لجريدة عمان:
2025-03-20@07:33:59 GMT

العيد بنكهة عمانيّة

تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT

قبل سنوات تزامنت زيارة أحد أخوتي مع حلول عيد الأضحى المبارك، فاستأذنني أحد الأصدقاء أن يقضّي اليوم الأول منه معه في منطقته الكائنة في (بوشر) ليرى طقوس العيد، قلت له: «اذهب، فهناك ستعيش أجواء لم يسبق لك أن عشتها»، فتحمّس لهذا الكلام، ومضى، وفي المساء عاد منبهرًا، بما شاهد، وقال: «صدق كلامك، فللعيد في عُمان نكهة خاصة تختلف عن أماكن أخرى عديدة زرتها».

لقد كنتُ واثقًا من أنّه سيخرج بهذا الانطباع؛ لأنني عرفتُ هذه النكهة واستسغتها، فالعيد في عُمان، مهرجان كامل يتضمّن فعاليات متعدّدة يشارك فيها الجميع صغارًا وكبارًا، وتشمل: رقصات شعبية وقرع طبول، ومسابقات في المبارزة والرمي، فلا يُختصر بصلاة العيد، وتبادل التهاني، والتزاور، بين الأهل والأصدقاء، وإقامة الولائم، والذهاب إلى أماكن الترفيه، كما هو معروف في الدول العربيّة والإسلامية، بل مناسبة دينية واجتماعية تستند إلى عادات وتقاليد متوارثة أبًا عن جد، لذا تسبقه استعدادات، وتحضيرات، بوقت مبكر، تبدأ مع (هبطات) العيد، وهي الأماكن المخصّصة لبيع الأضاحي من الأغنام والبقر، والجِمال، ويقبل الناس على شراء مستلزمات العيد، كأدوات الشواء، والخناجر التقليدية والعصيّ والمصار والكمي، والحلويات، خصوصا الحلوى العمانية، والبخور، وتشكّل هذه (الهبطات) مؤشرات لقدوم العيد، وتستعدّ الفرق الشعبية لأداء رقصات جماعية، ورزحات، وقرع الطبول، فتضفي على الأجواء بهجة، ويتمّ تجهيز مدفع العيد، لإطلاقه بعد صلاة العيد إيذانا ببدئه، وتستمر الفعاليات، حتى اليوم الثالث، إذ يطلق المدفع قذيفة إيذانا بانتهاء العيد.

يقول السيد قحطان بن ناصر البوسعيدي في كتابه (مسيرتي مذكرات شاهد على عصرين): «قبل العيد يقوم بعض المختصّين بإعداد الطبول من أجل أن تقرع في احتفالات العيد حيث تقام الأهازيج في أيام العيد الثلاثة من بعد صلاة العصر إلى قبيل صلاة المغرب، ويكون تبادل الزيارات بين القرى المتجاورة أثناء هذه الاحتفالات وتسمى هذه الأهازيج بـ(الهبية)، أو (الرزحة) أو (المقاصب) أو (اللآل) حيث يتقابل صفان من الرجال يتبادلون الأهازيج والأشعار فينشد صف نشيدا، ويردُّ الصف المقابل بنشيد آخر جوابًا على نشيدهم ويستمر هذا الترديد حوالي ربع ساعة ثم ينتقل الصف الأول إلى نشيد آخر ويقابله الصفّ المقابل بنشيد جوابا له وهكذا دواليك، تتخلل هذه الأهازيج اللعب بالسيف أمام الصفّين، أما قارعا الطبول فينتقلان بين الصفين ويثيران حماس المنشدين والمتبارزين».

وتبدأ طقوس العيد بعد صلاة الفجر مع وجبة (العرسية) وهي خليط من الأرز واللحم، ومعها يوضع إناء به السمن، وآخر به خليط مطبوخ من الزبيب والتمر الهندي، ويكون الرجال قد ارتدوا الدشاديش الجديدة مع الخنجر والمصر، ليتجهوا إلى مصلّى العيد، وفي الطريق تسبقهم الأهازيج الشعبية وبعد انتهاء الصلاة، والخطبة، تُطلق الأعيرة النارية، ابتهاجا والأهازيج المصحوبة باللعب بالسيف وتبدأ المبارزات، وتكون الحلوى العمانية حاضرة، حيث تُوزّع على المحتفلين مع القهوة والتمر والفواكه، والبخور وعطور العود.

وأكثر المعيّدين سعادة هم الأطفال الذي يضعون الحناء على أكفّهم، ويخرجون بثيابهم الجديدة، للتوجّه إلى أماكن الألعاب والأراجيح وتنهال العيديّات عليهم، وهذه التفاصيل تذكّرنا بطفولتنا، ففيها مشتركات كثيرة.

كلّ هذا ونحن لم نتجاوز الحديث عن الساعات الأولى من العيد، ففي الأيام التالية طقوس أخرى وفعاليات مختلفة، تعطي للعيد معناه الحقيقي كونه فرحة كبرى ينتظرها المسلمون في كلّ عام.

وإذا كانت التطورات التي طرأت على المجتمع العماني، منذ حلول السبعينيات قد قنّنت هذه الطقوس، فاختفت المدافع، وحمل البنادق، فقد بقي الكثير من الطقوس التي يتمسّك بها العمانيون، على خلاف الكثير من المجتمعات الأخرى التي اكتسحها طوفان الحداثة، فجرف الكثير منها، ففقد العيد نكهته المحليّة الخاصّة، علما بأن أوروبا، وهي منبع تيّارات الحداثة، والتنوير، تحرص مجتمعاتها المحلية على إحياء أعياد وثنية تعود أصولها إلى ما قبل المسيحية، وبمرور مئات السنين، تحوّلت إلى طقوس متوارثة، واليوم يحتفي الأوربيّون بها من باب الحفاظ عليها، وفي زيارة قمت بها لمدينة «ماسترخت» الهولندية، قبل سنوات قليلة، شاهدت أشخاصًا يضعون على وجوههم أقنعة، ويرتدون أزياء مضحكة لحيوانات، ومخلوقات شرّيرة مستلّة من الأساطير اليونانية القديمة، وفي الشوارع تسير مواكب مؤلّفة من عربات تجرّها الخيول، تحملهم، وهم يغنّون ويرقصون، فيما ترتفع في السماء بالونات ملوّنة تجذب الأنظار، هذا المهرجان السنوي لا تقتصر إقامته على هولندا، بل يقام في أوروبا مع بداية موسم الربيع، فكيف يكون الحال معنا ونحن نحتفل مع مسلمي العالم بعيدٍ يُعدُّ هو مناسبة كبرى للمسلمين؟

الأجانب المقيمون يلمسون هذا الاختلاف، ويشاركوننا هذه الطقوس، ففيها تكمن روعته، كما يقول إيليا أبو ماضي:

يا شاعر الحسن هذي روعة العيد

فاستنجد الوحي واهتف بالأناشيد

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

موعد امتحانات الترم الثاني 2025 لصفوف النقل .. التعليم تحسم قرارها

حسمت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني ، قرارها النهائي بشأن موعد امتحانات الترم الثاني 2025 لطلاب صفوف النقل ( من الصف الثالث الابتدائي وحتى الصف الثاني الثانوي العام )

حيث قررت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني ، أن يكون موعد امتحانات الترم الثاني 2025 لطلاب صفوف النقل ( من الصف الثالث الابتدائي وحتى الصف الثاني الثانوي العام ) ، بدءا من السبت 24 مايو 2025

وقالت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني ، أنه من المقرر أن تستمر امتحانات الترم الثاني 2025 لطلاب صفوف النقل ( من الصف الثالث الابتدائي وحتى الصف الثاني الثانوي العام )  حتى الخميس 29 مايو 2025 

موعد إجازة نهاية العام 2025 لصفوف النقل 

 تنتهي امتحانات الترم الثاني لصفوف النقل من الصف الثالث الابتدائي وحتى الصف الثاني الثانوي العام  الخميس 29 مايو ، وبالتالي يكون موعد إجازة نهاية العام 2025 لصفوف النقل من الصف الثالث الابتدائي وحتى الصف الثاني الثانوي العام  رسميا من السبت 30 مايو

وكان قد بدأ الترم الثاني 2025 في جميع المدارس الموجودة على مستوى الجمهورية من يوم السبت 8 فبراير 2025

وأوضحت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني ، أن إجمالي عدد أيام الدراسة الفعلية في الترم الثاني 2025 في المدارس 97 يوما بعد حذف أيام الجمع والاجازات الرسمية.

وكان قد أكد محمد عبداللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني ، أن الوزارة اتخذت عدة إجراءات لجذب الطلاب للحضور بالمدارس .

وأوضح وزير التربية والتعليم والتعليم الفني أنه من أبرز إجراءات جذب الطلاب للحضور بالمدارس :

تطبيق نظام أعمال السنة تطبيق نظام التقييماتتفعيل الواجبات المدرسيةتفعيل الاهتمام بكراسة الحصة

وشدد محمد عبداللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني على أن تطبيق هذه الاجراءات ، يتماشى مع معايير التعليم الدولية فى مختلف دول العالم.

مقالات مشابهة

  • موعد امتحانات الترم الثاني 2025 لصفوف النقل .. التعليم تحسم قرارها
  • تلميذ في الصف الثاني يعتدي بسلاح على زميله
  • تحليل وإصدار نتائج الفصل الثاني بدءاً من 21 مارس
  • كاريكا ووعد البحري.. نجوم الموسيقى والغناء في حفل سحور
  • صيغة تكبيرات العيد 2025 «مكتوبة»
  • في مقدمتهم مصطفى غريب وانتصار.. نجوم الصف الثاني ينقذون مسلسلات رمضان 2025
  • طقوس روحانية وتقاليد موروثة في أرض الفيروز.. رحلة رمضانية تروي ألوان التراث في سيناء من صمت الرمال في الديوان إلى هدوء الشواطئ
  • موعد تقديم معهد ضباط الصف المعلمين 2025.. الشروط والأوراق المطلوبة
  • مزرد.. متجر عماني يعيد ابتكار الهدايا بتصاميم فنية وحرفية فريدة
  • حلوى بنكهة كتاب قديم بـ 360 دولاراً