جريدة الرؤية العمانية:
2025-10-16@21:17:18 GMT

صمود المقاومة

تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT

صمود المقاومة

 

 

فايزة سويلم الكلبانية

faizaalkalbani1@gmail.com

 

كلمات أغنية الفنانة جوليا بطرس "عاب مجدك"، والتي لطالما نسمعها تتردد على ألسنة الصامدين في غزة وتجمعاتهم وترنيماتهم عبر التواصل الاجتماعي، وما يوثقه الزملاء الصحفيون عبر حساباتهم لصمود شعب العزة في غزة من باب الترفيه والتسلية وسط الألم ومشاهد الدمار والحرب والتي تقول فيها:

عابَ مجدَكَ بالمذلّة والهزائم

حينما هبّ الجنوبُ لكي يُقاوم

إنّ تاريخ الإباء غير نائم

يكتبُ عن أرضنا أرض الملاحِم

"صامدون نحو تصعيد المُقاومة"، هذا ما تؤكده تصريحات أبوعبيدة الناطق باسم كتائب القسام في كل ظهور إعلامي بأنَّ المقاومة مواصلة لصمودها، ويدعمها صمود الشعب الغزاوي المُقاوم، مُضحين بالدماء الطاهرة للوصول لهدفهم الأسمى وتحرير الأقصى وتبقى فلسطين حرة، والبعض منهم اختار العودة بعد تهدئة القصف، للعيش عبر أروقة منازلهم المتهدمة لأنهم لا يجدون مكانًا يأويهم، وقد تكون بقايا الجثث والأشلاء لأفراد العائلة لا زالت تحت الأنقاض عاجزين عن إخراجهم ودفنهم طيلة هذه الفترة من الحرب، مفضلين الموت تحت الركام عن الرحيل والنزوح مؤمنين ومُحتسبين وصابرين ومسلمين أنفسهم وأحوالهم لقضاء الله وقدره مُرددين "الحمدالله .

.أرضيت يارب، وخذ منَّا هذه الأرواح حتى ترضى عنَّا يارب"، صمود شعب غزة، وصمود المقاومة من أكبر الدروس التي لابد أن تُعلم في كل المناهج، صامدون ويناضلون ويحاربون عن أراضيهم ونصرة شعبهم وسط الحصار والتجويع وإغلاق المعابر وتوقف المؤن والأكل والشرب عنهم، وتوقف كل مظاهر ومتطلبات الحياة، وأبطال المقاومة يناضلون تحت الأنفاق مواجهين أكبر جيوش العالم عدة وسلاحاً، تمدهم جميع الدول الداعمة لهم من شتى بقاع العالم بالسلاح والمتفجرات والذخيرة وكافة أنواع الأسلحة التي تفتك بالبشرية والمُحرمة دوليًا، ولكنهم لا زالوا يعلموننا دروساً في الصمود والمقاومة صغيرهم قبل كبيرهم، شيبًا وشبانًا، رجالًا ونساء، كل ما نتابعه عبر حسابات الصحفيين والإعلام والتواصل الاجتماعي يجعلنا نتحسس النعم وقيمة الحياة والمعنى الحقيقي للعبارة التي ترددها جميع شعوب العالم في حب وتحية الأوطان "بالروح والدم نفديك يا وطن"، في غزة العزة والصمود والإرادة عرفنا المعنى الحقيقي لهذه العبارة بكل تجلياتها فحققوها واقعًا وليس مجرد شعارات تُردد بالألسن، فقد عاشوها وعايشناها معهم يومًا بيوم، مضحين بدمائهم وأرواحهم لأجل حريتهم ووطنهم ونصرة لدينهم، هم شعب ليسوا مثلنا.. هم استثنائيون وليتنا نكون معهم.

كل هذا الحراك والضغوطات الأممية وشتى أنواع الاحتجاجات الشعبية الداعمة لشرعية المقاومة الفلسطينية وحقها وواجبها في الدفاع عن الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية المشروعة.

لا زال شعب غزة صامد في وجه الاحتلال الإسرائيلي، بالرغم من صور الألم والدمار والحطام، بالرغم من تحول صروح التعليم من الجامعات والمدارس والتي اتخذوها ملاذًا وملجأ لهم بعد التنكيل والتفجير والتحطيم والهروب من منازلهم المدمرة بحثًا عن أماكن للإيواء، إلا أن جبروت العدوان الصهيوني وبشاعة أفعالهم لم تُبقِ على أي مكان للإيواء، فطالت المدارس والمستشفيات، وتعدت ذلك ليتبعوهم إلى ملاجئ النزوح في الخيام، فمن قدر الله له الحياة والنجاة من الموت تحت حطام منزله وتفجيراته بشتى أنواع القنابل والأسلحة والمفتجرات ليقطع مسافات طويلة مع النازحين ليتخذ من الخيام ملجأ له ومن تبقى من عائلته، فيجد بأن الموت قدره أيضًا في هذه الخيمة مثلما حدث في مذبحة النصيرات، وغيرها.

ولا زالت المسيرات الجماهيرية وحملات التضامن المساندة لمقاومة الشعب الفلسطيني، والحراك الشعبي الذي يتصاعد ويطال الكثير من الدول لتساهم بأدوارٍ محورية ومصيرية بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي والأمريكي ومسانديهم لوقف الحرب في غزة، والإبادة الجماعية والتطهير العرقي بشتى أنواع الأسلحة المختلفة التي لا يتصورها العقل، داعين إلى التظاهر والتوسع في حراك الشعوب والاعتصامات أمام السفارات ومختلف الساحات لوقف سياسات التهجير والتطهير العرقي وحرب الإبادة الجماعية لأهل غزة، فحراك الشعوب أكد الرفض القاطع للشعوب وعدم مساندتها لسياسة حكوماتها الداعمة للحرب على غزة، ومطالبات طلبة الجامعات لوقف استثمارات الجامعات الداعمة لإسرائيل، كنوع من الضغط الاقتصادي والرفض لهذا المبدأ والاحتجاج على إراقة دماء الأبرياء من الأطفال والنساء والشعب الفلسطيني.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الملك عبد الله الثاني صوت الحقيقة التي هزمت أكاذيب نتنياهو وحكومتة المتطرفة .

صراحة نيوز- بقلم:المهندس زيد نفاع أمين عام حزب عزم

لم يعد بنيامين نتنياهو مجرد رئيس وزراء لإسرائيل؛ بل أصبح رمزًا للغطرسة السياسية والقتل والعدوان الهمجي، ووجهًا قبيحا لمرحلةٍ سوداء اغرقت المنطقة بالدم والكراهية والدمار والفوضى والعنصرية.

كلما اقترب الأمل من بزوغ فجر سلامٍ حقيقي شامل وعادل خرج نتنياهو ليُطفئ النور، ويُشعل نارًا جديدة، نارا من الحقد والظلم والبطش والكذب كأن بقاءه في الحكم مرهونٌ ببقاء الحرب مشتعلة هذا الرجل لا يريد الأمن لإسرائيل كما يزعم، بل يريد الخوف وقودًا لحكمه، والدم درعًا يحمي مكانه السياسي المهدد بالسقوط ، وصولا الى السجن المؤكد .

يتحدث عن “الإرهاب” ليُخفي إرهاب دولته، وعن “السلام” ليغطي نفاقه السياسي، وعن “الأمن” وهو أكثر من قوّض أمن شعبه وجرّهم إلى عزلةٍ دولية خانقة وخالف كافة الأعراف والمواثيق الدولية
كيف يطالب العالم الفلسطينيين بالتهدئة، فيما يقف نتنياهو على أطلال غزة يُبرر المجازر باسم الدفاع عن النفس؟
أي دفاعٍ هذا الذي يقتل الأطفال ويدفن الأحلام تحت الركام؟
وأي زعيمٍ هذا الذي يُكذب كل صوتٍ يدعو إلى السلام، ويُهاجم كل من يمد يده للحوار؟

لقد قالها جلالة الملك عبدالله الثاني بوضوح: “إن لم نجد حلًا، فسنُحكم بالهلاك.”
لكن نتنياهو، الذي لا يؤمن إلا بلغة السلاح، يجرّ المنطقة كل يوم إلى حافة الهاوية والفوضى والحرب الشاملة التي لن تبقي وتذر ثم يتباكى على “الضحايا الإسرائيليين” وكأن دماء الفلسطينيين لا وجود لها.
هو لا يخاف الصواريخ… بل يخاف السلام
لأن السلام يعني سقوط مشروعه المبني على الكراهية والعنصرية، وانتهاء حقبته التي قامت على الخداع والتهويل والكذب والتدليس.

ولهذا يهرب من كل مبادرة، ويُفشل كل فرصة، لأن بقاء النزاع هو بقاءه السياسي.

لقد نجح الملك عبدالله الثاني في أن يُعرّي هذا الزعيم أمام العالم، بخطابٍ أخلاقي وإنساني جعل الرواية الإسرائيلية تفقد بريقها، وكشف للعالم أن ما يجري في غزة ليس حربًا على الإرهاب، بل حربٌ على الحقيقة والحق والشرعية ولعل أكثر ما أوجع نتنياهو ليس الصواريخ ولا الضغوط، بل أن يرى صوتًا عربيًا حرًا يواجه أكاذيبه بالحكمة والمنطق، فيكسب ضمير العالم بينما يخسر هو صورته التي بناها على التزييف.
نتنياهو اليوم لا يقود إسرائيل نحو المستقبل، بل يسحبها إلى ظلامٍ أخلاقيٍّ عميق.
يزرع الكراهية في الأجيال القادمة، ويُحوّل كل طفل فلسطيني إلى شاهدٍ على جريمةٍ مفتوحة لا تعرف النهاية.
وإن كان العالم لا يزال يتردد في تسمية الأشياء بأسمائها، فإن الحقيقة باتت صارخة: نتنياهو ليس صانع سلام، بل صانع خراب ودمار.

لقد مثل جلالة الملك عبدالله الثاني صوت الانسانية والأخوة والتضامن والتي تشكل عنونا اردنيا هاشميا يفتخر به كل أردني وعربي ومسلم وتؤكد ان الأردن ينطلق من منطلقه الوطني العروبي وواجبة الديني والشرعي والاخلاقي مؤكدا أن لا أمن ولا استقرار ولا تنمية ولا حياة إنسانية كريمة ولا سلام في ظل الغطرسة الصهيونية التي تجاوزت كل الحدود وفي ظل النزاعات والصراعات التي تعصف بالمنطقة وعلى رأسها القضية الفلسطينية والقدس وحق الشعب الفلسطيني الشرعي بنيل حقوقة كاملة ضمن سلام دائم وعادل وشامل على أساس حل الدولتين واقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس .

مقالات مشابهة

  • “الجبهة الشعبية”: دماء القادة اليمنيين التي امتزجت بدماء غزة ولن تذهب هدراً
  • مواقع عبرية: الأسلحة التي سلمها الجيش للعملاء بغزة سقطت بيد القسام
  • ما قصة جثة خليل دواس التي أثارت الجدل بين حماس وإسرائيل؟
  • فضل الله: تأكيد على صمود المقاومة ودعم إعادة إعمار الجنوب
  • الاحتلال يعترف بهوية الجثة الرابعة التي تسلمها أمس من المقاومة أمس
  • تقرير أممي: اليمن ضمن أكثر البلدان التي تعاني من ندرة المياه في العالم
  • التعلُّم من الدول والقيّادات التي تُغلب مصالِح شعوبها
  • الملك عبد الله الثاني صوت الحقيقة التي هزمت أكاذيب نتنياهو وحكومتة المتطرفة .
  • كيف استهدفت إسرائيل النخبة الداعمة لفلسطين خلال حرب غزة؟
  • الفاشر تحت القصف.. وتنسيقية لجان المقاومة تؤكد: “الأرواح التي ماتت بصمت لن تُنسى وهذا الخذلان لن يُمحى”