جريدة الرؤية العمانية:
2024-12-25@13:33:32 GMT

صمود المقاومة

تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT

صمود المقاومة

 

 

فايزة سويلم الكلبانية

faizaalkalbani1@gmail.com

 

كلمات أغنية الفنانة جوليا بطرس "عاب مجدك"، والتي لطالما نسمعها تتردد على ألسنة الصامدين في غزة وتجمعاتهم وترنيماتهم عبر التواصل الاجتماعي، وما يوثقه الزملاء الصحفيون عبر حساباتهم لصمود شعب العزة في غزة من باب الترفيه والتسلية وسط الألم ومشاهد الدمار والحرب والتي تقول فيها:

عابَ مجدَكَ بالمذلّة والهزائم

حينما هبّ الجنوبُ لكي يُقاوم

إنّ تاريخ الإباء غير نائم

يكتبُ عن أرضنا أرض الملاحِم

"صامدون نحو تصعيد المُقاومة"، هذا ما تؤكده تصريحات أبوعبيدة الناطق باسم كتائب القسام في كل ظهور إعلامي بأنَّ المقاومة مواصلة لصمودها، ويدعمها صمود الشعب الغزاوي المُقاوم، مُضحين بالدماء الطاهرة للوصول لهدفهم الأسمى وتحرير الأقصى وتبقى فلسطين حرة، والبعض منهم اختار العودة بعد تهدئة القصف، للعيش عبر أروقة منازلهم المتهدمة لأنهم لا يجدون مكانًا يأويهم، وقد تكون بقايا الجثث والأشلاء لأفراد العائلة لا زالت تحت الأنقاض عاجزين عن إخراجهم ودفنهم طيلة هذه الفترة من الحرب، مفضلين الموت تحت الركام عن الرحيل والنزوح مؤمنين ومُحتسبين وصابرين ومسلمين أنفسهم وأحوالهم لقضاء الله وقدره مُرددين "الحمدالله .

.أرضيت يارب، وخذ منَّا هذه الأرواح حتى ترضى عنَّا يارب"، صمود شعب غزة، وصمود المقاومة من أكبر الدروس التي لابد أن تُعلم في كل المناهج، صامدون ويناضلون ويحاربون عن أراضيهم ونصرة شعبهم وسط الحصار والتجويع وإغلاق المعابر وتوقف المؤن والأكل والشرب عنهم، وتوقف كل مظاهر ومتطلبات الحياة، وأبطال المقاومة يناضلون تحت الأنفاق مواجهين أكبر جيوش العالم عدة وسلاحاً، تمدهم جميع الدول الداعمة لهم من شتى بقاع العالم بالسلاح والمتفجرات والذخيرة وكافة أنواع الأسلحة التي تفتك بالبشرية والمُحرمة دوليًا، ولكنهم لا زالوا يعلموننا دروساً في الصمود والمقاومة صغيرهم قبل كبيرهم، شيبًا وشبانًا، رجالًا ونساء، كل ما نتابعه عبر حسابات الصحفيين والإعلام والتواصل الاجتماعي يجعلنا نتحسس النعم وقيمة الحياة والمعنى الحقيقي للعبارة التي ترددها جميع شعوب العالم في حب وتحية الأوطان "بالروح والدم نفديك يا وطن"، في غزة العزة والصمود والإرادة عرفنا المعنى الحقيقي لهذه العبارة بكل تجلياتها فحققوها واقعًا وليس مجرد شعارات تُردد بالألسن، فقد عاشوها وعايشناها معهم يومًا بيوم، مضحين بدمائهم وأرواحهم لأجل حريتهم ووطنهم ونصرة لدينهم، هم شعب ليسوا مثلنا.. هم استثنائيون وليتنا نكون معهم.

كل هذا الحراك والضغوطات الأممية وشتى أنواع الاحتجاجات الشعبية الداعمة لشرعية المقاومة الفلسطينية وحقها وواجبها في الدفاع عن الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية المشروعة.

لا زال شعب غزة صامد في وجه الاحتلال الإسرائيلي، بالرغم من صور الألم والدمار والحطام، بالرغم من تحول صروح التعليم من الجامعات والمدارس والتي اتخذوها ملاذًا وملجأ لهم بعد التنكيل والتفجير والتحطيم والهروب من منازلهم المدمرة بحثًا عن أماكن للإيواء، إلا أن جبروت العدوان الصهيوني وبشاعة أفعالهم لم تُبقِ على أي مكان للإيواء، فطالت المدارس والمستشفيات، وتعدت ذلك ليتبعوهم إلى ملاجئ النزوح في الخيام، فمن قدر الله له الحياة والنجاة من الموت تحت حطام منزله وتفجيراته بشتى أنواع القنابل والأسلحة والمفتجرات ليقطع مسافات طويلة مع النازحين ليتخذ من الخيام ملجأ له ومن تبقى من عائلته، فيجد بأن الموت قدره أيضًا في هذه الخيمة مثلما حدث في مذبحة النصيرات، وغيرها.

ولا زالت المسيرات الجماهيرية وحملات التضامن المساندة لمقاومة الشعب الفلسطيني، والحراك الشعبي الذي يتصاعد ويطال الكثير من الدول لتساهم بأدوارٍ محورية ومصيرية بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي والأمريكي ومسانديهم لوقف الحرب في غزة، والإبادة الجماعية والتطهير العرقي بشتى أنواع الأسلحة المختلفة التي لا يتصورها العقل، داعين إلى التظاهر والتوسع في حراك الشعوب والاعتصامات أمام السفارات ومختلف الساحات لوقف سياسات التهجير والتطهير العرقي وحرب الإبادة الجماعية لأهل غزة، فحراك الشعوب أكد الرفض القاطع للشعوب وعدم مساندتها لسياسة حكوماتها الداعمة للحرب على غزة، ومطالبات طلبة الجامعات لوقف استثمارات الجامعات الداعمة لإسرائيل، كنوع من الضغط الاقتصادي والرفض لهذا المبدأ والاحتجاج على إراقة دماء الأبرياء من الأطفال والنساء والشعب الفلسطيني.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

زراعة الفطر.. إبداعات مستدامة وسط صحراء الإمارات

أبوظبي: «الخليج»
ضمن أربع غرف كبيرة معزولة وسط صحراء حارة جافة، تتبدى إحدى التجارب الزراعية المبتكرة الناجحة في دولة الإمارات والتي تحدّت الظروف الطبيعية لإنبات الفطر «المشروم»، واستطاعت إنتاج أنواع عديدة منه بكميات تجارية وافرة تصل إلى نحو طنٍ شهرياً، تنافس في السوق المحلي الكثير من أنواع الفطر المستورد، لما تتميز به من جودة غذائية عالية، وأسعار معقولة وقدرة استثنائية على التكيف مع البيئة المحلية تحميه من سرعة التلف وإمكانية التخزين لفترات طويلة.
أحدث الابتكارات
لم يكتب لهذه التجربة الزراعية الرائدة النجاح لولا إرادة مبدعيها والقائمين عليها في شركة «بيلو فارم» التي تتخذ من أبوظبي مقراً لها، والتي استعانت بأحدث الابتكارات التكنولوجية لزراعة الفطر المعتمدة على ممارسات الزراعة الدائرية، لتكون أول شركة تقنية زراعية في العالم متخصصة في حلول زراعة الفطر الشاملة في المناخات الجافة.
ويأتي تسليط الضوء على هذا النموذج الزراعي الناجح ضمن حملة «أجمل شتاء في العالم» في نسختها الخامسة التي انطلقت تحت شعار «السياحة الخضراء»، بالتعاون بين وزارة الاقتصاد والمركز الزراعي الوطني والهيئات السياحية المحلية في الدولة، بهدف تشجيع المشاركة المجتمعية في الممارسات الزراعية المستدامة، وتحفيز الزيارات السياحية إلى هذه المزارع والمشاريع الزراعية المستدامة، وذلك في إطار استراتيجية السياحة الداخلية في دولة الإمارات التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لتطوير منظومة سياحية تكاملية على مستوى الدولة.
أنواع عديدة
عززت شركة بيلوفارم حضورها في السوق المحلي بإنتاج أنواع عديدة من الفطر، أبرزها المحار ومحار الملك وشيتاكيه وعرف الأسد، والذي يتم ضمن 4 غرف تم تصميمها بشكل خاص تخضع بشكل متواصل لضوابط التحكم المناخي كما أنها مغطاة بطبقة عازلة للحفاظ على برودة الأجزاء الداخلية، في مسعى من الشركة لتطوير نظام غذائي يتكيف بذكاء مع المناخ، ومصمم خصيصاً لملاءمة المناخ الجاف.
ونظراً لكون ظروف زراعة وإنتاج مثل هذه الأنواع المنافسة اقتصادياً من الفطر في وسط الصحراء غير ملائمة، لجأت الشركة لتطويع واستخدام أفضل تقنيات التكنولوجيا للتغلب على الظروف المناخية غير المواتية لنمو الفطر بالدولة، حيث درجات الحرارة المرتفعة خلال النهار، في الوقت الذي يحتاج فيه الفطر إلى ظروف البرودة والرطوبة والإضاءة المنخفضة، ونجحت بكفاءة عالية في مسعاها المستدام بزراعة أنواع مميزة من الفطر في بيئات يتم التحكم بدرجة حرارتها عن طريق استخدام تقنيات الزراعة العمودية وبطرق مستدامة في المناخات الصحراوية الصعبة طوال العام، حيث تستخدم في عملياتها المواد المحلية للحدّ من اعتمادها على الاستيراد، كما تقوم الشركة، فضلاً عن ذلك، بإعادة تدوير سعف النخيل من المزارع في الإمارات، وتحويلها إلى طعام غني بالعناصر الغذائية.
بيئة ابتكارية
لا شك أن دولة الإمارات بما توفره من بيئة ابتكارية خصبة تشجع على الإبداع وتحتضن الأفكار الرائدة النوعية، تعد خياراً جاذباً للكثير من الشركات العاملة في مجال الابتكار الزراعي، نظراً لتركيزها الكبير على دعم ملف الأمن الغذائي والبنية التحتية المتطورة، الأمر الذي شجع القائمين على شركة بيلوفارم لتأسيس مقر لهم في الدولة بهدف توفير غذاء صحي وموثوق لسكان الإمارات بجودة عالية وأسعار معقولة ومن مصادر محلية، حيث تؤمن الشركة بأهمية الابتكار في مجال الأغذية المستدامة، وتطوير تقنيات جديدة لزيادة الإنتاجية وتحسين جودة المنتجات.

مقالات مشابهة

  • هل تعلم أنواع الطلاق .. تعرف على الإجابة
  • الأمة تحت الهيمنة (الصهيونية) فماذا بعد؟
  • تحديث أندرويد Android 16 بالذكاء الاصطناعي.. الموعد وقائمة الهواتف الداعمة
  • موقع عبري: الحوثيون لا يمكن ردعهم.. الجماعة التي تتحدى الولايات المتحدة وتتحدى العالم
  • زراعة الفطر.. إبداعات مستدامة وسط صحراء الإمارات
  • لاعبو كرة القدم: تعبنا من كثرة المباريات.. وبطولة الفيفا الجديدة هي القشة التي قصمت ظهر البعير
  • أستاذ علاقات دولية: نتنياهو سيفشل في تنفيذ مخططه في غزة عاجلا أو آجلا
  • خلال 8 سنوات فقط.. قصة نجاح شركة العاصمة التي أبهرت العالم بالقصر الرئاسي
  • صمود المقاومة الأسطوري ونصرها الاستراتيجي
  • تدشين مبادرات ومسابقات تمكينية ضمن الاحتفال بـ"اليوم الدولي لذوي الإعاقة"