الصحافي عبد الله محمدي يطلق أول قناة تلفزيونية خاصة في موريتانيا
تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT
أعلن المدير التنفيذي لشبكة « صحراء ميديا »، عبد الله محمدي باه، عن إطلاق قناة « صحراء 24 » الإخبارية، لتكون أول قناة موريتانية إخبارية خاصة مختصة في تغطية الأحداث بموريتانيا ومنطقة الصحراء الكبرى وغرب أفريقيا.
وفي حفل حضره وزير الشؤون الإسلامية وزير الثقافة بالوكالة، الداه ولد سيدي ولد أعمر طالب، ورئيس السلطة العليا للصحافة والمسموع المرئي (الهابا)، ومدير شركة البث الإذاعي والتلفزيوني، قدم عبد الله محمدي، شروحات حول طبيعة عمل القناة، التي يمكن مشاهدتها على الترددين 12563 عمودي أو 11804 أفقي، والإمكانيات المرصودة لها.
وتعد « صحراء ميديا »، أول مؤسسة إعلامية موريتانية متخصصة في المجال السمعي -المرئي والصحافة المكتوبة، وتمتلك تجربة في هذا المجال، يزيد عمرها على عشرين سنة، في منطقة غرب إفريقيا والمنطقة المغاربية.
ويقع مقر هذه المؤسسة في العاصمة الموريتانية، ولديها مكاتب في شمال وغرب إفريقيا، من بينها الرباط ودكار وأبيدجان، إضافة إلى مكاتب محلية في موريتانيا.
وكانت « السلطة العليا للصحافة والمسموع والمرئي (الهابا) » قد منحت رخصة بث للقناة،كما وقعت، في غشت الماضي، على دفتر التزامات الخدمة التلفزيونية الخاصة بها.
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: موريتانيا
إقرأ أيضاً:
الصحافي يحي العوض يكتب عن الجنيد على عمر (2)
عبد الله علي إبراهيم
هذا مقال بحي العوض، رحمه الله، الثاني عن صحبته للجنيد على عمر، الذي كان في وحشة التخفي عن عيون الأمن، لدور السينما في الستينات الأولى بطلب أخوي من قيادة الحزب الشيوعي. وأصاب الجنيد من ذلك ما هو معروف. وحدس الناس حدساً ما ساقه إلى سكة الصمت اختياراً، في عبارة يحي، ولقي أستاذنا عبد الخالق من لؤم الحدس والظنة ما لقي. في مثل قولهم إنه أراد التخلص منها بالغياب لخوفه من منافسته في القيادة.
ليس صعباً أن تستنتج من حكاية يحي أن الحزب من كان وراء التماسه أن يصطحب الجنيد إلى دور السينما لمحبته لعالم الفيلم. ومن كان يعرف محبة الجنيد للسينما؟ ليس سوى أستاذنا عبد الخالق على التحقيق. فقد كان الجنيد سكن مع أسرة عبد الخالق بمنزلهم بالشهداء. ويذكر محمد محجوب عثمان، شقيق عبد الخالق الأصغر، ما كان يجري من نقاش بينه وبينهما بعد عودته من مشاهدة فيلم ما. وكان حدثني عن ذلك في تسجيل بالتلفون من مقامه في السويد، رحمه الله. ولم أحسن تدوين العبارة من التسجيل، ولكنكم ستجدونها مختلطة كما هي عندي وآمل أن اعود للشريط للتدقيق في نصها. خذوها على البركة على ما بين أستاذنا والجنيد وعن زمالتهما لا في الحزب وحده، ولكن في محبة السينما أيضاً:
"يذكر محمد محجوب عثمان الأستاذ الجنيد وسكناه معهم. كان محمد في أول الوسطى. جاء مرة من مشاهدة فيلم فسأله عبد الخالق عنه. فقال محمد اسمه "الفرسان الثلاثة". فسأل: أليس فيلم Limelight إنجليزياً؟ قال: نعم. قال: وما اسمه بالإنجليزية. وفي مرة أخرى كان الفيلم هو لشابلن. فسألوني، عبد الخالق وجنيد، عنه فقلت "أضواء المسرح" لأن لايم بدت لي كالمادة الجيرية. فصارت نكتة بينهما".
ول limelight هذه حكاية بيني وبين أستاذي في نحو 1970 أحكيها يوماً.
أخذت من مقال يحي ما تعلق بالجنيد وتركت بعضه الأخر الذي توسع فيه عن أستاذنا. وقال إنه سيحدثنا عن لحظة منعطف عن الجنيد في حلقات قادمة لا أعرف إن وفق إليها.
ما قبل الغياب: التوحد مع النسيان والصمت اختياراً
يحيى العوض
العطر رفيق الحياة والموت. كانت عبارة مفضلة للأستاذ الجنيد على عمر في مرحلة كمال الصحو. وعندما نتوجه لمشاهدة فيلم سينمائي سبقه احتفاء إعلامي مثل فيلم " زوربا " الذي شاهدناه معا عن رواية الاديب اليونانى نيكوس كازينتاكس وبطولة انتونى كوين وايرين باباس، كان يقول لي إنه يستحق قبل مشاهدته حلاقة الذقن وتشذيب الشارب وبخات من العطر. ورويت له ذات ليلة ونحن في طريقنا الى سينما " كولزيوم " حكاية صديقه وصديقنا الاستاذ عوض برير، رئيس تحرير صحيفة "الاسبوع " مع شاب يعمل معه في المنزل. كان من مدمنى افلام الكاوبوى التى اشتهرت بها سينما كولزيوم. وتصادف في تلك الامسية أن الأستاذ عوض برير كان يتوقع زيارة بعض الأصدقاء فطلب من الشاب أن يذهب إلى السينما في حفل الدور الثاني وليس الاول ليساعده فى خدمة الضيوف. لكن الشاب رفض بشدة وقال له: لا يا استاذ في الدور الثاني يكون البطل "تعبان". ويقصد أن بطل الفيلم سيصاب بالإرهاق من كثرة المعارك التي يخوضها في حفل الدور الأول. ولعلها مصادفة مؤلمة أن هذا الخلط بين الواقع والخيال هو النذير الصاعق لاقتراب استاذنا الجليل من مشارف برزخ الغياب. وكانت بدايته أثناء مشاهدتنا معا لفيلم "صالة الشاي في قمر اغسطس " للممثل الامريكى جلين فورد. واحبس دموعي وقلمي عن تفصيل تلك الاحداث، حتى نهاية هذه السلسلة من المقالات بقدر ما أستطيع. وما تسمح به ذكرى غالية لصديق عزيز ورمز شامخ "توحد مع النسيان اختياراً وانتسب إلى الصمت طوعاً". وهو من صفوة الصفوة التي لم تنحن أبداً إلا عند احتضان الوطن وقضاياه. ترى هل تبقى من امثال اولئك الرجال في اجيالنا المعاصرة؟
ibrahima@missouri.edu