارثة، واليوم يحتفي الأوربيّون بها من باب الحفاظ عليها، وفي زيارة قمت بها لمدينة «ماسترخت» الهولندية، قبل سنوات قليلة، شاهدت أشخاصًا يضعون على وجوههم أقنعة، ويرتدون أزياء مضحكة لحيوانات، ومخلوقات شرّيرة مستلّة من الأساطير اليونانية القديمة، وفي الشوارع تسير مواكب مؤلّفة من عربات تجرّها الخيول، تحملهم، وهم يغنّون ويرقصون، فيما ترتفع في السماء بالونات ملوّنة تجذب الأنظار، هذا المهرجان السنوي لا تقتصر إقامته على هولندا، بل يقام في أوروبا مع بداية موسم الربيع، فكيف يكون الحال معنا ونحن نحتفل مع مسلمي العالم بعيدٍ يُعدُّ هو مناسبة كبرى للمسلمين؟

الأجانب المقيمون يلمسون هذا الاختلاف، ويشاركوننا هذه الطقوس، ففيها تكمن روعته، كما يقول إيليا أبو ماضي:

يا شاعر الحسن هذي روعة العيد

فاستنجد الوحي واهتف بالأناشيد

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

رئيس أركان القوات المسلحة يتفقد المنظومة التعليمية بمعهد ضباط الصف المعلمين

كتب- محمد سامي:
تفقد الفريق أحمد خليفة رئيس أركان حرب القوات المسلحة المنظومة التعليمية بمعهد ضباط الصف المعلمين ، وذلك فى إطار حرص القيادة العامة للقوات المسلحة على الاهتمام بمنظومة القوى البشرية لتأهيل مقاتلين لديهم القدرة والجاهزية على مجابهة كافة التحديات التى تواجه الدولة المصرية.

ووفق بيان صحفي، بدأت الجولة التفقدية بمشاركة رئيس أركان حرب القوات المسلحة الطلبة فى تنفيذ الأنشطة والتمارين الرياضية والمرور على عدد من ميادين التدريب المطورة والتى تظهر مدى الكفاءة البدنية العالية التى يتمتع بها الطلبة داخل المعهد.
أعقبها مشاركة الفريق أحمد خليفة أعضاء هيئة التدريس وطلبة المعهد تناول وجبة الإفطار، كما استمع إلى عرض تقديمى من اللواء أ ح/ أيمن أمين الجندى مدير معهد ضباط الصف المعلمين تناول أوجه التطوير والتحديث لنظم الإعداد والتأهيل داخل المعهد التى تهدف إلى الارتقاء بالمستوى العلمى والتدريبى للطلبة، وأدار حوارا مع أعضاء هيئة التدريس استمع فيه إلى آرائهم واستفساراتهم حول مختلف القضايا والموضوعات للاطمئنان على المستوى العلمى لهم ومدى إدراكهم بما يدور حولهم من أحداث ومتغيرات متسارعة على كافة الإتجاهات الإستراتيجية للدولة، مشيراً إلى أهمية استمرار تأهيلهم في الموضوعات العسكرية، وإلمامهم باللغات الأجنبية، فضلاً عن المحافظة على اللياقة البدنية بما يسهم فى تخريج أجيال جديدة مسلحة بالعلم والمعرفة قادرة على حماية الوطن.

تلى ذلك قيام رئيس أركان حرب القوات المسلحة بتفقد عدد من الأجنحة التعليمية وميادين التدريب التخصصية المزودة بأحدث وسائل التدريب، والمرور على مناطق الإيواء والمستشفى داخل المعهد للاطمئنان على الحالة الإدارية التى تنعكس مباشرة على الروح المعنوية.

وفي ختام الجولة إلتقى رئيس أركان حرب القوات المسلحة بضباط وطلبة وجنود المعهد ونقل لهم تحيات وتقدير الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وحرصه الدائم على متابعة الحالة التدريبية والمعنوية لطلبة ضباط صف المعلمين والفريق أول عبد المجيد صقر القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى وإعتزازه بالجهد الذى يبذلة الطلبة، مؤكداً حرص القيادة العامة للقوات المسلحة على توفير كافة الإمكانات العلمية والتدريبية لإعداد وتأهيل مقاتلين قادرين على تحمل المسئوليات الملقاة على عاتقهم للزود عن مقدسات الوطن مهما كلفهم ذلك من تضحيات ، واستمع لإستفسارات عدد من الطلبة فى العديد من الموضوعات التى تدور فى أذهانهم تجاه كافة الأوضاع الداخلية والإقليمية والعالمية، وأوصاهم بالتفاني في التدريب والتسلح بالعلم والمعرفة، مشيراً إلى أن خريجي معهد ضباط الصف المعلمين هم العمود الفقرى للقوات المسلحة ودماء تتدفق في شرايين جيش مصر العريق بما يقدمونه من نموذج وقدوة فى العمل والعطاء والإنضباط وحسن الآداء.

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

رئيس أركان القوات المسلحة المنظومة التعليمية معهد ضباط الصف المعلمين

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة حدث في 8 ساعات| سداد 38.7 مليار دولار ديونا في 2024 و"الوطنية للإعلام" أخبار صور- رئيس أركان القوات المسلحة يتفقد المنظومة التدريبية بمعهد ضباط الصف أخبار

إعلان

إعلان

أخبار

رئيس أركان القوات المسلحة يتفقد المنظومة التعليمية بمعهد ضباط الصف المعلمين

روابط سريعة

أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلاميات

عن مصراوي

اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصية

مواقعنا الأخرى

©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا

مجلس الوزراء يوافق على مشروع قانون: 10% و15% علاوة دورية لهؤلاء الموظفين بداية من يوليو الدولار ينخفض تحت الـ51 جنيها في بنوك مصر.. فما الأسباب؟ عواصف وأمطار وسرعة الرياح تصل لـ80كم/ س.. تحذير جوي من "الأرصاد" كاميرا "تيك توك" تشعل معركة في جامعة سوهاج وإصابة طالب بـ 29 غرزة.. ما القصة؟ للإعلان كامل للإعلان كامل 27

القاهرة - مصر

27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • بنيكران يستغرب لذبح أخنوش 60 خروفا في "أكوراي" بينما الملك أعفى المغاربة من ذبح أضحية العيد
  • القبض على مشعوذة تستخدم تعويذات لتنويم ضحاياها وسرقتهم بعين الدفلى
  • موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى 2025.. «باقي كام يوم على العيد»
  • «التربية» تطلق استطلاعاً لقياس صحة ورفاهية الطلبة بالمدارس الحكومية
  • رئيس مجلس السيادة يهنئ رئيس جنوب إفريقيا بمناسبة ذكرى العيد الوطني لبلاده
  • ضبط أسمدة مغشوشة داخل مصنع دون ترخيص في الصف
  • المركزي يطلق خطة لتعزيز السيولة والدفع الإلكتروني قبيل العيد
  • التعليم تلغي اختبار الدور الثاني لطلاب الصف الأول والثاني الابتدائي
  • مهرجان كان 2025.. لجنة تحكيم بنكهة عالمية بقيادة جولييت بينوش وهالي بيري
  • رئيس أركان القوات المسلحة يتفقد المنظومة التعليمية بمعهد ضباط الصف المعلمين