مسؤول أمريكي يشيد بالعلاقات التركية مع الغرب.. ماذا عن غزة؟
تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT
أشاد السفير الأمريكي لدى أنقرة جيف فليك بعلاقات بلاده مع تركيا، معتبرة أن الأخيرة "لا تزال راسخة في الغرب" على الرغم من الانقسامات في المواقف إزاء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة للشهر التاسع على التوالي.
وقال فليك في حديثه مع رويترز، الأربعاء، إن تأييد تركيا لتوسيع حلف شمال الأطلسي "ناتو"ـ والاتفاق على بيع طائرات إف-16 الأمريكية لها، يشير إلى ميل أنقرة نحو الغرب هذا العام ويمهد الطريق أمام زخم دائم في التجارة والاستثمار.
وأضاف السفير الذي من المقرر أن يترك منصبه هذا الخريف، أن "الشراكة الاستراتيجية أقوى من أي وقت مضى ونحن في وضع جيد"، موضحا أنه بالرغم من العلاقات الاقتصادية والتجارية القوية التي تربط تركيا بروسيا، إلا أن الحرب في أوكرانيا سلطت الضوء على التزامها تجاه حلف شمال الأطلسي والغرب، وفقا لرويترز.
وأشار إلى أن تركيا "كانت مثالية للغاية في دعمها لوحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها"، مستشهدا بإيقافها للسفن الحربية الروسية التي تعبر البحر الأسود وإمدادها كييف بطائرات مسيرة.
وذكر فليك، وهو سيناتور جمهوري سابق رشحه الرئيس الديمقراطي جو بايدن، وتولى منصبه في أوائل عام 2022، أن رؤية الحزبين الديمقراطي والجمهوري إزاء تركيا في الكونغرس تحولت إلى إيجابية هذا العام، وسيستمر ذلك بغض النظر عن الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني /نوفمبر الماضي، موضحا "أنهم (الأتراك) راسخون بقوة في الغرب".
انقسام بشأن غزة
تتمثل التوترات الرئيسية في علاقة الولايات المتحدة وتركيا في السنوات القليلة الماضية في التحالف الأمريكي مع الأكراد في سوريا الذين تعتبرهم أنقرة "إرهابيين" وتواصل عملياتها العسكرية ضدهم على الجانب الآخر من حدودها مع سوريا والعراق، بالإضافة إلى شراء تركيا لمنظومة الدفاع الروسية إس-400، وهو ما أدى إلى فرض عقوبات أمريكية واستبعادها من برنامج الطائرات إف-35.
ويتعلق أحدث انقسام بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، والذي أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن معارضته بشدة بسبب الجرائم الإسرائيلية بحق المدنيين، ودعم الولايات المتحدة لـ"إسرائيل" في هذه الحرب.
إلى ذلك، قال السفير الأمريكي إنه بينما أُلغيت زيارة أردوغان التي كانت مقررة للاجتماع مع بايدن في البيت الأبيض الشهر الماضي بسبب مشاكل في تنظيم الجدول الزمني، فقد حدث ذلك أيضا في وقت يلقي فيه الوضع في غزة "بخلفية سياسية صعبة".
وأضاف أنه "من الواضح أنه ستكون هناك اختلافات مع الوضع في غزة، وهذا موقف صعب"، مستدركا بالقول إن "علاقات أنقرة الوثيقة مع القادة السياسيين لحماس وفرت قناة قيمة خلال الصراع وفي محادثات وقف إطلاق النار، وأن واشنطن تطلب منها أحيانا توصيل رسائل لهم".
وأوضح أن اجتماع قادة حلف شمال الأطلسي "ناتو"، في واشنطن الشهر المقبل يمثل فرصة لعقد اجتماع بين بايدن وأردوغان نظرا "لوجود بعض الرغبة لدى الجانبين".
علاقات تركيا مع روسيا
قال فليك لرويترز، إن بيع طائرات إف-16 ومعدات تحديث لتركيا، بعد الموافقة على طلب السويد للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، يظهر ثقة متزايدة بين الجانبين، وساعد في "إطلاق العنان" للتعاون في الصناعة واستثمارات مباشرة أخرى.
وتأتي تعليقات فليك، بعد أن قالت أنقرة الأسبوع الماضي إنها قد تفكر في الانضمام إلى دول مجموعة "بريكس".
وتجدر الإشارة إلى أن "بريكس" هي عبارة عن تكتل أسس عام 2006، ويضم الصين والبرازيل وروسيا والهند وجنوب إفريقيا وهي الدول المؤسسة، التي انضم إلى تكتلها مطلع العام الجاري كل من مصر وأثيوبيا وإيران والإمارات.
واجتمع وزير الخارجية التركي هاكان فيدان مع الرئيس فلاديمير بوتين في روسيا هذا الأسبوع وحضر اجتماع مجموعة بريكس. ونقلت وسائل إعلام رسمية في وقت لاحق عن فيدان قوله إن العلاقات التركية الروسية "تسير بشكل جيد للغاية".
والثلاثاء، قال بوتين إن أردوغان سيحضر قمة منظمة شنغهاي للتعاون في تموز /يوليو القادم، وإنه يأمل أن يلتقي به هناك.
وذكر السفير الأمريكي أنه بينما يأمل ألا تنضم تركيا إلى "بريكس" فإن مثل هذه الخطوة لن تغير تحالفها مع الغرب.
وأضاف "أعتقد أنهم يدركون أن الاقتصاد الروسي يتحول إلى اقتصاد حرب. لا يوجد مستقبل هناك، لا سيما في ظل العقوبات التي يفرضها الغرب"، مشيرا إلى أن واشنطن تعمل مع أنقرة لتخفيف اعتمادها على روسيا في الحصول على الطاقة، حسب رويترز.
يشار إلى أنه في حال تمكنت أنقرة من الانضمام إلى "بريكس"، فستكون أول دولة في حلف شمال الأطلسي "الناتو" ينضم إلى هذا التكتل، الذي ينظر إليه على أنه بديل لمجموعة السبع التي تقودها دول غربية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي منوعات تركية أنقرة تركيا غزة واشنطن تركيا غزة واشنطن أنقرة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حلف شمال الأطلسی إلى أن
إقرأ أيضاً:
هل إيران في مسار تصادمي مع الغرب؟
منذ 7 أعوام، دخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب غرفة الاستقبال الدبلوماسية في البيت الأبيض وألقى خطاباً قصيراً أعلن فيه نهاية ما اعتبره معظم العالم نجاحاً بارزاً في الدبلوماسية العالمية.
بدأ الرئيس الأمريكي بإعلان جهوده لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، وانتهى بتوقيع مذكرة أعادت فرض عقوبات قاسية على طهران، ما شكّل بداية حملة "الضغط الأقصى" التي أطلقها في عهده الأول.
وتقول صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إنه في غضون 12 دقيقة، دمر ترامب إنجاز السياسة الخارجية الأبرز لسلفه باراك أوباما، الاتفاق النووي في 2015 مع طهران، الذي فرض قيوداً صارمة على الأنشطة النووية الإيرانية وشاركت فيه أوروبا، وروسيا، والصين.
وقال ترامب حينها: "إذا لم نفعل شيئاً، فإننا نعلم بالضبط ما سيحدث في فترة قصيرة. الراعي الأول للإرهاب في العالم سيكون على وشك امتلاك أخطر الأسلحة في العالم".
الآن، ومع عودته إلى البيت الأبيض، يواجه ترامب تداعيات قراره في 2018. فقد انتقلت إيران من الامتثال للاتفاق إلى التصعيد النووي السريع، مما وضعها في مسار تصادمي مع الغرب يصل إلى ذروته هذا العام.
Is Iran on a collision course with the west? - The Big Read https://t.co/xAtjS1dZ52
— FT Opinion (@ftopinion) March 31, 2025 تصاعد التوتراتوتشمل المخاطر بحسب الصحيفة، اندلاع حرب جديدة في الشرق الأوسط، وإذا شعرت إيران بتهديد وجودي، فقد تتجه إلى تسليح مخزونها المتزايد من اليورانيوم عالي التخصيب لتصبح الدولة العاشرة في العالم التي تمتلك أسلحة نووية.
تقول كيلسي دافنبورت، مديرة سياسات منع الانتشار في جمعية الحد من الأسلحة: "هناك مجال للدبلوماسية، لكن كلا الجانبين يحتاجان إلى الإرادة السياسية والاستعجال لمواجهة هذه اللحظة. بدون ذلك، فإن التصعيد المتبادل سيخرج عن السيطرة هذا العام".
إسرائيل والدول الأوروبيةمن جهته، يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الذي عزز موقفه بعد توجيه ضربات مؤلمة لإيران وحلفائها خلال العام الماضي، إلى دفع الولايات المتحدة لدعم عمل عسكري ضد طهران.
أما الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق (بريطانيا وفرنسا وألمانيا)، فقد كانت تعارض انسحاب ترامب منه وحاولت إنقاذه مع إدارة بايدن، لكنها أصبحت الآن أكثر تصادماً مع طهران بسبب توسعها النووي المستمر.
Trump says he's 'very angry' and 'pissed off' at Putin during an NBC News interviewhttps://t.co/FPkvB1I5Iw
— MSNBC (@MSNBC) March 30, 2025مع اقتراب 18 أكتوبر، حيث تنتهي بعض بنود الاتفاق النووي، تهدد الدول الأوروبية بتفعيل آلية "سناب باك" التي ستعيد فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران. وإذا تم تنفيذ ذلك، فمن المرجح أن ترد طهران بالانسحاب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، ما يزيد التوترات.
مستقبل التفاوضورغم تأكيد الاستخبارات الأمريكية أن إيران لا تنتج سلاحاً نووياً حالياً، فإنها تمتلك القدرة على إنتاج كمية كافية من المواد الانشطارية لصنع "ستة أسلحة أو أكثر في أقل من أسبوعين"، بحسب دافنبورت.
ويأمل البعض أن تجد إيران والولايات المتحدة طريقاً دبلوماسياً لتجنب أكبر أزمة انتشار نووي منذ أن أجرت كوريا الشمالية أول اختبار نووي لها قبل عقدين. لكن المشكلة أن ترامب زعيم غير متوقع، والمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي يرفض الولايات المتحدة من منطلق أيديولوجي.
⚡️BREAKING
Iran's Supreme Leader reacts to Trump's threats
'An attack from the outside is unlikely, but if they make a mistake, they will certainly suffer a heavy blow' pic.twitter.com/3R9IyswNjK
يقول أحد المطلعين على النظام الإيراني: "هذه لعبة تصادم، مثل سيارتين تسيران بسرعة نحو بعضهما البعض، والفائز هو من يرفض الانحراف خوفاً".
سياسات ترامبعندما عاد ترامب إلى البيت الأبيض، كانت هناك آمال بأن تكون الدبلوماسية ممكنة، خاصة أن طهران أبدت استعدادها للعودة إلى المفاوضات، وكان الرئيس الإيراني الإصلاحي مسعود بيزشكيان قد فاز في الانتخابات بوعود برفع العقوبات.
لكن في فبراير (شباط)، وقّع ترامب مذكرة تنفيذية أعادت عقوبات الضغط الأقصى، معلناً نيته تصفير صادرات النفط الإيرانية، وحرمانها من الصواريخ الباليستية، وتحجيم نفوذها الإقليمي. في طهران، فُسرت هذه الخطوة على أنها محاولة لإخضاع الجمهورية الإسلامية.
JUST IN: ???????????????? US President Trump threatens to bomb Iran if they don't agree to a nuclear deal.
"If they don't make a deal, there will be bombing and it will be bombing the likes of which they have never seen before. pic.twitter.com/ArkZb1kEu4
ورغم هذه السياسة المتشددة، أرسل ترامب لاحقاً خطاباً إلى خامنئي أعرب فيه عن رغبته في التوصل إلى "اتفاق نووي سلمي"، لكنه في نفس الوقت هدّد بأن البديل هو "قصف لم يسبق له مثيل".
المواجهة والبقاءإيران تعاني من أسوأ وضع اقتصادي منذ الثمانينيات، إذ تراجعت عملتها، وبلغ متوسط التضخم السنوي 32%. في الداخل، تفاقم الاستياء الشعبي منذ قمع الاحتجاجات التي اندلعت بعد مقتل مهسا أميني في 2022.
لكن رغم ذلك، يرى قادة إيران أن تكلفة مواجهة محدودة قد تكون أقل من الخضوع للضغوط الأمريكية، ويؤكدون أن البقاء هو الهدف الأساسي.
Iran has rejected direct negotiations with the US in response to Trump’s letterhttps://t.co/9Xcq3uTPOo
— Sihle Mavuso (@ZANewsFlash) March 30, 2025 ما الخيارات المطروحة؟المواجهة العسكرية: إسرائيل تهدد بضربة استباقية، لكنها تدرك أن قدرة إيران على إخفاء منشآتها النووية تحت الجبال تجعل من الصعب تدميرها بالكامل.
التصعيد الإيراني: إيران قد ترد على أي هجوم باستهداف القواعد الأمريكية والمنشآت النفطية بينما الاتفاق المحتمل ربما يتجه ترامب إلى "اتفاق أقل طموحاً" يجمّد التخصيب الإيراني، مع تأجيل الحل النهائي.