حركة العدل والمساواة في السودان تردّ على حملة الجنائية الدوليّة
تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT
تاق برس – رحب الأمين السياسي بالإنابة لحركة العدل والمساواة السودانية محمد زكريا فرج الله بالحملة التي أطلقتها المحكمة الجنائية الدولية يوم الثلاثاء لتقديم معلومات فيما يتعلق بمزاعم ارتكاب جرائم في إقليم دارفور.
وأكد فرج الله في تصريحات لوكالة أنباء العالم العربي، على أن هناك تعاونا تاما مع المحكمة الجنائية الدولية فيما يخص الاتهامات المتعلقة بارتكاب جرائم في دارفور.
وأشار الأمين السياسي بالإنابة لحركة العدل والمساواة إلى أنه بعد اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15 أبريل نيسان 2023 “تجددت هذه الجرائم ضد مكونات واسعة في دارفور”.
واتهم فرج الله قوات الدعم السريع بشن قصف مدفعي على مدينة الفاشر التي تحتضن مئات الآلاف من النازحين في ولاية شمال دارفور مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، كما اتهمها باستهداف المستشفيات والمياه، معتبرا أن هذه كلها “أعمال ضد الإنسانية”.
وأوضح أن “ضحايا هذه الأعمال ما زالوا أحياء وموجودين، وهذه الانتهاكات لا تزال مستمرة حتى تاريخه، بالتالي يمكن للشهود من الضحايا تقديم إفاداتهم حول هذه الإدانات أو الجرائم. أيضا هناك عدد من مقاطع الفيديو والصور يمكن كذلك أن تستند إليها المحكمة الجنائية في النظر لهذه الانتهاكات”.
وأضاف أن القانون الدولي يتيح لكل الأطراف تقديم ما يثبت الإدانة للمدعي العام، الذي يحيله بدوره إلى النظام القضائي باعتباره دليلا على الإدانة.
واعتبر أن هذه الشهادات “تمثل دليلا دامغا يمكن أن تستند إليه المحكمة الجنائية في بحثها، أيضا التقارير الأممية التي تقدمها منظمة العفو الدولية والمنظمات الإنسانية الناشطة في تقديم العون، وكذلك المنظمات المهتمة بالدفاع عن حقوق الإنسان، بالإضافة إلى الحكومة السودانية نفسها هي جزء من هذه الحملة بتقديم تقارير عبر قنواتها الدبلوماسية الرسمية عن الانتهاكات والجرائم التي تقوم بها الميليشيات الحاملة للسلاح”.
ولفت الأمين السياسي بالإنابة لحركة العدل والمساواة إلى أن المحكمة الجنائية الدولية قد أدانت بالفعل سابقا الرئيس السوداني السابق عمر البشير وعددا من القيادات الأخرى، موضحا أنه “بموجب الإحالة التي تمت من مجلس الأمن أصبح لديها ولاية للنظر في القضايا والاتهامات بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم إبادة جماعية في دارفور”.
وسلط فرج الله الضوء على ما وصفه بالوضع الحالي المعقد في السودان، مشددا على أهمية الالتزام بالقوانين الدولية فيما يخص المدنيين. وقال “نعلم أن الوضع في السودان وضع معقد ومتشعب، وهناك صراع دموي بين قوات مسلحة وقوات تمردت عليها، ولكن المطلوب أن يتم الالتزام بقواعد الاشتباك والقانون الدولي”.
المصدر: تاق برس
كلمات دلالية: المحکمة الجنائیة العدل والمساواة فرج الله
إقرأ أيضاً:
السودان.. قتلى وجرحى بقصف عنيف لطيران الجيش في نيالا
قتل وأصيب العشرات في قصف جوي عنيف نفذه طيران الجيش على مدينة نيالا في دارفور، فيما وصف شهود عيان العمليات القتالية التي اندلعت الإثنين في مدينة الفاشر عاصمة إقليم دارفور بغرب السودان، بأنها الأعنف في المدينة.
وفي أحدث سلسلة من عمليات القصف الجوي المستمرة على عدد من المدن والمناطق في إقليم دارفور، قالت مصادر محلية إن 24 شخصا بينهم نساء وأطفال سقطوا في ضربة جوية عنيفة نفذها طيران الجيش ظهر الإثنين وأصيب أكثر من 200 شخص بعضهم في وضع حرج للغاية وسط نقص كبير في الخدمات الطبية. وأشار شهود عيان إلى تفحم عدد من الجثث بفعل الضربة التي استهدفت أحياء سكنية في المدينة.
وفي الفاشر، استمر القتال العنيف بين الجيش مدعوما بالمجموعات المتحالفة معه وقوات الدعم السريع التي قالت منصات تابعة لها إن وحدات منها توغلت في المناطق الجنوبية الشرقية والغربية من المدينة التي بدت خالية من السكان تماما.
وتعتبر الفاشر إحدى أهم المدن الاستراتيجية في السودان وهي الوحيدة في إقليم دارفور التي لا يزال للجيش وجود فيها، بعد سيطرة قوات الدعم السريع على أكثر من 90 في المئة من مناطق الإقليم.
واستمرت خلال الأيام الماضية عمليات النزوح من المدينة التي شهدت قتالا وقصفا جويا وأرضيا عنيفا طوال الأشهر الماضية. ووفقا لشهود عيان فإن من تبقى من سكان يشكلون أقل من خمس سكان المدينة التي كان يعيش فيها قبل اندلاع القتال ربع سكان إقليم دارفور البالغ عددهم نحو 6 مليون نسمة والذي يشكل 20 في المئة من مساحة السودان ويضم نحو 14 في المئة من سكان البلاد البالغ عددهم نحو 42 مليون نسمة.
وروى فارون قصصا مروعة لحجم الدمار الذي لحق بالمدينة، ووفقا لآمنة أيوب وهي معلمة اضطرت للفرار من المدينة مع احتدام المعارك خلال الأيام الأخيرة، فإن معالم المدينة تغيرت تماما. وتقول أيوب لموقع "سكاي نيوز عربية": "الكثير من الأحياء تحطمت تماما بفعل القصف الأرضي والجوي الذي استمر لأشهر طويلة، كما تعرضت مبان تاريخية في المدينة لدمار كبير".
وتضيف: "الأسر المتبقية في المدينة تواجه مأساة حقيقية في ظل شح الغذاء ومياه الشرب.. الكثير من كبار السن يموتون داخل بيوتهم بسبب انعدام الدواء".
وشهد إقليم دارفور حربا هي الأطول في القارة الإفريقية واستمرت منذ العام 2003 وأدت إلى مقتل 300 ألف شخص وتشريد الملايين.
وتشكل الفاشر عمقا استراتيجيا لإقليم دارفور المتاخم لولايتي الشمالية وكردفان، كما تربط السودان بشريط دولي حدودي ملتهب يمتد من تشاد غربا وليبيا شمالا ودولة جنوب السودان وإفريقيا الوسطى جنوبا.
وتأتي هذه التطورات، بالتزامن مع تقدم الجيش في محوري الجزيرة والخرطوم، ووسط تقارير تحدثت عن استعدادت تجريها مجموعات سياسية في العاصمة الكينية نيروبي لمناقشة مشروع لإقامة حكومة مدنية موازية في مناطق سيطرة قوات الدعم السريع، وهو ما تعارضه قوى مؤثرة داخل تحالف تنسيقية "تقدم".