الوطن:
2025-04-10@05:04:58 GMT

د. منجي علي بدر يكتب: أولويات التنمية في مصر

تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT

د. منجي علي بدر يكتب: أولويات التنمية في مصر

فى ظل توجيهات السيد الرئيس بمنح دور أكبر للقطاع الخاص فى النشاط الاقتصادى، وفى إطار الإعداد لتشكيل حكومة جديدة برئاسة الدكتور مصطفى مدبولى، وأهمية تحديد أولويات القطاع الخاص فى التنمية ودور الحكومة فى إنعاش القطاع الخاص تشريعياً ومالياً، وتوفير بيئة مناسبة للعمل مع باقى قطاعات الدولة وسط تحديات عدة بالداخل والخارج، تحتاج مصر إلى رؤية مبتكرة وفكر جديد يدعم مسار التنمية وطريق التطوير الشامل للأداء الاقتصادى للدولة فى جميع القطاعات، وضبط بوصلة مسارات الحكومة الجديدة بما يعود بالإيجاب على المواطنين.

إن رؤية مصر 2030 ونسختها المحدثة تعتمد على تطوير اقتصاد مصر نحو مجتمع معرفى يقوم على بيئة عمل ملائمة مع دور مهم للقطاع الخاص بوصفه المحرك الرئيسى للتنمية المستدامة، كما يمثل مصدراً رئيسياً للتوظيف، ولتعزيز ديناميكية القطاع الخاص بشكل أكبر، فقد قامت الدولة بتنفيذ مجموعة من التدابير ما بين تبسيط الإجراءات فى قوانين الاستثمار، إلى صياغة سياسة وثيقة ملكية الدولة، وإعادة ضبط إطار شراكة القطاعين العام والخاص، وفى هذا الشأن، أسهم صندوق مصر السيادى بشكل كبير فى جذب الاستثمارات الخاصة بمختلف القطاعات، وتستهدف الصناديق الفرعية التابعة للصندوق السيادى مجموعة من المجالات، أبرزها التكنولوجيا المالية والبنية التحتية والمبادرات الخضراء، مع تبنى سياسة واضحة بخصوص دور القطاع الخاص فى الخطة التنموية ودعم وتشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة، واتباع سياسة صريحة فى شأن مكافحة الاحتكار وتشجيع المنافسة.

هذا، ويلعب القطاع الخاص فى مصر دوراً مهماً فى تحقيق التنمية الاقتصادية، حيث يُساهم فى:

- خلق فرص العمل: يُعد القطاع الخاص أكبر مُولد لفرص العمل فى مصر، حيث يُوظّف ملايين الأشخاص فى مختلف القطاعات، كما زادت حصة القطاع الخاص فى الناتج المحلى الإجمالى خلال العام المالى 23/ 2024 لتصل إلى 71%، كما تبلغ حصة القطاع الخاص فى التوظيف خلال العام نفسه إلى 80%.

- زيادة الاستثمارات: يُساهم القطاع الخاص فى جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية، مما يُساعد على تمويل المشروعات التنموية وخلق فرص عمل جديدة.

- تعزيز الابتكار: يُحفّز القطاع الخاص على الابتكار وتطوير تقنيات جديدة، مما يُساعد على تحسين الإنتاجية وزيادة القدرة التنافسية للاقتصاد المصرى.

- توفير السلع والخدمات: يُقدّم القطاع الخاص مجموعة واسعة من السلع والخدمات للمستهلكين، مما يُسهم فى تحسين مستوى المعيشة.

- زيادة الصادرات: يُساهم القطاع الخاص فى زيادة الصادرات المصرية، مما يُساعد على تحسين وضع الميزان التجارى وجلب العملات الأجنبية.

أما عن أولويات القطاع الخاص فى مصر: فإن الحكومة المصرية تعمل على تعزيز دور القطاع الخاص فى التنمية الاقتصادية من خلال اتباع الكثير من السياسات، تشمل:

- تحسين بيئة الاستثمار: تعمل الحكومة على تحسين بيئة الاستثمار فى مصر من خلال تبسيط الإجراءات البيروقراطية، وتوفير البنية التحتية اللازمة التى أنفقت مصر عليها 10 تريليونات جنيه مصرى، وتعزيز سيادة القانون.

- دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة: تُقدّم الحكومة الدعم للشركات الصغيرة والمتوسطة من خلال توفير التمويل والتدريب والتوجيه والحوافز بأنواعها.

- تطوير المهارات: تعمل الحكومة على تطوير مهارات القوى العاملة المصرية لتلبية احتياجات سوق العمل بتوفير برامج تدريبية متقدّمة.

- تعزيز الابتكار: تُشجّع الحكومة على الابتكار من خلال إنشاء مراكز البحوث والتطوير، زاد عددها على 27 مركزاً وكلية للتكنولوجيا ودعم الشركات الناشئة، خاصة فى مجال الذكاء الاصطناعى.

- فتح أسواق جديدة: تعمل الحكومة على فتح أسواق جديدة للصادرات المصرية من خلال إبرام عدد من الاتفاقيات التجارية الحرة مع الكثير من الدول والتجمعات الإقليمية بلغ عدد سكانها أكثر من 1.25 مليار نسمة.

ويواجه القطاع الخاص فى مصر عدداً من التحديات تشمل:

- البيروقراطية: لا تزال الإجراءات البيروقراطية معقّدة فى مصر، مما يُعيق الاستثمار ويُؤخّر تنفيذ المشروعات بسبب عدم وضوح القوانين ولائحتها التنفيذية واتساع المساحة الرمادية فى كليهما.

- نقص التمويل: تواجه الشركات الصغيرة والمتوسطة صعوبة فى الحصول على التمويل اللازم للنمو والتوسّع، وقد يرى تأسيس بنك للصناعات الصغيرة ومتناهية الصغر.

- نقص المهارات: لا تتناسب مهارات القوى العاملة المصرية دائماً مع احتياجات سوق العمل.

- البنية التحتية غير الكافية: تعانى مصر من نقص فى البنية التحتية مثل الكهرباء، مما يُعيق الاستثمار ويُؤثر على الإنتاجية.

- المنافسة غير العادلة: تواجه بعض الشركات فى القطاع الخاص مُنافسة غير عادلة من الشركات المملوكة للدولة.

ورغم التحديات المشار إليها بعاليه، فإن القطاع الخاص فى مصر لديه إمكانات كبيرة للمساهمة فى تحقيق التنمية الاقتصادية، وتقوم الرؤية المصرية للمستقبل على الشراكة الوثيقة مع القطاع الخاص، ودوره الرئيسى فى تحقيق التنمية، وقيادة جهود توفير فرص العمل، وتعزيز التنمية الشاملة والمستدامة.

إن توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى للحكومة ألزمتها بعدة أمور، من بينها الحفاظ على محدّدات الأمن القومى، فى ظل التحديات الإقليمية والدولية ومواصلة تحقيق الأمن والاستقرار وبناء الوعى الوطنى والثقافة وهو ما يفرض دوراً كبيراً على النّخب والقطاع الخاص فى دعم هذه التكليفات، ولا بد أن تعمل الحكومة الجديدة وفق استراتيجية وطنية تتوافق مع أهداف الجمهورية الجديدة ومواصلة مسار الإصلاح الاقتصادى والعمل على زيادة محفّزات الاستثمار المحلى والأجنبى، خاصة فى الصناعات ذات القيمة المضافة العالية فى عدد من المجالات أهمها الذكاء الاصطناعى وتكنولوجيا المعلومات وغيرها، وبما يساعد فى خلق فرص عمل جديدة وتحسين بيئة الاستثمار ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة كركيزة أساسية للاقتصاد الوطنى.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: القطاع الخاص الغرف التجارية اتحاد الصناعات رجال الأعمال القطاع الخاص فى مصر الصغیرة والمتوسطة تعمل الحکومة الحکومة على من خلال

إقرأ أيضاً:

قمة AIM للاستثمار تناقش مستقبل الاستثمار في القطاع السياحي

شهدت قمة "AIM" للاستثمار 2025، عقد جلسة حوارية وزارية حول "الاستثمار في السياحة: تشكيل فرص الاستثمار السياحي من خلال الابتكار في السياسات" بمشاركة واسعة من وزراء وأصحاب المصلحة العالميين بهدف إعادة تعريف مستقبل استثمار السياحة من خلال التحول الاستراتيجي في السياسات.

وجمعت الجلسة 13 متحدثًا، بينهم مسؤولون من دولة الإمارات، ووزراء من البحرين، وجورجيا، ومصر، وإيران، وجمهورية مونتينيغرو "الجبل الأسود"، بالإضافة إلى كبار المسؤولين التنفيذيين من مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية، ومنظمة السياحة العالمية، والمنتدى الاقتصادي العالمي، ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لآسيا والمحيط الهادئ، ومنظمة المناطق الحرة العالمية.

وركزت الجلسة الحوارية على دور السياحة الحيوي في تعزيز المرونة الاقتصادية، وتوفير الوظائف، والتنمية المستدامة، كما تم تقديم مقترحات ورؤى حول سبل صياغة السياسات المستقبلية لجذب الاستثمارات عالية الجودة التي تحقق توازنًا بين النمو الاقتصادي والحفاظ على البيئة.

وقال عبدالله أحمد آل صالح وكيل وزارة الاقتصاد، إن دولة الإمارات تواصل، بفضل توجيهات قيادتها الرشيدة، تعزيز مكانتها وجهة عالمية رائدة للاستثمار في القطاع السياحي، من خلال تبني سياسات مرنة وتنافسية، ومبادرات وطنية متكاملة تهدف إلى تطوير البنية التحتية السياحية وتعزيز جاذبية الدولة أمام المستثمرين من مختلف أنحاء العالم.

وأوضح أن الاستراتيجية الوطنية للسياحة 2031 تمثل الإطار الشامل لهذا التوجه، حيث تستهدف رفع مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي إلى 450 مليار درهم، واستقطاب استثمارات جديدة تتجاوز 100 مليار درهم، واستضافة 40 مليون نزيل فندقي سنوياً بحلول العقد المقبل.

وأشار آل صالح إلى أن دولة الإمارات تواكب التحولات العالمية في مشهد السياحة، عبر دمج مبادئ الاستدامة ضمن السياسات الاستثمارية من خلال "سياسة الاقتصاد الدائري"، وتطوير بنية تحتية ذكية تدعم السياحة الرقمية، إلى جانب التوسع في السياحة العلاجية والصحية، وسياحة الرحالة الرقميين، والسياحة الثقافية والتجريبية، وصولاً إلى السياحة الفضائية المدعومة بالتكنولوجيا المتقدمة.

أخبار ذات صلة الإمارات تجدد التزامها بالتعاون متعدد الأطراف الإمارات صوت الحكمة دعماً للشعب السوداني

وأكد أن دولة الإمارات تعمل على ترسيخ هذه التوجهات من خلال تأسيس مناطق استثمارية خضراء، وإطلاق تأشيرات مرنة للإقامات الطويلة، مما يسهم في ترسيخ ريادتها في مجال السياحة المستدامة إقليمياً وعالمياً.

من جانبها، سلطت معالي فاطمة بنت جعفر الصيرفي وزيرة السياحة في مملكة البحرين، الضوء على سياسة السياحة المتطورة في البحرين والمناخ الاستثماري القوي، مشيرة إلى الدور الإستراتيجي للبحرين في تعزيز السياحة المستدامة والنمو الاقتصادي.

ولفتت معاليها إلى أن البحرين وفي ظل توجيهات قيادتها الحكيمة، تبنت أهداف التنمية السياحية العالمية، مندمجة مع المبادرات الأممية، كما تقدم فرصا استثمارية متميزة في القطاع السياحي، وبيئة عمل نموذجية من خلال تبسيط اللوائح، ومنح امتيازات المستثمرين، ومنهج "النافذة الواحدة" لتيسير المشاريع، لتواصل البحرين تعزيز مكانتها وجهة رائدة لتطوير السياحة والتعاون العالمي.

من ناحيتها أكدت يمنى البحار، نائب وزير السياحة والآثار في مصر، على التقدم الذي تشهده مصر في قطاع السياحة، والالتزام بالابتكار في هذا القطاع الحيوي، مشيرة إلى أهمية هذا اللقاء الذي يشكل منصة مهمة لتبادل الخبرات والتجارب ومناقشة الآراء والمقترحات بين رواد الصناعة لاستكشاف مستقبل السياحة وتشكيل آفاقًا جديدة لهذا القطاع.

وأجمع المتحدثون، خلال الجلسة، على ضرورة التعاون بين القطاعين العام والخاص، والتمويل الأخضر، والاستثمار في رأس المال البشري كركائز أساسية لإطلاق الإمكانيات الكاملة للسياحة، حيث أشارت معالي سيمونيدا كورديتش وزيرة السياحة في جمهورية مونتينيغرو "الجبل الأسود" إلى تحول بلادها نحو نموذج سياحة أكثر شمولًا واستدامة، مع التركيز على تقوية المجتمعات المحلية وإعطاء الأولوية للمسؤولية البيئية.

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • "متحدث الحكومة": مدبولي شدد على دعم المنتج المحلي وجذب الاستثمارات وتعزيز دور القطاع الخاص
  • قمة AIM للاستثمار تناقش مستقبل الاستثمار في القطاع السياحي
  • أشرف صبحي: الشراكة مع القطاع الخاص لها دور محوري في تعزيز الاستثمار الرياضي
  • السيسي: مصر فرصة واعدة لتوطين الصناعات والاستثمارات الفرنسية.. خبراء: توطين الصناعة من أولويات الدولة المصرية.. والحكومة تبذل جهودًا جادة لتحسين مناخ الاستثمار
  • المشاط: 4.3% نموًا في الناتج المحلي و50% من الاستثمارات الحالية للقطاع الخاص
  • نائب وزير الرياضة: نستهدف رفع استثمار القطاع الخاص بالرياضة إلى 25 %
  • منتدى الاستثمار الرياضي يسلط الضوء على مشروعات البنى التحتية للمَرافق الرياضية
  • منتدى الاستثمار الرياضي يسلط الضوء على مشروعات البنى التحتية للمرافق الرياضية والفرص الاستثمارية فيها
  • القاضي: نستهدف رفع استثمار القطاع الخاص بالرياضة إلى 25%
  • الحكومة تكشف تفاصيل مخطط تطوير «مربع الوزارات» بوسط البلد