يحل اليوم الموافق 12 يونيو ذكرى ميلاد فنان العرب وأشهر فنانين الوطن العربي محمد عبده  الـ75، والذي ولد في محافظة الدرب في جازان جنوب المملكة العربية السعودية.

عاش محمد عبده يتيمًا منذ صغره فقد توفى والده وهو ما زال طفلًا في الـ 6 من عمره، وعاش رحلة من الفقر حتى أنه عاش فترة في رباط خيري هو وشقيقه بمنحة من ذ15اتصث4.

واستطاع محمد عبده دخول المعهد الصناعي والتخصص في صناعة السفن في محاولة لتحقيق حلمه القديم بأن يصبح بحارًا مثل والده، ولكنه كان مولعًا بالفن والغناء الذي أخذه إلى جمهوره ومحبيه .

بداياته الفنية

بدأ فنان العرب رحلته الفنية في بداية الستينات الميلادية، في عام  وهو طالب في المعهد الصناعي بجدة، تخرج منه عام 1963 حيث كان ضمن أفراد بعثة سعودية متجهه إلى إيطاليا لصناعة السفن، تحولت الرحلة من روما إلى بيروت، أي من بناء السفن إلى بناء المجد الفني، وكان ذلك عن طريق عباس فائق غزاوي الذي كان من ضمن مكتشفي صوت محمد عبده عندما غنى في الإذاعة في برنامج (بابا عباس) عام 1960، وبارك هذا الاكتشاف الشاعر المعروف طاهر زمخشري.

وأطلق عليه الرئيس التونسي أثناء حفلته بتونس الحبيب بو رقيبة لقب (فنان العرب) في الثمانينات، ليقدم الجديد بعدها، ومنها دخوله للتعاون مع الملحن الدكتور عبد الرب إدريس، الذي قدّم لمحمد عبده إنتاجات رائعة مثل (محتاج لها، جيتك حبيبي)، بعد ذلك (أبعتذر)، ثم (كلك نظر)، حيث تأثر الملحن الكبير عبد الرب إدريس بفنان العرب محمد عبده وبأسلوبه.

وعاصر محمد عبده الجيل القديم والحديث، وحظى باحترامهم جميعًا صغيرًا وكبيرًا حيث شارك كثيرًا بالغناء في المسارح العربية الكبرى في دول الخليج العربي والشام وشمال أفريقيا وأقام العديد من الحفلات في مسارح العالم.

اعتزال محمد عبده 

توقف محمد عبده عن الظهور في الحفلات الغنائية لمدة 8 سنوات (1989–1997) وكان ذلك لعدة أسباب خاصة، منها وفاة والدته ، وهعو ما اعتقده الجميع أنه اعتزل الفن نهائيًا.

إصابة محمد عبده بالسرطان

كان قد أعلن "أبو نورا" مسبقا إصابته بسرطان البروستاتا، وخضوعه للعلاج الكيماوي أوائل الشهر الحالي خلال مقابلة مع برنامج تفاعلكم على العربية، كما أشار إلى أنه يخضع للعلاج في باريس.

وأوضح تفاصيل إصابته قائلا: "كان عندي سرطان في البروستاتا، والأعراض الجانبية للإشعاع أخف كثير من العمليات الأخرى، باخذ حقنة كل 3 أشهر، وبعد يومين هاخذ الكورس الثاني".

 كما صرح  لقناة روتانا موسيقى في 5 مايو 2024 قائلاً: "أجريت فحوصات ونتيجتها هذه المرة الحمد لله طيبة، وإنزيم السرطان بينزل الحمد لله كثيرا، وأبشركم الحمد لله أنا بصحة طيبة، وهذا عارض من الله سبحانه وتعالى، ودعاؤكم عامل من عوامل الشفاء".

وكان آخر ظهور له مع  الشاعر السعودي صالح الشادي على حسابه بمنصة “إكس” مقطع قصير لأبو نورا أثناء زيارته له.

وقال فنان العرب بإيجاز شديد في مقطع الفيديو الذي نُشر فجر اليوم عندما سأله الشادي عن حالته الصحية: "أنا طيب بفضل الله تعالى".

 

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: فنان العرب محمد عبده محافظة الدرب جازان المملكة العربية السعودية المعهد الصناعي الملك فيصل بن عبد العزيز جدة سرطان البروستاتا اصابة محمد عبده بالسرطان صالح الشادي فنان العرب محمد عبده

إقرأ أيضاً:

الصوت الذي لا يموت.. كيف أصبح محمد رفعت أيقونة التلاوة القرآنية؟

مع حلول شهر رمضان المبارك، تتزين الأجواء بنفحات روحانية خاصة، وتصبح الأصوات التي تعود عليها المسلمون جزءاً لا يتجزأ من ذكريات الشهر الفضيل. وبين تلك الأصوات، يبقى صوت الشيخ محمد رفعت حاضراً في وجدان الملايين، فهو الصوت الذي ارتبط بقدوم رمضان لعقود طويلة، وما زالت تلاوته تملأ البيوت والمساجد، حتى بعد أكثر من سبعين عاماً على رحيله.

البدايات والنشأة

في حي المغربلين بالعاصمة المصرية القاهرة، وتحديداً عام 1882، وُلد الشيخ محمد رفعت، ذلك الصوت الذي شقّ طريقه إلى القلوب قبل الآذان، فأبهر المستمعين بتلاوته العذبة التي امتزجت بالخشوع والجمال. إذ لم يكن مجرد قارئ للقرآن، بل كان حالة روحانية فريدة، تجاوزت أصداء صوته الحدود واللغات، حتى أصبح صوته رمزاً خالداً في سماء التلاوة.

في صغره، وُصف بأنه طفل جميل ذو عيون جذابة، لكن قيل إن سوء الحظ طاله بعد أن أصيب بعين الحسد، مما أدى إلى إصابته بداء في عينيه. وبعد محاولات علاجية لم تُجدِ نفعاً، خضع لعملية جراحية فقد على إثرها بصره تماماً وهو في الخامسة من عمره.
وكما كانت العادة في ذلك الوقت، وجّه والده وجهته نحو حفظ القرآن الكريم، فألحقه بكُتَّاب مسجد مصطفى فاضل باشا في السيدة زينب، وأظهر محمد رفعت موهبة استثنائية في التلاوة، إذ حفظ القرآن كاملًا وهو في العاشرة من عمره، قبل أن يُبحر في علوم التجويد والتفسير والمقامات الصوتية، التي أصبحت فيما بعد علامة مميزة لتلاوته.
ولم يكن فقدانه للبصر هو المحنة الوحيدة في حياته، إذ فقد والده وهو في التاسعة من عمره، ليجد نفسه فجأة مسؤولًا عن إعالة أسرته المكونة من والدته، وخالته، وأشقائه. وبإرادة صلبة، بدأ في إحياء الليالي القرآنية في المآتم، ليكسب قوت يومه ويؤمّن احتياجات عائلته.

صوت من السماء

لم يكن صوت الشيخ رفعت مجرد تلاوة عادية، بل كان يتغلغل في النفوس ويأسر القلوب، حتى بدأ الناس يطلبونه في مختلف أنحاء القاهرة، وأصبح اسمه يتردد في الأقاليم. وعندما بلغ الخامسة عشرة، تم تعيينه قارئاً ليوم الجمعة في مسجد فاضل باشا، حيث ازداد الإقبال على سماعه، لدرجة أن المصلين كانوا يتزاحمون في المسجد لسماع تلاوته.
وكانت أول مكافأة حصل عليها في حياته 25 قرشاً، بعدما قرأ في إحدى المناسبات، وكان هذا المبلغ يمثل له الكثير آنذاك، لكن مع مرور السنوات، ازداد الطلب عليه من قِبل الأثرياء والمحبين، ورغم ذلك، كان زاهداً في المال؛ ففي إحدى المرات، عندما قرأ في منزل أحد الأثرياء، أخطأ المضيف وأعطاه مليماً بدلًا من الجنيه الذهبي، لكنه لم يهتم بذلك، وحين جاء الرجل ليعتذر منه، أجابه بكل رضا: "هذا رزق ربي، والحمد لله على ما رزقني".

ثقافة موسيقية واسعة

لم يكن الشيخ رفعت مجرد قارئ للقرآن، بل كان مثقفاً واسع الاطلاع، إذ درس علوم التجويد والتفسير، إلى جانب دراسته الموسيقى والمقامات الصوتية، حيث تأثر بموسيقى بيتهوفن، موتزارت، وفاجنر. وكان يمتلك مكتبة تضم أشهر السيمفونيات العالمية.
كما كان يعقد صالونات ثقافية يحضرها كبار المثقفين والفنانين، مثل أحمد رامي، كامل الشناوي، صالح عبد الحي، زكريا أحمد، ومحمد عبد الوهاب، وحتى الفنانة ليلى مراد قبل إسلامها.

المحطة الفاصلة في حياته

في عام 1934، حقق الشيخ محمد رفعت نقلة نوعية عندما أصبح أول صوت يُفتتح به بث الإذاعة المصرية، حيث اختير لتلاوة سورة الفتح في افتتاح البث الرسمي، فكان مطلعها: "إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا".
ورغم شهرته الكبيرة، كان الشيخ في البداية متردداً في تلاوة القرآن عبر الإذاعة، خوفاً من عرضها للأغاني والموسيقى التي قد يراها البعض غير لائقة، لكنه استفتى شيخ الأزهر محمد الأحمدي الظواهري، الذي طمأنه بأن ذلك لا يتعارض مع قدسية القرآن، مما دفعه إلى قبول العرض، ليصبح صوته مرافقاً للشهر الفضيل وأذان الفجر في الإذاعة المصرية، وهو الصوت الذي لا يزال يُسمع حتى اليوم في رمضان.

سنوات المرض والاعتزال القسري

بعد مسيرة عامرة بالإنجازات، أصيب الشيخ رفعت بعدة أمراض أضعفت صوته، لكنه كان يعود للقراءة بين الحين والآخر حتى اشتد عليه المرض. وفي السنوات الثماني الأخيرة من حياته، أصيب بورم في الأحبال الصوتية، مما منعه من تلاوة القرآن نهائياً.
ورغم ظروفه الصعبة، رفض الشيخ رفعت أي مساعدة مالية، حتى عندما جمع محبوه مبلغ 50 ألف جنيه لعلاجه، رفض قائلاً: "الدنيا عرض زائل.. وقارئ القرآن لا يُهان ولا يُدان.. أراد الله أن يمنعني، ولا راد لقضائه.. فالحمد لله".
وفي نفس يوم ميلاده، الموافق عام 1950، رحل الشيخ محمد رفعت عن عمر ناهز 68 عاماً، تاركاً خلفه إرثاً خالداً من التلاوات العذبة، التي لا تزال تسكن قلوب المستمعين حتى اليوم. 

وعندما نعته الإذاعة المصرية، خاطبت المستمعين قائلة: "أيها المسلمون، فقدنا اليوم علماً من أعلام الإسلام"، كما نعتته إذاعة دمشق بقولها: "لقد مات المقرئ الذي وهب صوته للإسلام"... وحتى الآن لا يزال صوته رمزاً خالداً للتلاوة القرآنية، ويظل اسمه مرتبطاً بشهر رمضان في وجدان المسلمين حول العالم.



مقالات مشابهة

  • الصوت الذي لا يموت.. كيف أصبح محمد رفعت أيقونة التلاوة القرآنية؟
  • مصرع شخص وإصابة 18 آخرين في حادث على طريق برج العرب بالإسكندرية
  • محمد أبو هاشم: الإمام أبو حنيفة وضع أساس الاجتهاد الفقهي الذي يسر على المسلمين
  • أسماء 18 مصابا فى حادث مرورى بطريق برج العرب بالإسكندرية
  • كيف تحولت العلاقة بين جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده من تحالف فكري إلى خلاف سياسي؟
  • بن صهيون.. والد نتنياهو الذي غرس فيه كره العرب
  • أحلام تكشف عن الطبق المفضل لمحمد عبده.. فيديو
  • متظهريش تاني على الشاشة .. ميار الببلاوي توجه رسالة لـ فيفي عبده لسبب صادم
  • سر الحياة .. محمد بن راشد يحتفل بيوم المرأة العالمي
  • فيروس هانتا القاتل.. ما سر المرض النادر الذي أودى بحياة زوجة جين هاكمان؟