الثورة نت|

بدأت، اليوم، بأكاديمية بنيان للتدريب والتأهيل بصنعاء ورشة عمل لتقييم وتطوير سلاسل القيمة لمحصولي الزنجبيل والكركم بمحافظة ريمة.

تهدف الورشة التي تنظمها وحدة تمويل المشاريع والمبادرات الزراعية والسمكية بمحافظة الحديدة بالتنسيق مع السلطة المحلية بمحافظة ريمة وبالشراكة مع اللجنة الزراعية والسمكية العليا ووزارتي الزراعة والصناعة والاتحاد التعاوني الزراعي ومؤسسة الخدمات الزراعية ومؤسسة بنيان التنموية وهيئة تطوير تهامة وهيئة البحوث الزراعية إلى إعداد خطة تنفيذية قائمة على تحليل سلسلة القيمة لتحسين إنتاجية وتسويق الزنجبيل والكركم في ريمة.

واستعرضت الورشة أوراق عمل حول تجارب وقصص نجاح إنتاج الزنجبيل والكركم في وادي رماع ومخرجات فجوات دراسة سلسلة القيمة للزنجبيل والكركم وفرص وفجوات العمل التعاوني في الجمعيات الزراعية الشريكة ودور السلطة المحلية فيها.

وتطرقت أوراق العمل إلى تقييم حلقات المدخلات والإنتاج، الحصاد وما بعد الحصاد والتسويق والاستهلاك بهدف ترتيب الحلول حسب التسلسل المنطقي وبناء مصفوفة الخطة التنفيذية التي تشتمل على “أنشطة، المؤشرات، الجهة المنفذة، التمويل، وجهة وزمن التمويل”.

وفي الافتتاح أكد وكيل وزارة الزراعة لقطاع الإنتاج سمير الحناني، أهمية الورشة لمناقشة الصعوبات التي تواجه سلاسل القيمة لمحصولي الزنجبيل والكركم وإيجاد الحلول المناسبة لها وبما يؤدي إلى تحسين وتطوير سلسلة القيمة لتلك المحاصيل.

وأفاد بأن محافظة ريمة تتناسب فيها زراعة محصولي الزنجبيل والكركم إضافة إلى محصول التمر الهندي.

وفي تصريح خاص لـ”الثورة نت” أشار الحناني إلى أن اليمن كانت تعتمد في استهلاك الزنجبيل بنسبة 100% على الاستيراد. واليوم، تفخر البلاد بإنتاجية محلية تحققت خلال الثلاث سنوات الماضية، حيث يزرع الزنجبيل اليمني في محافظتي ريمة والمحويت، إلى جانب محصول الكركم.

وبذلك، تُغلق فاتورة الاستيراد التي تبلغ قيمتها مليوني دولار لاستيراد 2700 – 3000 طن سنوياً، بالإضافة إلى فاتورة أخرى لاستيراد ما بين 2000 إلى 2200 طن بما يتجاوز مليون و500 دولار سنوياً، وفق البيانات الصادرة عن الإدارة العامة للتسويق والتجارة الزراعية للعام 2023م.

ونوه الحناني بأن هذه الاحتفالية تمتاز بأنها ليست مجرد احتفال بنجاح شراكة جماعية تشمل جميع الفاعلين والداعمين على المستويين الرسمي والشعبي والقطاع الخاص في إطار منهجية سلسلة القيمة، بل هي أيضاً فرصة لمناقشة كيفية مواجهة التحديات والصعوبات التي تعيق انطلاقة عجلة الإنتاج بهدف تحسين جودة وزيادة إنتاجية المحصولين، خاصة وأننا نصبو إلى توطين الخامات المحلية في الصناعات التحويلية والبحث عن أسواق خارجية لاستيعاب فائض الإنتاج الزراعي.

ودعا الحناني المستهلكين في اليمن إلى التوجه نحو شراء المنتجات المحلية وتشجيعها ودعمها، معرباً عن أمله في أن تدعم الجهات الحكومية هذا التوجه وتعمل على وضع سياسات لإحلال المنتج المحلي محل المنتجات الخارجية مثل الكركم والزنجبيل.

وأوضح أن محصولي الكركم والزنجبيل يحتلان المرتبتين السابعة والثامنة في قائمة ورش سلاسل القيمة المزمع عقدها، وهي القائمة التي بدأت بمنتجات الألبان، ثم التمور، القطن، الأسماك، ثم السمسم والذرة الشامية في الأسبوع الماضي.

وأعلن الحناني أن الفريق التنموي عازم خلال الأربعة الأشهر القادمة على عقد ورش عمل لـ 30 سلسلة قيمة، فالانتقال إلى 58 سلسلة، نطمح من خلالها إلى إرساء دعائم نهضة حقيقية في القطاع الزراعي.

من جهته، لفت أمين عام الاتحاد التعاوني الزراعي، المهندس محمد مطهر القحوم، إلى أن ورشة سلسلة القيمة لمحصولي الزنجبيل والكركم تأتي ضمن قائمة ورش سلاسل القيمة التي يعتزم اللاعبون الحقيقيون ضمن منهجية سلسلة القيمة تنفيذها، استجابة لتوجيهات القيادة الثورية والسياسية بتحديد الفجوات ومعالجة الخلل داخل كل سلسلة قيمة على حدة، وداخل كل حلقة من حلقات سلاسل القيمة للمحاصيل الزراعية المحلية.

واعتبر القحوم الورشة خطوة مهمة في مسار تحقيق الاكتفاء الذاتي في هذين المحصولين عبر التدرج، مؤكدا أن دعم وتطوير العمل التعاوني المتمثل في الجمعيات التعاونية الزراعية يُعَدُّ من أهم ركائز هذه الانطلاقة.

وأوضح أن دور الاتحاد التعاوني الزراعي كنقطة فاعلة في النهوض بالتنمية في المناطق المنتجة للكركم والزنجبيل بدأ من التحضير والإعداد لإنشاء جمعيات تعاونية زراعية، ومن ثم التدريب والتأهيل الصحيح لكوادرها على كيفية الإدارة السليمة لعجلة التنمية الشاملة، مع التركيز على تفعيل الزراعة التعاقدية لخفض فاتورة الاستيراد من هذه المحاصيل.

وأشار إلى أن اجتماع اللاعبين الحقيقيين داخل كل حلقة من حلقات سلاسل القيمة يساهم في تحديد الفجوات ومعرفتها لدى كل طرف، ما يمهد لمناقشتها ووضع الحلول المناسبة، لما في ذلك من تحقيق النجاح الشامل في مختلف المحاصيل والعمليات الإنتاجية.

من جهته أكد رئيس الهيئة العامة للاستثمار ياسر المنصور أهمية محصولي الزنجبيل والكركم اللذين يدخلان في تصنيع العديد من المنتجات من المشروبات والبسكويت والمنظفات والمخللات إضافة إلى استخدامهما في الصناعات الدوائية.

ولفت إلى أهمية الورشة لمناقشة كيفية تطوير إنتاج محصولي الزنجبيل والكركم لتخفيض فاتورة الاستيراد منهما.

فيما أكد المدير التنفيذي لمؤسسة بنيان التنموية، المهندس محمد المداني، أهمية الورشة لتطوير سلاسل القيمة لمحصولي الزنجبيل والكركم التي تحظى زراعتها بأهمية في ريمة.

وأشار إلى أهمية الورشة للخروج برؤى وأفكار يتم من خلالها إعداد مصفوفة استراتيجية لتحسين وتطوير سلسلة القيمة للزنجبيل والكركم بمحافظة ريمة بالتنسيق مع الشركاء والداعمين في جميع حلقات سلسلة القيمة لمختلف المحاصيل.

ونوه المداني بالدور الذي يجب أن يضطلع به المجتمع والجمعيات والجهات المعنية والشركاء في تحسين سلاسل القيمة للمحصولين وصولا إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي.

وبيَّن أن العمل ضمن ورش منهجية سلاسل القيمة يهدف إلى وضع الحلول الحقيقية التي تضمن حركة مستدامة في السلسلة وعملية إنتاج وتسويق متكاملة وناجحة.

وتم خلال الورشة عرض مجموعة من المنتجات المحلية للأسر المنتجة التي يتم تصنيعها من محصولي الزنجبيل والكركم “عصائر وبسكويت ومشروبات غازية ومنظفات”.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: الزنجبيل الكركم ريمة سلسلة القیمة أهمیة الورشة

إقرأ أيضاً:

ركود تضخمي لا يُـنسى

قبل ما يقرب من خمس سنوات، حذرتُ من أن الركود التضخمي لم يكن يفصلنا عنه سوى سلسلة توريد معطلة واحدة. وبالفعل، شهدنا فاشية مؤقتة في أعقاب صدمة كوفيد-19، حيث تزامن ارتفاع التضخم مع التعافي الهزيل في الطلب العالمي. ولكن، مثله كمثل الجائحة، سرعان ما انحسر ذلك الارتباك الاقتصادي. واليوم، يلوح في الأفق شكل أكثر إثارة للقلق من أشكال الركود التضخمي، ويهدد بعواقب وخيمة ودائمة تهدد الاقتصاد العالمي والأسواق المالية العالمية.

يتمثل أحد الاختلافات المهمة بين هاتين السلالتين من الركود التضخمي في طبيعة الضرر. فأثناء الجائحة، كانت سلاسل التوريد مُـجـهَـدة بفعل تحولات كبرى في الطلب - فخلال فترات الإغلاق المبكرة استهلك الناس كميات أكبر من السلع وكميات أقل من الخدمات، مع حدوث انقلاب حاد بعد إعادة فتح الأسواق. وقد أدى ذلك إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية، ونقص أشباه الموصلات، واختناقات الشحن العالمي، والتي شكلت مجتمعة نحو 60% من الارتفاع المفاجئ في التضخم في الولايات المتحدة في الفترة 2021-2022. واستغرق الأمر عامين تقريبا حتى بدأت ارتباكات سلاسل التوريد تلك تتلاشي، لتسمح بتخفيف الضغوط التضخمية.

الآن، تكاد مثل هذه الارتباكات المؤقتة تبدو عجيبة مقارنة بعملية إعادة الترتيب الجوهرية لسلاسل التوريد العالمية التي أشعلت شرارتها نزعة الحماية التي أطلق لها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العنان تحت شعار «أمريكا أولا». الواقع أن الولايات المتحدة، على الرغم من جميع المآرب والأغراض، تعمل جاهدة على فك الارتباط أو الانفصال عن شبكات التجارة العالمية، وخاصة عن سلاسل التوريد التي تتوسطها الصين في آسيا وربما حتى عن سلاسل التوريد التي تربط أمريكا الشمالية عبر اتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، المسماة «المعيار الذهبي» للاتفاقيات التجارية. هذه التدابير كفيلة بإهدار كفاءات سلاسل التوريد التي تشير الأبحاث الأكاديمية إلى أنها نجحت في خفض معدل التضخم في الولايات المتحدة بنحو 0.5 من النقطة المئوية على الأقل سنويا على مدار العقد الماضي.

هذا الانقلاب، المدفوع بازدراء أمريكا الجديد لشركائها التجاريين السابقين، سيكون دائما في الأرجح. وفي حين أن الاضطرابات التي أحدثتها جائحة كوفيد-19 كانت لها نقطة نهاية واضحة، فإن انعدام الثقة في الولايات المتحدة سيستمر لفترة طويلة بعد رحيل ترامب عن المشهد. وهذه المرة، لن يتوفر أي حل سريع أو سهل. لن تكون عملية إعادة الإنتاج إلى الولايات المتحدة سلسة. يشير ترامب إلى إعلانات الاستثمار الضخمة من جانب شركات أجنبية ومحلية على أنها علامات على انبعاث التصنيع الأمريكي من جديد. إلا أن منصات الإنتاج لا يمكن تفكيكها وإعادة تجميعها كقطع الليجو. في أفضل الظروف، تستغرق هذه المشاريع سنوات للتخطيط والبناء قبل أن تبدأ العمل تدريجيا.

ولكن في مناخ اليوم الذي يتسم بانعدام اليقين في السياسات إلى حد غير عادي، وفي ظل تعريفات جمركية انتقامية متبادلة وعقوبات تعتمد بدرجة خطيرة على أهواء ترامب، من المرجح أن تؤجل إعادة الاستثمارات إلى الداخل، إن لم تُــلغ تماما. لن يكون من السهل أيضا على بقية دول العالم لملمة الشتات بعد تراجع أمريكا عن العولمة، وتطوير سلاسل توريد جديدة.

وكما ستستغرق الولايات المتحدة بعض الوقت لإعادة بناء قدراتها المحلية، فسوف تكون جهود البلدان الأخرى لإعادة هيكلة الترتيبات التجارية ممتدة على فترة طويلة. بقدر ما تعكس سلاسل القيمة العالمية كفاءات الميزة النسبية، فإن إعادة تشكيل منصات الإنتاج والتجميع والتوزيع على هذا النحو تهدد بإضافة أوجه قصور جديدة من شأنها أن ترفع التكاليف والأسعار في مختلف أنحاء العالم.

ينطوي الأمر على عنصر أكثر خبثا في هذا المزيج من الركود التضخمي: تسييس عمل البنوك المركزية.

وهنا، مرة أخرى، تقود الولايات المتحدة الطريق. يصر ترامب على أن له الحق في إبداء الرأي في تصرفات مجلس الاحتياطي الفيدرالي في وضع السياسات، وقد أعرب عن استيائه صراحة وبشكل متكرر إزاء القرارات التي اتخذتها لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية مؤخرا بالإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير. مكمن الخطر هنا أن ترامب سيذهب إلى مسافة أبعد في مهاجمة استقلالية الاحتياطي الفيدرالي. أعلن الرئيس مؤخرا أنه قد يجبر رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول على الاستقالة، مشيرا إلى أن «إنهاء ولايته كان واجبا منذ أمد بعيد». على الرغم من تراجع ترامب منذ ذلك الحين عن هذا التهديد، فإن مثل هذه الخطوة ستكون متسقة مع مساعيه الأوسع نطاقا - والتي يبدو أنها غير دستورية - لتوسيع نطاق السلطة التنفيذية. كجزء من الاستيلاء على السلطة على هذا النحو، استهدف ترامب بالفعل وكالات مستقلة أخرى، فأقال بشكل غير قانوني قادة المجلس الوطني لعلاقات العمل، ولجنة تكافؤ فرص العمل، ولجنة التجارة الفيدرالية لأغراض سياسية.

من منا قد يزعم إن ترامب المتقلب في الأغلب الأعم لن يتراجع مرة أخرى ويجدد هجماته على باول؟ في أقل تقدير، يكثف ترامب الضغط السياسي على السياسة النقدية الأمريكية في وقت حيث تتصاعد الضغوط التضخمية في مواجهة ارتباكات سلاسل التوريد الجديدة. أضف إلى هذا المزيج تفضيل ترامب المعروف للدولار الأمريكي الأضعف، فيتبين لك أن الظروف الحالية تشبه إلى حد مذهل تلك التي كانت في أواخر سبعينيات القرن العشرين، عندما تسبب الدولار الضعيف والاحتياطي الفيدرالي الواهن في تفاقم أول اندلاع للركود التضخمي في أمريكا. هل تذكرون جي. ويليام ميلر الساذج، الذي كان رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي في ذلك الوقت؟ الواقع أن هذا جزء مؤلم من تجربتي الخاصة كموظف في الاحتياطي الفيدرالي أفضل أن أنساه. يتمثل الجانب الآخر من عملة الركود التضخمي في تزايد خطر الركود الأمريكي والعالمي. ومرة أخرى، يعود ذلك إلى الاحتمال المتنامي لحدوث صدمة انعدام اليقين الواسعة الانتشار والطويلة الأمد التي تضرب الاقتصادين الأمريكي والعالمي، وما يرتبط بذلك من شلل يصيب عملية صنع القرارات التجارية والاستهلاكية.

في الثاني من أبريل احتفل ترامب بفرض ما يسمى التعريفات الجمركية «المتبادلة» باعتباره «يوم التحرير». في اعتقادي أن ذلك الأمر كان أشبه بعمل تخريبي، والذي أشعل شرارة ردود انتقامية وربما انحدار دورة التجارة العالمية. إذا استمر هذا الوضع، فسوف يكون من الصعوبة بمكان أن يتجنب العالم الركود. قد لا تقل نتائج أجندة ترامب تدميرا عن تلك التي نجمت عن الحرب التجارية العالمية في أوائل القرن العشرين في أعقاب صدور قانون سموت-هاولي للتعرفة الجمركية لعام 1930، وهو خطأ آخر فادح من أخطاء سياسات الحماية. ومع ارتفاع التعريفات الجمركية الأمريكية الآن بدرجة أكبر حتى مما كانت عليه في ذلك الوقت (في الواقع، أعلى مما كانت عليه في أي وقت منذ عام 1909)، يجدر بنا أن نتذكر انكماش التجارة العالمية بنسبة 65% في الفترة من 1929 إلى 1934. الحق أن العالَـم اليوم قد يكون محظوظا إذا أفلت بما لا يزيد على الركود التضخمي.

مقالات مشابهة

  • ورشة تدريبية في تعز حول إعداد الخطة التنموية للعام 1447هـ
  • ركود تضخمي لا يُـنسى
  • ورشة عمل بوزارة الداخلية لمراجعة وتطوير دليل الوصف الوظيفي لإدارة القوى البشرية
  • مجلس النواب يقيم ورشة عمل لمراجعة الإطار القانوني لقضايا المفقودين
  • ورشة تدريبية في إب لتطوير الدراسات والتقارير الفنية في ضوء الإدارة المتكاملة للموارد المائية
  • تطوير مهارات معلمي الصف في ورشة تدريبية لتربية حمص
  • "استخدامات الذكاء الاصطناعي ومستقبله" فى ورشة تدريبية لطلاب كلية الآداب بجامعة أسيوط
  • «كاك بنك» يدشّن ورشة عمل لبناء قدرات التحليل الائتماني لموظفيه
  • انطلاق ورشة العمل لتحليل التصنيف المرحلي لانعدام الأمن الغذائي في عدن
  • ورشة عمل حول "الإتيكيت والبروتوكول الدولي" بجامعة صحار