لجريدة عمان:
2024-11-08@09:32:52 GMT

مقاصد التاريخ!

تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT

دأب المفكرون أكثر من غيرهم على الاستفادة من التاريخ والانكباب على دراسته والنظر فيه والغوص في مكنوناته وغاياته، فوجدوا فيه الحِكَم التي استنتجوا منها ما يصلح لليوم والغد، وغادروا التاريخ آخذين منه أحسن ما فيه ليسلموه للأجيال التالية، ونابذين مفاسده التي لم يتخلصوا منها بإخفائها، وإنما بدراستها والنظر فيها كي لا يقع المعاصرون ومن يأتي بعدهم فيما وقع فيه أسلافهم من مصائب وأخطاء وسقطات لا تغتفر.

برز عند العرب مؤرخون كثر، ولحسن حظنا وكذلك للطريقة التي يتربى بها العرب المسلمون قديما، أي بدراسة علوم القرآن والحديث واللغة، فقد كان مؤرخو العرب أدباء بطبعهم، فلا يستشعر القارئ لمؤلفاتهم وآثارهم أنه يقرأ مادة جافة صلبة، وإنما يستمتع برحيق مفيد يأخذ منه ما يصلح لليوم والغد، ومن هؤلاء ابن خلدون وهو العلم الأشهر، وابن الأثير صاحب المطولات كالكامل في التاريخ، والطبري صاحب كتاب تاريخ الرسل والملوك، وغيرهم. لكن السؤال الذي يتبادر إلى الذهن اليوم، ما أهمية التاريخ في واقعنا المعاصر؟ بعبارة أخرى، ما فائدة ونفع التاريخ أمام هذه المجازر والوحشية التي يرتكبها الإنسان بحق أخيه الإنسان؟

يبتدئ القارئ العربي اليوم وهو يتحسس طريق القراءة، بالقراءة عن فلسطين وتاريخ احتلالها وكيف تطور الاحتلال واستشرى وزادت رقعة الأرض التي يحتلها يوما بعد يوم. وبعد أن يتشرب تلك المعلومات ويدرك الأسباب والمآلات، يحاول توعية الآخر -البعيد عن فلسطين جغرافيا- أكان في الشرق أم الغرب، في سبيل تغيير شيء ولو يسير من الواقع. ومع التطور التكنولوجي والتقدم العلمي والإعلامي على السواء، انفلتت الرواية التي كانت وحيدة أو محصورة فيما تقدمه وسائل الإعلام -التلفاز، الإذاعة، الصحافة- فحسب، وصارت متاحة للجميع، ففي يد كل واحد من البشر اليوم أداته الإعلامية التي يحملها أنّى توجّه وقصد. وبينما كانت الانقلابات السياسية، أو في حالات الحروب والاحتلال تبدأ بوسائل الإعلام والسيطرة عليها، صارت القوى السياسية تستعمل الإعلام البديل والحر بمحاذاة الإعلام المعتاد، فصار للمشاهير باعتبارهم أكثر الناس تأثيرا، أو لنقل أكثر الناس قدرة على نشر الرسائل التي يريدها الممولون لذلك المشهور، أصبح ما ينشرونه أبلغ تأثيرًا وأسرع انتشارًا وذيوعًا من وكالات الإعلام ونشرات الأخبار.

وفي حاضر اليوم والعالم يشهد إبادة جماعية هي الأولى من حيث التوثيق والبشاعة الحية، يقف المرء أمام سؤال الجدوى من كل هذا؛ ولهذا بالذات ينبغي أن نعيد الاهتمام بالمؤرخين والمفكرين الأحرار. فلو لم يكن للناس أي تأثير، لماذا تقمع حكومات الغرب الطلاب بوحشية لا مثيل لها لدى مناصرتها للقضية الفلسطينية، بل لدى مطالبتها بالكف عن القتل! فكثير من المتظاهرين لا يهمه تاريخ القضية ولا يعرف عنها شيئا، لكنه ينتفض أمام مشاهد التقتيل والإبادة المبثوثة في الآفاق اليوم! لذلك حمل «منتدى الجزيرة الخامس عشر» أهمية كبرى لموضوعه، وللمتحدثين فيه؛ من أمثال إيلان بابيه ومصطفى البرغوثي الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، وديفيد هيرست مؤسس ومحرر موقع ميدل إيست أي (Middle East Eye)، ووائل الدحدوح مراسل ومدير مكتب الجزيرة في غزة، وغيرهم. ومنتدى الجزيرة هذا أو Al Jazeera Forum هو منتدى تقيمه قناة الجزيرة في الدوحة وقد حمل عنوان «تحولات الشرق الأوسط بعد طوفان الأقصى» لهذه الدورة.

إن أهمية التاريخ بشقيه، المعاصر والماضي؛ تكمن في أنه شكّل ويشكّل حياة الناس في الشرق والغرب، فمنهم منتفع منه مستفيد، ومنهم كوته ويلاته ويكتوي منها كل يوم. فالتاريخ يحدد ما حدث وما سيحدث، وأما ما فعلته الجزيرة في هذا المنتدى؛ فقد جمعت الدارس للتاريخ من فلسطين، والدارس له من خارج فلسطين، والسياسي الذي تعامل مع القضية وكان قريبا منها جغرافيا، والسياسي القيادي المنافح عن القضية، بل إنها جمعت بين وائل الدحدوح الذي عاش وذاق ويلات الإبادة الحالية، وبين إيلان بابيه «الإسرائيلي» المنافح عن فلسطين والفلسطينيين في وجه الصهيونية العالمية!. هذه الإبادة ومآلاتها تستدعي أن تجمع الحكومة مفكرين أحرارا يساهمون في تشكيل المناهج الدراسية لترسخ المعنى الحقيقي للوطن؛ فلماذا يختار الفلسطيني أن يبقى في أرضه رغم الإبادة؟ ولماذا يهرب المستوطن خارج الأراضي المحتلة وهو ينتفع بالتسهيلات والحياة الرغيدة عند أول اختبار حقيقي؟ فإن لم يتولَ أحد رعاية النشء بالتوجيه السليم المستقيم منذ البداية، فإن مواقع التواصل والإعلام الجديد يشكل عقولهم وتوجهاتهم التي قد تستعملها جهات معادية أو متربصون أشرار لا يرون في الإنسان سوى القيمة المادية له.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

طقس فلسطين اليوم الجمعة 8 نوفمبر

رام الله - صفا

توقعت دائرة الأرصاد الجوية أن يكون الجو، يوم الجمعة، غائما جزئيا إلى صافٍ بوجهٍ عام، ولطيفًا فوق معظم المناطق من البلاد، ويطرأ انخفاض طفيف على درجات الحرارة مع بقائها أعلى من معدلها بحوالي درجتين مئويتين.

وأوضحت الأرصاد أن الرياح ستكون شمالية شرقية إلى جنوبية شرقية خفيفة إلى معتدلة السرعة تنشط أحياناً، ومثيرة للغبار والبحر خفيف ارتفاع الموج.

أما هذه الليلة؛ فيكون الجو بارداً في المناطق الجبلية وبارداً نسبياً في بقية المناطق، وتكون الرياح شمالية شرقية إلى جنوبية شرقية معتدلة السرعة تنشط أحيانا ومثيرة للغبار، والبحر خفيف ارتفاع الموج. 

وغدًا السبت، توقعت الأرصاد أن يكون الجو غائما بوجه عام لطيفًا فوق معظم المناطق من البلاد، ولا يطرأ تغير يذكر على درجات الحرارة لتبقى أعلى من معدلها بحوالي درجتين مئويتين، وتكون الرياح شمالية شرقية إلى جنوبية شرقية خفيفة إلى معتدلة السرعة، والبحر خفيف ارتفاع الموج.

وأوصت الأرصاد خلال الأيام القادمة بارتداء ملابس دافئة خلال ساعات الليل وساعات الصباح الباكر.

مقالات مشابهة

  • طقس فلسطين اليوم الجمعة 8 نوفمبر
  • الدولار مقابل الشيكل.. أسعار صرف العملات في فلسطين اليوم الجمعة 8 نوفمبر
  • الدولار مقابل الشيكل.. أسعار صرف العملات في فلسطين اليوم الخميس 7 نوفمبر
  • ندوة لقط الآثار المؤلف بصحار تناقش أهمية الكتاب وأهم المسائل التي تناولها
  • 89 شخصًا في عداد المفقودين بعد الكارثة المميتة التي تعاني منها إسبانيا إثر الفيضانات
  • سعر الذهب في فلسطين اليوم الأربعاء 6 نوفمبر 2024
  • راقصًا على أنغام الفوز.. ترامب يعلن النصر: صنعنا التاريخ اليوم| شاهد
  • الدولار مقابل الشيكل.. أسعار صرف العملات في فلسطين اليوم الأربعاء 6 نوفمبر
  • رئيس جامعة الأزهر: إطلاق «شهداء غزة» على دفعة الوافدين يؤكد أهمية قضية فلسطين
  • سعر الذهب في فلسطين اليوم الثلاثاء 5 نوفمبر 2024